محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 5676 - 2017 / 10 / 22 - 23:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
شاهينيات 1344
الإصحاح الأول ( الخلق الأول ) :
26 وقال الله: نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم، وعلى كل الأرض، وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض
27 فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم
31 ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جدا. وكان مساء وكان صباح يوما سادسا !
( إذا كان الإنسان على صورة الله ، فكيف لم يعرف الله أن شكله حسن إلا بعد أن خلقه ، ألم يكن الله يعرف شكله ؟ وقد يتقبل العقل أن لا يعرف الله أن شكل الكائنات الأخرى حسن إلا بعد خلقها ، مما قد يشير إلى عدم وجود صورة متخيلة في العقل الإلهي قبل عملية الخلق. ثم إن النص يتحدث عن خلق ذكر وأنثى)
الإصحاح الثاني ( الخلق الثاني ) :
7 وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة. فصار آدم نفسا حية
8 وغرس الرب الإله جنة في عدن شرقا، ووضع هناك آدم الذي جبله
( الرب الإله هنا يجبل بيديه آدم من تراب ويعذب نفسه وينفخ نسمة الحياة في أنفه ولا يوظف الأمر الإلهي المخفف ( ليكن ) الذي وظفه في عمليات الخلق السابقة ، ولم يكن في حاجة إلى جبل التراب بيديه ، فمن يخلق السموات والأرض بكلمة ، لن يصعب عليه خلق انسان على صورته بمجرد النطق بكلمة ، فلماذا كل هذا العناء ؟ ولماذا تم تجاهل صورة الإنسان هنا ، وتم التركيز على النفس الحية وليس على صورة الإنسان الشبيهة بصورة الله ، كما تم تجاهل خلق المرأة التي خلقت من ضلع آدم فيما بعد) :
21 فأوقع الرب الإله سباتا على آدم فنام، فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحما
22 وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم
23 فقال آدم: هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تدعى امرأة لأنها من امرء أخذت
24 لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا
سامحونا الله يسامحكم ! فنحن نتحدث عن اجتهاد كتبة النصوص في فهم الله والوجود وليس عن الله أو الخالق الذي وبالتأكيد ليس كما صوره الكتبة حسب وعيهم وثقافة زمنهم .. فالله أعظم من أن يدرك العقل البشري وجوده وبهذه السذاجة ، وآدم هذا لم يوجد في التاريخ إلا في بعض أساطير العقل البشري. ويمكن القول وبثقة وتأكيد مطلقين أن العقل البشري لم يتوصل بعد إلى معرفة جوهر الخالق .
وآمل أن يكون اجتهادي في معرفة الخالق على أنه طاقة سارية في الخلق ومتجلية فيه اجتهادا منطقيا ومقبولا لدى العقل البشري المستنير حاليا والعقل البشري القادم الذي لن يتبع إلا العلم والمنطق في فهم الخالق، وليس الإجتهادت البدائية . المجد للخالق العظيم .
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟