أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رولا حسينات - عمليات السطو المسلح والمساومة الأمنية














المزيد.....

عمليات السطو المسلح والمساومة الأمنية


رولا حسينات
(Rula Hessinat)


الحوار المتمدن-العدد: 5781 - 2018 / 2 / 8 - 23:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عمليات السطو المسلح والمساومة الأمنية
هل يمكن التسليم بحقيقة أن الأمن والأمان مرتبط بالطاعة والانصياع...؟
ربما يكون هذا واقعاً ملموساً إن كان الواقع مثالياً، والواقع المثالي لا يمكن أن يتحقق إلا في الأحلام أو في الخيال أو في حكايات ألف ليلة وليلة، ولكن قضية القبول والرفض لهذا الواقع هي نسبية بالتأكيد ولا يمكن أن تكون مطلقة إلا في حالة الغضب العام وهذا أيضاً لا يحدث إلا في حالات الضنك العام للمعيشة...ولكن هل يمكن التسليم بإعطاء الأغلبية الضوء الأخضر في العصيان لحالة الضنك العامة في المعيشة...!
هذا في واقع الأمر يبدو منطقياً لكن لا يمكن التسليم فيه؛ إذ أن مقومات الاستقرار لا تتأتى إلا بالإيمان بالدولة والدولة هي الأرض والكيان والأركان كلها مجتمعة معاً..وأي تفريط بالاستقرار يعني لعنة الفناء...وهذه حقيقة واضحة.
الإنصات لمفهوم الهمجية والابتعاد عن العقلانية يعني الابتعاد عن القضية، وتشتيت الفكر بعدم احتكام السلوك الجماعي للمنطق، وهذا يعني ضعف السيطرة أو اللجوء للمنظومة الأمنية بقسوة.
الدعوات للخروج والدعوات المليونية هي بحد ذاتها خروج عن الرغبة في الإصلاح ورغبة في إحلال عدم الاستقرار...ويبقى لكل امرئ مأربه، من يريد الإصلاح فليعمل، وإن عمل كل منا ما عليه صلح المجتمع.
القضية الأساسية هي: من وراء عمليات السطو المسلح عندما يشتد الضنك المعيشي؟!
هل هي مجموعة من المتنفذين وأصحاب اليد الطولى يساومون على مصالح أكثر، وحصص أكثر من خلال إثارة الفزع ونشر المرتزقة والبلطجة؟!
أم هل هو الجوع وذل الحاجة من أثار هذه الفوضى وساهم بانتشارها وتبرير مشروعيتها مجتمعياً والترويج للصعاليك أو روبن هود؟
أم هل هي لعبة من المنظومة الاستخباراتية والمخابراتية لمساومة المواطن على الأمن مقابل الصمت؟!
أي كانت الإجابة فهي غير مبررة ...بداية وقوع الدولة بيد عدد من المتنفذين والعمل بدفة مصالحهم على حساب المصلحة العامة نذير بالخطر، وعلى أصحاب القرار الوعي لذلك وإيقافهم مهما كانت الطريقة المستخدمة...لأن سفينة نوح لن تحمل من يجعل فيها ثقباً.
وإن كانت المصادقة المجتمعية أو لنقل إلصاق المشروعية بالجريمة، وقبولها مجتمعياً وتبريرها وفقاً لعدالة توزيع الظلم الاجتماعي...وعدم جعله احتكاراً على الفقراء دون الأغنياء؛ بصورة أخرى هو جلد للذات؛ لأن مستوى الجريمة لن يتعدى أموال، وأعراض، وحياة البسطاء أو من أوتي حظاً منهم...لأن الأغنياء لديهم من يحميهم...
والمشرع القانوني من واجبه قبل تطبيق القانون أن يرفع السبب الذي أدى إلى القبول المجتمعي للجريمة...ولا يتأتى هذا إلا بدراسة ملابسات الجريمة، وقياس الأحكام وفق المبررات على الرغم من أن الجريمة هي جريمة لا يمكن أن نفرق فيها بين الخيار والفقوس...ولو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها...هذه هي الحقيقة .لكن المقصود بدراسة حيثيات وملابسات الجريمة في إجراء إحصائية منشورة أمام الرأي العام...إذ أن الفقير لن يسرق لأنه يفضل أن يجوع على تشوه سمعته وسمعة أطفاله...لكن من هوى الجريمة وجرت في دمه مجرى الدم هو الذي يزيد من فرص توسيع رقعة جريمته وزيادة حصته من سوق الجريمة.؛ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هو إيقاع أقصى العقوبة بالمجرمين ورفع الحد الأعلى من العقوبة لتكون الإعدام أو الأشغال الشاقة أو تطبيق الحد الشرعي بقطع اليد...إن عدم الرأفة بالمجرم والتعاطف معه لا يعني أن المشرع القانوني دون إنسانية..ولكن القانون الإنساني في أساسه يعني التعايش الإنساني، دون إلحاق الأذى بالآخرين سواء بالنفس أو بالمال أو بالعرض... وعدم التهاون بتطبيق الأحكام يعني السلم المجتمعي إذ لا ضرر ولا ضرار...وهذا الحق في العيش الآمن هو حق لا يمكن التفريط فيه.
أما إن كانت لعبة استخبارتية أو مخابراتية أو أمنية فهذا يعني الأسوأ... يمكن القول أن القيام بعمل أو اثنين لإشعار المواطن بحاجته الماسة للعيش بأمان ولكن لا يعني الإفراط في هذه المنهجية أو الإستراتيجية على إطلاقها...إذ إن هذه المنظومات مهما تعددت أشكالها تهدف إلى إحقاق الأمن والاستقرار للدولة وللمجتمع، وتعاونها مع كافة شرائح المجتمع بشكل إيجابي يدفع بالمجتمع نحو الإنتاج والبناء...
مهما كانت الأسباب وراء الجريمة من فقر أو جوع أو ضنك مجتمعي أو سوء الظروف المعيشية، لا يمكن أن تكون مبررا لشيوعها وانتشارها...ولا يمكن الإيمان بها كحل لسوء الأوضاع الاقتصادية...قد نكون بحاجة لمصباح علاء الدين، ولكن لكل منا مصباحه، ولكل منا قدرته في التأقلم مع الأوضاع لأنها عامة أكثر منها خاصة، لأن تكون معاناة جان فالجان في البؤساء هي حقيقة كل واحد منا بالتأكيد...



#رولا_حسينات (هاشتاغ)       Rula_Hessinat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناجي الوحيد
- ثورة يناير ثورة الكرامة والعدالة الاجتماعية
- سد النهضة واللعبة السياسية
- مبادرة الاديبة الأردنية رولا حسينات(تمكين) لدعم المرأة الأرد ...
- سانتياغو
- الورقة(3) مرحلة البناء
- معجزة الراتب
- القدس عربية
- الشباب وفن قراءة البوصلة الورقة(2)
- نحو إستراتيجية البناء
- رقم 32
- الرمال المفككة
- الطبقة المتوسطة والعاصمة الإدارية وجزيرة الكنز
- قانون الإفساد بطله المواطن
- بركة الجن
- طقوس الهذيان
- محمد يونس أبو الفقراء
- إقليم كوردستان ...وسياسة البقرة والضرع....
- من زراعة الأرز إلى حصاد الموت...
- رياضة اليوغا وفن القصة القصيرة


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رولا حسينات - عمليات السطو المسلح والمساومة الأمنية