أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس اسحق - خِطابٌ إلى الله ... مِنْ طِفلَةٍ مُتَسَوِّلَةٍ يَتِيمَة















المزيد.....

خِطابٌ إلى الله ... مِنْ طِفلَةٍ مُتَسَوِّلَةٍ يَتِيمَة


بولس اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 5938 - 2018 / 7 / 19 - 20:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يحكى عن فتاة كان اسمها ليلى... عمرها عشرة سنوات... مات أباها وأمها في حادث انفجار... فظلت مع خالتها زينب... كانت خالتها تقوم بأعمال الدعارة والنصب والاحتيال... وكذلك تجبر ليلى على التسول وسرقة المحفظات (جزدان) كل يوم... تلبسها ملابس رثة ومهترئة... وترسلها الى الشوارع... وفي كل يوم بعدما تأتي ليلى الى البيت... تأخذ خالتها زينب ما جنت من التسول والسرقة... واحيانا كثيرة تقوم بضربها... وبعد الصراخ والبكاء الموجع تنام ليلى... وما أن يبدأ النهار بالشروق من جديد... توفيقها خالتها وتسوقها الى التسول والسرقة... وأستمر الحال هكذا... وفي يوم من الأيام كانت ليلى مارة... من أمام بناية يقال لها البريد... فسمعت من بعض الأطفال في نفس المهنة... ان الناس يرسلون رسائل الى أقربائهم في هذه البناية.... فما كان منها الا ان قالت في نفسها سأدخل وأرى... فدخلت وفي طريقها قابلت موظف البريد... وبعدما رأى ليلى بثيابها المشققة المهترئة قال لها: ماذا تريدين ؟
فأجابت ليلى ماذا تفعلون هنا؟
الموظف: الناس يرسلون الرسائل الى اقربائهم... وهل تودين أن ترسلي شيئا ؟
ليلى: نعم وهل أستطيع أن أرسل الى أي شخص أريد... وهل تأخذون نقودا على الرسائل؟
الموظف: نعم تستطيعين أن ترسلي لمن تشائين والثمن نصف دينار على الرسالة!!
فتركت ليلى البريد وتسولت وسرقت كباقي الأيام لأنها مجبرة... وإلا ضربتها خالتها ضربا مبرحا إن لم تأتي بمال ذو قيمة... وقبل ان تصل الى البيت في ذلك المساء... خبأت نصف دينار... وفي تلك الليلة عكفت تكتبت رسالة الى الله... تطلب فيها من الله أن يساعدها وينقذها من المأزق وهذه الحال التي هي فيها... وفي الصباح التالي ذهبت الى البريد قبل ان تذهب الى مكان عملها... ودخلت البريد فقابلها الموظف عينه... فأعطته نصف الدينار والرسالة... وطلب الموظف منها لمن تريد ان ترسلها وما هو العنوان... فقالت له: اريد ان أبعث الرسالة هذه الى الله... ففوجئ الموظف وذهب ليخبر المسؤولان عن ذلك البريد... والمسؤولان عن ذلك البريد كان أحدهما انسان... والأخر مؤمن بالله لحد التخمة... وفي هذه الاثناء بقت ليلى منتظرة في الصالة... وأخد المسؤولان يتناقشان ماذا يمكنهما ان يفعلا بهذه الرسالة... فقال المؤمن: لنخبئ الرسالة ونقول لها إننا أرسلناها... فنزرع في نفسها الامل في الحياة... وعسى أن يساعدها الله في أمرها... فتحسب إن رسالتها قد وصلت... بينما قال الانسان: كيف نلعب بعقل الفتاة الصغيرة... وهل أنت متأكد إن الله سيساعدها فعلا... وماذا إن لم يفعل وأنا متأكد من هذا!!
المؤمن: بالله لا أدري... المهم أن نعطي الأمل للبنت كي تعيش... وهنا خطرت على بال الانسان فكرة فقال: لم لا لنفتح الرسالة!!
المؤمن: لا تفتحها لأنها لا تخصك... وتخص الله والبنت!!
الانسان: أي اله تتحدث عنه... كف أرجوك عن الخرافات... ودعنا نقرأ الرسالة لنرى امرها... وقد يمكننا مساعدتها في تلبية مطلبها!!
المؤمن: حسنا ............. فلنفتحها ... ففتحا الرسالة التي جاء فيها:
الله... أنا أحبك كثيرا بقدر نجوم السماء... خالتي تحبسني في البيت... وتجبرني على السرقة والتسول... بينما امي كانت تقول لي إن السرقة حرام... أريد شكولاتة وفستان لونه أحمر... جارتنا اشترت فستان لابنتها... وصارت تلعب وهي تلبس الفستان الأحمر... خالتي تضربني كثيرا كل ليلة... وعندما أراك ساريك الازرقاق الموجود على ظهري... لم أستحم منذ 4 أشهر... لان خالتي تقول إن استحممتِ وأصبحتِ نظيفة... فلن يعطيك الناس مالا... أمي قالت لي إن طلبتي من الله شيئا حسنا... فسيعطيك الله إياه... قال العم صاحب البريد باني استطيع أن أبعث رسالة الى أي شخص أريد... عمر ابن جارنا ضربني قبل ثلاثة أيام في الحارة... وقال لي أنكِ يتيمة وأستطيع أن أضربك متى ما أشاء... فلن تأتي امك لتنقذكِ... الأولاد في الحارة يذهبون الى المدرسة... وأنا انقطعت عندما ماتت أمي ومات أبي... حذائي مشقق والجو بارد... وأنا ابول على نفسي من شدة البرد... اريد منك يا الله ان كان بإمكانك... ان تعيد لي ابي وامي لأنام بين احضانها... أريد كلبة صغيرة ألعب معها فلن أضربها مثل خالتي... سأبعث لك رسائل أخرى فليس لدي احد غيرك... أنا أحبك كثيرا بقدر نجوم السماء... ونسيت أن أقول لك أريد فراشا دافئا أيضا ... ودمية كباقي البنات ولتكن شقراء الشعر... لا أريد ان تكون دميتي مثلي... أنا شعري اسود... وكل البنات الشقراوات الشعر لديهن بيت وأم وأب... ابنتك المحبة ليلى.
وبعدما قرأ الانسان والمؤمن الرسالة... طفقا يبكيان... قال المؤمن فلنخبر الشرطة ليأخذوها الى دار الايتام من خالتها العاهرة... فكر الانسان قليلا وقال: هل تعرف كيف هي الحياة في دار الايتام... أو ماذا هـــي... ألم تقرا الرسالة للفتاة الصغيرة... إنها تطلب أكثر من ان ينقذها أحد من تلك العاهرة خالتها... انها تطلب أن تكون لها حياة وعائلة... انها تريد الحب والسعادة الحقيقية... وأراهن إن ليلى أذكى منك يا صاح!!
المؤمن: مهلا ماذا لو كانت البنت كاذبة ؟
الانسان: يا لغباوتك... ألم ترى إن كلمات ليلى من القلب وفؤاد مكسور... ثم كم بنت صغيرة تأتينا بهذا كل يوم... إن ما كتبته لا أستطيع أن أكتبه حتى أنا... لأنني لم أعش ما تعيشه هذه المسكينة ....... يا للهول!!
المؤمن: حسنا... أنت على حق فلنذهب ونرى بسمة... وهرع الاثنان الى الصالة حيث بسمة!!
المؤمن : بسمة أننا سنبعث رسالتكِ الى الله... كوني مطمئنة... وإنشاء الله سيرد عليكِ... وإن لم يرد عليكِ... أبعثي رسالة أخرى وأخرى حتى يرد الله عليكِ !!
الانسان: وانا سأتكفل بالمصاريف فلا تهتمي.
ليلى: حسنا يا عم بريد .............. مع السلامة.
وغادرت ليلى البريد..... فغضب الانسان غضبا شديدا وقال للمؤمن: يا غبي ماذا فعلت... اه اه اه ... ماذا أقول لك... لقد أفسدت كل شيء... لِماذا لَمْ تفسح لي المجال بالتكلم... أفعل ما يحلو لك... فقد انسحبت أنا من هذا الموضوع... ولِنرى ماذا يفعل ربك وماذا ستفعل أنت؟
المؤمن: هذا ليس من شأنك... وسترى كيف سيساعد الله ليلى!!
الانسان: هههههههــــه .... أنا منسحب
عندها توجه المؤمن الى الهاتف والانسان يراقبه:
الانسان: ماذا تفعل؟
المؤمن : هش أسكت ولو قليلا!!
المؤمن : الو... الو... مركز الشرطة ؟ لدي شكوى بخصوص..... وسرد قصة ليلى!!
الشرطة: سنقوم بالواجب حالا يا سيدي !!
وفي مركز الشرطة :
المقدم صالح: يا نقيب هشام تعالى هنا حالا
هشام: حاضر يا سيد
صالح: الموضوع بما فيه إنه.............. الى أن سرد قصة ليلى بأكملها للنقيب هشام .
صالح: خذ اثنان من عناصرنا واذهب وأجلب لي تلك العاهرة... وأجلب لي ليلى المسكينة أيضا !!
هشام: حالا سيدي .
وعند بيت خالة ليلى:
هشام: يا شباب طوقوا البيت... وإذ بخالة ليلى في الدار وتأبى ان تفتح لهم... فكسر النقيب هشام الباب ودخل... ولما رأى النقيب هشام خالة ليلى عرفها... فأمر النقيب هشام الاثنان من عناصر الامن... أن ينتظرا في الخارج ففعلا.
هشام: زينب ماذا تفعلين هنا وهل أنت خالة ليلى؟
زينب: نعم أنا خالتها وهذا بيتي... ماذا حدث لليلى قل لي أرجوك ... قل لي ... وقامت زينب بالبكاء تظاهراً على اعتناءها بليلى!!
هشام: كفي يا عاهرة عن هذا ... فقد نمت عندك في الملهى في ليلة السبت الماضي... فألى أي غبي تريدين أن تتطهري؟
زينب: لماذا أنت هنا؟
هشام: الموضوع انه توجد ضدك شكوى... وبإمكاني اعتقالكِ الان ... فأنا أعرف من أنتِ... وإن ثبتت القضية عليكِ ستبيتين 15 سنة في السجن ... القضية يا زينب هي : سوء استخدام وضرب وإجبار طفلة قاصرة... وانت أصلا مطلوبة مسبقا للعدالة... من أجل الدعارة والاحتيال!!
زينب: فليكن ما تريد تعال عندي الليلة ونكون قد تصافينا في الحساب .
هشام: لا يا شرموطة... أقول لكي 15 سنة... وليس أسبوع او أسبوعين كما تعودتِ... فأما من الان فصاعدا ستعملين من أجلي في الدعارة وانا أقبض النقود... وسنوقع عقودا لأمور أخرى حتى أربطكِ... وإلا...!!
زينب: وإلا ماذا؟
هشام: 15 سنة ...ههههههه
زينب: حسنا يا ديوث اتفقنا.
هشام: هل تعرفين ان امي كانت تناديني بذلك أيضا... فهي كانت عاهرة مثلك!!
عندها غادرت الشرطة المنزل وأغلقت القضية بدعوى كذب الادعاء... وبقيت زينب غاضبة وتنتظر ليلى...حل المساء وقد شرفت ليلى!!
زينب: تعالي يا عاهرة... تشكيني الى الشرطة يا عاهرة.
ليلى: أقسم بالله اني لم أقم بذلك ....أقسم بالله لم أقم بذلك.
زينب: كاذبة.
ليلى: أقسم بالله اني لم أقم بذلك ....أقسم بالله لم أقم بذلك.
فقامت زينب بضربها حتى فقدت ليلى وعيها... وهي ممتدة على الأرض وقد فتح جرحا في ساقها... خرجت زينب في الليل كعادتها الى الدعارة... فاقت ليلى وقد أصابها سكرة من الالام... وعينها اليسرى متورمة من الضرب .
ليلى: خالتي يا خالتي... لا جواب... وعلمت ليلى إنها غادرت البيت... عندها قامت ليلى وجمعت بعض من النقود وهربت من الدار... الى مكان لم تقرره مسبقا... المهم أن تنجوا من خالتها ...وهي تجري وتجري هربا من البيت... الى الازقة والى السوق... وتعرج قليلا من قدمها اليمنى... ومازال قليلا من الدم يجري من ساقها... وصلت ليلى الى خرابة مهجورة تعرفها من قبل... فدخلتها وصارت تلهت من شدة الركض... بكت وبكت ليلى بصوت رقيق وبهمس .... سمعت ليلى صوتا فخافت... واختبأت خلف الاكياس المرمية في احدى الزوايا... وإذ بقطة صغيرة... تركت ليلى مكانها لترى القطة المسكينة .
ليلى: تعالي تعالي ....يا لكِ من شيء جميل ما اسمك انتِ .. اه هل انت جائعة ... اين امكِ... ورأت قطة ميتة بالجوار... فعلمت إنها ام القطة الصغيرة... وشرعت بالبكاء مرة أخرى بصوت خافض... ثم أخرجت ليلى بعض الطعام من البقجة التي كانت تحملها وقدمته للقطة.
ليلى: خدي هذا الطعام... هل تعلمين ان امي ماتت أيضا لا تخافي سأعتني بك... غدا سأذهب لأبحث عن عمل... ليكفي طعامكِ وطعامي... وإن لم اجد سأسرق لكِ الحليب والخبز... اه سأسميك باسم (نوني)... نعم فليكن اسمكِ نوني ... تعالي يا نوني... وبعدما شبعت القطة من الاكل... صارت تحتك ببسمة مع شخير القطط المعتادة !!
ليلى: اذا شبعتي وتريدين النوم يا نوني... فوضعتها ليلى في حضنها... ودثرت نفسها ببعض الاكياس الموجودة في ذلك الركن... ونامت وهي تدمع وتبكي الى ان نامت... وفي الصباح استيقظت ليلى ونوني تنتظرها لتعطي لها اكلا ... وضعت ليلى بعض الطعام المتبقي من الليلة الماضية... وهيأت نفسها للخروج وقبلت القطة.
ليلى: امكثي هنا سأخرج لأجلب لكي اكلا... وسآتي في الغروب يا نوني... خرجت ليلى صباحا لعملها السابق... وبين الحين والأخر تسأل عن عمل... وعندما يرى الناس ثيابها المشققة ورائحتها الكريهة يطردونها... دون ان يعطوا عمل لها .... فَجَرَت على عملها السابق مجبرة .. فظلت ليلى مستمرة على هذا الحال... وبعد مرور شهر او شهران على هذا الحال... ذهبت ليلى برسالة أخرى الى البريد... وهذه الرسالة الى الله أيضا مثل سابقتها... ليلى في الصالة تنتظر أحدا ما ان يرد عليها ... البريد مزدحم ...
ليلى: يا عم بريد لدي رسالة .
الموظف الذي رأى ليلى أولا في المرة السابقة : اه ليلى تعالي هنا سآخذك الى المسؤولان ليهتموا بأمركِ ... ها قد وصلنا .... يا شباب ليلى هنا... الانسان والمؤمن ركضا معا ثم قالا: ليلى هنا .
المؤمن: ليلى كيف حال منزلكِ الجديد يا ليلى؟
ليلى: وكيف عرفت إنني انتقلت ؟
المؤمن: نحن هنا في البريد نعلم كل شيء.
الانسان: ماذا تفعل يا غبي تريث قليلا ولنرى.
ليلى: هذه رسالة ثانية لله... وهل وصلت أية رسالة من الله لي.... اه هذا نصف دينار... وضعت ليلى الرسالة ونصف دينار على الطاولة... فأعاد الانسان لها نقودها كما وعدها... وظل الاثنان يفكران... اي الانسان والمؤمن.
الانسان: يا ليلى انتظري هنا وسنعود اليك بعد قليل... وانت تعالى معي... اخد الانسان زميله المؤمن الى غرفة ثانية والرسالة.
المؤمن: انظر... لقد نجحت خطتي ... وأنا متأكد إنها تعيش في دار الايتام... واكيد أتت بهذه الرسالة لتشكر الله على النعمة .
الانسان: اه اه اه... صحيح... يا لذكائك وبنفس الملابس المتسخة والحذاء المشقوق... وكيف تعرف ما جاء برسالتها... ونحن لم نفتحها بعد ... فهل اعلمك الوحي بمحتوياتها؟؟
المؤمن: انت على حق.
الانسان: لنفتح الرسالة.
ففتحوا الرسالة ليقرئوا :
يا الله... بعدما ذهبت الى المنزل في ذلك اليوم الذي بعثت فيه رسالة لك ...كانت خالتي غاضبة جدا فضربتني كثيرا حتى وقعت على الأرض... وقالت باني اخبرت الشرطة عنها... اقسم لك اني لم افعل ذلك... وتركت البيت الى خرابة مهجورة بقرب السوق... انا احبك كثيرا يا الله... الان لدي صديقة... انها قطة صغيرة اسمها نوني... اطعمها الحليب والخبز والعب معها... الخرابة باردة وانا متسخة... وكانت امي تقول يجب ان يكون الانسان نظيفا ليصلي لله... انا وسخة ولا استطيع الصلاة... لذلك اكتب لك فقط... سأكتب لك مرة أخرى... احفظ صديقتي الجديدة من كل مكروه... مع السلامة واهتم في حالك يا الله... احبك كثيرا... وارجوك... ارجوك ان ترسل لي رسالة... خادمتك المطيعة ليلى.
انسان: ماذا تطن إنك فعلت... لقد كدت ان تقضي على الفتاة المسكينة .
المؤمن: ما الحل اذن... الم تقم الشرطة بالواجب... دعني اتصل بالشرطة مرة أخرى.
انسان: كفى ارجوك... دعنا نفكر في الموضوع اكثر من الجدية!!
وبينما المسؤولان يفكران وليلى تنتظر في الغرفة... وهي تأمل ان تسمع خبرا من الله او رسالة... قرر الانسان ان يأخذ ليلى ويتبناها...الا ان المؤمن عارضه بشدة وقال... ان التبني حرام... فما كان من الانسان الا ان غضب غضبا شديدا وقال: دعني آخذ موافقة زوجتي على تبنيها... وليحسبها ربك علي حرام... وبعد ان توافق زوجتي وسأقنعها بذلك... بعد ان حرمنا ربك من الأطفال لتبنيها... وعندها سأكتب ردا لليلى على انه من الله... وان عليها ان تذهب لتعيش معنا... لذا سأخبرها لتاتي الى البريد غدا... لان الله بعث لها رسالة وهي في طريق وصولها... خرج الانسان واخبر ليلى... بان عليها ان تأتي غدا قبل نهاية الدوام... ليقرأ عليها الرسالة المبعوثة لها من الله!!
ليلى : اشكرك يا عمي البريد... وسأكون غدا هنا بالساعة والتمام... ثم انصرفت على ان تأتي غدا بحسب الاتفاق.
وصل الانسان الى بيته واقنع زوجته بتبني ليلى... وعكف على كتابة الرسالة... وكأنها مبعوثة من الله... الذي يأمرها بان يكون الانسان والدها وزوجته الانسانة أمها.
في اليوم التالي... خرجت ليلى من الخرابة باكرة... لتمارس التسول والسرقة كعادتها... ولا يغيب عن بالها لحظة واحدة وقت موعدها... لاستلام الرسالة من الله... وقبل ان يحين موعد الذهاب الى البريد بفترة قليلة... وكانت متكئة على جدار تستجدي المارة... اخذتها الغفوة فنامت من تعبها... وعندما استفاقت على نفسها تذكرت موعد وصول رسالة الله... كما قال لها عمو بريد... فلملت أطرافها بسرعة... وركضت باتجاه البريد وهي بنصف وعيها... ووصلت باتجاه البريد من الناحية الأخرى... ومن لهفتها اسرعت لتعبر الشارع لتدخل البريد... وبدون انتباه منها وهي تعبر الطريق... جاءت سيارة مسرعة فدهستها... ماتت ليلى!!



#بولس_اسحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هَل كانَ مُجرِماً قاطِعْ طَرِيق.... حَتى بِمَقايِيس عَصرِه
- خَرافات مُحَمَّد صَلعَم... وَجائِزة نُوفَلْ لِلخُزُعبُلات
- الكَعبَة... هَلْ كانَت مَبْنِيَة قَبْلَ إبراهِيم
- لله دَرُّكَ يا رَسُولَ الله... أنبَئتَنا بِما اليَومَ اكتَشَ ...
- عِلمُ الجَرحِ وَالتَعدِيل وَأسانِيدُ الرِجال...
- تَفَكَرُوا... وَضعُ الحَدِيثْ حَتى فِي العَصرِ الحَدَيثْ
- وَإنا لَهُ لَمُعَدِلُون... الحَجّاجُ بِن يُوسِفَ الثَقَفِي
- رِسالَة وَنِداء... لِلإله الذِي يَهدِي وَيَضِلُّ مَنْ يَشاء
- لا تَتَعَجَبْ مِنْ أفعالِ إنسان... حِينَما تَعرِف مَنْ هُو ق ...
- فقهاء وشيوخ الاسلام... الى متى سيكذبون على العوام
- هَلْ يَشتَرِطْ الإلحَاد أو الكُفُر بِالإسلام... لِيَنهَضَ ال ...
- السُؤال المُكَرَر...هَلْ فَكَّرتَ مَاذا سَتَقُول لله يَومَ ا ...
- الإسلام وَحُرِيَة العَقِيدَة... لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين ...
- الجَنَّةُ والحُورَ العِين... لَو تَكَلَمَ العَقلُ لَتَهاوَت ...
- تَوحِيد الآلِهة بِإله واحِد... إيمانٌ أمْ تَقِية وَأطماعٌ سُ ...
- ظِلالٌ حَوّلَ القُرآن... هَلْ كَتَبَهُ الله -أمْ- مُحَمّد صَ ...
- رِسالَة إلى... عُشّاق محمد بن عبد الله صلعم
- إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ.. ...
- بِأبي أنتَ وأمي يا رَسُولَ الله ... أرجُوكَ لا تَفتنّي
- الكُفّار يَكرَهُون الإسلام... لِأنَهُ دِينُ الحَق وَالحُورِ ...


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس اسحق - خِطابٌ إلى الله ... مِنْ طِفلَةٍ مُتَسَوِّلَةٍ يَتِيمَة