أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - درس كوري لأوطاننا العربية الممزقة














المزيد.....

درس كوري لأوطاننا العربية الممزقة


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 5859 - 2018 / 4 / 29 - 10:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من كان يصدق قبل فترة وجيزة أن يحدث ما هو حاصل هذه الأيام في شبه الجزيرة الكورية. كانت الأجواء قاتمة ومنذرة بوقوع حرب نووية تبيد الأخضر واليابس، وتعيد المنطقة قرونا إلى الوراء. كانت خطب وتصريحات زعيم النظام الستاليني في كوريا الشمالية من النوع التصعيدي والمتوتر والمهدد بمحو كوريا الجنوبية من الخارطة. كان التلويح بتطوير واستخدام القدرات النووية والصاروخية التابعة لنظام «كيم جونغ أون» لا يتوقف لحظة واحدة. وكانت بيونغيانغ ترسل رسائل دعاية خاصة ردًا على دعوات سيئول للجنود الكوريين الشماليين بالإنشقاق عبر مكبرات الصوت الضخمة المثبتة في المنطقة الواقعة بين شطري كوريا. كل هذا صار اليوم (أو سوف يصير قريبًا) شيئًا من الماضي ومن الذكريات التي قد يرويها الآباء الكوريون يوما لأحفادهم.

لقد تسارعت الخطوات الدبلوماسية في الآونة الأخيرة بشكل مدهش لم يتوقعه أكثر المراقبين تفاؤلا. فمن قمة صينية - كورية شمالية إلى إعلان من بيونغيانغ يقترح عقد قمة ما بين «كيم جونغ أون» ونظيره الأمريكي دونالد ترامب. ومن ترحيب أمريكي بالمقترح الكوري الشمالي إلى تخفيف واشنطون لهجتها ضد عدوتها الآسيوية الكبرى. ومن الإعلان عن زيارة سرية قام بها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية/‏المرشح لمنصب وزير الخارجية مايك بومبيو إلى بيونغيانغ ولقائه مع كبار مسؤولي الدولة الستالينية المارقة، هي الأولى من نوعها لمسؤول أمريكي رفيع منذ إنتهاء الحرب الكورية في خمسينات القرن العشرين إلى الإعلان عن قرب عقد قمة كورية - كورية تسبق لقاء ترامب بالزعيم الكوري الشمالي. ومن قرار بيونغيانغ بالكف عن إطلاق الصواريخ الباليستية وإجراء التجارب النووية إلى إعلان الكوريين الجنوبيين عن إيقاف الدعاية المضادة لجارتهم الشمالية عبر الحدود الفاصلة.

لاشك أن الرياضة لعبت دورًا في تخفيف حدة التوتر بين شطري كوريا منذ أن شارك الشطر الشمالي بوفد رفيع المستوى ترأسه رئيس مجلس الشعب الأعلى «كيم يونغ نام» وكان من بين أعضائه شقيقة الزعيم الكوري الشمالي «كيم يو جونغ» في الأولمبياد الشتوية التي إستضافها الشطر الجنوبي هذا العام بمدينة «بيونغ تشانغ». وكانت الرياضة ــ كما هو معروف للجميع ــ فتحت خطوط الاتصال المقطوعة بين الولايات المتحدة وخصمها الإيديولوجي العنيد ممثلا في الصين الماوية، حيث ساهم ما اصطلح على تسميته بـ«دبلوماسية البينغ بونغ» في عقد أول قمة بين الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون والمعلم ماو تسي تونغ سنة 1972.

لكن الرياضة ما كانت لتنجح لولا توفر عوامل أخرى مثل الإرادة السياسية لدى طرفي المعادلة لنزع فتيل الحروب والأزمات طلبا للسلام والاستقرار، وإن كان هذا العامل أقوى وأقدم وأكثر بروزا عند قادة الشطر الجنوبي.

وتتجلى تلك الإرادة بأوضح صورها في الأفكار التي يتبناها الرئيس الكوري الجنوبي «مون جاي إن» ومحورها التأكيد الدائم على وحدة الأمة الكورية، وضرورة بذل الغالي والنفيس كي تعود كوريا موحدة دون إستحضار ما حصل على مدى العقود الستة الماضية من أساءات وحملات شعواء ومؤمرات ودسائس قامت بها بيونغيانغ ضد سيئول.

ذلك أنه منذ انتخابه رئيسا لبلاده في مايو 2017 لم يكف «مون جاي إن» ــ حتى في ظل أكثر الفترات توترا مع بيونغيانغ ــ عن الإعراب عن أمله في وحدة الكوريتين، بل أنه أصدر في مطلع العام الجاري كتاباعن حياته ــ على غرار ما فعله معظم اسلافه ــ تمنى فيه أن يعود إلى القرية التي ولد فيها والداه وهي قرية «هونغنام» الواقعة اليوم ضمن أراضي كوريا الشمالية، كي يعيش بها بقية حياته مع والدته البالغة من العمر 90 سنة.

ولا يقتصر هذا الحلم على الرئيس الكوري الجنوبي وحده وإنما هو حلم يتمنى كل سكان الشطر الجنوبي تحققه. وفي هذا السياق كتب الزميل المهتم بمتابعة الشأن الآسيوي «محمد فايز فرحات» في مقال له في صحيفة الحياة (24/‏4/‏2018) ما مفاده أنه على الرغم من مرور 65 سنة على تقسيم الكوريتين، فإن مفهوم الأمة الكورية الواحدة لا زال محفورا بقوة في عقول أجيال من الكوريين الجنوبيين والشماليين على حد سواء. وبعبارة أخرى يتحين هؤلاء الفرصة لساعة إعلان السلام الدائم في المنطقة من أجل إعادة لم شمل العائلات المقسمة التي تصل الى نحو مليون أسرة، طبقا للإحصائيات الكورية الجنوبية، علما بأن الكوريتين دشنتا في الماضي برنامجا للم الأسر المشتتة، لم يستمر طويلا بسبب تفاقم الخلافات السياسية.

كم حري بنا في أقطارنا العربية التي تعاني اليوم من وباء الانقسامات الداخلية وإختلال مفهوم الوحدة الوطنية وضمور الولاء الوطني أنْ نستحضر التجربة الكورية لجهة الإيمان العميق بفكرة وحدة الوطن بمختلف أطيافه وتقسيماته المذهبية والعرقية والجهوية، والدفاع المستميت عنها في وجه قوى الشر الداخلية والخارجية التي تسعى إلى بذر الشقاق والفتن داخل مجتمعاتنا وزراعة اليأس والقنوط في نفوسنا.



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المر.. ثقافة موسوعية واهتمامات لا حصرية
- ماذا تريد طوكيو من واشنطون قبل قمة القرن؟
- من «أنشاص» إلى «الظهران».. قمم عربية عادية وطارئة ومصغرة
- إضفاء الشرعية على حركة ميليشاوية مجرمة
- فاروق لقمان.. اسم خالد في صحافة الخليج الإنجليزية
- بورما.. استقالة رئيس وانتخاب آخر!
- صالح جمال.. صاحب فكرة جمعيات البر
- شي جينبينغ.. إلى أين يأخذ الصين؟
- طامي.. توماس أديسون السعودية
- قمة القرن.. مغامرة؟ مسرحية؟ شراء للوقت؟
- من الزلفي إلى الكويت والزبير فعدن والهند وأفريقيا
- آسيان والهند.. علاقات محورها التنين الصيني
- سراج عمر.. سراج ظل فتيله متقدًا 50 عامًا
- في حضرة «فرانسيس فوكوياما»
- أليكس تنسون.. 30 عامًا من علاج الإبل العربية
- آسيا بانتظار ميلاد تحالف أمني جديد
- آل مشاري.. من بطون القصيم إلى سواحل فارس
- المستقبل والذكاء الاصطناعي محورا القمة العالمية للحكومات
- البلادي.. قلعة الحجاز التاريخية التي تهاوت
- ساعة وخاتم يشعلان الساحة التايلاندية


المزيد.....




- رسالة طمأنة سعودية للولايات المتحدة بشأن مشروع الـ 100 مليار ...
- جهاز مبتكر يزرع تحت الجلد قد ينفي الحاجة إلى حقن الإنسولين
- الحكمة الجزائرية غادة محاط تتحدث لترندينغ عن واقعة يوسف بلاي ...
- ماذا نعرف عن -المنطقة الإنسانية الموسعة- في غزة؟
- ماذا نعرف عن -المنطقة الإنسانية الموسعة- التي خصصتها إسرائيل ...
- شاهد: ترميم مقاتلة -بوليكاربوف آي-16- السوفياتية الشهيرة لتش ...
- اتهامات -خطيرة- ضد أساطيل الصيد الصينية قبالة شرق أفريقيا
- اكتمال بناء الرصيف البحري الأمريكي لنقل المساعدات لقطاع غزة ...
- كينيدي جونيور يوجه رسالة للعسكريين الغربيين عن تصعيد خطير في ...
- ضابط أمريكي متقاعد ينصح سلطات كييف بخيار سريع لتجنب الهزيمة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - درس كوري لأوطاننا العربية الممزقة