أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - طبِّعوا إن شئتم ،ولكن ليس على حساب الحق الفلسطيني














المزيد.....

طبِّعوا إن شئتم ،ولكن ليس على حساب الحق الفلسطيني


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5718 - 2017 / 12 / 5 - 13:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا يمكن مقاربة موضوع التطبيع العربي الإسرائيلي اليوم بنفس المنطلقات الفكرية والمبررات السياسية التي كانت بداية الصراع العربي الإسرائيلي مع ظهور المشروع الصهيوني قبل قرن من الزمن ، أو عندما تبنى العرب لأول مرة سياسة مقاطعة إسرائيل في جامعة الدول العربية وأسسوا مكتبا خاصا بذلك في بيروت عام 1951 ،أو انسجاما مع اللاءات الثلاثة لقمة الخرطوم 1967 – لا صلح لا اعتراف لا مفاوضات مع إسرائيل - ، ولا نريد الحكم على التطبيع ومجمل السياسات العربية الراهنة انطلاقا من الواجب القومي والقانوني حيث ضاعت فلسطين بسبب هزيمة العرب في حروبهم مع إسرائيل ، حرب 1948 أضاعت ثلثي فلسطين ،وحرب 1967 أضاعت البقية ، ولا انطلاقا من الواجب الديني حيث القدس ليست مقدسة بالنسبة للفلسطينيين فقط ، كما لا يمكن تبرير التطبيع اليوم لأن إسرائيل تغيرت ولم تعد دولة احتلال وعدوان .
عودة الحديث عن التطبيع اليوم تتويج لمتغيرات كثيرة جرت في الجانب العربي والفلسطيني وشكلت اختراقا متدرجا لطبيعة الصراع ومنطلقاته الأولى كما أنه يندرج في إطار الصفقة الكبرى التي تُعِد لها الإدارة الأمريكية، فقد ولى الزمن حيث كان مجرد أن يتصل أو يجلس مسئول فلسطيني أو عربي مع أي إسرائيلي ،حتى وإن كان معارضا للصهيونية ،يتعرض للإدانة بل وللقتل كما جرى في الحالة الفلسطينية مع عصام السرطاوي وسعيد حمامي وغيرهم ، وعربيا عندما تم اغتيال السادات على خلفية توقيعه اتفاقية كامب ديفيد .
كانت اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل 1978 منعطفا في تغيير طبيعة الصراع وأنه لم يعد صراعا عربيا إسرائيليا ،وكانت أول اختراق رسمي لمبدأ تحريم التطبيع . صحيح أنه كان تطبيعا رسميا ولم يجد تجاوبا شعبيا حيث أستمر الشعب المصري يرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني على كافة المستويات باستثناء حالات منفردة ،إلا أن اتفاقية كامب ديفيد كسرت المحرمات السياسية القومية ومهدت الطريق رسميا أمام فكر التسوية السياسية وإمكانية التعايش بين إسرائيل والعرب ،وهذا ما جرى عندما طرحت العربية السعودية بعد ثلاث سنوات ما سُميت بمبادرة فهد في قمة فاس بالمغرب 1981/1982 ،وبعد عقد من الزمن كان مؤتمر مدريد ثم توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل 1993 واتفاقية وادي عربة بين الاردن وإسرائيل 1994 .
صحيح ، إن هذه الاتفاقات لم تحقق السلام ولم تؤثر على سياسة إسرائيل ،بل وظفت هذه الأخيرة كل ذلك لتكثف من سياساتها الاستيطانية وتزداد تطرفا وعدوانا ، ولكن هذه الاتفاقات أدت لحالة من ألا حرب وألا سلم وهي حالة ملتبسة ، بحيث يمكن تجاوزها وكسرها ، وهذا ما جرى ،إما بحروب أو صدامات موضعية وجزئية ، ليس في إطار (الصراع العربي الإسرائيلي) بل في إطار صدامات أو حروب بين إسرائيل وبعض الأطراف العربية كلِّ على حدة : سوريا ،عراق صدام حسين ، حزب الله ، الفلسطينيون أو بعض أحزابها ، أو تجاوزها وكسرها من خلال التطبيع الرسمي وحتى الشعبي وعلاقات اقتصادية وأمنية .
يبدو أن الأمور في السنوات القليلة الماضية تجاوزت مرحلة الصراع العربي الإسرائيلي ،ومرحلة ألا حرب وألا سلم ،ليس بالخروج من حالة ألا حرب إلى حالة الحرب أو الخروج من حالة ألا سلم إلى حالة السلم والتطبيع المُعلن ، بل نحو حالة جديدة ،حيث إن الأمور تتجه نحو التنسيق والتعاون الأمني والعسكري بين بعض الدول العربية وخصوصا الخليجية وإسرائيل وقد تكشف الأيام القليلة القادمة حلفا مشتركا سيغير جذريا من طبيعة الصراع في المنطقة وأطرافه ويضع حدا للصراع العربي الإسرائيلي وذلك في إطار ما يسمى الصفقة الكبرى التي تروج لها الإدارة الأمريكية .
بكل صراحة نقول بأن الفلسطينيين ومعهم الشعوب العربية المؤيدة والمتعاطفة مع عدالة القضية الفلسطينية إذ يحذرون من خطورة التطبيع ليس فقط على القضية الفلسطينية بل على الامة العربية نفسها إلا أنهم لا يستطيعون منع الأنظمة العربية من التطبيع مع إسرائيل أو المشاركة في أحلاف وتحالفات عسكرية أو أمنية حتى وإن كانت إسرائيل طرفا فيها . لكن ما نتمناه ألا يكون هذا التوجه العربي على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وخصوصا حقه في إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وهي الحقوق التي تعترف بها الشرعية الدولية .
نعم ،فلتُطَبِع الأنظمة العربية إن شاءت سواء انصياعا لقناعات سياسية أو بحثا عن مصالح كما قال نائب رئيس الوزراء السوداني مبارك الفاضل المهدي عندما صرح لصحيفة االشرق الأوسط (3/12/2017) من أن «مصالح السودان لا تتعارض مع التطبيع مع إسرائيل» ، أو خضوعا لمطالب أمريكية . لكن نرجو أن لا يتم تدفيع الفلسطينيين ثمن التطبيع من خلال إجبار قيادتهم على الخضوع والقبول بصفقة القرن التي تشطب حق عودة اللاجئين وتعتبر القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل وتتلاعب بجغرافيا الدولة الفلسطينية على كامل أراضي الضفة وقطاع غزة . والأخطر من ذلك أن يتم التهيئة النفسية للتطبيع من خلال شيطنة الفلسطينيين والتشكيك بعدالة قضيتهم بل والتشهير بهم أخلاقيا وسياسيا وبتاريخهم النضالي ،وهذا ما نلاحظه في الفترة الأخيرة من خلال السماح لبعض الأبواق الإعلامية العربية بترويج أخبار ومعلومات سيئة وكاذبة عن الفلسطينيين .



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرهاب الصغار للتغطية على إرهاب الكبار
- إشكالية الديني والسياسي والبحث عن مرجعية ناظمة
- المال السياسي كبديل عن إرادة الشعب : لبنان واستقالة الحريري ...
- الرئيس الذي توزع دمه بين القبائل
- الصفقة الكبرى بين التهويل والتهوين
- إشكالية الموضوعية في البحث والتحليل السياسي
- وعد بلفور :افتئات على التاريخ وانتهاك للحقوق
- السياسة بين الواقعية والمثالية
- الإرهاب في سيناء : معادلة مختلفة
- متغيرات السلطة والمعارضة في العالم العربي
- مصالحة خارج سياق المصالحة الفلسطينية
- ما يريده الشعب وما تستطيعه الحكومة
- ما وراء التحول المفاجئ في ملف المصالحة الفلسطينية
- بعد خطاب الرئيس أبو مازن : فراغ استراتيجي ومستقبل غامض
- نحو مراجعة استراتيجية للفكر القومي العربي
- وفد أمني إداري مصري في قطاع غزة لضمان تنفيذ اتفاق المصالحة
- منظمة التحرير الفلسطينية :يتعنون بها ولا يريدونها
- في ذكرى توقيعها : اتفاقية أوسلو وتداعياتها
- هل تهيء مصر للصفقة الكبرى ؟
- اختزال الوطن في السلطة والوظيفة


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - طبِّعوا إن شئتم ،ولكن ليس على حساب الحق الفلسطيني