أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - الحماية الدولية ... ستحمي من؟














المزيد.....

الحماية الدولية ... ستحمي من؟


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 5887 - 2018 / 5 / 29 - 00:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


تتعالى وتيرة الحديث عن الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وتشير الدلائل والتحركات الدولية إلى اهتمام أوسع بهذا الأمر من قبل المنظمة الدولية والمجتمع الدولي بعد مذابح مسيرات العودة ويبدو أن احتمال إجهاض القرار باتت ضعيفة وقد تسمح الولايات المتحدة الأمريكية بالتنسيق مع دولة الاحتلال بتمرير مثل هذا القرار للأسباب التالية:
أولا: أن القرار سيجعل من القضية الفلسطينية قضية إنسانية وسيؤسس لتغييب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويحصرها حصرا نهائيا بالقضايا الإنسانية والإغاثة.
ثانيا: أن القرار قد يأتي حكرا على قطاع غزة خصوصا وان ارتفاع مستوى الاهتمام به جاء بعد مذابح مسيرات العودة
ثالثا: أن تنفيذ هذا القرار في قطاع غزة سيجعل وبشكل نهائي من القطاع أرضا معزولة كليا وسيكون حاميا لدولة الاحتلال من أي فعل مقاوم وسيحدد نهائيا حدود دولة الاحتلال من جهة قطاع غزة وسيلغي كليا أي احتمال لخلق ثغرة في موضوع العودة.
رابعا: إن وجود قوات القبعات الزرق هناك سيجعل أي تحرك كفاحي ضد الاحتلال نشاط إرهابي معادي للمجتمع الدولي وليس لدولة الاحتلال
خامسا: إن تشكيل قوات دولية قد لا يمنع إسرائيل من المشاركة بها بهذا الشكل أو ذاك وبالتأكيد ستكون هناك مشاركة عربية لترسيم الدور العربي كليا خارج دعم القضية الفلسطينية ويظهر كمحايد عملا لا قولا فقط.
سادسا: إن وجود قوات دولية على شريط غزة سيجعل مستوطني دولة الاحتلال بمأمن وسيجعل دولة الاحتلال وجيشها خارج حالة الاستنفار الدائم هناك وسيضع المقاومة أو ما قد يتبقى منها في حالة مواجهة مع المجتمع الدولي بما في ذلك العرب أنفسهم
وإذا ترافق ذلك مع ما يدور الحديث عنه عن مشروع مارشال جديد خاص بقطاع غزة والعقوبات المفروضة على القطاع بما فيها العقوبات الفلسطينية الصادرة عن السلطة في رام الله والتردي المتزايد للأحوال المعيشية في القطاع إلى جانب الحالة الصحية للرئيس والفراغ الدستوري المحتمل في حال غيابه واستمرار حالة الانقسام بأبشع صورها وانعدام أي أفق للمصالحة وانشغال الغالبية العظمى من العرب بقضاياهم الداخلية واقتراب البعض منهم العلني من التطبيع مع إسرائيل حتى في ظل الهجمة الترامبية على القضية الفلسطينية فان علينا ان نقرأ الفاتحة على قضيتنا ما دمنا بايدينا توقفنا عن الكفاح في سبيل إجبار الأمم المتحدة ومجلس الأمن على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية واستبدلنا ذلك بقرارات الحماية الإنسانية التي قطعا لن تنفذ إلا في قطاع غزة التي تسعى إسرائيل بكل ما أوتيت من قوة ومعها تحالفها الأعمق اليوم مع إدارة ترامب إلى تنفيذ فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة في قطاع غزة فقط وشطب الضفة الغربية نهائيا ويبدو أن الجميع يسير اليوم بهذا الاتجاه بادراك منه أو بدون إدراك إلا أن الطرق التي نسلكها اليوم لا يمكنها أن تؤدي إلى هذه النتائج الكارثية.
يبقى السؤال المحزن وهو هل فقدنا البوصلة حقا أم أننا وجدنا في التراجع عنها راحة من مواجهة لم نعد قادرين على فعلها ولماذا لا نجد من يعاود اليوم قراءة التجربة وصياغة إستراتيجية تقودنا إلى حريتنا مهما طال الزمن لا أفعال انفعالية ارتجالية لن تصل بنا إلا إلى الهاوية وهل هناك منا من يفكر بالوصول إلى حل أي كان ومهما كان على قاعدة التخلص من ارث القضية والثورة لصالح سبات شخصي لا طائل منه أبدا وعلى أطراف الفعل السياسي الفلسطيني أن لا يراهنوا أبدا على أي مفاوضات مع إسرائيل أو أمريكا قد تفضي إلى توقيع اتفاق معها يوصلنا حتى إلى دولة في غزة فدولة الاحتلال تريدنا نحن أن نفعل ذلك حتى دون موافقتها أولا بهدف تركنا نظهر وكأننا نحقق أهداف سعينا إليها وثانيا وهو الأخطر أن دولة الاحتلال يستحيل عليها أن تقبل لن يوقع فلسطيني واحد على اتفاق معها يظهر به الفلسطينيون على أنهم أصحاب حق حتى لو كان ثمن هذا التوقيع التنازل عن كل فلسطين فلتمت كل الأوهام لدى من يعتقد أن أي طاولة مفاوضات مع إسرائيل ستأتي ولو بقطعة عظم من على مزبلة.
والسؤال الذي يتدحرج في رؤوسنا دون إجابات, وهو ماذا فعلنا منذ قرن على القضية وسبعة عقود على النكبة ونصف قرن على الثورة والى أين وصلنا بحالنا, فالانتفاضة الأولى التي نتغنى بها أوصلتنا إلى أوسلو والانتفاضة الثانية وصلت بنا إلى الانقسام فهل ستصل بنا مسيرة العودة الكبرى إلى الحماية الدولية, وأية انجازات هذه التي نحققها الواحد تلو الآخر وأية انتصارات تلك التي نغني لها منذ انتصار الكرامة الذي وصل بنا إلى ما وصل إليه وانتصار بيروت الذي أنجز ما هو العن, فهل ستحقق الأمم المتحدة هذه المرة أيضا النصر الذي نريد بجلب القبعات الزرق على أسلاك غزة الشائكة والتي لمن لا يريد أن يعرف ستعني جدارا أمميا بيننا وبين الاحتلال وعلى من يحاول اقتحامه أن يدرك انه لن يحارب المحتلين بل سيحارب من " يحمينا " كما طالبنا وناضلنا من اجل أن يكون, فهل ستحمي القبعات الزرق شعبنا أم أنها ستحمي دولة الاحتلال وتجعل من كل العالم حماة رسميين بإرادة دولية وعبر انتصار فلسطيني لا ادري من هم الجهابذة الذين قادونا إليه؟



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل السلامة للرئيس فماذا عن سلامتنا
- حذار فدولة غزة أقرب من أنوفنا
- أعجوبة إسرائيل ومسخرة العالم
- دائما نعم ... دائما ولكن
- أين سيذهب بنا المجلس الوطني؟
- علي الجمال يختتم أعمال المجلس الوطني
- سوريا وغزة وحرب قاطعي الطرق
- جمعة ضميرهم كاوتشوك
- كل القبعات تحية لغزة وما بعد غزة
- تبرئة الاحتلال ... تجريم الذات
- عدنان الصباح - كاتب ومفكر يساري فلسطيني - في حوار مفتوح مع ا ...
- ستيف هوكينغ والعلماء... وسيلة الخلاص أداة الجريمة
- بيرزيت ... ساتر هيبتنا
- الأسوار المثقوبة لا تصمد أمام الريح
- عاجزون يسوقون العجز
- حماس وضرورة الإمساك بقمة الجبل
- بطل مكشوف الظهر إلا من المصفقين
- الحرية لفلسطين ضرورة أممية
- لا تنتظروا الصفعة فقد وصلت
- المركزي يقرر انتقال الرئيس للقدس فورا


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - الحماية الدولية ... ستحمي من؟