(قناة سلمان المائية) خطوة اقتصادية مهمة لمنطقة الخليج العربي في مواجهة مضيق هرمز الايراني

انور حامد الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 5945 - 2018 / 7 / 26 - 23:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أدت كل من التحولات الجيوسياسية والاقتصادية والنزاعات والتدخلات الخارجية التي عصفت بمنطقة الشرق الأوسط على دفع الكثير من الدول، ولاسيما دول الخليج العربي، إلى البحث عن بدائل استراتيجية تحفظ لها مكانتها وقوتها في حال وقوع أي أزمة سياسية أو اقتصادية يمكن ان تندلع فيها أو في محيطها.
من هنا جاء مشروع قناة "سلمان المائية" او ما يعرف بمشروع " سلمان الجديد " بمثابة خطوة اقتصادية سعودية مهمة في مواجهة النفوذ الإيراني المسيطر على مضيق هرمز بل وإبعادها نهائيا عن سواحل الخليج العربي، فمن وجهة نظر دول الخليج العربي ان إيران تسعى الى عرقلة كل المخططات السياسية والاقتصادية والامنية التي تسعى دول الخليج إلـى وضعها لحماية امنها الاقتصادي والامني من أي خطر أجنبي، فضلا عن ذلك ان تحكم ايران في المضيق يتيح لها إمكانية التحكم في الشريان الذي يغذي العالم الصناعي في مجمله بالطاقة، اذ تمر بـه ناقلة بترول كل عشر دقائق أي ما يساوي 65%من موارد العالم النفطيـة، و90% من حاجة اليابان من البترول، و70% من استهلاك دول السوق الاوروبية المشتركة، و 22 %من استهلاك الولايات المتحدة، كما يعد مضيق هرمز الـذي تـتحكم فيـه ايران، هو المنفذ الطبيعي امام دول الخليج كالعراق والكويت والسعودية والبحـرين وقطر ودولة الامارات وسلطنة عمان.
لذا جاء مشروع " قناة سلمان البحرية" أطول قناة مائية اصطناعية في العالم تربط الخليج العربي مرورا بالسعودية ثم ببحر العرب ومنه الى قناة السويس، للتخطي والالتفاف عن فكرة المرور بمضيق هرمز الذي يعد بمثابة عنق الزجاجة الخليجية، وخصوصاً في مجال تصدير النفط إلى العالم، هذه القناة ستوفر لعدد من الدول العربية طريقاً لنقل نفطها مثل قطر والإمارات والكويت بعيداً عن مضيق هرمز، وقد دفعت الأزمات السياسية السابقة دول منطقة الخليج العربي إلى التخفيف من اعتمادها على هذا المضيق، لاسيما وان ايران تحاول استخدامه لمصالحها الخاصة، وتهديدها المستمر بأغلاق المضيق وتعطيل حركة التجارة والنقل وحركة الملاحة البحرية العالمية في حال تعرض مصالحها الى الخطر ولاسيما من قبل الولايات المتحدة الامريكية، وهذا امر مستبعد لان عملية الاغلاق ليست بالسهولة اذ تقع ايران ضمن اتفاقيات دولية الخاصة بمنع غلق المضيق التي تعد قضية امن عالمي.
فعلى الرغم من المشروع القناة البحرية طرح في حروفه الأولى وعدم جود بيانات رسمية الا ان نجاح تحقيقه يزيد من الأهمية الاقتصادية لمنطقة الخليج العربي لاسيما في جلب بيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة وتحسين بيئة الاعمال وتطوير أنظمة الاستثمارات الأجنبية من خلال استغلالها في المجالات التي تسد الفجوات في كثير من النواحي في الموارد والإمكانيات المتوفرة، مما يعزز من أداء الاقتصاد الخليجي وتحقيق التنمية المستدامة.
ثانيا: الهدف السعودي الخليجي من "مشروع القناة البحرية"
ان مشروع " قناة سلمان" بحد ذاته هو عبارة عن نهضة متكاملة في كل المجالات، ينقل المملكة من دولة مستهلكة إلى دولة مصدرة ورائدة في المشاريع الزراعية والحيوانية والثروة السمكية والطاقة، واهم الأهداف التي يسعى الى تحقيقها هذا المشروع هي الاتي:
• يقوم المشروع بتحقيق أحياء خطوط جديده لنقل النفط تربط الخليج العربي ببحر العرب.
• إقامة مدن سكنية سعودية جديدة تطل على شاطئ القناة البحرية.
• إقامة خطوط فرعية للقناة البحرية تنتهي ببحيرات مائية، حيث ستضم كل بحيرة إقامة مفاعل نووي الهدف منه توليد الطاقة الكهربائية وتقليل الاعتماد على الطاقة بحرق الوقود الأحفوري وتقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة من ذلك.
• قامة محطات لتوليد الطاقة الشمسية ومحطات أخرى لتحلية المياه وذلك لعدم كفاية مياه الابار للاستخدام البشري والزراعي والحيواني.
• خلق فرصً ووظائف كثيرة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والخدمية.
لذا ترى المملكة العربية السعودية في اقامة هذا المشروع هدفين رئيسين، الأول، هو لغرض الاحتياط والطوارئ وضمان استمرار وصول النفط الخليجي الى الأسواق العالمية والدول الكبرى المستهلكة لاسيما في اسيا، وثانيا: استخدامه لفتح خطوط انابيب لدول الخليج العربي لتصدير النفط والغاز في حالة نشوب حرب بين السعودية وايران على مضيق هرمز، وهو خيار مستبعد أيضا في المستقبل القريب والمتوسط.
وعلى الرغم من تلك الخيارات المطروحة الا ان السعودية تحرص على تمسكها بمضيق هرمز، فهي الى الان تعتمد عليه في صادراتها النفطية، وان خطوط الانابيب الجديدة أقيمت لحالات الطوارئ، والتي من المتوقع ان تدخل حيز التنفيذ حسب وجهة نظر بعض الخبراء السعوديين في استراتيجية عام 2020 – 2030،
من ذلك يمكن القول ان تنفيذ تلك القناة البحرية ستكون محوّلاً مهمّاً في صراع القوى الاقليميّة وقدرتها على استخدام النفط كسلاح في أية مواجهة مقبلة، فالمضيق يمكن أن يكون بؤرة توتر أو تأزيم دائمة، لكن مع إنشاء القناة، فإن احتمال أن يشهد العالم خضات اقتصاديّة بسبب أزمة سياسية في المضيق الذي قد تؤول نسبته الى الانخفاض.

ملاحظة:=
الهدف من المقال: هو في حال تم تنفيذ مشروع القناة المائية ستشهد منطقة الخليج العربي اهمية اقتصادية كبيرة ، اضافة الى ذلك ستصبح بيئة جاذبة للاستثمار الاجنبي المباشر هذه من ناحية، ومن ناحية اخرى، يهدف المشروع الى الالتفاف حول مضيق هرمز فيما يخص صادرات النفط الخليجي، لذا ان المضيق المذكور سيصبح غير ذات اولوية لمنطقة الخليج العربي ولاسيما للدول النفطية فيه، كما اود القول ان المشروع لا يستهدف دولة معينة بقدر توضيح الجوانب المهمة الاقتصادية لمنطقة الخليج العربي.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل