أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - كيف استولت الأحزاب الشيعية والكردية على ثلثي مقاعد كوتا الأقليات العراقية















المزيد.....

كيف استولت الأحزاب الشيعية والكردية على ثلثي مقاعد كوتا الأقليات العراقية


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 5877 - 2018 / 5 / 19 - 22:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الكوتا" بحد ذاتها اعتراف وعلامة على أن النظام الانتخابي المعتمد هش وبدائي واضطراري. هذا في التجارب الانتخابية واللبرالية المستقرة وفي دولة المواطنة، أما في دولة المكونات والطوائف كما هي الحال في العراق اليوم فإنها تصبح طريقا سالكا للاستيلاء على حقوق أصحاب الكوتا الحقيقيين من أبناء الأقليات القومية والدينية من قبل زاعمي تمثيل الطوائف والقوميات الكبيرة.
الكوتا كمصطلح: كلمة (quota) مصطلح لاتيني الأصل، يقصد به نصيب أو حصة. ارتبط هذا المصطلح تاريخيًا بما يسمى بـ"التمييز الإيجابي"، والذي أطلق لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية للتعويض عن الجماعات المحرومة (الأقلية السوداء) في ستينيات القرن الماضي للتخفيف من النظام العنصري الذي أقامه المهاجرون البيض الآريون بعد أن أبادوا السكان الأصليين "الهنود الحمر" وبدأوا بإفراغ أفريقيا من سكانها والمتاجرة بهم كعبيد في نظام يحمي العبودية بموجب القوانين النافذة وبقي الحال هكذا حتى إجراء التعديل الثالث عشر على الدستور الأميركي سنة 1865 باتجاه التخفيف من قوانين العبودية والتمييز العنصري ضد السود الأفارقة ولكن واقع التمييز العنصري بقي على ما هو عليه حتى نهاية الستينات من القرن الماضي (اغتيل زعيم السود لوثر كنغ في سنة 1968 من قبل العنصرين البيض) وبعض أشكالها ما تزال قائما إلى اليوم. ولكن الكوتا كنظام في التصويت تم إلغاؤها رسميا واعتبارهم مواطنين عاديين يحق لهم التصويت والانتخاب والترشح والترشيح كسائر المواطنين الأميركيين الآخرين.
ويوقل الصديق الكاتب أسعد أبو خليل ، وهو أستاذ جامعي يقيم في الولايات المتحدة منذ عدة سنين، في تعليق له على ما نشرته إن (أميركا عادت الكوتا منذ شيوعها وهي خلافاً لما يُظن عنها لا تناصر الكوتا على الإطلاق. إن المحكمة العليا هنا لا تسمح بكوتا للنساء أو السود في الوظائف، إلا في تلك الحالات التي يثبت فيها ان شركة أو إدارة حكوميّة مارست نمطاً طويلاً من التمييز ضدهم. وممارسة التمييز الايجابي في تناقص وتتعرّص لمحاربة وهي ممنوعة في ولاية كاليفورنيا (وهي من الولايات المنفتحة بالمقارنة).
الأمر نفسه يمكن أن يقال عن كوتا النساء في المجتمعات الذكورية القصوية. ولكن الكوتا التي استعملت في عدد من البلدان لم تؤدِ إلى أي تطور إيجابي في وضع النساء لاحقا، وبقيت حصة النساء قائمة فإذا ألغيت لا يسجل أي تغيير ايجابي في غلبة وسيادة الذكور على الهيئات التشريعية المعنية. ومع ذلك بالكوتا للنساء قد تكون مفيدة في بدايات التجارب الانتخابية ولكن تطوير وضع المرأة العام في المجتمع والحياة السياسية يحتاج إلى عوامل تنشيط وظروف أخرى.
ولعل موضوع تجربة رواندا في مجال نسبة النساء في المؤسسات الرسمية في الدولة يرتبط بخصوصية الوضع في التجربة الراوندية وتحديدا بتجارب الإبادة المتبادلة التي تعرض لها هذا البلد خلال الحرب الأهلية والتي أدت الى انخفاض نسبة الذكور بشكل حاد له تأثير مهم في ارتفاع نسبة النساء إلى أكثر من 60% ونسبة النساء في الحكومة هي الثلث... وهي تجربة مثيرة وفريدة ولكنها لا تنفي السياق العام لتجارب الكوتا في الدول الأفريقية جمعاء ومنها من سجل تراجعا في هذا الميدان المغرب، وقد لا تكون لها علاقة بتجارب الكوتا النسائية المفروضة والتي انتهت إلى الجدار أو إلى التراجع عما كان موجودا!
كوتا الأقليات الدينية والقومية في العراق: يبدو واضحا أن إدارة الاحتلال الأميركي التي أطلقت العملية السياسية وحركت فيها الساسة العراقيين المحليين من حلفائها وغالبيتهم العظمى من الإسلاميين الشيعة والكرد هي التي وضعت هذه النسبة وهي مع ذلك تعتبر قليلة (تسعة مقاعد من مجموع 328 مقعدا) وغير عادلة قياسا الى دور وحجم الأقليات العراقية بغض الظروف التي تلت الاحتلال وساهمت بشكل مباشر في هجرة وتهجير جماعي لأعداد هائلة من أبناء هذه الأقليات.
نفهم مما نشر من نتائج الانتخابات أن المقاعد التسع الخاصة وزعت كالآتي:
*خمسة مقاعد للمسيحيين (ويقصدون الكلدان والآشوريين الذين يتعامل معهم دستور دولة المكونات كمكونات دينية وليس قومية) في محافظات بغداد ونينوى ودهوك وأربيل.
*مقعد واحد لكل من مكونات اليزيدي والشبكي والصابئي والكردي الفيلي، والمجموع أربعة مقاعد.
*حصة المسيحيين: فاز باثنين منها قائمة بابليون وهي فصيل مسلح ضمن الحشد الشعبي ويمكن اعتبار هذين المقعدين لمصلحة قائمة الفتح بزعامة العامري. وفاز ومقعدان فاز بهما مرشحان من ائتلاف الكلدان والمجلس الشعبي وهما حليفان للحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة البارزاني. والمقعد الخامس فقد فاز به مرشح مستقل هو السيد عمانوئيل خوشابا.
*المقعد المخصص للشبك في نينوى فاز به نائب معروف محسوب على قائمة الفتح هو حنين القدو. ومقعد كوتا اليزيديين آلت لحزب التقدم اليزيدي وهو مستقل عن الأحزاب الأخرى في نظر البعض أو يرتبط بها في العمق في نظر البعض الاخر. أما مقعد كوتا الفيليين فقد سحب من المرشح حيدر الفيلي لمصلحة مرشح آخر من حزب الفضيلة الشيعي. أما المقعد المخصص للمندائيين الصابئة فقد فازت به السيدة لمياء الشاوي التي يقول البعض أنها مقيمة في أستراليا.
الخلاصة، هي ان ما بين ستة إلى سبعة مقاعد من مجموع تسعة استولت عليها الأحزاب الشيعية والكردية.
إن هذا الاستيلاء غير المشروع على حقوق أبناء الأقليات وبهذه الطريقة الانتهازية والسياسيوية تفضح الطابع الرجعي لنظام المحاصصة ككل، والأحزاب التي قامت بهذه العملية قبل غيرها. وقد يقول قائل إن ما حدث يندرج ضمن المباح في اللعبة الانتخابية ولا يمكن منع فلان أو علان من الناس من ان يترشح باسم فصيله السياسي، وهذا خداع محض لا ينفي بل يؤكد عامل السيطرة الأمنية والسياسية والإعلامية على المناطق المعنية التي تسكنها الأقليات من قبل الفصائل والأحزاب التي فاز أصدقاؤها بتلك المقاعد، وخصوصا في قائمتي الفتح وحزب البارزاني. ولو افترضنا زوال تلك السيطرة أو الهيمنة واستبدالها بهيمنة أخرى من أحزاب أخرى لحدث الأمر نفسه، وأجبِرَ أو دُفِعَ الناس إلى التصويت لمرشحي هذه الأحزاب. المطلوب إذن، هو سيطرة دولة المواطنة وتحرير أبناء الأقليات من الخوف والقمع والاضطهاد ليتمكنوا من ممارسة حقوقهم الدستورية ثم لينتخبوا من يشاؤون بعدها، وصولا إلى إلغاء نظام الكوتا نفسه بعد تحقق الاندماج المجتمعي الحقيقي وتزول دولة المكونات، وهذا لا يحدث في ظل نظام المحاصصة ودولة المكونات الرجعي التابع للأجنبي بل في ظل دولة المواطنة الديموقراطية التي لا تتقاسم سيادتها مع الدول الأجنبية كأميركا أو الفصائل المسلحة المحلية.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد النقد العدمي وأكذوبة النقد البناء
- تصريح سخيف وصادم لمرشحة شيوعية
- مباراة شطرنج بين سليماني الإيراني وسيليمان (silly man) الأمي ...
- سائرون بين المطرقة الأميركية الإيرانية وسندان المحاصصة الطائ ...
- توقعات وسياقات الانتخابات العراقية
- السيستاني في رسالته الأخير: نسخة مخففة من ولاية الفقيه
- الدولة الصهيونية الأشكنازية-إسرائيل- مسخت اللغة العبرية وشوه ...
- ج2من2ج : هل وضع النجيفي فيتو على رئاسة -العامري- وانحاز مبكر ...
- كيف رصد طرابيشي الإرهاب الديني ضد الفلسفة والفلاسفة
- أسامة النجيفي بين الأرنب والغزال
- ج5 من 5ج/هوامش سريعة على كتاب -تاريخ الإسلام المبكر-- أدلة و ...
- ج4 من 5ج/هوامش سريعة على كتاب -تاريخ الإسلام المبكر-: إنكار ...
- العدوان الثلاثي على سوريا وذيوله.
- ج3من 5ج /هوامش سريعة على كتاب -تاريخ الإسلام المبكر-: مدينة ...
- ج2 من 5ج/هوامش سريعة على كتاب - تاريخ الإسلام المبكر-: مصحف ...
- ج1 من5ج/هوامش سريعة على كتاب -تاريخ الإسلام المبكر-! هل ظهر ...
- يهود وإسرائيلون ضد الصهيونية: آتزمن و سيغل مثالان!
- ج3/مناقشة لحديث العامري: قصة إحياء الموتى
- ج2/مناقشة لحديث العامري: قصة إبريق الزيت
- ج1/مناقشة لحديث هادي العامري الجديد: العربة والحصان!


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - كيف استولت الأحزاب الشيعية والكردية على ثلثي مقاعد كوتا الأقليات العراقية