أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي ماضي - مسكوا الحمار














المزيد.....

مسكوا الحمار


علي ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 1457 - 2006 / 2 / 10 - 09:42
المحور: كتابات ساخرة
    


الغريب اننا دوما نتعاطى بنفس المنطق مع قضايانا ،منطق مشبع بروح البداوة، ويشوّه على الدوام قضايانا الدافئة. فنحن دائما نمسك الحمار ونترك البردعة على حد تعبير المثل المصري.

في قضية محاكمة الرئيس العراقي ،نحن مهتمون جدا بمحاكمة الشخوص ونترك النظام التربوي ،والموروث الديني الخاطئ ،ونظامنا القبلي بعادته وتقاليده المقيتة الموغلة في البدائية . والتي كانت سببا مهما في هذا النتاج الحضاري القذر،وما زالت تنتج نفس النتاج القذر اذا لم يكن اقذر.

وفي تسونامي الرسوم الكاريكاتيرية الذي يعصف في عالمنا هذه ألأيام ، علينا ان نحاكم اولئك الذين شوهوا الدين ألاسلامي،وافرغوا الرسالة ألأسلامية من محتواها الحقيقي ،وحولوها الى مبررات للقتل ليس إّلا، قبل ان نحاكم الرسام الدينماركي سواء كان يقصد ألأهانة من وراء رسوماته او انه مجرد فنان تفاعلات احاسيسه مع حدث ما،واستعار رمز من هنا وآخر من هناك ليجسد الواقع الذي يتحسس.
ففي كلتا الحالتين نحن من اعطيناه المبرر ليفعل ما فعل .
اوليست سرايا ألأرهاب التي تقتل الناس ذبحا من الوريد الى الوريد تفعل كل ذلك متعكزة على نصوص من القرآن او السنة النبوية؟!
أوليست التفجيرات التي تهز سكون العالم وتقتل مدنين عُزّل من شيوخ ونساء واطفال ترتكب تحت يافطة ألاسلام ؟!
أو ليست هذه الأفعال المشينة هي التي اوحت للعالم الآخر هذه الصورة المشوهة ؟!
نحن من أساء الى النبي محمد(ص) على ارضِ الواقع قبل ان يسيء اليه الرسام الدينماركي في رسوماته، ثم اثبتنا من خلال ردود افعالنا ألأنفعالية للعالم ،انه على صواب،ومارسنا عادتنا التي ادمنّا تعاطيها والتي شوهت كلّ قضايانا المصيرية على طول خط الزمن . انها عادة العنف الهستيري ألأجوف الفارغ. الذي لا يمت الى الواقع بصلةٍ
تصوروا لو ان العالم الآخر قرر هو ألآخر ان يقاطعنا برمته ،فلا يتاجرون معنا ولا نتاجر معهم ،ماذا سيبقى في حضارتنا غير النوق وحليبها. ولهيب الصحراء وهجيرها.
هل نحن فعلا قادرون على ان نتنازل عن ساعاتنا اللماعة ،وسيارتنا الفارهة ،التي يصنعها لنا الغرب، وهب اننا كنا قادرين على ان نترك الدنيا وزخرفها ،فهل نحن قادرون على ان نستغني عن اللقاحات الطبية ،لقاح شلل الأطفال مثلا او لقاح الطاعون ،او الجدري و.....الخ

أين كان منا قوله تعالى(جادلهم بالتي هي احسن)، وأين كانت منا رحمة رسولنا الكريم ،حينما عاد اليهودي الذي كان يرمي القاذورات امام باب منزله، أو رقته مع ذلك ألأعرابي الذي هزه من تلابيب صدره بخطابٍ فج أعدل يا محمد انه ليس مالك ولامال ابيك!

اذا اردنا ان نرد اعتبار نبينا الكريم ، اذا اردنا ان نحتج ونجعل الآخرين يحسون بالندم ،علينا ان نُصلح سلوكنا على ارض الواقع علينا ان ننبذ العنف ،ونعكس صفحات الرحمة والتسامح ،من صفحات ديننا الحنيف. لا ان نتصرف كغيلان ثم نطلب من العالم ان يصفنا بالملائكة.



#علي_ماضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حطوتنا الثالثة
- افرحني..ابكاني...اغضبني
- اكلت يوم اكل الثور ألأبيض
- كيف نقيم وننتخب؟
- ما نحتاجه ألآن
- الشروع في قلع الطبوع
- العالم ألآخر
- ثلاث وصايا سيدي المواطن
- هل تتعامل القوى اليسارية والعلمانية بموضوعية مع المسرح السيا ...
- لابداية من القمة
- لماذا نشوه التأريخ
- نقطة الحيود
- إننا..نصنع تأريخاً
- العولمة


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي ماضي - مسكوا الحمار