أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون عبدالله مراد - بين جملتين














المزيد.....

بين جملتين


خلدون عبدالله مراد

الحوار المتمدن-العدد: 5728 - 2017 / 12 / 15 - 14:04
المحور: الادب والفن
    


عندما تتطاير الحقائق عارية في فضاءات المدن الغريبة – أجد أفكاري لأول مرة بلا أجنحة تطير وبلا وجل
عندما أطفأت الشمس شموعها ... وفرت الأقمار .. وسط المحال بدأت قصتنا
في عتمة السنين .. نطقت تلك الشفاه السكرى جملتها بالألمانية:
- أنا متعبة: Ich bin mode
للذي يعرف كيف تقال هذه الكلمات يعرف كيف تتحول الشفاه المتعبة إلى خمور...
قالت جملتها فاجتاحت قلبي أعاصير رفعته إلى أعالي السماوات وسقط فجأة في أزرق عينيها ... تدحرج على لجين خدها قليلاً ... مر على الشفاه السكرى ... أراد الوقوف إلى الأبد لكن!!!
قالت جملتها وغرقت عيناها بالندى .... فاجتاحت الأمواج عيني... كادت تدمع لكني كنت أقوى...
بدأت القصة قبل ذلك بساعات... لكن القلب كان صلباً وكانت العيون في كل الأرجاء تطير..
أبعدتني عن كل العواذل بصمت ووقفت أمام عيني... مشت على أهدابي بصمت... كانت تسأل بهدوء وتموت خلف الأجوبة بصمت
في عتمة الأقمار جمعتنا الأقدار... واستظلتنا محطة... أبعدت رفيقتها عني سألتني عن الرقص ... عن الغناء... عن الألحان...
بعد ثلاث كلمات بدأت رحلتي معها... اجتررت تاريخي كله بليلة.. من يوم هزائم الضيعة حتى هزائم العواصم كلها
كنّ يبحثن عن اللاحب في عيون اللاجئين أو كنّ ثكلى وكنت ككل أوقاتي وحيد...
بعد تكور شفتيها... اشتعلت في قلبي الذكريات فلم أنم في تلك الليلة أو لا أعرف متى مر علي النوم...
استيقظت بعد خريفين من الذكريات وربيع... أشعلت لفافتي... أنهيت طعامي في حضور العارضات وإليها انطلقت بعد جملتها تلك بدأت السير على الأحلام...
أبعدتنا المحاضرات ساعتين و لكن جمعنا الانكسار
ألقيتُ التحية على العيون ... استضاء وجهها بغير حدود ... اقتربت منها ....
ـ كيف أنتِ؟ سألتها
ـ تمام فقد نمتُ جيداً... أجابت
هي تنام وأنا لا... كان يجب أن أفهم ولكن بكل غبائي الشرقي أحضرت فنجان قهوتي وعدت لاجترار ذكريات أمام صنم الجمال
رافقتها إلى محاضرتها دون وعي أو إدراك.. كان يجب أن لا أذهب
ـ ماذا ستفعل هنا؟ سألتني
ـ إذا كنتِ لا ترغبين ببقائي سأرحل وإلى الأبد إذا شئتِ
بعد جملتها الأولى وأحاديث العتمة انقشعت أمام عيني الغيوم وانفتحت كل الأبواب المغلقة ...
ولكنها وبجملة جديدة أنهت كل احتمالات اللهفة... حين ببراءة الأطفال وبمزيج من الانكليزية والألمانية قالت:
I like you, aber Ich habe freund
أنا معجبة بك لكن لدي صديق
بين جملتين ولد تاريخ ومات مستقبل
بين جملتين و بحارٍ في العينين استفاق قلبٌ وقُتل حنين
بين جملتين ورحيق ارتعش جسد وفرّ حريق
لم تنتهِ قصتي عند هذه الجملة وإنما بعد ذلك بساعات...
ففي حفل افتراقنا (هكذا سميته) ووسط دوّامة الرقص والموسيقى ووسط كل الضجيج لامست شفاهي أذنيها وهمستُ بكل النبض
- أخبرتكِ أشياء كثيرة... ولكن لم أخبرك أني سأكتب قصتنا
لم أخبرها أني أحبها... لم أخبرها أنها ستظل بالذاكرة ربيعين أو اكثر
أخبرتها أنها أجمل من أن تكون طبيبة
لم أخبرها إلى اللقاء... تركت نفسي تبتعد عن حلبة الرقص بهدوء وإلى فراري عدوت
هطل المطر أخيراً بعد اسبوع من الانتظار ومسح كل الأوهام التي بللت القلب المقفل بعد فتحه... أعدتُ قلبي إلى الثلاجة....
بالمطر وحده قلبي يغتسل






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار
- فرار
- مؤتمر


المزيد.....




- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...
- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون عبدالله مراد - بين جملتين