|
في الفهم الأوحدي أو المتعدد داخل المنظومة النصية العربية الإسلامية و منظومة التفكير الغربية : فهم -داعش- أنموذجا
حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 5669 - 2017 / 10 / 14 - 09:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المنظومة النصية الإسلامية و المطابقة
" لا أوافق الرأي من يعتبر الظاهرة الداعشية دورية ( دورية ظاهرة العنف و الإرهاب في التراث و التاريخ العربي الإسلامي) و هو ما يبرر اعتبار الظاهرة ذات أساس ثقافي ومنه ذلك الصراع بين منظومتي تفكير ...
إحاداهما فقهية تمثل العقل الدوغمائي من بيئة الحجاز ..
و الثانية "حضارية" كما يسميها البعض تمثل بيئة العراق و خط " التأويل" و " الرأي" ...
و بعضهم يميز بين عقلانية المغرب و روحانية المشرق ..و هكذا..
و ذلك لسبب واحد أن الرأي و التأويل كانا يتحركان فهميا و تفسيريا داخل نفس المنظومة النصية التي تمثل عقلا واحدا لا يزايد فيه عقل على اخر... فكلاهما عقل فقهي نصوصي بفروقات ضئيلة لا ترقى إلى درجة الأصول و الأسس و المفاهيم أن تكون منطلقا و أساسا كما يتصور بعض المهتمين بإعادة بعث " التأويل" أو " الهرمنطيقا " من جديد في و من أرض العراق ... تماما كما يزايد المغاربة على المشارقة من خلال هرطقة مفادها أن المغاربة يمثلون خط العقلانية و مدرسة المقاصد و الأندلس و ابن رشد و قرطبة من جهة و المشرق من جهة مقابلة يمثل الفقه و الروح (الذي لا يرقى إلى عرفان جهة العراق و إخواننا الشيعة)...
بل إن تواصل التيار العقلاني التأويلي العرفاني " الإنسانوي " و العقل المقاصدي الرشدي المغاربي راهنا قائم على محاولة باهتة نخبوية محدودة للتقارب على أساس مغلوط و هذا من ثمار العقل التصنيفي العربي الذي يفتعل الخصومة على أساس الفروع و يعجز عن إنشاء مفاهيمه المستقلة متمثلا التراث باعتباره نتاج منظومة نصية واحدة يتحرك في إطارها العقل الفقهي التابع لمدرسة الرأي
كما يتحرك العقل الحديثي ( نسبة إلى الحديث) الظاهري الحرفي اللامقاصدي فكلاهما عقل قياسي (قياس الشاهد على الغائب) و (عقل أرسطي عقيم في شقه " المقدماتي " الباني إلى طرق استنتاجه ) و قد بنى لاحقا منهج علم أصول الفقه و أسس أركانه و قواعده...
ف" الموافقات " للشاطبي قامت تنظيراته على أساس فقهي أصولي يتحكم في كثير من قضاياه و مباحثه المنطق الأرسطي ضمنيا الذي كان سببا في انغلاق باب الإجتهاد بحكم بنيته و نسقه و أسسه المنهجية ... فهذا يمارس العقل القياسي بأركانه المعرفية الأصولية الفقهية من داخل البنية فالعلة مثلا و القرينة اللفظية و المعنوية يتم تقديرها بعقل أرسطي و فقهي...
فالأرسطي هو من قتل الفقهي و حنطه منذ نفذ و تسلل منهجا لبناء علوم النص ..
و الثاني يفكر بحرفية نصوصية ظاهرية اغتالت العقل و كلاهما من النص إلى النص يتحرك و النتيجة واحدة ..
لذلك فإن كل تقسيم لا يأخذ بعين الإعتبار هذا المعطى الإيبستمولوجي الهام إنما يوقعنا في مفاضلات و تبجيلات تتعدى التصنيف و التقسيم الإجرائي لتتحول حتما إلى تقسيم بنيوي تكويني معرفي يقوم على اعتبارات إيبستمولوجية أيضا منها القطائع بين منظومات التفكير و المعرفة الفرعية التي تنتظم تحت منظومة واحدة نصوصية ... و هي مغالطات و أوهام علموية يقع فيها الباحث و المفكر تجعلنا نفسر التاريخ الفكري و الفلسفي و الديني على أساس مغالطات تنسحب على فهمنا لكثير من الظواهر الثقافية و الدينية و الإجتماعية و السياسية منها ظاهرة العنف و الإرهاب التي لا تخص التراث العربي الإسلامي فقط بل تنسحب على بقية التراثات الأخرى التي وقع فيها سفك للدماء و قتل و حروب ليس على أساس ديني فحسب بل على أسس غير دينية و ما أكثرها في التاريخ الإنساني ...
لماذا لا يعود ستالين دوريا و تروتسكي و هتلر و النازية و اللينينية الخ بحجم لافت و مفزع و مهدد..
لماذا ترى نكون نحن المسلمون فقط معنيون بدورية و " تدوير " ظواهر العنف و الإرهاب و القتل و سفك الدماء بلبوس الإسلام دائما ...
هل نحن أمة العنف فيها بنيوي أو لصيق بالدين و أعني الإسلام و فهومه أم إن في كل التراثات مناطق مضيئة و مناطق مظلمة غير أن الإنسان و القوى الهيمنية هي التي تمثل بعض هذه المصالح و هي التي توظف المناطق النائمة المظلمة من مخيالنا الجمعي فتحركها و تحييها بالقوة و المال و تخرجها إلى دائرة الضوء و التطبيق و التمثل و السلوك و الفعل و تنقلها من فكرة نائمة ميتة إلى فكرة متحركة تدميرية و تغرس فينا استعدادات نفس- إجتماعية ( التحليل النفسي و الإجتماعي هنا مجدي و لازمة و حتمية ) و منه الظاهرة الداعشية التي ما كان لها لتستغول لولا أنه وجد من يحركها و يحفزها كقوة تدميرية تساعد الغرب الهيمني على النهب و السلب لمقدراتنا .. أما الغطاء الثقافي فإنه متوفر في تراث الاخر أيضا كما هو متوفر عندنا و في تراثنا بفارق أن " الاخر " لا يجد من يفعل و يحفز فيه ذلك القبلي النائم فيوقظه من سباته و الذي يفترض من خلال منطق الصراع أن يكون " اخرا " " غيريا " بل يفترضه الغرب " نحن" ...
و لذلك يبيدنا و يقطع أنفاسنا و يفتت قوانا و يمزق وحدتنا عبر الطائفية الدينية ...
غير أن ال"نحن" مشتت مهزوم مأزوم ضعيف و متهاو ... و لما كنا مصلحة لغيرنا جاز تحقيقها بكل الوسائل الممكنة التي تضعف و تحول دون لقاء السنة مع الشيعة و العرفان مع البرهان و البيان و العقل مع النقل و التأويل مع الفهم أو " التفسير " الخ ...
في هذا الإطار و النسق تفهم " داعش " بناظم القوة التي جعلتها خارقة منذ ميلادها و ليس بناظم الثقافي و الديني ... فلا فرق بين الوهابية و السلفية و الأشعرية و الماتيريدية و السنة و الشيعة و العرفان و التأويل و العقل و الحديث و ابن حنبل و ابو حنيفة و علي و عمر و أبوبكر و عثمان و ابن تيمية و ابن رشد الخ
فجميعهم تجليات لمنظومة الفهم النصية بفوارق جد ثانوية و غير أساسية كذلك فعل العقل العربي التصنيفي المقلد تنويريا و عقلانيا و حداثيا كان أم تراثيا تجديديا معاصرا مع التراث الغربي قديمه و حديثه ومعاصره و راهنيه ...
و لقد بقي العقل سجين مقولاته يتحرك على السطوح دون النفاذ إلى الأعماق للأسف لابتكار منظومة فهم تستوعب و تتجاوز و تتحرر من كل أنماط الإستقطاب و الإستلاب الماضوية و الإغترابية للتراث و " الاخر" ليس شعارا بل تأسيسا ...
إن الموضوع يستحق نقاشا أوضح و أعمق و أدق لأهميته و جدواه و رغم اختلافي مع البعض فإنني أقدر البصمة المعرفية الخاصة في مقاربة الظاهرة و فهمها خلافا لما ذكرت..."
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الابداع زمنا و شرطا و هوية
-
يا شيعة و يا سنة ..نسيت في أي قرن نعيش ذكروني أو دثروني.
-
في التاريخ العربي الإسلامي و كتابته
-
هل الخلاص في المقاصد و تجديدها
-
لا قداسة للغة العربية
-
في تجديد علم المقاصد الشرعية ..هل من جدوى
-
الإستحواذ الثلاثي على نيتشه في نظر كليمان روسيه
-
في بعض أسس الأنطولوجيا الإيمانية و تمايزها عن أنطلوجيا النفي
...
-
-مشروع الإناسة العربية الإسلامية يدشن في تونس- --من الميسر ا
...
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في
...
-
لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان
...
-
عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي
...
-
إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو
...
-
الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
-
شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية
...
-
أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
-
آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ
...
-
-الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|