ماذا تعرف عن تعاليم التاو في الصين؟

حارث زهير الحكاك

الحوار المتمدن-العدد: 5945 - 2018 / 7 / 27 - 18:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

ماذا تعرف عن تعاليم التاو في الصين
التاو ( أو الداو في بعض اللهجات الصينية) هو تعاليم دينية وفلسفية نشأت في الصين بحدود القرن الرابع قبل الميلاد، وما زالت تدرس في أغلب مدارس الصين، لأن هذه التعاليم تؤكد على أحترام جميع مكونات الحياة كالذرات والجزيئات والمواد ومصادرها، وعليه يجب على الإنسان تعلم الطبيعة وبساطتها وضرورة التفاعل معها في أعمال تلقائية غير مكلفة للجهد.. وهذه يمكن أختصارها في ثلاث عبارات (ثمينة) هي (الحب والحنان)، ( الأقتصاد والتدبير) و ( والتواضع). وتعني ( الطريق للحياة أو الطبيعة The Way to life´-or-Nature ).
تعتمد هذه الفلسفة بالدرجة الأولى على أحد التعاليمكتب الصينية القديمة ( The Yijing)، الذي يؤكد فلسفيا على أهمية أبقاء سلوك الإنسان متوافقا مع الدورات المتناوبة للطبيعة. وأستمرت هذه الأفكار على التفاعل والنضوج مع ظهور حكماء وفلاسفة صينيين بعد ذلك.. في الوقت الحاضر تعتبر تعاليم التاو على أنها واحدة من الأديان الخمسة الرسمية في الصين وتايوان
أعتبر الغربيون هذه الفلسفة على أنها فريدة من نوعها وتحتاج إلى تفكير عميق لفهمها والتفاعل معها.لكونها تعتبر الإنسان في أعلى مرتبة من التكوين في هذه الطبيعة الخلابة، وعليه يجب عليه أن يكون في أعلى مرتبة في التفاعل مع مكوناتها المختلفة. فالحرف ( T في TAO ) و حرف D في DAO) تعني العظمة المخفية في الطبيعة، فمثلا على الإنسان أن يلاحظ عظمة حركة عضلات القط أو الكلب أو الحصان عندما يمشون أو يركضون، أو عظمة جريان الماء في جدول وكيف أنه يسرع أو يُبطيء مع أنخفاض وأرتفاع المجرى. فمن هذه الملاحظة ستجعلك تفكر بعظمة جداول المياة في الجنة الموعودة. أما الحرفين الثانيين ( A & O ) فهما فقط وضعا للفظ الحرف الأول.
في مثال آخر يسألك فيلسوف التاو ( كيف يمكنك وضع رياح قوية في صندوق) وعندما يراك مغلوبا على أمرك، يطلب منك أن تسأل نفسك أولا (لماذا أنا بالأساس أريد أن أصيد الرياح القوية وأضعها في صندوق؟) هل أنا أريد أن أنقلها إلى مكان آخر؟ ولماذا؟ والرياح موجودة في كل مكان.
ويروي فيلسوف التاو هذه الحكاية لتوضيح هذه الفكرة: حمل حطاب فأسه وذهب إلى الغابة ليحطب ويجمع ما يحصل عليه من حطب لإستعماله الشخصي ولبيع الزائد منه، وأثناء عمله والعرق يتصبب من جسمه ووجهه ظهر له الحيوان المقدس ( Satori Animal) وهو حيوان أسطوري ما بين الجني والتنين. ظهر له متحديا لأنه يعرف ما في دواخل هذا الحطاب وأهمها هي قتله والتخلص من شره. وقف أمام الحطاب متحديا، فرمى عليه الحطاب فأسه بقوة، ولكن الحيوان أختفى وأنتقل إلى مكان آخر بخفة متناهية، وأستمرت محاولات الحطاب في رمي الفأس على الحيوان الشرير، والحيوان يختفي في كل مرة ويظهر ثانية في موقع آخر.وأخذ يضحك مستهزءا من الفلاح وقال له إنك لا تستطيع قتلي بهذه الطريقة لأني أعرف نواياك ولأنك مشغول البال والفكر في إيجاد الطريقة لصيدي وقتلي. ولا تستطيع التركيز!!
فعاد الحطاب لعمله وترك الحيوان وبدأ يركز على الحطب. وفي إحدى المرات رفع الحطاب فأسه بقوة كبيرة محاولا كسر جذعا سميكا من الخشب، فإذا برأس الفأس تطير من مكانها وضربت بقوة راس الحيوان الذي كان واقفا يتفرج ويستفز الحطاب، فخر صريعا ومات على الفور.
من ناحية أخرى يؤكد فلاسفة التاو على أهمية تراكم الخبرة خصوصا في التعامل مع الحياة والطبيعة والبشر. فهم يرون وجوب المحافظة على الجيد من أعمال الناس، خصوصا الرؤساء والمدراء الذين تنتهي فترة عملهم، وعلى الذين يستلمون مكانهم عدم رمي ما عمله أسلافهم في النفايات والبدء من جديد، لأنه إذا أستمرت هذه العجلة سوف لا يكون هناك أي بناء، وعليه يجب نبذ السيء من أعمال سابقينا وتطوير وتحسين الجيد منها خصوصا فيما يتعلق في تفاعل الإنسان والحيوان مع الحياة والطبيعة.
حــــارث زهيــــر الحكــــــاك

#حارث_زهير_الحكاك (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل