أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدوية السوالمة - علم النفس الاعلامي والوعي بتقديم الذات الفلسطينية














المزيد.....

علم النفس الاعلامي والوعي بتقديم الذات الفلسطينية


عدوية السوالمة

الحوار المتمدن-العدد: 5741 - 2017 / 12 / 29 - 23:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علم النفس الاعلامي والوعي بتقديم الذات الفلسطينية
اشكالية الاعلام من أخطر الاشكاليات المطروحة للمناقشة في وقتنا الحالي , نظرا لارتباطها بأيديولوجية ذات طبيعة مزدوجة التكوين , مبطنة بخلفية غير معلنة وظاهرية معلنة , تصوغها مقتضيات النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية السائدة محليا واقليميا ودوليا .لذا فهي ترسم الخطوط العريضة لتوجهات الرأي العام وتقولب المكونات الفكرية للافراد . وهو ما سيجعل من نظم الاعلام السلاح الاكثر فاعلية بيد الدول المهيمنة اقتصاديا لنشر منظومة قيمية تضمن فيها هيمنة نفسية مسالمة . وفي هذا الاطار نجد أن (نظرية الاستعمار الالكتروني تؤكد على أن تصدير برامج وسائل الاعلام ينقل عددا كبيرا من القيم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وينقل في بعض الاحيان قيما سياسية ودينية ايضا . فالشركات الاعلامية متعددة الجنسيات ووكالات الاعلان الدولية في الدول المركزية او غيرها من دول العالم تعمل وفق استراتيجية محددة وقائمة اولويات واضحة تأخذ مرجعيتها من النظام الاقتصادي الراسمالي .وتهدف هذه الشركات بما تقدمه من منتجات الى التاثير في قيم واتجاهات المستهلك ولاتعتمد هذه الشركات على القوة العسكرية بل على استراتيجيات السوق والبحوث والاعلانات التي تمكن هذه الشركات من التاثير على سلوك المستهلك بخلق تفكير وتصور عقلي عالمي واحد تجاه المنتجات والخدمات الثقافية ) (ماكفيل,2005 ).
فاعلية تكوين الاتجاهات مع أو ضد تبدو شديدة الارتباط بالتوظيف الأمثل لقوانين علم النفس في السيطرة على الجمهور المتلقي للرسالة الاعلامية والمتفاعل معها انطلاقا مما يقدمه الاعلام في صورة مضامين خفية أو واعية وهو ما يسمح بالقذف بقضايا مصيرية وحاسمة في اتجاهات غير مرغوبة كان قد خطط لها سابقا من قبل علماء النفس والاعلام معا بهدف خدمة فكرة أو توجه ما . وهو ما يقودنا للقول بجدوى وجوب الاهتمام بتقديم مراجعة ودراسة لمضامين الرسالة الاعلامية الفلسطينية والذي يمكنه أن يقدم فرصة جيدة للاختراق الجوهري للصورة الكئيبة المتعثرة بالعنف والمحدودية الفكرية وعدم الفاعلية للانسان الفلسطيني رسمت بطريقة ممنهجة , لنتمكن من الاستعاضة عنها بصورة مقابلة لها طرحت بعد مراجعة أبعادها ودراسة مدى قدرتها على تحقيق تقدم في التأثير في الآخر المؤثر في مسارات القضية على الصعيد المحلي والدولي . وهو ما يقتضي منا معرفة نفسية جيدة بهذا الآخر وبآليات التأثير فيه.
ولا بد هنا من التعامل مع الصورة كمنتج ذهني أساس في تشكيل السلوكات الانسانية عبر
ميكانيزمات نفسية غاية في التعقيد.وهو ما يفرض ضرورة الاستعانة بالأدب البحثي النفسي لتحديد مكونات الصورة المطلوب تقديمها ليتفاعل معها الجمهور بايجابية تضمن التعاطي الفاعل مع اشكاليات القضية الفلسطينية سعيا للرقي بأهدافها وتطلعاتها .
اضافة الى ما يمكن أن يقدمه من رفد لفكرة التعرف إلى نوعية ومستوى المادة الاخبارية التي تخدم تقديم هذه الصورة والاخرى التي تسيء اليها .والتعرف إلى مكونات صناعة صورة تخدم القضية الفلسطينية وترسخ المبادئ التي يسعى المجتمع لتحقيقها عبر الاعلام كوسيلة تواصل وتشكيل رؤى .
التمازج السيكواعلامي في بناء الصورة يعتمد مفهوما سيكولوجيا شارحا وموجها للسلوك الانساني ومفهوما ولدته الاطر النظرية الاعلامية يتعلق بالغرس الثقافي الذي أسهم في شرح أهمية المكون النفسي المعرفي في الرسالة الاعلامية وآلية عمل الغرس الثقافي المستند إلى تكوين الصور
الذهنية المطلوب غرسها في ذاكرة المتلقي .
فالصورة وبحسب معجم مصطلحات الطب النفسي فانها تشير إلى الـصورة التـي يرسمهـا الشخص لـنفسَه والتي تتكـون في عقله مبكـراً منذ الطفولة، أما التصـور أو الصور الذهنية فهو ظـاهرة لها تأثير على السلـوك .
تُعرّف الصورة في قاموس علم النفس على أنها عبارة عن تصوُّر داخلي لشيء عرف سابقا أو مبتدع من الفرد بالنسبة لفكرة، وللصورة طابع مُجسّد بقربها من الحواس .فالصورة هي النموذج الذهني الذي يقيمه الفرد لذاته وللآخر بقصد اصدار السلوكات والمواقف المطلوبة للتعاطي مع الذات والآخر في ضوء اقتصاديات الدماغ .
وهو ما يؤكد على ضرورة الوعي بشكل الصورة المقدمة عن الذات ليتمكن الآخر من رصدها واستدخالها في بناه المعرفية بحيث تستجر السلوكات المطلوبة .
أما نظرية الغرس الثقافي فانها تعرف الغرس على أنه زرع وتنمية مكونات معرفية ونفسية، تقوم بها مصادر المعلومات والخبرات لدى من يتعرض لها وخاصة وسائل الإعلام)، والغرس بذلك هو حالة خاصة من عملية أوسع هي التنشئة الاجتماعية على أساس أنه بقدر ما يشترك الناس في شبكة الثقافة، فإنهم يتحدون معا على أساس من الوعي الجماعي (Lee ) .
التجاهل بامكانه أن يجعل من عملية التأثير متغير معيق يقدمنا للآخر بصورة غير صحيحة تدعم خطواته السلبية تجاهنا وتعثر الايجابية منها .
هناك أسس وقوانين وميكانيزمات نفسية يجب فهمها حين نقرر تقديم انفسنا وسط معركة قائمة على التقديم الموظف جيدا للذات وعلى المكاسب والامتيازات المبنية على ذلك . معركة يصبح صحن الحمص فيها أداة لكسب المعركة والتعبير عن الذات وفرض فكرة العلاقة بالمكان .
لابد من حيازة ادراك جيد لعناصر الصراع للتمكن من ادارة عملية الخلق والاستبعاد بحسب الظرف والمكان والزمان, وهي أمور ملقاة على عاتق التكوين النفسي الأكثر من جيد للعاملين في الميدان الاعلامي بحيث يمكنهم ذلك من تقديم مواد برامجية فائقة التأثير شكلا ومضمونا بهدف قولبة الرأي العام بأشكال التأثير الواعي واللاواعي .



#عدوية_السوالمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعديل سلوك للكبار وهدايا حب لكل الاطفال
- شيخوخة القهر لدى النساء
- جدلية الارتباط العاطفي والاشباع النفسي الطفلي
- التوحد / الحب قبل العلاج
- فرضية كمون الشر و المرأة السعودية
- ظل امرأة ثائرة
- الحل يكمن في سائق متهور
- عريس اللقطة قد يشعر بالملل.....؟
- اعترافات من تجربة انهيار- من تجارب النساء
- الصمت تكنيك نسائي قاتل
- ما الذي يجعلنا نخاف من العلاج النفسي في مجتمعاتنا ؟
- النساء في مواقع السلطة /لما يفعلن ذلك ؟؟؟؟
- فضيحة الستر والحرمان من الايزو
- لا حاجة للنساء في المستقبل
- ملهاة التمثيل السياسي النسوي
- المرأة .....من منطوق الذئب والحمل
- نساء جلسات العلاج النفسي
- ضعي الحجاب يا ايمان
- ذهانية الصورة في رسم كينونة المرأة
- تجارب نسائية مريرة (1)


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدوية السوالمة - علم النفس الاعلامي والوعي بتقديم الذات الفلسطينية