أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - حيتان الفساد ومؤسسات النهب الدولية تدفع بالأردن نحو المجهول















المزيد.....

حيتان الفساد ومؤسسات النهب الدولية تدفع بالأردن نحو المجهول


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5892 - 2018 / 6 / 3 - 10:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية علينا القول بأن النظام الرسمي العربي من بعد حرب أكتوبر /1973 حدثت في طبيعة وتركيبة هذا النظام تغيرات بنيوية كبيرة وكذلك في القيادة والدور والوظيفة والمهام الداخلية والخارجية،ليس على صعيد التحلل من الإلتزامات القومية والتخلي عن قضية العرب الأولى فلسطين وإصطفاف جزء من هذا النظام الى جانب القوى المعادية في طرحها لمشاريع يراد منها اقفال الملف الفلسطيني وليس حل القضية الفلسطينية،بل هذا النظام الرسمي العربي دخل مرحلة التعفن والفساد والإستبداد وإدارة الظهر للجماهير،وعند الحديث عن الإحتجاجات الشعبية المتواصلة في الأردن والناتجة عن قرارات وتشريعات حكومية خاطئة إستجابة لوصفات خراب مؤسسات النهب الرأسمال العالمي ( صندوق النقد والبنك الدوليين)،بدت وكأن من يتخذون مثل هذه القرارات والتشريعات،والتي تمس الجماهير الشعبية في عصبها الأساسي،لقمة عيشها وقوتها اليومي منفصلين عن الواقع،وهم يتخذون ويقررون تحت وطأة الدفاع عن مصالح طبقة منتفعة وفاسدة،أصبحت هي من تتحكم في القرار وهمها الأول الدفاع عن مصالحها ونفوذها وفسادها وسرقاتها لأموال المساعدات والمؤسسات الاقتصادية الكبرى،ومن بعدها فليأتي الطوفان،ولذلك قرارتها كانت في إطار استمرار التبعية والإستجابة لوصفات مؤسسات النهب الدولية صندوق النقد والبنك الدوليين،تلك المؤسسات التي بصماتها التخريبية وتدميرها للكثير من الدول واضحة،الصومال والعراق وليبيا نماذجاً.ونحن ندرك تماماً بأن تلك المؤسسات الدولية التي هي مؤسسات الرأسمال العالمي،هدفها الأول والأساس تعميق تبعية البلدان اقتصادياً وسياسياً لها،وإدخالها في أزمات عميقة لا فكاك منها،ولذلك في بلد كالأردن فقير في موارده وإمكانياته،في تحليلنا لما يحدث من إحتجاجات شعبية،علينا ان لا نغفل بان هذه الجماهير لها كل الحق في الدفاع عن حقوقها،والمطالبة بتحقيق أكبر قدر من العدالة الإجتماعية،ولكن علينا أن نبقى حذرين جداً،بأن هناك من يريد الدفع بالأردن إلى حافة الهاوية الإقتصادية دون أي إعتبار لدوره العربي ولمصالح شعبه، ودون أي تغطية سياسية وأمنية،فالأردن الذي كان يتلقى مساعدات إقتصادية من دول الخليج العربي وبالتحديد من المملكة السعودية،اليوم يجري حجب تلك المساعدات عنه بقصد ولتحقيق هدف سياسي،حيث الإعتراضات الأردنية على صفقة القرن،وما تشمله من مس بالوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس،جعله في موقف الرافض والمعارض لصفقة القرن الأمريكية،والبعض ممن تحللوا من الإلتزامات والروابط القومية،تعاملوا مع الأردن وغير الأردن بلغة التبعية وعنتريات عقلية البداوة،نحن باموالنا نخضعكم ونجعلكم تابعين لنا،ورأينا كيف جرى التعامل مع رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري،وكذلك مع الرئيس الفلسطيني أبا مازن،ومما لا شك فيه،بأنه لا بد من فتح تحقيق جدي حول أموال المساعدات أين تذهب،وتعرضها لعمليات الإختلاس وشراء الذمم تستوجب مثل هذا التحقيق،من اجل استعادتها ومحاكمة سارقيها وايقاع اقصاء العقوبات بهم،واقصائهم عن دائرة الفعل والقرار.
القرارات الحكومية والتشريعات الخاطئة،ليس فقط من شانها ان تمس بالقوت اليومي للجماهير الشعبية وقدرتها على توفير متطلبات حياتها وعيشها بالحد الأدنى،بل هي تدفع بالمزيد من بالإفقار للطبقتين الصغرى والوسطى،وهذا يدفع نحو خراب المزيد من المؤسسات الاقتصادية وإفلاسها،وبما يعكس نفسه على الاقتصاد الوطني عامة،حيث الزيادة في المديونية مع كل وصفة جديدة لمؤسسات النهب الدولية،والمترافقة مع استشراء الفساد و"تغول" حيتان الفساد على مؤسسات الدولة،وما ينتج عن ذلك من إحجام عن الإستثمار أو هروب له وهجرة واسعة للشباب،العصب الأساسي لبناء المجتمع.
إن تعميق حالة التبعية لمؤسسات النهب الدولية،لن يقود الى الخروج من المأزق والأزمات،بل يعمق هذه الأزمات ويدفع بالأردن نحو الهاوية والمجهول،وربما تتطور الأمور لتصل حد الكارثة،والقضية ليست قضية حكومات وشخوص،بل هي قضية نهج،فكل وصفات مؤسسات النهب الدولية،لم تقد سوى للخراب والمزيد من الخراب ورفع المديونية وتعمق الفساد،ولذلك لكي لا يستغل البعض ما يحصل من إحتجاجات شعبية على سن المزيد من القوانين والتشريعات المرهقة للشعب الأردني إقتصادياً،لكي يجر الأردن الى ما لا يحمد عقباه،كما حدث في بداية الإحتجاجات الشعبية السورية،فأنا أرى أنه بات من الملح الآن الآن وليس غداً،وبما يقطع الطريق ويفشل المخططات المستهدفة على كل من يريدون الذهاب بالأردن الى حالة من الفلتان وعدم الاستقرار وبث الفتن،ان يتم مراجعة شاملة للعلاقة مع مؤسسات النهب الدولية (صندوق نقد وبنك دوليين)ومؤسسات الرأسمال العالمي ودولها،عبر نهج سياسي واقتصادي شاملين،وفتح الخيار والقرار والعلاقات الأردنية على أوسع رحب عربي – إسلامي ودولي،وهذا يتطلب على المستوى الداخلي،القيام بعمليات تطهير واسعة تشمل الإطاحة برؤوس وحيتان الفساد،وليس هذا فحسب،بل جلبها للمحاكم وإلزامها بدفع الأموال التي قامت بسرقتها ونهبها،ووقف الهدر في المال العام،وما يجري من تهرب ضريبي تقوده حيتان الفساد المستملكة لمعظم المؤسسات الاقتصادية والمصرفية والخدماتية الكبرى،والعمل على إعطاء الأولوية للزراعة والصناعة،ومشاريع التمكين الاقتصادي الصغيرة خارج إطار المال الأجنبي وغيره المشروطين.
نحن ندرك تماماً في هذه المرحلة بالذات،بالقدر الذي يستهدف به شعب فلسطين وقضيته ومشروعه الوطني،حيث مشاريع التصفية والشطب تلوح في الأفق القريب،وفي المقدمة منها ما يسمى بصفقة القرن،والأردن سيكون واحد من ساحات هذا المشروع التصفوي،ولعل الجميع يذكر بأن هناك مؤتمرات عقدت في دولة الاحتلال بمشاركة ما سمي بسياسيين وباحثين اكاديميين أردنيين وقيادات حزبية وسياسية إسرائيلية وامريكية بعنوان "الأردن الوطن البديل"،وكذلك وقف المساعدات الخليجية عن الأردن،له أيضاً اهداف سياسية،نحن مع الإحتجاجات الشعبية الأردنية ذات الطابع السلمي،والمبتعدة عن الإضرار بالمؤسسات والممتلكات العامة وغيرها،وكذلك عن الشعارت الهابطة والمفرغة من مضمونها ومحتواها،والتي قد تدفع بالأردن نحو الفتن الشعبوية والجهوية وغيرها،وبالمقابل نحن ضد من يسعون الى تثوير الشعب الأردني خدمة لمصالح وأهداف مشبوهة،هناك من يريدون شراء البلد وشعبه ومؤسساته بالمال الخارجي الخليجي،ودفعه الى حالة من الفلتان وعدم الاستقرار،بما يمهد لتدخلات خارجية ،في مقدمتها أمريكية وإسرائيلية،تفرض صفقة القرن،وتسحب الوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية،وتفتح الباب على مصرعيه لجعل القدس المحتلة عاصمة أبدية لدولة الاحتلال،ونقل الدول لسفارتها من تل ابيب الى القدس.
احتجاجات الأردنيين مؤخراً وإضرابهم الوطني العام ضد الظلم والتعسف الحكومي وإنتهاك الحقوق الدستورية للمواطن الأردني أصبحت علامة فارقة في تاريخ الأردن السياسي الحديث ومؤشراً على بداية حقبة جديدة من النضال السلمي ضد التعسف والاستبداد والظلم والفساد والتفرد بالسلطة .
ولكن من الضروري والهام حماية الأردن من مخاطر الدخول في حالة من الفلتان الأمني وعدم الاستقرار،فهناك من يريدون أخذ الأردن الى المجهول،وحتى لا تنجح مخططات هؤلاء، لا بد من التحلل من نهج التبعية السياسي والإقتصادي،ورسم استراتيجية جدية،تقوم على إطلاق الحريات السياسية والإعلامية والحزبية بإصدار قوانين ديمقراطية حقيقية للانتخابات النيابية والبلدية والأحزاب والإعلام، وصولاً إلى مجيء ممثلي الشعب الحقيقيين للنيابة وتشكيل حكومات أكثرية حزبية ممثلة في البرلمان.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرثية اللطم والبكاء والندب لن توقف انهيارنا المجتمعي
- الهجوم على التعليم الفلسطيني في القدس يتكثف
- حيفا تنتصر لغزة والقدس
- متى ترتقي قرارات القمم العربية والإسلامية الى مستوى الجريمة. ...
- دلالات مشاركة الملك عبدالله الثاني في قمة إسطنبول
- في المجزرة المرتكبة وحفلة نقل السفارة
- في نقل السفارة ومسيرات العودة
- في الإنسحاب الأمريكي من الإتفاق النووي وتداعياته
- شعبنا لن ينتصر بمقولات -غلابة يا فتح- ولا - الشعبية تاج اليس ...
- حول مسرحية نتنياهو عن البرنامج النووي الإيراني
- في ذكرى عيد العمال العالمي إستغلال يتعمق وعدالة إجتماعية غائ ...
- الوطني إما القطع مع اوسلو وإما تعمق الإنقسام
- أين حصة القدس من المجلس الوطني...؟؟
- العدوان على سوريا ...كشف عن عجز الدول الغربية والتواطؤ الرسم ...
- في ذكرى يوم الأسير ..اما آن للسجن ان يقذف جنرالات الصبر
- ل تفجر أمريكا المنطقة بعد الهزيمة الإستراتيجية في الغوطة..؟؟
- جمعة -الصمود والتحدي- جمعة- الكاتشوك-....-بروفات- لإنتفاضة ش ...
- من يوقف الإبتزاز الأمريكي للسعودية والخليج,,,,؟؟؟
- تحرير الغوطة ...خطوة كبيرة على انهاء العدوان والتحرير
- المسيرات الشعبية الكبرى.....قاطرة النصر والعودة والحرية


المزيد.....




- السعودية.. تغيير في صندوق الـ925 مليار دولار يطال مسؤوليات م ...
- مشادة على السجادة الحمراء في مهرجان -كان- وساويرس يدخل على ا ...
- ماذا يحدث داخل قاعدة التدريب الحكومية السرية من أجل رواندا؟ ...
- كييف تعلن وقف الهجوم الروسي شرقا .. وضربة لمؤتمر سويسرا
- ولي العهد السعودي يعزي رئيس السلطة التنفيذية بالإنابة في إير ...
- وسائل إعلام إسرائيلية تنشر لقطات تظهر دمارا كبيرا جراء -بركا ...
- بوتين تعليقا على وفاة رئيسي: أسس الدولة الإيرانية قوية
- بعد قرار محكمة العدل.. إسرائيل تشن هجوما مكثفا على رفح وشمال ...
- مصر ترحب بقرار محكمة العدل الدولية فرض تدابير مؤقتة إضافية ع ...
- ألمانيا تعتزم تشديد قواعد بيع غاز الضحك


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - حيتان الفساد ومؤسسات النهب الدولية تدفع بالأردن نحو المجهول