أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - مقدمة ديواني الجديد ....... رسائل مهملة














المزيد.....

مقدمة ديواني الجديد ....... رسائل مهملة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5617 - 2017 / 8 / 22 - 21:22
المحور: الادب والفن
    


أحيانا أستدرج حروفي إلى زوايا ومنحنيات أجدها هشة وهينة عندما أتصور ككاتب شكل الرسالة، ولكن كثيرا من الحروف والكلمات لا ترغبها ولا أشعر أنها على وفاق تام بين الطرفين، ولكن لأجل أن تكتب رسالة لا بد لك من حروف مبصرة تعرف الطريق جيدا، ومن ثم عليها أن تعرف كيف تنقل ما تريد....
في كل مرة أضع مشروع لكتابة جديدة تنتابني حالة أستثنائية من فوبيا الهدف... وفوبيا التلقي عند الأخر.... لذا أجد دائمابعضا من حروفي تتضجر من هذا المشروع.... فهي تعتبر نفسها في كل مرة أضحية وجوبية أو تشترط على قلمي أن لا يتردد في ذبح الحروف القديمة الميتة والمعلقة على جدران النسيان لكي تقبل بالمهمة....
وأحيانا أختلي بنفسي بعيدا عن الكتابة ومشاكلها وأدرس حالتي كما يدرسها صاحب الأختصاص الطبي، لعلي مصاب بهوس أو حمى من نوع خاص تجعلني مثل قط يقف أمام المرأة الخادعة ليظهر أنه زعيم قبائل القطط المتوحشة في أدغال مهجورة... صدقوني كلما حاولت أن أقنع الشيء الذي أمامي بذلك، تصرخ في وجهي أنتم معشر الكتاب أصحاب الهمم الجبارة مجرد فئران داجنة تخافون من وهم أسمه... موت مفاجئ .... لذا ترغبون بالهجرة دوما للزوايا المضللة.
كمية الحروف التي أستهلكتها منذ أن عرفت بواحدة من مهنة الكلمة أنها تصلح دوما لتكون رسائل قد تكون أكبر حتى من حجم وجودي، ومع ذلك ولليوم لم أستلم حرفا واحدا يفيد بأن تلك الرسائل نجحت في الوصول إلى خط النهاية وأنها أستلمت من أحد إشعارا بالقبول..... لا أدري قد تكون حروفي خائنة تخرج من سلطاني لتتسكع هنا وهناك مثل بنات الليل في شوارع بعض المدن الخلفية لعلها تصيب مغنما أو مغرما من أحد.... لا أعرف بالتحديد ما تفعل تلك الأحرف حين تخرج من عصمتي.... الحقيقة قد أكون أعرف جزأ من الحقيقة ولا أريد أن ينكشف المتبقي منها لأنني سوف أصبح شيئا أخر لا أريده أبدا.
ليس هناك أبرع مني في كتابة الرسائل المنسية ولا أبرع من حروفي في مهمة التسكع في شوارع الكلمات الطائشة.... ولكنني في كل مرة أقول ستكون رسالتي القادمة أكثر ذكاء ممن سبقها وأجلس أدبج الكلمات وأعطر الحروف وأوصيها أن تكون على قدر المسئولية... أظن أن كل وصاياي لم تصل لمسامعها، أو أنها أصلا مصابة بداء الصم المزمن فهي تسمع أو لا تسمع، بالنتيجة لا تغير من سلوكها السابق ولم تحاول ذلك أبدا.
أخيرا قررت أن أجمع بعضا منها من الصالح للقراءة أو من تلك التي يمكن أن تكون على قيد الحياة في هذا الكتيب لعلها تستجمع بعض قوتها المفقودة وتتجرأ لأن تقول للمرسل إليه ... هيت لك أيها القارئ.
قد وقد وقد لا يمكنها أن تفعل ذلك.... أعرف أن الكثير مشغول بقراءة رسائل لا تحمل وجعا ولا تحمل أنين أحلام تصارع من أجل الحياة.... يكفي أن الناس لديها مثل ما لدي من رسائل مهملة وأخرى عرجاء أو فاقدة البصر لا سبيل لها من الخروج إلى عالم النور....
إليكم أيها البعض ممن يقرأ ما بعد الحروف وقبلها بعضا من رسائلي... أمنحوها وقتا لتقول لكم عني كواحد من كثير يتقلب بين الأمل والألم لتسمعوا الصوت المختبئ داخل كل منا... صوت يخاف أن تراه عيون العسس أو تصيبها أسواط الجلاد المتعبس الذي يسكن فينا ونسكن فيه... وبعدها أعلنوا عن قراركم أنكم تنامون حيث ينام الطنطل المرعب فاتحا كل عيونه السبعة ليراكم حتى حين تحلمون.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير من وجهة نظر فلسفية ح1
- تعريف المقدس أستدلالا بالقصد المعنوي النصي
- أنا رجل بلا .......
- النداء الأخير لسباق الأحلام
- في وحدة عالم المقدس الغيبي
- رأي في وحدة الأسماء و(الصفات) ومكانتها في الفكرة الدينية
- الشخصية العراقية بين التمرد والثورة مشروع بأنتظار القدر
- إلى صديقي ذياب أل غلام وكل رفاقه وأصدقائه ومحبيه ومن شاركه ا ...
- دور التنمية الأقتصادية و المال في بناء مجتمع إنساني
- تحالفات جديدة أم إعادة انتاج التحالف القديم
- الدين بين طبيعة العقل ووظيفة النقل طريقان للإدراك أم نتيجة و ...
- في فهم الغيبي والحضوري
- وحدة الجماهير المدنية والديمقراطية هي الطريق الأوحد لبناء دو ...
- حقية المحمدية كما نقرأها في سلسلة دين الإسلام
- الموقف المعرفي من حقيقة وجود الفروع في الدين
- الأختلاف الفكري والفلسفي في مفهوم الوعي الفردي وعلاقته بالوع ...
- هل لعب الفكر الديني دورا في التحولات الوجودية في عالم الإنسا ...
- مفهوم أولي الأمر وجدل الأشتقاق اللغوي
- المعيارية القياسية للتفريق بين منطق المحكم وشبهة المتشابه
- تفريع اصول الدين أم تأصيل المتفرعات الجزئية ج2


المزيد.....




- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...
- فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية ...
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - مقدمة ديواني الجديد ....... رسائل مهملة