المستقبل طبعا للانسان

عادل ندا

الحوار المتمدن-العدد: 1473 - 2006 / 2 / 26 - 11:45
المحور: حقوق الانسان
    

رغم اقتناعنا جميعا بالقيم والمبادئ الانسانية المشتركة, الا اننا ننتهكها. نمارس اللا قيم واللا مبادئ واللا انسانية! نضع القانون ونحاول ان نكون فوق القانون! نؤمن بالصدق ونمارس الكذب! نؤمن بالعدل ونمارس الظلم! نؤمن بالحرية ونمارس القهر! نفعل عكس كل ما نؤمن به. ونحاول ان نجد لانفسنا كل المبررات, بازدواجية انسانية غير مبررة!.
طبيعة الانسان التناقض!. يبدو ان الانسان يستحسن الحسن ولا يؤمن به. يستحسن حتى الايمان ولا يؤمن حقا. هل هى طبيعة الانسان, ان يدعى حتى الايمان؟ نتقمص الدور لنخدع انفسنا ونسد حاجتنا النفسية من تلك المشاعر والقيم الانسانية النبيلة. وقد يبالغ الفرد حتى يصدق نفسه او يصدقه الاخرون.
للاسف نحن نقتنع بالقيمة ثم نفرغها من مغزاها ومعناها. نضع المعايير التى تنظم حريتنا ثم نكتشف انها قيود على حريتنا فنخالفها. الرقابة الاجتماعية بكل انواعها هى الوحيدة التى تضمن فعالية المسئولية. الانسان مسئول حتى رغم انفه. العقد الاجتماعى والرقابة من الاخر على الاخر هى الضمان. المسئولية الانسانية مسئولية اجتماعية فى المقام الاول. المسئولية الاجتماعية ضمان. الانسان مسئول امام الاخر اولا, ثم امام نفسه ثانيا. يحاسبه الاخر حتى ولو لم يحاسب نفسه. مسئولية النفس ضرورية و ثانوية.
المطلوب هو تفعيل منظومات اجتماعية ضابطة. منظومات مرنة وديناميكية ومتفاعلة. منظومات تجمع البشر جميعا وتعطى الحرية للبشر اجمعين. الحرية هى الضمان, فالانسان مراة اخيه. مطلوب منظومات شعبية موازية او بديلة للامم المتحدة. منظومات تنقذ العالم من الساسة الذين يؤمنون معنا بكل فضائل وقيم الانسانية ويتناسونها عندما تسيطر على عقولهم افكار الخوف والنقيض التدميرى للانسان. وفى يدهم القوة شبه المطلقة فى نفس الوقت.
يمارس الانسان والأخطر, الساسة, اللا انسانية بوعى او بغير وعى, رغبة منهم فى دمار ذاتهم الموضوعية الكلية. الرغبة فى الانسحاق داخل ظلام العدم. او ظنا منهم بان المسألة, عكس ذلك! يتصرفون بازدواجية ليست فقط غريبة, بل ايضا غريبة عنهم. كما لو كانوا لم يختاروا بكامل حريتهم تلك القيم التى دافعوا عنها ويبجلها الجميع. الحل هو "العقد الاجتماعى المتفق عليه ويحترمه الجميع, صاغرين".
عقد يشتمل على كل الفضائل والقيم الانسانية. عقد يشتمل على البشر اجمعين ويدخلنا الى المرحلة الانسانية الجديدة. الحلول الضيقة المحدودة لم ولن تفيد. الحلول الضيقة مثلها كمثل الحلول الفردية. الحل هو ميثاق يحمل كل معانى الإنسان لمشروع عالمى يجمع البشر كلهم تحت راية واحدة, الانسان. نحقق ما بدأته الانسانية حين وضعت ميثاق الامم المحدة الذى يبدأ ب " نحن شعوب الارض".
السعادة فى تلبية الاحتياجات والإثار.
معا من اجل تحرر الانسان.

#عادل_ندا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات