Haven For Artists : ملاذاً للفن والفنانين.

علاء موفق رشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5838 - 2018 / 4 / 7 - 02:32
المحور: الادب والفن
    

Haven For Artists : ملاذاً للفن والفنانين.

دعم فنون القاع، وتبادل التجارب الفني.

افتتاحية المقر الجديد :

على مدى ثلاثة أيام بداية الشهر الماضي، أقيمت فعالية افتتاح المقر الجديد لمنظمة ( Haven For Artists)، في اليوم الأول تم استعراض أعمال فنانة الأداء البلجيكية (يانييك رينزما)، والتي يستضيفها Haven House في فترة إقامة في بيروت، وعبر لقاءها مع الجمهور اللبناني حاولت الفنانة الحصول على المعلومات التي تساعدها في تحقيق عرضها المسرحي الساخر التي ستقدمه في نهاية فترة الإقامة، فقد طلبت من الجمهور الإجابة عن أسئلة من مثل : ( ما هي أكثر الموضوعات المضحكة للبنانيين ؟ ما هي أكثر الموضوعات جدية ؟ ما المحرم في تناوله من الموضوعات ؟ وما المطروق كصورة نمطية ؟ )

كذلك في اليوم الأول تم افتتاح معرض لفنان الفوتوغراف الفرنسي – الإسباني (جان كوريرس)، مرافقاً بتصميم صوتي – موسيقي للموسيقية البريطانية ( فريا إدموندز). قدم المعرض الفوتوغرافي العديد من الصور التي اختارها الفنان للتعبير عن رحلة شخصية – موديل اختارها ليوثق لحظات حياتها ورحلتها بين برشلونة وباريس. فب البداية، نرى صوراً تم التقاطها في برشلونة، ومن ثم نتابع صوراً تبين الإنتقال بالقطار إلى باريس، صورة أخرى للشخصية في محطة مترو باريس، في ليل باريس، في أحد أسواق المفروشات التي تستجلب السياحة الفنية في المدينة. لحظات من الحميمية أيضاً صورت في حال من الوحدة أو التأمل، وكذلك ضم المعرض صوراً لجسد الشخصية عارياً، تحمل جماليات وضعيات الجسد الإيروتيكية. أما الأداء الصوتي – الموسيقي المرافق فقد اختارته الفنانة (فريا إدموندز) من جماليات موسيقى الضجيج الإلكترونية، وهو النوع الموسيقي التي تحاول الفنانة على الدوام التعبير من خلاله عن أفكارها الموسيقية، مصاحباً بإسقاط فيديو بصري من تصوير كلا الفنانيين ومونتاج الفنانة (فريا).

في اليوم التالي، قدم أداءاً حياً لفناني الأداء اللبنانيين (كريم ونديم رفاعي)، أما في اليوم الثالث فقد شمل النشاط إفطاراً صباحياً قدمته المنظمة لجمهورها في لقاء مفتوح بين المؤسسين، الفنانين، والجمهور، استعرضت فيه أهم الأنشطة الفنية التي حققتها المنظمة منذ تأسيسها في العام 2012، كما استعرضت الأجندة الثقافية التي تعمل المنظمة على تحقيقها في العام الحالي.

( Haven for Artists ) ، هي منظمة لبنانية غير حكومية، تعنى بتشجيع، دعم، والتشبيك بين الفنانين، سواء على المستوى المحلي، الإقليمي أو العالمي. (ملاذاً للفنانين) اختار المؤسسون اسماً لهان يحمل في طياته الدافع والمضمون التي يوحي بهما العنوان، وهذا ما هي عليه الأمر، ملتقى للفنانين، ومكان نشاط للفاعلين المنتجين في تحقيق الأنشطة الثقافية.

Jam Session :
بدأت ( Haven for Artists) في العام 2012، بتحقيق لقاءات بين موسيقيين وجمهور، يطلق عليها في الوسط الموسيقي، ال (Jam Session)، وهو مصطلح يدل على نوع من اللقاءات الموسيقية التجريبية، بروفات تقدم حية أمام جمهور مستمعين يستمتع بلحظية وآنية الإبتكار الموسيقي الحيوي على المسرح. تتعدد الأنواع الموسيقية التي تقدم في هذا النوع من الأنشطة، وهي غالباً من الأنواع الموسيقية المهمشة، والتي لا يكثر الحديث الصحفي – الموسيقي عنها، من مثل : الراب، Drum & Bass، التكنو، وموسيقى الآلات التقليدية.


ورشات عمل :

أقامت Haven خلال السنوات الماضية، وفي مجالات فنية مختلفة، عدة ورشات عمل منها : ( الحبر المصفح، ورشة عمل على الكتابة مع الكاتب محمد حجوب، 2016) ،( ورشة عمل لمبادئ التصوير الفوتوغرافي، 2017)، (وورشة عمل تجمع الشعر بفنون الأداء، 2017) وذلك عبر جلسات تدريب على فن الإلقاء، القراءات الشعرية بمرافقة الموسيقى الحية، وعروض الأداء التي تؤسس على محتوى نقدي.

مشروع (في حب الفنون) :

(في حب الفنون، 2016)، والذي أقيم في Station Beirut، جمع أيضاً الأداءات الموسيقية لعدد من الموسيقين منهم كريم قنيصر، ورجا رحباني، بمعرض ضم العديد من الأعمال التشكيلية لفنانين من كل من سورية ولبنان. ضم المعرض أعمالاً نحتية، وذلك حين اختار الفنان خالد الورع تطبيق فن الخط العربي على عمل نحتي برونزي مشكل من كلمات قصيدة شعرية، وكذلك صور فوتوغرافية لبلال طرابيه وندى عموس، وأعمالاً من فن التجهيز للفنان أنتونيو س. والفنان شربل عون، وبالطبع ضم المعرض العديد من لوحات الحفر، الطباعة، والرسم المائي والزيتي نذكر منها عمل الفنانة ساندي قسطون بعنوان ( التحولات )، والمستوى من رواية فرانز كافكا، بنفس العنوان، والتي تتحول فيها الشخصية الرئيسية إلى حشرة، حاولت اللوحة تخيل وجه بشري على مساحة كبيرة يمر بمراحل التحول الفيزيائي لفكرة الرواية.

مشروع (راديكال – جذري ) :

بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي في لبنان، أقامت منظمة Haven، العام الماضي، مشروعاً فنياً ثم فيه الطلب من فنانين تشكيليين متعددي التقنيات تقديم تنويعات فنية وتقنية على مفهوم اختاره منظمو المشروع، وهو : ( الجذرية )، يشرح القائمون الفكرة من المشروع : ( بينما تمارس الكنيسة، الجامع والدولة في نشر أفكارهم وآراءهم بكامل المشروعية، كذلك على الفن أن يدافع عن مساحة الحرية القصوى في تجلياته. وهكذا تم الطلب من الفنانين المشاركة بإبتكار الأعمال الفنية التي يدفعون بها حدود التعبير إلى أقصى حدودها من الحرية )

أما القائمون على المشروع من المعهد الثقافي الفرنسي في لبنان فقد عرفوا المشروع ب : ( يعكس المشروع ما تم تهميشه من قبل المجتمع، وذلك بسبب سوء الفهم. هنا يشارك فنانون من لبنان، سورية، ومعهم فنانون من دول أخرى ليقدموا أعمالهم الفنية غير المقيدة للتعبير عن موضوعات من مثل : الجندر، الهوية، العلاقة مع الذات، أو التدمير الشخصي. ولأنه وعلى الفنان أن يعبر بكامل الحرية عن واقعه وزمانه، فالمشروع يحاول أن يدفع الفنان والمتلقي للتساؤل حول القيود التي اكتسبها بفعل الثقافة المحيطة، والتي أصبحت بسبب عدم مساءلتها كأنها بديهيات تكاد تكون مقبولة. هذه هي القيمة التي تجمع الأعمال الفنية)

إن المتابع للأعمال الفنية التي أنتجت من مشروع (راديكال – جذري) يشهد أعمالاً تشكيلية امتلكت جرأة حقيقية في معالجة موضوعات مثل الأعضاء الجسدية، الفعل الجنسي، الذكورة والأنوثة، الجنسانية والمثلية. دون نسيان البعد الجمالي لهذه الأعمال، فهي لم تكتسب أهميتها من مجرد طرح الموضوعات المحظورة أو التابوهات في العالم الفني، بل أيضاً حملت أبعاداً جمالية جديدة تنوعت بين العمل والآخر. حيث دمج كل من (غالب حويلة )، و (بشير رافول ) أعمالاً فوتوغرافية بفن الخط العربي، وقد عبر (بشير رافول ) في الديلي ستار اللبنانية عن تجربته في المعرض قائلاً : ( إني عملي ينبع من حبي وشغفي بالخط العربي. أردت من خلال هذا العمل تجربة التقارب بين منحنيات الجسد الإنساني، ومنحنيات الحروفية العربية).

نذكر أيضاً من الأعمال المتميزة، عمل من فن التجهيز للفنانة الألمانية كورنيلا كرافت التي قدمت تشكيل نحتي من ساق أشجار النخيل يمتد بين أرضية المعرض وصولاً إلى الحائط، مشكلاً ما يوحي بهيكيلية الجسد البشري منفصلاً عن العضو الأنثوي. الفنانة اللبنانية (ديانا حلبي) قدمت بجمالية من التعبيرية جسداً تعبيرياً بشرياً في لحظة حسية - انفعالية. أما الفنان الإيراني (علي ريرزا سوجايان ) قدم ثلاث لوحات رسم كتنويعات على شخصية ذكورية في لحظة تقطيع لجزء من أعضاءه البشرية، وذلك بجمالية تعبيرية وألوان متقشفة من تدرجات البني. وأخيراً، لفت الفنانة اللبنانية (ميرلا سلامة ) الأنظار بعمل من فن التجهيز، وهو عبارة عن قبر خشبي تمددت فيه بنفسها طيلة فترة العرض، وأهالت على جسدها التراب، مغمضة العينين، فحالما يسقي الزائر التراب بالماء فإنها تفتح عينيها وتوحي بأن الجسد والتراب والقبر كمساحة شعورية واحدة في فراغ صالة المعرض. لقد عبرت الفنانة عن تجربتها بالقول : ( أعمالي تعالج موضوعات نسوية. لقد رغبت هذه المرة أن أبين تلك العلاقة العميقة بين الأنثى والطبيعة الأم)

منذ انطلاقتها الأولى، وبحسب تصريحات المؤسسين، تعاملت منظمة Haven مع ما يزيد عن 300 فنان، شارك منهم 39 فناناً بلوحات فنية، 25 بأعمال إسقاط بصري أو أفلام، و120 فناناً موسيقياً من مختلف الأنواع الموسيقية. فتبقى الإشارة إلى برنامج ( الإقامة الفنية ) التي تقدمه المنظمة للفنانين المتقدمين من شتى أنحاء العالم، لزيارة بيروت والإقامة فيها، ضمن شروط فنية تحددها المنظمة، بين فترة الشهر والثلاثة أشهر، بشرط أن يقدم الفنان أو الفنانة في نهاية فترة الإقامة عملاً فنياً يقدم إلى الجمهور في صالة المنظمة في مارمخايل بيروت.

علاء رشيدي.

#علاء_موفق_رشيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات