أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدرالدين حسن قربي - ليل السجون السورية هل له من آخر














المزيد.....

ليل السجون السورية هل له من آخر


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 1494 - 2006 / 3 / 19 - 11:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ليل السجون السورية هل له من آخر!!؟ ( 2 /2 )
قال لي محدثي: تتكلم عن ليل السجون السورية وكأن النظام السوري بدعاً من الأنظمة القمعية، في الوقت الذي أصبحت فيه معظم بلاد العربان سجناً كبيراً، والناس مابين الصغير والكبير من السجون يعرضون عليها غدواً وعشياً وبالأسحار حتى باتت من معالم نظام القمع العربي تصلها أحدث التقنيات في عالم التعذيب والاضطهاد، والأنكى أن يجدد للسجّان تلقائياً وبنسبةٍ معروفةٍ عكس محبة الناس له تبلغ المئة أو أقل منها بحبةٍ من سمسم.
قلت: هل تعلم أن ليل سجونهم تطاول، وبات لكل واحد قصة وقصص عن سجنه ومعاناته وآلامه، تبعث في النفس الأسى وتلهب المشاعر، وتبعث على الاكتئاب، والناس يروون قصصهم وتسمع حكاياتهم لتشهد مدى الدرك والانحطاط والظلم الذي وصل اليه سجانو الشعوب وسارقوا الأمة وقامعوها.
عرفته في العشرين من عمره شاباً يتدفق حيويةً وحركةً، ليس له أي انتماء سياسي أو حتى أدنى اهتمام، هو مسلم ولكنه لايصلي، يصوم قليلاً. راح في غياهب سجون النظام السوري سنين عديدة لايعرف لماذا، وعانت عائلته ماعانت - ولاسيما والداه - على ماأصاب هذا الشاب من ظلمٍ بالغٍ شديد. وعقب ستٍ من سنين عجاف في سجن تدمر(الحديث عنها ليس مكانه هنا) انقلب الى أهله مسرواً وكأنه يولد من جديد. قال لي: جيء بي من سجن تدمر الى أحد فروع المخابرات في دمشق لمقابلة ضابط كبير فيه وليقول لي: ثَبَتَ لنا بالدليل القاطع والمانع والجامع أن لاعلاقة لك بشيء البتة اطلاقاً، ومن ثم ابراءً لذمّتنا (منشان الحلال والحرام) فلسوف نطلق سراحك الآن ولسوف ندفع لك رواتبك عن هذه الفترة بما تستحق (بلغ اجماليها محتسبةً بالدولار 2000 دولار) وحسب الأصول القانونية. وكما ذكر لي أيضاً: خرجت بالثياب التي دخلت فيها (ست سنين لم تتغير تقشفاً وزهداً) وليس معي أي نقود كواحد من أصحاب الكهف. وقفت في الشارع أنتظر سيارة تنقلني الى أهلي ومدينتي التي تبعد عن دمشق 500 كم. قلت للسائق: ليس عندي ماأدفعه لك ولكن عندما أصل أهلي، لاشك لسوف أعطيك المستحق من الأجر وزيادة، وعندما عرف أني من أصحاب تدمر رقّ قلبه ووافق متأخراً طامعاً ببقشيش كبير اضافةً الى الأجر. وبعد عدة أشهر من اطلاق سراحي قبضت المبلغ المذكور أعلاه 1200 دولار بعد الاستقطاعات والرشاوي، يعني 200 دولار أو60 دينار كويتي مقابل كل سنة سجنٍ في تدمر أعتى سجون النظام السوري وأسوؤها سمعة ورؤية مشاهد الكثير من الاعدامات والقتل. قتل الأنسان..!! ماأظلمه..!! وماأكفره..!!
قال: اسمعني، لكل معتقلٍ قصة، ولكل سجينٍ حكاية، ولكل مظلوم رواية. ولقد بدأ الناس يكتبون ويرفعون الصوت بشيءٍ مما كان ومما حدث، وبدأ ظهور مايعرف باسم (أدب السجون) عند من استطاع الى البوح سبيلاً على طريقة روميات طيب الذكر (أبوفراس الحمداني).
قلت لمحدثي: لهذا السبب وغيره نؤكد ثانية وثالثة وراربعة على كل الجهات الاقليمية والدولية المعنية بحقوق الانسان وحريته أن تهتمّ بهذه (المأساة الكارثة) بكل مافي الكلمة من معنى. وان ننسى فلا ننسى في هذا الموضوع الانساني رجلاً كبيراً كان له باع طويل في ظلمات هذا البحر فَنَذْكره ونُذََكّره. هو سماحة السيد حسن نصرالله في لبنان الذي نذكره بما له من رصيدٍ نفخر به في تحرير أسرى ومعتقلين لبنانيين وعرب من سجون العدو الاسرائيلي، فهو رجل الخبرة والدربة والتقنيات العالية في هذا الميدان، ونذكّره أن يبذل الجهد الجهيد والوسع كله لينجز شيئاً مع النظام السوري على الأقل في اطلاق سراح اللبنانيين. فان سماحته حقق انجازات على صعيد تحرير الأسرى والمعتقلين العرب في فلسطين المحتلة ومبادلتهم ببعضٍ من رفات يهود أو أسير.
أنا أعلم يقيناً أن سماحته ليس عنده سوريين أحياءً أوأمواتاً ليبادل عليهم، ولكن الأمل به كبير وكبير جداً أن يُوجِد طريقةً أو آليةً في هذا المضمار يحقق فيها على الصعيد السوري أضعاف أضعاف ماأنجزه مع اليهود. واذا جاء الأمر على غير ذلك فهو الكارثة الحقيقية وبكل المقاييس. يعني نستطيع أن نحقق انجازاً لابل انجازاتٍ باهرة ورائعة على صعيد الأسرى والمعتقلين عند اليهود ونكون عاجزين أو مُعَجّزين عن فعل مثلها أو أقل عند السوريين، أو يصبح فك قيد السجناء والأسرى ومعرفة أمر المفقودين عند اليهود أهون منه عند الآخرين. لطفك يارب..!!
[email protected] كاتب سوري مقيم في كندا



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري والمعارضة 2 / 2
- النظام السوري والمجتمع الدولي الى أين ؟


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدرالدين حسن قربي - ليل السجون السورية هل له من آخر