أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حجاج سلامة - الندابات .. جزء من الحياة الفلكلورية الحزينة فى صعيد مصر














المزيد.....

الندابات .. جزء من الحياة الفلكلورية الحزينة فى صعيد مصر


حجاج سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 1456 - 2006 / 2 / 9 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


إذا كان هناك إجماع على أن شعب مصر عموما محبا للفكاهة مغرقا في التنكيت فانه من المؤكد أيضا أن الشعب المصري عموما والصعايدة خصوصا بجانب حبهم للفكاهة كانوا وما زالوا محبين أيضا للحزن والشجن .
ولا غرابة في أن يصدر ذلك من شعب عاش في المائة سنة السالفة في شظف من العيش فراح يواسى جراحة ببكائيات على موت عزيز وانتهزها مناسبة ليبث شكواه وآلامه حتى أن البكائيات قد أفرد لها الباحث و الكاتب المصري محمد عبده الحجاجى رحمة الله فصلا كاملا فى كتابة " الأقصر في العصر الاسلامى " وكذلك أثارت العالم الاثرى" باديس دافين " أو" إدريس افندى" كما أطلق عليه أهالى الأقصر قبل ذلك بأكثر من قرن من الزمان وتشير احد هذه البكائيات وهى مخطوط قديم نصها يثير الشجون بالإضافة للحنه الموسيقى بالفطرة ينتزع الدموع من النساء انتزاعا
والبكائيات والندابات موروث شعبي مصري يرجع تاريخه لعهود الفراعنة ففي مقبرة " راموزا " ترى صورة لم تتغير طوال أكثر من أربعة ألاف عام رأيناها فى الأقصر فى بعض الجنازات وكأنها مأخوذة اليوم ومما يؤكد أنها كانت منتشرة بالأقصر أكثر من سائر أقاليم مصر انه يوم وفاة عبد الناصر والحزن مسيطرا على كل أبناء شعب مصر ضربت الندابات بالأقصر بالدف فى هذه المناسبة وتعجب لها كل غريب عن هذا البلد فى هذا اليوم كيف يضرب بالدف فى الجنازة إن العادة أن يستخدم الدف فى الفرح .
ولكن هناك صور للمصريين القدماء الذين استخدموا الدف فى الجنازة فهى بجانب أنها موروث فرعونى فهى فرصة للبكاء بصوت مسموع على جراح من القهر والظلم لا يستطعن أن يبكينها فى حينها مثل سفر الابن للجندية أو للسخرة أو العونة كما أسموها فى بعض مراحل تاريخنا الطويل فهى هموم أثقل من معبد الأقصر وأعلى من جبل القرنة والبكائيات يمكن أن تعتبر من الفلكلور الشعبى لمدينة الاقصر
ولما كانت المسيحية في الأقصر سابقة للإسلام فى وراثة المصريين القدماء فقد سجل علماء الحملة الفرنسية على مصر ( 1798 - 1801 ) أن الأقباط يبالغون فى إظهار الحزن أكثر من المسلمين بل لقد لاحظ الفرنسيون وربطوا بين دفن افخر ثياب المتوفى مع الميت وما يفعله قدماء المصريين من دفن كل فاخر الأثاث والثياب والمتاع مع الميت .
ومع دخول الإسلام والتأثر بالعادات والتقاليد القديمة أصبح المرء لا يفرق بينهما فى جنائزهم وأحزانهم .
وقد شوهدت بعض الجنازات بالأقصر حين تسدل النساء شعورهن على الأكتاف وهن حافيات الأقدام مشيعين المتوفى ويمسكن ببعض العصا مرددات (بو . بو) وهى كلمة ذكرها ألان جاردنز فى كتابهEgyptian garammaer أنها كلمة فرعونية معناها يا بؤسى ويا شقائى وشوهدت المشيعات بعضهن بالعصى وأخريات بالدف يضربن تقودهم الندابة ومن وراءها النسوة يرددن فى إيقاعات رتيبة بكائياتهن .
وقد سجل أيضا ابن الاقصر فى العصر المملوكى عبد الغفار بن نوح فى كتابة " الوحيد فى سلوك أهل التوحيد " هذه البكائيات وتفاصيل الجنازة فى الجزء الأول من مخطوط يقول
" ومن عادة النساء فى الاقصر أن يجعلن ستارة فى الطريق عند بيت الميت ويحجبن من هنا ومن هناك " اى يقطعن جزء من الشارع أو الحارة " لتفسح لهن الشارع ويعرض على ميتهن فى الشارع من خارج المنزل فإذا كان وقت المغرب دخلن بيتوهن " .
وكذلك استرعت الباكيات بالأقصر "ماسبيرو" عالم الآثار الشهير حينما كان يعمل اثريا بالأقصر وسجلها فى القرن التاسع عشر الميلادى ومن هذه البكائيات واحدة تقول
((مال المصلى اليوم ماصلى بريقه انكسر والا استخار الله))
وأخرى تقول (( داركم واسعة وبابها كويس يا ميت ندامة صيحت بلا ريس))
وعند البكاء على الغريب الذى مات بأرض غير موطنه تقول (( يا شيخ البلد يا صاحب الخيمة طلع حريمك بدوا للغريب ليلة))
على أن العظيم " باديس دافين " الذى عاش بالأقصر وشارك أبنائها أحزانهم كان شاهدا على هذه البكائيات ولم يسجلها كل من تعرض إلى الكتابة عن الجنازة والبكائيات على كثرتهم وقد نقلناها عن كتاب د. أنور لوقا وتقول بعض كلماتها ((الخيل يا خيالة والعد يا ورادة واله سميع ومانع ما جابتو والدة)) و(( ياخاتمتوا قاعدة على كرسيها مستنيا سيدها يقطع فتاويها))
ومن أشهر البكائيات التى تناقلتها نساء الأقصر
((قالوا لنا حاكم البلد عزلوه هدوا وطاقة وعسكره نزلوا
قالوا لنا حاكم البلد رحلوا هدوا وطاقة وعسكروا نزلوا
ريت المصلى ما يصلى اليوم همل صلاته واتكى للنوم
ريت المصلى ما يصلى أبدا همل صلاته واتكى رقده
يا قهوجى فاتش عليك عايق عوده مخيش يشرب على الرايق
يا قهوجى فاتش عليك شلبى عوده مخيش والبلا دهبى))



#حجاج_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحراء مصر الغربية قبلة سياحة السفارى فى أفريقيا
- ردا على سليم نجيب وهالة المصري : في أحداث العديسات : الكل مس ...
- أصغر قارئة للكف فى العالم العربى :الغيب يعلمه الله ورؤيا فى ...
- الغربة والوطن .. وشاعر الأنغام
- إبراهيم سمك فرعون مصرىنقل الشمس الى المانيا
- جداريات الحج فن مصرى يقا وم الاندثار 00
- المعابد والآثار فى الاقصر
- النيل تاريخا وحضاريا
- صورة الوطن في كتابات ثلاثة عشر كاتبة سعودية
- الرموز الانتخابية جزء من تراثنا الانسانى
- المرأة لماذا يرونها عارا فى صعيد مصر
- احتفالات العالم بالاعياد فى التاريخ 00
- من اغانى الأفراح في صعيد مصر
- مثقفون مصريون يطلقون حملة لرد الاعتبار لسقراط واعادة محاكمة ...


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حجاج سلامة - الندابات .. جزء من الحياة الفلكلورية الحزينة فى صعيد مصر