أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أيمن عبد الخالق - مناشئ التطرف الديني














المزيد.....

مناشئ التطرف الديني


أيمن عبد الخالق

الحوار المتمدن-العدد: 5712 - 2017 / 11 / 28 - 23:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مناشئ التطرف الديني
"اعتبر بمن كان قبلك، ولاتكن عبرة لمن جاء بعدك"...أرسطو
o نظرا لأنّ أكبر مشكلة تواجه المجتمعات البشرية في عصرنا الحاضر هي مشكلة التطرف الديني، فأرجو ان نركز حديثنا الليلة حول أسبابه وجذوره.
• في الواقع مشكلة التطرف الديني مرض عضال ضارب في جذور التاريخ البشري، وليس مجرد ظاهرة مستحدثة، وكما سبق وأن قلت لك أنها ليست مختصا بنا في الشرق، بل كانت قبلنا في الغرب، فهي مشكلة اجتماعية عتيقة.
o نعم صحيح، وعلى أي حال هي الان أصبحت مشكلة عالمية، تعاني منها سائر الشعوب، وانا أريد الان أن اتعرف بدقة على جذور هذه المشكلة بنحوواقعي وموضوعي، بعيدا عن الاجتهادات الشخصية، حيث إنّ هناك من المتدينين من يسعى للتبرؤ منها، ويعتبرأنها ظاهرة انحرافية لاعلاقة لها أصلا بالدين،ويدّعي أنّ هناك تيار ديني وسطي معتدل، يمثل الدين الصحيح، وعلى الطرف المقابل هناك من يستغل الفرصة للانقضاض على الدين، ويدّعي أنّ طبيعة الدين هي في نفسها عدوانية، وتدعوا إلى التعصب والتطرف، وأنّ الوسطية والاعتدال لاتكون إلا مع اللادينية.
• لاشك أنّ الوسطية والاعتدال هي كمال حقيقي لكل إنسان، وهي بين الافراط والتفريط، فبطبيعة الحال فإنّ كل إنسان يدعيها لنفسه، وربما لاتجد إنسانا، أو تياراً فكريا أو اجتماعياً يقبل بأن يوصف بأنه متطرف فكريا أو أخلاقيا.
o هذه مشكلة حقيقية ومستحكمة، فكيف لنا الخروج منها؟
• الخروج منها لايكون إلا بأن يكون لدينا معيارعلمي منطقي صحيح، يكشف لنا الواقع بنحو موضوعي، بعيدا عن الميولات النفسانية، والتعصبات الدينية، واللادينية، فالوسطية بين الافراط والتفريط ليست وسطية رياضية بين طرفين، بل وسطية واقعية، فعلى سبيل المثال، لو ادعى أحد أن مجموع اثنين واثنين هو ستة، وادعى اخر انها ثمانية، لايكون الصحيح هو الوسط بينهما، يعني سبعة، فكلهم خطأ.
o نعم ربما يظن الكثير أنّ الوسطية تعني ذلك، وهو ليس دائما صحيحا.
• وأنت تذكر أنني قد بينت لك سابقا أن المنهج العقلي البرهاني، هو المنهج الوحيد الذي يكشف لنا الواقع بنحو علمي صحيح وموضوعي، وبالتالي هو الذي يمكن أن يبين لنا طريق الاعتدال والوسطية.
o نعم اتذكر ذلك جيدا....إذن فما هي إلى أسباب التطرف الديني.
• لقد سبق وأن بيّنا أن الرؤية الدينية الوسطية، هي الرؤية الواقعية، وهي التي تطابق الرؤية العقلية، في أصولها ومبادئها وأحكامها.
o نعم ، واتذكر أنكم قلتم أيضا، أنّ الدين حتى يكون مقبولا، يجب أن يكون معقولا
• إذا تذكرت ذلك، اتضح لك أن السبب الأول، والرئيس في نشوء التطرف الديني هو اللاعقلانية الدينية، وهو ماأسميه بأصالة النص الديني، يعني تقديم النقل وتعطيل العقل، وبالتالي يبني هؤلاء رؤيتهم، وقراراتهم، وأفعالهم، على مايفهموه من ظواهر النصوص الدينية، وهذا النحو من الفهم ـ كما تعرف ـ غالبا مايتأثر بثقافة الإنسان، وميولاته الشخصية والمذهبية، وبالتالي غالبا ما يكون فاقدا للموضوعية والواقعية.
o وهذا الفهم الخاطئ، قد يؤدي بطبيعة الحال إلى التطرف الديني...هذا بالنسبة إلى السبب الأول، فما هو السبب الثاني؟
• السبب الثاني ، هو عدم التمييز بين الدين والمعرفة الدينية، مع كونها في كثير من الأحيان معرفة نسبية متغيرة، وليست معرفة عقلية برهانية مطلقة، الأمر الذي يؤدي بنحو تلقائي إلى سريان القدسية من الدين إلى المعرفة الدينية، فتصبح أقوال رجال الدين أقوال مقدسة، لأنها تمثل قول الله.
ويُنقل عن أحد علماء الدين المشهورين في القرن الثالث الهجري، أنه عندما كان يفسر القران، يقول في أول تفسيره "قال الله"، مما يدل على أنّ التوحيد بين الدين والمعرفة الدينية كان له جذوره التاريخية في الفكر الديني .
o ومعنى ذلك بكل بساطة، أن يكون انتقاد رجل الدين أو الاتجاه الديني يكون انتقادا واعتراضا على الله ورسوله، مما يستلزم عندهم الكفر والخروج على الدين، واستحقاق القتل...ولكن كيف حصلت لهم تلك الحصانة الاجتماعية.
• حصلت لهم من جهة الأنظمة السياسية، والقواعد الشعبية، فالتاريخ يحكي لنا سواء في الغرب المسيحي، او الشرق الإسلامي، أنهم كانوا يتمتعون بقدرة كبيرة في قمع المخالفين، ويكفي أن يذهب رجل الدين المتشدد في الصباح ليشتكيك عند الحاكم السياسي، ثم يعتلي المنبر في المساء ليؤلب عليك عوام المؤمنين، لينتهي بعدها كل شيء.
o هذا شيء مؤسف بالفعل، ونشاهده بأعيننا في الماضي والحاضر
• وأما السبب الثالث من أسباب التطرف االديني، فهو التعصب والدوجماطيقية، وهذا ناشئ من الاعتقاد اليقيني غير العقلاني، مقرونا بالأنس والتقديس، وضعف التربية العقلية، فكل مؤمن بدين معين، يتوهم أنّ الاخرين يجب أن يؤمنوا بنفس إيمانه، ويقدسوا نفس اعتقاداته، ورموزه االدينية التي نشأ وترعرع عليها.
o يعني هم لايشعرون بشعور الاخرين، ويظنون أنّ اعتقادهم الخاص، اعتقاد إنساني عام.
• تماما هكذا....هذه هي الأسباب الرئيسية، وهناك أسباب أخرى اجتماعية لاينبغي إغفالها، كالاستبداد السياسي، والظلم والفساد، والتهتك الأخلاقي، والطبقية وسوء توزيع الثروات، التي غالبا ماتؤدي بالشباب إلى اليأس من الحياة، وتدفع بهم نحو التطرف الديني بدافع الانتقام من المجتمع.



#أيمن_عبد_الخالق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مآسي المتاهة الدينية
- اللاعقلانية الدينية
- المتاهة الدينية
- المشاكل الاقتصادية للمتاهة الرأسمالية
- هيمنة الرأسمالية على المراكز العلمية
- مشكلات المتاهة الرأسمالية
- المتاهة الرأسمالية
- الفنان والفيلسوف يد واحدة للنهوض بالإنسان
- كيف نبدأ مسيرتنا للخروج من محنت
- ليس دفاعاً عن الحوار المتمدن، ولكن عن الحقيقة الضائعة
- الحرية والعقل
- صناع المتاهة MAZE MAKERS
- المتاهة الفكرية
- الاتجاهات المعادية للعقل على مر التاريخ
- توهم التفكير خارج أسوار المنطق الأرسطي
- موانع التفكير الصحيح
- قوانين التفكير الصحيح
- سلسلة الحوار العقلي البنّاء قوانين العقل الواعي
- سلسلة الحوار العقلي البناء - ازمة الميزان
- كيف نبدأ مسيرتنا للخروج من محنتنا


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أيمن عبد الخالق - مناشئ التطرف الديني