أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - الوضع الميداني في إيران على ضوء المظاهرات















المزيد.....

الوضع الميداني في إيران على ضوء المظاهرات


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 5746 - 2018 / 1 / 3 - 15:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليوم هو السادس لمظاهرات إيران، وقد فضلت التريث وعدم الكتابة إلا بعد التأكد من الصور والفيديوهات المنشورة أولا، ومن ثم بناء رؤية عامة عن واقع الحدث تراعي مصالح الشعب الإيراني الذي أجزم أنه لولا وجود فساد وقصور لحكومة روحاني ما خرج.

سأجمل تصوري للوضع في إيران بسبعة مشاهد:

الأول: مظاهرات واحتجاجات مفاجئة ومطالب مشروعة على تردي الوضع الاقتصادي وإغلاق وإفلاس بعض البنوك، إضافة لرفع الأسعار والدعم.

الثاني: حشود ضخمة بدأت في مدينتي .."مشهد وكرمنشاه"..والأخيرة حسب ما تبين لي أنها لأسباب تخص قصور الحكومة في تعويض ضحايا الزلزال الذي ضرب المدينة الكردية منذ عدة أشهر.

الثالث: انحسار المظاهرات من كرمنشاه ومشهد وانتقالها لإقليم خوزستان العربي ثم أصفهان وطهران.

الرابع: انتقال الاحتجاجات من مظاهرات سلمية إلى تخريب وهدم للممتلكات العامة والهجوم على بعض مراكز الشرطة والقواعد العسكرية.

الخامس: نزول مؤيدي النظام الإسلامي بمظاهرات سلمية ضخمة جدا بلغت ذروتها في طهران والأهواز.

السادس: نزول قوات الباسيج للتصدي للمخربين مع انحسار المظاهرات من طهران وأصفهان وتركيزها على الأرياف.

سابعا وأخيرا: أكثرية الصور والفيديوهات المعروضة في الإعلام العربي والأوروبي (مزورة) وتخص أحداث في الأرجنتين والبحرين وأفغانستان والمكسيك، بل وقفت على تزوير صورة للفيلم الإيراني الشهير "الياقات الذهبية"..The Golden Collars إنتاج عام 2012 وكيف أنهم نشروا صور من الفيلم على أنه لمظاهرات إيران، والفيلم ذو طابع سياسي وبه مظاهرات ساعدت المغردين على تويتر وفيس بوك في الحبكة الدرامية.

المشاهد السبعة تجمل الوضع الميداني حتى الآن، مع اعتقادي أن ثمة فارق كبير بين حجم هذه التظاهرات ونظيرتها في الحركة الخضراء عام 2009 التي اندلعت لوجود شبهات تزوير الانتخابات لصالح أحمدي نجاد، وقد اطلعت على فيديوهات المتظاهرين غالبا في كل المدن الإيرانية حتى الآن ولم أراها بالحجم الذي يهدد النظام، فأقصى هذه الأرقام ربما يصل إلى 2000 متظاهر سجلتها العاصمة طهران في شارع عصر، وفي ساحة انقلاب (الثورة).

تحولت الأحداث بشكل دراماتيكي بانحسار المظاهرات وانتقالها لعمليات تخريبية وعسكرية، والسبب في استدعاء وزارة الداخلية الإيرانية قادة الأحزاب والتيارات والقوميات ردا على خطابات (ترامب ونتنياهو) المحرضين للتظاهر، مما حدا بهؤلاء جميعا إلى سحب دعمهم للتظاهر، وقد أضافت تصريحات .."شمخاني"..بتدخل السعودية بعدا آخر لصالح سلطة طهران.

فقد ركز الإعلام الإيراني على تصريحات بن سلمان منذ عدة أشهر بنقل المعركة لداخل حدود إيران، وبدا أنه يستثمرها لصالح النظام بشكل جيد، مما خلق نفورا من التظاهر عند بعض المحتجين ساهمت في ذلك تصريحات .."مريم رجوي"..زعيمة حركة مجاهدي خلق التي تتهمها إيران بالإرهاب، إضافة لدعاوى حمل السلاح على مواقع التواصل وتكرار النموذج السوري ساهم أكثر في رفع النخبة يدها عن التظاهر بشكل عام.

وقد وقفت على تصريحات تلك النخبة من أعضاء لمجلس الشورى وعلماء في الحوزة وقيادات في الحكومة تعترف بمشروعية التظاهر وتطالب بحل مشكلات المواطنين، من هؤلاء رئيس مجلس التخطيط السياسي لمراجع قم السيد.."محمد باقر ولدان"..لكن سرعان ما رفع السيد ولدان يده وطالب بمظاهرات مضادة يوم الأربعاء 3 يناير في مدينة قم، وفي تقديري ستكون مظاهرة حاشدة تمثل باكورة الرد الجماهيري لنظام الثورة.

ومع ذلك بدأت حكومة روحاني بالاستجابة لبعض مطالب المتظاهرين، ومنها منذ قليل تصريح عضو مجلس الشورى.."علي أصغر نجاد"..بأن الحكومة لن ترفع أسعار الكهرباء والغاز والماء في موازنة العام المالي الجديد، وهذا كان مطلب للمحتجين إضافة لتشغيل ملايين العاطلين الذين تأثروا بإفلاس بعض البنوك، وفي تقديري مهمة روحاني صعبة على الوفاء بجميع المطالب، لكن تحول المظاهرات لأعمال شغب وتكسير يمنحه طوق نجاه ربما طوال فترته الرئاسية التي تمتد 4 سنوات من الآن.

الخطأ الذي ارتكبه الثلاثي (ترامب – نتنياهو – رجوي) هو لا يغتفر، حيث سحب مشروعية التظاهر وتهديد نظام الثورة ربما لعقود مقبلة، فالفرصة كانت سانحة للتخلص من نظام خامنئي إذا ما أحسن المتظاهرون استغلال هذا القصور الاقتصادي، صحيح لم ترق المظاهرات للعدد الذي يهدد النظام، لكن بقاءه في الشارع سلميا وبمطالب مشروعة يُكسِب الحركة قبولا شعبيا يضاف له البعد الخارجي بالطبع ولكن بطريقة غير مباشرة، إذ أن نظام خامنئي وسلطة روحاني لعبوا طيلة اليومين الماضيين على خلق جو من السخط العام على التظاهر بحجة تهديده للنظام الإسلامي، مما ساعد كثيرا في انحسار المظاهرات.

يرجى العلم أن مدينة طهران يقطنها أكثر من 14 مليون مواطن، والمظاهرة فيها يجب أن تكون ضخمة جدا إذا ما قررت تهديد النظام، أما لو وقفت طموحاتها لمجرد مطالب اقتصادية فأعداد المتظاهرين تسمح بذلك، خلافا مثلا لمظاهرات الحركة الخضراء عام 2009 للتيار الإصلاحي الذي حشد تقريبا ملايين المواطنين عجت بهم كل شوارع طهران وأصفهان وشيراز بتحريض من قنوات فضائية محلية تابعة للإصلاحيين، أما اليوم فالأمر يختلف، لا يوجد هذا العدد ولا توجد قنوات محلية تدعم التظاهر خصوصا بعد تدخل أمريكا وإسرائيل علنا لصالح المتظاهرين.

شاهدت مظاهرات في مدن.."أبهر وأراك ودورود".. غرب العاصمة طهران، والتصوير فيها أرضي لم أقف سوى على ما يقرب من 1000 متظاهر، وكلها من مصادر معارضة، أما المواجهات العسكرية والتخريبية فالأعداد فيها من 50 إلى 300 ساعد نزول قوات الباسيج بأعداد ضخمة في سهولة قمعها واعتقال المئات منهم، حيث أعلنت الداخلية الإيرانية منذ يومين عن اعتقال 200 من مثيري الشغب، وأمس أعلنت عن اعتقال 150 إضافة للوفيات الذين بلغوا حتى الآن 25 لأسباب تدعي وزارة الداخلية باندساس عناصر إرهابية وهجوم لبعضهم ببنادق صيد.

ومع ذلك علينا أن ننتظر النتائج، فلربما قلة الأعداد هذه تكون بذرة تحرك جماهيري أضخم، مع استبعادي إمكانية ذلك..فالحكومة نجحت بشكل كبير في شيطنة الحركة الاحتجاجية وربطها بأطماع ورغبات الأعداء، بيد أن روحاني كان يدافع فقط عن نفسه ضد المحافظين، الآن أصبح هو المتصدر للدفاع عن النظام الإسلامي برمته، وهذه نقطة لم تكن في حسبان معارضيه الذين أشعلوا الاحتجاجات.

وفي تقديري الحكومة تحتاج لأسبوعين من الآن لإعلان القضاء على الشغب بشكل نهائي، أما المظاهرات فهي انتهت حيث فقدت زخمها التي بدأت به، ومعظم ما ينشره الإعلام العربي والأوروبي الآن غير صحيح، وبه تزوير فج ليس فقط باستنساخ صور ولقطات من أحداث خارجية بل بتزوير مظاهرات المؤيدين على أنها معارِضة..!

أخيرا: هذه رؤية قد تصح وقد تخطئ ، منفصلة تماما عن التحليل الديني والأيدلوجي وإسقاطات ذلك السياسية والحقوقية، فهي إذن رؤية ميدانية فحسب.. وقد اجتهدت فيها من وجهة نظري كما فعلت من قبل في سوريا واليمن، وما يشفع لي هو التريث وعدم الاندفاع بالتغطية خشية التأثر بمكونات وأساليب الإعلام الضال، كذلك يشفع لي صدق تنبؤي وتصوري الصحيح للمعركة منذ بدايتها في اليمن، ففي حين كان الإعلام العربي في 99% منه يقول بانتصار المملكة والقضاء على الحوثي قلت هنا في مقالاتي بصعوبة أو استحالة ذلك، وطرحت معلوماتي الميدانية التي أثبتت الأيام صدقها.

وأطلب ممن يرد الاطلاع على حقائق الأحداث أن ينفتح ويسمع الرأي والرأي الآخر دون محاذير ، فإذا لم يجد فعليه أن يبحث ويبحث..فالباحث عن الحقيقة لا يهدي فقط نفسه، ولكن يهدي الآخرين أيضا بحقائق لا قصور فيها ولا مبالغات.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جواز السرقة في الفقه السني..!
- نقض أكذوبة عدم تحلل أجسام الأنبياء علميا
- من وحي فرج فودة..قرارات بن سلمان
- التابو في بلداننا المنكوبة
- القدس لأهلها ياترامب
- أنصار صالح ومصير حزب البعث العراقي
- د. مراد وهبة بين التقدمية والرجعية (2)
- د. مراد وهبة بين التقدمية والرجعية
- ابن تيمية يبيح قتل المُصلّين في مسجد الروضة
- قوى التواصل وقوى السيطرة
- الحل الوحيد للأزمة الاقتصادية بمصر
- كيف يكون الاقتصاد قويا؟
- رؤية موضوعية لحزب الله
- هل الإصلاح ممكن في العالم الإسلامي؟
- عشرة أسباب لشيوع الفقر في مصر
- المادية الجدلية
- كشف حساب للوزير الخرافي حلمي النمنم
- نظرات في الرقص
- فلسفة الحجاب
- أضواء على المسيحية


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - الوضع الميداني في إيران على ضوء المظاهرات