أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن عامر - الإعلام -السلطة- و الإعلام -المتسلّط عليه-














المزيد.....

الإعلام -السلطة- و الإعلام -المتسلّط عليه-


محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 5771 - 2018 / 1 / 29 - 22:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإعلام إجمالا يجد راحلة فوق سلطوية في تعريف نفسه انطلاقا من السرديات المدرسية التي تقول أن الإعلام هو "سلطة رابعة" تلعب دورا رقابيا و أخلاقيا و احترازيا على بقية السلطات التنفيذية و التشريعية والقضائية . و بالتالي تحلّ إشكالية الهوية داخل الصراع الإجتماعي بموقف محايد بعيد شكليا على التجاذبات .و حتى لا يكون الموقف من الإعلام عبارة على انزواء أيولوجي "فجّ" يجب أن القول أن الفصل بين الإعلام كوسيلة تواصلية و السلطة كأدة هيمنة صعبة الفصل و معقدة التحليل بين رأس المال المهيمن على الإقتصاد و بالتالي التوازنات الإجتماعية وصولا إلى السلطة السياسية و تشكيل النظام الحاكم و الإعلام بوظيفته الدعائية .

الإعلام منذ "الثورة " عاش لحظة بلحظة تقلبات المشهد السياسي و الإجتماعي المتشكل ضمن ما سمي الإنتقال الديمقراطي . باعبار أن الأخير هو التجسيد الأعلى و الأقصى لحرية التعبير .التجسسّ على مكالمة أحد الصحفيين مؤخرا المرافق للإحتجاجات الإجتماعية في ما يمكن اعتباره فضيحة أخلاقية و قانونية ليسيت سوى جزأ من هذه التقلبات التي تريد بالمشهد إجمالا العودة إلى نقطة البدأ أو في أحسن الأحوال ممارسة هرسلة على أبواق الدعاية المضادة التي لا تتماشى مع أهواء النظام الحاكم .الإعلام في تونس مازال يعيش في مفارقة صميمية، طبيعة الواجب المهني التي تفترض أقصى درجات الحياد و الموضوعية و سوق النخاسة الإعلامية و مستنقات الإرشاء و شراء الذمم إغراءا كان أو عن طريق مسك الصحفيين من أمعائهم في قطاع شديد الهشاشة. نهاية النموذج الإعلامي على شاكلة "تونس بن علي" و لطفي البحري و الإعلام المعسكر و وكالة الإتصال الخارجي لم يترافق مع تكون مشهد إعلامي سليم ..فما إن هدأ صوت المتظاهرين و بدأ "الإنتقال الديمقراطي" حتى انطلقت حملة شيطنة متأخونة للإعلام تحت شعار "إعلام العار" الركيك و المكثّف حتى في مستواه المفهومي بفكرة "الفضيحة"..وصولا في نهاية المطاف إلى مرحلة التعفن الكبرى التي عبر عنها صاحب "البرويطة" سابقا شفيق الجراية بصراحة جلف لا يجيد الحديث "قتلوا شد كلابك و نشد كلابي" لتفضح الشائعات لاحقا "مفكرة" الميلياردير التي تحوي الإعلاميين و غيرهم المنتفعين من طايا الملياردير السخي .

الثورة لم تقم في النهاية إلا بتحريك بعض قطع اللعبة الهيمنية في مستواها الطبقي مع أنها أنشأت حركية ثقافية يمكن أن تلمس أكثر في سياسات الهوية و الحركات الجنسية و اليسار الثقافي الذي يتحرك داخل موضعات الفرد و الحرية الشخصية و المجموعات ذات النزوع اللاسلطوي ..محاولات خلق إعلام "أفقي" (النشريات الشبابية و المواقع الإعلامية المستقلة) المستفيدة من الثورة المعلوماتية و الاتساع الهائل لممكنات نشر المعلومة و تبادل الآراء ، فشلت في صنع رأي عام حقيقي قادر في الأدنى مقارعة الإعلام المرئي . ففي النهاية ظل الإعلام المرئي باهض التكلفة هو المحدد في صناعة الذوق الشعبي العام و تكوين الرأي العام السياسي .
..السلطة دوما تعاني مرض هلع مزمن تجاه سلاح الإعلام الذي قادر على تعرية كل أشكال الزيف الرسمي و لوبيات الفساد و المس من حقوق الإنسان .. المعركة في مربع الإعلام ضد السبطة تتحرك لفرض إحدى ممكنين ؛ إما خطاب السلطة أو سلطة خطاب إعلامي حر ..



#محسن_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللورد و الواعظ و صناعة المشرق العربي الجديد
- إعلان حماس عن مسؤولية -إسرائيل- في اغتيال الشهيد محمد الزوار ...
- الفصل الثاني من الإنتقال الديمقراطي في تونس : المفهوم الناشئ ...
- الدعاية السياسية حين تتحول إلى ثرثرة : الدعوة إلى انتخابات م ...
- مَا بَعْدَ إِعْلانِ مُبادَرَةِ عبيد البريكي : بِنْيةُ المباد ...
- اليَسَاريُّونْ الأخْياَرْ و اليَسَارِيُّون الأَباَلِسَة


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن عامر - الإعلام -السلطة- و الإعلام -المتسلّط عليه-