أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - من أسقط الطائرتين الإسرائيلية والتركية















المزيد.....

من أسقط الطائرتين الإسرائيلية والتركية


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5786 - 2018 / 2 / 13 - 21:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقولة حافظ الأسد المشروخة " سنرد في الوقت والمكان المناسبين" بعد كل قصف إسرائيلي، وعلى مدى العقود الماضية، ليست فقط، كانت خالية من المصداقية، وخرجت من منطق النكتة، أو الشماتة بسلطته، لتصبح مدار حوارات سرية، لمعرفة الغاية من تكرارها رغم أن نظامه كان على علم بكل ما كان يجري بين الشعب حول المقولة المهزلة، والأغلبية من المهتمين بالقضية أدركوا أن حافظ الأسد، رغم ذلك، كان مصرا على نشرها على الإعلام وبين الشعب، للأسباب التالية:
1- لامتصاص نقمة الشعب عن طريق الاستهزاء بالسلطة بدل مواجهتها.
2- ديمومة الرهبة من إسرائيل، وهيمنتها العسكرية، للاستمرار في استبداده تحت غطاء المقاومة، وتحجيم المعارضة بحجة إلهاء السلطة عن القيام بواجباتها في مواجهة عدو قوي لا يرحم.
3- ولأنه كان يدرك أن أية مواجهة عسكرية مع إسرائيل تعني خسارة سلطته، وفقدان هيبته أمام الشعب، لذلك كان يطمئن إسرائيل أنه لن تكون هناك مواجهة، والمقولة هي ردة الفعل لا أكثر.
لم يتوقع خليفته بشار الأسد يوما أن الوقت والمكان المناسبين سيتحقق، وفي المرحلة التي ستكون فيها سوريا في أضعف حالاتها العسكرية، والبنية التحتية أكثر من مدمرة، والمجتمع يعيش المآسي وفي غنى عن وطنيته، وعن القوى الخارجية التي تمرر أجنداتها من خلال مهاجمة إسرائيل من على الأرض السورية، والشعب بلغ حالة ليس فقط لا يتحمل حرب أخرى خارجية على الجارية، بل حتى التفكير في المقاومة التي كان والده المقبور يطبل لها، في الوقت الذي فيه إسرائيل بحد ذاتها تعيش واقع الدفاع عن الذات أمام ما يجري في المنطقة من الحروب المذهبية، وهي أخر من تفكر في الهجوم على سوريا، خاصة مع تصاعد نبرة المنظمات التكفيرية الإسلامية الإرهابية على حدودها، رغم معرفة الجميع أن هذه المنظمات والسلطات الإقليمية تخلق المناوشات مع إسرائيل أو مع أية قوة أخرى، كالكرد كما يجري الأن في عفرين، وما حدث سابقا على طول الحدود مع كردستان وربما مع الأمازيغ مستقبلاً، في حالتين، للتبجح والتباهي أمام الناس، والنفاق عليهم أنه أنقى وأصدق من الطرف المقابل في إيمانه وحرصه على الإسلام. أو للحفاظ على السلطة مثلما كان يفعلها نظام الأسد والبعث سابقاً، وتفعلها إيران حالياً، وما قدمه أردوغان من التصريحات الهوجاء حول القدس، في الوقت الذي بينه وبين إسرائيل اتفاقيات عسكرية واقتصادية استراتيجية، وسياسية على مستوى السفارات.
معظم المحللين السياسيين اعتماداً على المراقبين العسكريين بل وربما الجميع يؤكدون أن الدفاعات الجوية السورية لم تعد تملك القدرة التكنلوجية على إسقاط طائرة ف 16، وصواريخها أرض جو لم تسند بأي تطور على الأقل في السنوات السبع الأخيرة، وصواريخ سام التي تملكها السلطة تكاد تكون منسقة منذ سنوات، لأن جل اهتمامها كان مركزاً على الأسلحة الميدانية لمواجهة المنظمات المعارضة السورية، التي كانت تتلقى أسلحة خفيفة ميدانية متطورة، وليست بينها أية طائرات ولا أسلحة جوية خارج مجال الدفاعات الجوية السورية الخفيفة، كما وأن الإيرانيين لم يزودوا سلطة بشار الأسد بأية صواريخ أرض جو، لأنهم كانوا بغنى عنها طوال معاركهم السابقة مع المعارضة، وهذه المعلومات موثقة عند الأمريكيين والروس الذين يعلمون بدقائق الأسلحة المرسلة إلى سوريا، فهما لن يسمحا لسوريا ولا لميليشيات إيران بقصف إسرائيل لأسباب عديدة لسنا بصددها الأن، إلا لغاية. فهل الطائرة الإسرائيلية أسقطت، بأمر وإٍشراف روسي كرسالة موجهة لأمريكا، أم أنها سقطت لخلل فني، وهل كانت إسرائيل تتمنى ذلك؟ كرسالة لروسيا وأمريكا لتنبههم للخطر الإيراني على إسرائيل والمنطقة. وإلا فكيف حصل أن يتمكن الطيار من بلوغ الأراضي الإسرائيلية؟ فهل الطائرة قصفت من سلاح مثبت على مقربة من الحدود الإسرائيلية؟ وهذا احتمال بعيد حسب التكنلوجية التي تملكها العسكرية الإسرائيلية.
جميع هذه الأسئلة وغيرها يجب أنه توجه لبوتين، وهو ما يفعله نتنياهو على مدى اليومين الماضيين، والحوار مستمر مع الجانب الروسي، وصدر تصريح مباشر من الروس، بعدم التصعيد، وكان الرد الإسرائيلي لهم، أن "ما يحدث أقل من الحرب وأكثر من مواجهة" كما وصرح بعض السياسيين الإسرائيليين ربما للتغطية على الدور الأمريكيٍ، أن أمريكا الأن ليست في الموقع الذي يجب أن نتوجه إليهم بالسؤال، ومناقشة القضية معهم، وقالوا وبلهجة فيها بعض الأسف أن الدبلوماسية الأمريكية لم تخرج بتصريح إلا بعد مرور يوم وأكثر، علما أن التصريح كان فيه موقف صارم داعم لإسرائيل، وتنديد بعملية إسقاط الطائرة، وتسيير طائرات بلا طيار فوق أراضيهم.
مثلها مثل الطائرة التركية التي أسقطت بأسلحة القوات الكردية في عفرين، والدبابة التي دمرت، مؤشراتها تتوجه إلى أبعد من الصراع المحلي، وتثبت أن جميع القوى المتكالبة على مصالحها القومية أو على السلطة، لا يمكن أن تبلغ مآربها قبل أن ينفذوا أجندات القوتين الكبريين في المنطقة، علماً أن أمريكا لاتزال تلملم أوراقها في سوريا المتخلية عنها في زمن براك أوباما، وتحتاج إلى تحرك أسرع، ومواجهة المصالح التركية في سوريا قبل المصالح الروسية والإيرانية، وهذه قد لا تتوضح في المقابلة القادمة بين وزيري خارجيتهما، ولربما تحتاج إلى جولات دبلوماسية وعسكرية أكثر، ولمعرفة ما سيتمخط من المباحثات المتوترة، وهل الكرد سيحصلون على نتائج إيجابية يجب دراسة الأسئلة التالية.
هل حصول الكرد على أسلحة متطورة، إن كانت من الأسواق السوداء، أو من حلفائهم الأمريكيين، تعني أنهم سيرجحون الثقل الكردي البسيط على التركي؟ وهل سيلعب الميلان التركي نحو روسيا دورا لصالح الكرد؟ وهل إذا صعد الترك من هجومهم على عفرين ستسقط طائرات أخرى لتركيا؟ أجزاء من أجوبة هذه الأسئلة، تبادى خلال اللقاء الذي جرى بين المستشار الأمن القومي الأمريكي مكماستر وكالين نائب أردوغان الأسبوع الماضي، وخروجهما بتصريحات ضبابية فضفاضة حول محاربة الإرهاب، على الأقل كان فيها توقع أن الأمريكيين لا يستغنون حاليا عن الكرد، وتصريح ريكس تيلرسون وزير خارجية أمريكا، تميل إلى هذا الجانب، عندما قال إن مباحثاته مع الجانب التركي ستكون صعبه، وهي تدل على تمسك الأمريكيين بموقفهم مع الكرد، لأنهم مصرون على البقاء في سوريا وفي المنطقة الكردية بالتحديد. وبالمقابل كان الرد الروسي عندما قالوا إنهم سيدرجون منطقة عفرين ضمن مناطق خفض التصعيد، وهذه تعني الكثير، من سيراقبها؟ وتحت أمرة من ستكون؟ هل ستسلم للجيش السوري الحر، وبعدها ستبدأ سلطة بشار الأسد والميليشيات الإيرانية والطيران الروسي بمجازرهم مثلما يفعلونها في منطقة إدلب وعلى مرأى من الجيش التركي!
وفي النهاية أسلحة روسية وأمريكية هي المعنية بالأمر، والقوى التي تستخدمها تتحرك تحت مراقبتهما، ولا يمكن لأي منهم تجاوز المسموح، فالذي يسقط طائرة لا بد وأنه يملك السلاح القابل لإسقاط أخرى، ولا يستبعد أن روسيا كانت على علم باستلام الكرد لهذا النوع من الصواريخ لذلك حظرت الطيران التركي لعدة إيام فوق منطقة عفرين، فمثلما سمحت روسيا لتركيا باستخدام فلول داعش والنصرة تحت اسم الجيش السوري الحر بالهجوم على منطقة عفرين وبالمقابل تقوم بالمجازر في إدلب والغوطة الشرقية، كذلك سمحت للمنظمات الموالية لإيران وسلطة بشار الأسد بالهجوم وبأسلحة ثقيلة على قوات سوريا الديمقراطية على المشارف الشمالية لدير الزور حيث منابع النفط وبوجود القوات الأمريكية، والتي لم تكن أكثر من جس النبض الأمريكي في حال تم مهاجمة مدينة منبج. والرد القاسي بالمقابل كان تأكيداً على أن الأمريكيين مصرون ليس فقط البقاء في سوريا، بل أنهم لن يتركوا منبج بسهولة، وبالتالي فالدولتين سيعتمدون على استخدام أدواتهم، وستستمر الحرب في سوريا، وكذلك الهجوم التركي-العروبي على الكرد من خلال عفرين، إلى أن يتفقا على بعض النقاط، والمكالمة الهاتفية التي جرت البارحة بينهما شملت هذه الأحداث.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
12-2-2018م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا سيقول تيللرسون لأردوغان
- العرب والعروبيون
- عفرين ميزان الأخلاق بين العرب والعروبيين
- المقاومة والدفاع عن عفرين أفضل من أي نوع من الاستسلام
- هل عفرين لعبة دولية
- الأعراب في الجيش الحر
- هل عفرين نهاية أردوغان
- إشكالية وجود كردستان تاريخياً
- مآلات مؤتمر سوتشي احضروا رغم فشلها
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الواحد و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثلاثون
- هل سيهدأ الشرق الأوسط
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء التاسع و ...
- كيف سنتجاوز المحنة
- الفاتحة
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً -الجزء الثامن و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء السابع و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً -الجزء السادس و ...
- لماذا تتخلى الدول الكبرى عن كردستان
- أين أخطأ السيد مسعود برزاني


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - من أسقط الطائرتين الإسرائيلية والتركية