أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - ماهر الشريف - الاتحاد السوفييتي في الحرب الوطنية الكبرى - الذكرى المئوية لثورة أكتوبر 6















المزيد.....



الاتحاد السوفييتي في الحرب الوطنية الكبرى - الذكرى المئوية لثورة أكتوبر 6


ماهر الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 5602 - 2017 / 8 / 5 - 12:13
المحور: ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا
    



الذكرى المئوية لثورة أكتوبر
(الحلقة السادسة)

الاتحاد السوفييتي في الحرب الوطنية الكبرى
كان من نتائج الأزمة الاقتصادية العالمية التي انفجرت سنة 1929 صعود التيارات المتطرفة، كالفاشية والنازية، في أوروبا، وتفاقم حدة التوترات الدولية التي انتهت باندلاع الحرب العالمية الثانية. ودفع الخوف من تنامي قوة النازية الألمانية بعض دول أوروبا الغربية إلى الانفتاح على الاتحاد السوفييتي وتوقيع معاهدات عدم اعتداء وتبادل المساعدات معه، كالمعاهدة التي وقعتها فرنسا مع الاتحاد السوفييتي سنة 1935. 
مقدمات العدوان الألماني على الاتحاد السوفييتي
في 17 تموز 1936، اندلعت الحرب الأهلية في اسبانبا، وانتهجت كلُ من فرنسا وبريطانيا سياسة "عدم التدخل"، بينما ساند الاتحاد السوفييتي الجمهوريين الاسبان ودعمت ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية أنصار الجنرال فرانكو. ورفضت الحكومة الفرنسية، بضغط من قيادة الجيش الفرنسي، تطبيق بنود معاهدة سنة 1935 مع الاتحاد السوفييتي. ثم توصلت كلُ من فرنسا وبريطانيا إلى معاهدة مع ألمانيا وإيطاليا في مدينة ميونيخ" في 30 أيلول 1938، سمحت لألمانيا النازية باحتلال إقليم "السوديت" في تشيكوسلوفاكيا، الذي تقطنه أغلبية سكانية من أصل ألماني، في مقابل وعد من هتلر بأن يكون هذا الإقليم آخر منطقة يطالب بها في أوروبا.
وبعد توقيع "معاهدة ميونيخ" أدركت القيادة السوفيتية أنه ما من تحالف ممكن مع "الديمقراطيات الغربية" لمواجهة ألمانيا النازية، وأن الاتحاد السوفييتي سيواجه وحده العدوان الألماني الآتي لا محالة. وعليه، وبغية كسب الوقت والاستعداد للحرب، سعت القيادة السوفيتية إلى هدنة مؤقتة مع ألمانيا النازية، ونجحت في التوصل إلى معاهدة عدم اعتداء معها في 23 آب 1939، وقعها في الكرملين كلً من فاتيشلاف مولوتوف وزير خارجية الاتحاد السوفييتي وفون ريبنتروب وزير خاجية ألمانيا، وأثارت في حينه انتقادات شديدة حتى داخل صفوف بعض الأحزاب الشيوعية. وفي 1 أيلول 1939، قام الجيش الألماني بغزو بولونيا، فأعلنت كلٌ من فرنسا وبريطانيا، في 3 أيلول، الحرب على ألمانيا، من دون أن تتدخلا لمساعدة بولونيا، التي هزمت خلال أيام قليلة أمام الجيش الألماني. وفي 17 أيلول، تقدمت القوات السوفيتيتة نحو الحدود البولونية واحتلت مواقعها على الحدود الروسية-البولونية القديمة، وهي الأراضي التي تنازلت عنها روسيا لبولونيا سنة 1921 وفقاً لـ "اتفاق ريغا" وكان يقطنها سكان أغلبيتهم من الأوكرانيين ومن الروس.
وفي إطار تحضيراتها العسكرية، عرضت القيادة السوفيتية على السلطات الفنلندية تبادلاً للأراضي يمتد على مسافة 30 كيلومتراً ويضمن إقامة منطقة/حاجز لحماية مدينة لينينغراد من أي هجوم ألماني ، إلا أن اقتراحها هذا رُفض من جانب هذه السلطات، الأمر الذي أشعل، في 29 تشرين الثاني 1939، حرباً بين البلدين، استمرت حتى 12 آذار 1940، وانتهت بالتوقيع على "اتفاقية موسكو"، التي قضت بتراجع القوات الفنلندية مسافة 25 كيلومتراً عن الحدود القديمة. بيد أن الخسائر الكبيرة التي مني بها الجيش الأحمر في هذه الحرب سلطت الضوء على نقاط ضعفه ، الناجمة إلى حد ما عن حملات التطهير والتصفية التي نظمها جوزيف ستالين وشملت عدداً كبيراً من ضباطه.
في 9 نيسان 1940، قامت القوات الألمانية بغزو أراضي الدانمارك والنرويج، بعد معارك استمرت أسابيع قليلة، وساهم التدخل السوفييتي الدبلوماسي في منعها من غزو السويد. ثم أدت هزيمة فرنسا أمام القوات الألمانية إلى خلق شعور بالقلق لدى الزعماء السوفييت؛ فالحرب على الجبهة الغربية في أوروبا التي بدأت في 10 أيار 1940، انتهت قبل نهاية شهر حزيران، ونجحت القوات الألمانية خلالها في احتلال بلجيكا، وهولندا، وثلثي الأراضي الفرنسية (وتركت الثلث المتبقي تحت سيطرة الماريشال الفرنسي بيتان المتعاون معها). وبينما شاركت إيطاليا في الحرب إلى جانب ألمانيا، كانت اسبانيا قد باتت تحت حكم الجنرال الحليف فرانكو، أي أن هتلر سيطر عملياً على كل أوروبا تقريباً. وخلال ذلك الوقت، احتلت القوات السوفيتية أراضي ليتوانيا، واستونيا، ولاتفيا، وتنازلت رومانيا عن مساحات من أراضيها للاتحاد السوفييتي. وهكذا، نشأت جمهوريات ليتوانيا، واستونيا، ولاتفيا، ومولدافيا، الاشتراكية السوفيتية.
الغزو الألماني لأراضي الاتحاد السوفييتي
منذ تموز 1940، بدأ الجنرالات الألمان بإيعاز من هتلر يعدون مخططات غزو الاتحاد السوفييتي. وفي 26 آب تمّ إرسال فرق عسكرية ألمانية كاملة إلى جبهة الشرق. وكانت بريطانيا، على الرغم من الغارات الجوية الألمانية التي استهدفت أراضيها، قد نجحت في الصمود، وبقي الأسطوال البريطاني مسيطراً على البحار. وفي 12 تشرين الأول 1940، تخلى هتلر عن مخططاته الرامية إلى غزو أراضي بريطانيا.
في 27 أيلول 1940، وقعت كلٌ من ألمانيا وإيطاليا واليابان اتفاقاً موجهاً ضد بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، وهذا ما زاد من قلق الزعماء السوفييت. وبهدف خلط الأوراق، وبينما كانت مخططات غزو الاتحاد السوفييتي قد باتت جاهزة، اقترح هتلر على ستالين في 13 تشرين الأول 1940 الانضمام إلى التحالف الثلاثي، لكن هذا الأخير رفض الاقتراح. وفي نيسان 1941، غزت ألمانيا الأراضي اليوغوسلافية، وساعدت إيطاليا على غزو اليونان، وهو ما أخرّ إلى حزيران من ذلك العام بدء الغزو الألماني للأراضي السوفيتية. وبقيت القيادة السوفيتية تتخوف من موقف اليابان ومن احتمال اشتراكه في الحرب ضد بلادها، بيد أن الحكومة اليابانية، المنخرطة في تلك الفترة في نزاع عسكري مع الصين، رفضت الدعوة الألمانية للمشاركة في الحرب ضد الاتحاد السوفييتي، ووقع وزير خارجيتها في موسكو في 13 نيسان 1941 معاهدة تبقي بلاده على الحياد.
بدأ الغزو الألماني للأراضي السوفيتية صبيحة يوم 22 حزيران 1941 في إطار خطة أطلق عليها اسم "خطة بارباروسا"، وذلك في انتهاك فاضح لمعاهدة عدم الاعتداء الموقعة بين الطرفين. وكانت تلك الخطة تفترض أن ينجح الجيش الألماني في كسب الحرب في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر، لا سيما بعد أن هزم الجيش الفرنسي خلال أسابيع قليلة. بيد أن هذه الخطة أحبطت، وتواصلت الحرب على مدى أعوام أربعة وانتهت بدخول القوات السوفيتية مدينة برلين وباستسلام ألمانيا النازية.
كانت القوات الألمانية، عشية الغزو، تتفوق على القوات السوفيتية من النواحي التسليحية، كما كانت ألمانيا تتفوق كثيراً على الاتحاد السوفييتي من النواحي الاقتصادية، وتتوفر في تصرفها الموارد الاقتصادية لجميع بلدان أوروبا الغربية التي قامت باحتلالها. وكانت الخطة الاقتصادية الخمسية الثالثة (1938-1942) التي اعتمدها مجلس مفوضي الشعب في الاتحاد السوفييتي، تواجه، في سنة تنفيذها الرابعة، صعوبات كبيرة، وذلك بعد أن فرضت الأوضاع الدولية واحتمالات نشوب الحرب على القيادة السوفيتية تخصيص مبالغ كبيرة لمهمات الدفاع الوطني وتطوير صناعة الأسلحة الثقيلة. ففي سنة 1941، بلغت ميزانية الدفاع الوطني 4، 43 في المئة من مجمل ميزانية البلاد العامة (إيلينشتاين، من روسيا إلى أخرى، ص 322).
وفي اليوم الأول للغزو، فقد الطيران السوفيتي حوالي 1200 طائرة تم تدمير القسم الأكبر منها في المطارات قبل أن تفلح في دخول المعركة. وعلى الرغم من بطولة القوات السوفيتية وتفانيها في القتال، فإنها لم تفلح في إيقاف تقدم القوات الألمانية الغازية، التي نجحت خلال ثلاثة أسابيع في احتلال أراضي لاتفيا وليتوانيا السوفيتيتين ومناطق واسعة من جمهوريات أوكرانيا وروسيا البيضاء (بيلاروسيا) ومولدافيا السوفيتية. كما أفلحت القوات الألمانية، في صيف وخريف العام 1941، في فرض الحصار على مدينة لينينغراد ، وفي بلوغ مشارف مدينة موسكو والزحف نحو مدينة روستوف. وعموماً، فقد الاتحاد السوفيتي، في الأشهر الأولى للغزو، المناطق الاقتصادية الهامة التي كان يقطن فيها قبل الحرب ما يربو على 40 بالمائة من سكانه.
في 24 حزيران 1941، أدان الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت العدوان الألماني ووعد بتقديم مساعدات مادية للاتحاد السوفييتي. وكان ونستون تشرشل، رئيس الوزراء البريطاني، قد دعا، منذ 22 حزيران، إلى التحالف مع الاتحاد السوفييتي ضد هتلر. وفي 7 تموز كتب تشرشل رسالة إلى ستالين، أوفد بعدها بعثة عسكرية بريطانية إلى موسكو، وصدر في 12 تموز بيان مشترك سوفييتي-بريطاني، وراح يتبلور، يوماً بعد يوم، التحالف الدولي المناهض لألمانيا النازية. وبغية تطوير العلاقات بين الدول الثلاث، عقد في موسكو، في 28 أيلول 1941، اجتماع ثلاثي سوفييتي-بريطاني-أميركي بحضور ستالين. بيد أن الزعماء الغربيين ظلوا يشكون في تلك الفترة، في قدرة الاتحاد السوفييتي على الصمود في وجه آلة الحرب الألمانية.
شكلت القيادة السوفيتية هيئة أركان موسعة للقوات العسكرية برئاسة ستالين، كما صدر قرار عن رئاسة مجلس السوفييت الأعلى في 30 حزيران 1941 يضع السلطات كافة في البلاد في أيدي هيئة جديدة باسم "لجنة الدولة للدفاع" برئاسة ستالين وعضوية أربعة أعضاء في المكتب السياسي للحزب الشيوعي هم فاتيشلاف مولوتوف، ولافرينتي بيريا، وكليمنت فوروشيلوف، وجيورجي مالينكوف. ومنذ 30 حزيران، أطلقت منظمات الحزب الشيوعي والشبيبة الشيوعية نداءً إلى تعبئة المتطوعين، ونجحت خلال أيام قليلة في تجنيد الملايين منهم، وتشكلت فرق عمالية في المدن الكبرى ومجموعات للدفاع المدني، وهبّ المواطنون السوفييت للدفاع عن وطنهم.
وفي 3 تموز 1941، خاطب ستالين مواطنيه، لأول مرة منذ الغزو، فقال: "إن خطراً كبيراً يجثم على وطننا...فالعدو وحشي ويهدف إلى الاستيلاء على أراضينا التي سقيناها بعرقنا، والاستيلاء على قمحنا ونفطنا ثمرة عملنا. وهو يرمي إلى إعادة سلطة كبار الملاكين العقاريين وبعث القيصرية والقضاء على ثقافة واستقلال الروس، والأوكرانيين، والبيلاروسيين، والليتوانيين، واللاتفيين، والأستونيين، والأوزبكيين، والتتار، والمولدافيين، والجيورجيين، والأذربيجانيين، وكل شعوب الاتحاد السوفييتي الحرة الأخرى". وتابع قائلاً: "إن الحرب ضد ألمانيا الفاشية هي الحرب الكبرى لشعب الاتحاد السوفييتي بأسره؛ ونحن لسنا وحدنا في هذه الحرب التحررية التي ستكون حرب جبهة الشعوب المتحدة". ودعا ستالين الشعب إلى "الالتفاف حول حزب لينين وستالين وحول الحكومة السوفيتية"، وشكر في ختام كلمته فرانكلين روزفلت وونستون تشرتشل على دعمهما (إيلينشتاين، من روسيا إلى أخرى، ص 335-336). 
معارك الدفاع عن المدن السوفيتية الكبرى
كانت توقعات القيادة الألمانية أن جيشها سيتمكن من الاستيلاء على موسكو ولينيننغراد خلال شهر آب 1941، ويصل إلى منطقة القوقاز في تشرين الثاني، بحيث ينهار النظام  ويتفكك الاتحاد السوفييتي (إيلينشتاين، ص 337-338). وأطلق هتلر على خطة اجتياح موسكو اسم "الإعصار"، وتقدمت قواته نحو المدينة منذ 10 تموز 1941، وبدأت تقصفها بشدة من الجو، وتمكنت، في 2 تشرين الأول، من حشد قوات كبيرة حاصرت الفرق السوفيتية المدافعة عن المدينة، وأصبحت موسكو، في 16 تشرين الأول، مهددة بالفعل، وبرز خطر جدي أن ينجح الألمان في إحداث اختراق على جبهتها، لا سيما بعد أن توقفوا في بعض المواقع على بعد 30 كيلومترا منها، وبات في وسع جنرالاتهم رؤية بعض بنايات موسكو من مواقعهم. وفي هذه الظروف الخطيرة، استدعى ستالين الجنرال غيورغي جوكوف من جبهة لينينغراد كي يشرف على عملية الدفاع عن عاصمة البلاد، التي استمرت الحياة طبيعية فيها، رغم كل المخاطر، واتخذ ستالين نفسه قراراً بالبقاء في المدينة، وهو ما ساعد على قهر الخوف وسط السكان ورفع معنوياتهم وتشجيعهم على الصمود.
في 6 تشرين الثاني 1941، التأم اجتماع كبير في محطة مترو ماياكوفسكي في موسكو لإحياء الذكرى الرابعة والعشرين لثورة أكتوبر بمشاركة ستالين، ونُظّم في اليوم التالي العرض العسكري التقليدي في الساحة الحمراء في حماية مضادات الطيران، فكان الجنود يأتون إلى موسكو للمشاركة في إحياء المناسبة ثم يعودون إلى الجبهة. وفي الخطاب الذي ألقاه أمام المحتشدين، عرض ستالين حصيلة الأشهر الأربعة الأولى للحرب، فذكر أن الاتحاد السوفييتي فقد 350000 قتيل و 378000 مفقود و 1020000 جريح. وطالب ستالين الدول الغربية بفتح جبهة حرب ثانية في أوروبا ضد القوات الألمانية. ولعب قرار تنظيم تظاهرة يوم 7 تشرين الثاني دوراً كبيراً في تاريخ الحرب وفي معركة الدفاع عن موسكو، كما ساهم في تعزيز شعبية ستالين على الرغم من كل أخطائه وتجاوزاته (إيلينشتاين، من روسيا إلى أخرى، ص 344).
لقد استمرت معركة الدفاع عن موسكو حتى نيسان 1942، إذ بدأ الهجوم السوفييتي المضاد في 6 كانون الأول 1941 ، في ظروف مناخية قاسية جداً، ونجح الجيش الأحمر في استنزاف قوى العدو وتقويض قدراته القتالية، وتمكن من إبعاد القوات الالمانية عن المدينة مسافة تتراوح ما بين 100 إلى 250 كيلومتراً. وفي الفترة ما بين كانون الثاني وآذار 1942، شن الجيش الاحمر هجوما شاملاً، كبد فيه الجيش الألماني أولى هزائمه خلال الحرب العالمية الثانية، وأحبط المدافعون عن المدينة خطة " الحرب الخاطفة " الهتلرية ضد الاتحاد السوفييتي، وانتزعت القوات السوفيتية المبادرة الاستراتيجية من أيدي العدو. واكتسب انتصار الجيش الأحمر على القوات الألمانية في معركة موسكو أهمية سياسية وعسكرية ودولية كبيرة، وأدى الى تغيير طبيعة الحرب وجعلها تتطبع، منذ ذلك الحين، بطابع استنزافي للقوات الألمانية.
في صيف سنة 1942، بدأ هجوم القوات الألمانية على مدينة ستالينغراد، بهدف احتلال منطقة القوقاز وحقول النفط الذي كانت تحتاجه هذه القوات كي تواصل الحرب. وعلى الرغم من المقاومة الشديدة التي أبداها الجيش الأحمر، فإن القوات الألمانية استطاعت التقدم على هذه الجبهة. وبينما بقيت القيادة السوفيتية تنتظر عبثاً، طوال صيف ذلك العام، إقدام الحلفاء الغربيين على فتح الجبهة الثانية في أوروبا، كانت معركة ستالينغراد تشتد وتزداد حدة، إلى درجة أنها صارت واحدة من أبرز معارك الحرب العالمية الثانية على مستوى أهميتها الفعلية وعلى مستوى رمزيتها. فهي استمرت من 17 تموز 1942 إلى 2 شباط 1943، أي نحو ستة أشهر ونصف الشهر، ودارت من منزل إلى منزل داخل المدينة، وانتهت بتدمير القوات الألمانية بعد محاصرتها. وانتشر صدى الانتصار في معركة ستالينغراد على نطاق واسع في الاتحاد السوفييتي وفي كل أرجاء أوروبا التي كان يحتلها الجيش الألماني. فبعد الهزيمة الكبرى التي لحقت به في تلك المعركة، لم يعد الجيش الألماني قادراً على استعادة زمام المبادرة على الجبهة الروسية، وصارت تلحق به هزائم متوالية أفضت، في نهاية المطاف، إلى تحرير كل الأراضي السوفيتية، وإلى تقدم الجيش الأحمر نحو بولونيا ومن ثم نحو برلين.
وفرضت القوات الألمانية، منذ 8 أيلول 1941، حصاراً كاملاً على مدينة لينينغراد، التي اتخذت القيادة السوفيتية قراراً بالدفاع عنها مهما كان الثمن. وكانت خطة هتلر ترمي إلى تجويع المدينة، ورفض استسلام سكانها، ومحوها من الخارطة. والواقع، أن حصار مدينة لينينغراد وملحمة الدفاع عنها شكّلا لحظة متميزة أخرى في تاريخ الحرب العالمية الثانية، إذ بقي فيها نحو 2500000 شخص تعزلهم عن بقية مناطق الاتحاد السوفييتي بحيرة "لادوغا". وبعد فترة من الحصار، بدأت المدينة تعاني مجاعة حقيقية ويموت سكانها جوعاً. ومنذ 22 شباط 1942، بدأت السلطات السوفيتية بترحيل قسم من سكان مدينة لينينغراد على دفعات إلى مناطق أخرى من البلاد، وصل عددهم إلى مليون في تشرين الثاني 1942. ولعب الحزب الشيوعي دوراً كبيراً في الدفاع عن المدينة وفك الحصار عنها، إذ كان 70 في المئة من أعضائه و 90 في المئة من أعضاء الشبيبة الشيوعية يقاتلون على جبهة لينينغراد، كما قام المثقفون بدور كبير في رفع معنويات السكان وتوحيدها خلف قيادة الحزب الشيوعي. ومنذ أيلول 1943، بدأت التحضيرات لكسر طوق الحصار عن المدينة، وهو ما تحقق في 27 كانون الثاني 1944، أي بعد 885 يوماً من المعاناة الشديدة.
أوضاع الاتحاد السوفييتي الدولية خلال هذه المعارك الكبرى
كان الاتحاد السوفييتي مرتاحاً من ناحية جبهة اليابان، الذي انخرط في الحرب ضد الولايات المتحدة الأميركية عندما قامت طائراته بمهاجمة الأسطول الأميركي ودمرته في ميناء بيرل هاربر في هاواي في 7 كانون الأول 1941، ولم يكن قادراً بالتالي على خوض حرب أخرى ضد الاتحاد السوفييتي. وآذن دخول الولايات المتحدة الأميركية الحرب بتشكيل ائتلاف دولي واسع ضد ألمانيا الهتلرية وحلفائها.
وبينما دخلت قوات سوفيتية في شهر آب 1941 إلى إيران، بموجب المعاهدة السوفيتية-الإيرانية العائدة إلى سنة 1921، التزمت تركيا موقف الحياد في الحرب. وعلى الرغم من تحسن علاقات الاتحاد السوفييتي مع بريطانيا، فإن ستالين ظل منزعجاً من رفض تشرتشل فتح جبهة عسكرية ثانية ضد القوات الألمانية في أوروبا. وفي أيار 1942 ، سافر مولوتوف إلى لندن ثم إلى واشنطن، ووقّع مع وزير الخارجية البريطاني أنطوني إيدن معاهدة صداقة وتعاون مشترك صالحة لمدة عشرين عاماً. وصدر في واشنطن، في 11 حزيران 1942، بيان مشترك حول "مبادئ التعاون المشترك في الحرب ضد المعتدي". بيد أن العبء الرئيسي للحرب ظل واقعاً على كاهل الاتحاد السوفييتي.
 "أموت، لكنني لن أستسلم أبداً! الوداع يا وطني".
هذه العبارة كتبها شخص مجهول الهوية على جدار قلعة بريست-ليتوفسك المحاصرة، وهي عبّرت، أصدق تعبير، عن روح المقاومة البطولية التي أبدتها شعوب الاتحاد السوفييتي في مواجهتها للاحتلال الألماني بجيمع الأشكال وعلى جميع المستويات.  
منذ 24 حزيران 1941، تشكلت لجنة قيادية مسؤولة عن إجلاء المصانع والمؤسسات من مناطق المعارك في الغرب أو تدميرها في حال بروز احتمال بوقوعها في أيدي القوات الغازية. وتم بالفعل إجلاء حوالي 2000 مؤسسة صناعية كبيرة من غرب البلاد إلى شرقها، وأعيد تشغيلها في مناطق ما وراء الفولغا والأورال وغرب سيبيريا وكازاخستان وآسيا الوسطى. وبذلت، في الوقت نفسه، جهود كبيرة، لتطوير صناعة الأسلحة، وبخاصة في مجالي الطائرات والدبابات، إذ خصصت لها سنة 1942 نحو 55 في المئة من الدخل الوطني . وتسلم الاتحاد السوفييتي مساعدات عسكرية واقتصادية من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا ، لكنها لم تمثل سوى نسبة قليلة بالمقارنة مع الإنتاج الوطني.
كان هتلر يزدري شعوب الاتحاد السوفييتي، ويصفهم بـ "السلافيين-المغول"، و"البدو المسيسين" و"البشر الأدنى"، بحيث صارت تصفية هذه الشعوب، التي "لا تستحق الحياة"، أمراً مشروعاً في نظر النازيين. وعليه يعتقد أن نحو 4 ملايين سجين سوفييتي لقوا حتفهم في المعتقلات النازية، إضافة إلى نحو 280000 سوفييتي لقوا المصير نفسه في معسكرات العمل القسري التي نقلوا إليها في ألمانيا (إيلينشتاين، من روسيا إلى أخرى، ص 378-381). وكانت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي قد نشرت في 18 تموز 1941 بياناً "حول تنظيم النضال خلف خطوط العدو". وخلال الأشهر الأولى للغزو، نشأت حركة الأنصار بين صفوف الوحدات العسكرية السوفيتية المنسحبة أو المعزولة، التي صارت تنضم إليها مجموعات كبيرة من الشيوعيين. وإذ منع نقص السلاح والعتاد هذه الحركة من لعب دور كبير ومؤثر خلال عامَي 1941 و 1942، على الرغم من مساهمتها في عرقلة حركة القوات الألمانية وفي تعزيز مقاومة السكان، فإن الأشهر الأخيرة من سنة 1942 ، شهدت نشوء مناطق في شمال أوكرانيا خاضعة كلياً لسيطرة حركة الأنصار، التي فرضت سيطرتها كذلك على 60 في المئة من مساحة روسيا البيضاء. وخلال عامَي 1943 و 1944، صارت حركة الأنصار تشكل جيشاً مؤازراً للجيش الأحمر، ونجحت عملياتها في تحييد مئات الآلاف من الجنود الألمان وإخراجهم من ساحات المعارك. وعلى الرغم من حملات القمع النازي، هب السكان لدعم هذه الحركة ، التي انضم إليها مئات الآلاف من الفلاحين. ولعب الشيوعيون دوراً كبيراً في هذه المقاومة الشعبية، إذ قُتل منهم 400000 في السنة الأولى للحرب. والتفت شعوب الاتحاد السوفييتي حول قيادة ستالين، وبخاصة بعد أن اتخذ قراره بالبقاء في موسكو على الرغم من الخطر الكبير الذي كان يتهددها، وشارك بشجاعة وقُتل في معارك الدفاع عن الوطن السوفييتي عدد كبير من الذين تعرضوا لحملات القمع التي نظمها ستالين في الثلاثينيات. وكان ستالين قد أضفى على الحرب في مواجهة الغزو الألماني طابعاً وطنياً، وذلك بعد أن لجأ إلى ماضي روسيا البعيد وإلى الروح الثورية في تقاليد البلاشفة، كما تجلى ذلك في صرخته في احتفال 7 تشرين الثاني 1941: "عاش وطننا المجيد، عاشت حريتنا، عاش استقلالنا؛ إلى الأمام نحو النصر خلف علم لينين العظيم". وبغية تعزيز الوحدة الوطنية، سعى ستالين إلى التقرب من الكنيسة الأرثوذكسية، التي أطلقت نداء إلى الشعب في 22 حزيران 1941 للنضال ضد هتلر؛ وتميّز في مقاومة الغزو الدور الذ ي لعبه جنرالات الجيش الأحمر، وبخاصة الجنرال جيفكوف الذي برز بصفته الاستراتيجي الأول الذي نجح في تنظيم هذا الجيش وفي وضع استراتيجية انتصاره في المواجهة (إيلينشتاين، من روسيا إلى أخرى، ص 391-391).
الاتحاد السوفييتي ينتصر في حربه الوطنية
منذ كانون الثاني 1943، بدأ الجيش الأحمر هجومه المضاد على جميع الجبهات. وفي 16 شباط، نجح في تحرير مدينة خاركوف في أوكرانيا، وأعلن ستالين في 23 شباط أن "عملية طرد العدو خارج أراضي الاتحاد السوفييتي قد انطلفت"، وانتقد، في الوقت نفسه، عدم وفاء الحلفاء بوعدهم بشأن فتح جبهة قتال ثانية في أوروبا، معتبراً أن الجيش السوفييتي ما زال يتحمل العبء الأكبر للحرب. وفي 15 أيار 1943، أوعز بحل الأممية الشيوعية (الكومنترن) بغية فضح الدعاية النازية التي تزعم أن هذه المنظمة يوظفها الاتحاد السوفييتي للتدخل في شؤون الدول الأخرى والسعي إلى بلشفتها. بيد أن العلاقات بين الاتحاد السوفييتي والحلفاء بقيت متوترة طوال ربيع سنة 1943، وزادها توتراً الخلاف بين الطرفين حول المسألة البولونية. ولم يرضِ الإنزال العسكري الذي قام به الحلفاء في جزيرة صقلية يوم 10 تموز 1943 ستالين الذي كان ينتظر إنزالاً في فرنسا، علماً أن سقوط حكم موسوليني في إيطاليا في 24 تموز 1943 أضعف ألمانيا النازية.
ما بين 28 تشرين الثاني و 1 كانون الأول 1943، عقدت في طهران قمة ثلاثية شارك فيها كلُ من جوزيف ستالين، وفرانكلين روزفلت وونستون تشرتشل. ومنذ اليوم الأول للقمة، طالب ستالين بتحديد موعد دقيق لانطلاق عمليات الجبهة الثانية العسكرية، ودعمه في ذلك الرئيس الأميركي الذي اجتمع به مرتين، وهو ما تحقق في 6 حزيران 1944، عندما نزلت القوات الأميركية والبريطانية على شواطئ منطقة النورماندي الفرنسية، وذلك في الوقت الذي كانت فيه الإدارة الأميركية تواصل مساعيها الرامية إلى إنتاج القنبلة النووية.
بعد تحرير مدينة لينينغراد بصورة كاملة في كانون الثاني 1944، واصل الجيش الأحمر تقدمه على جبهات القتال، فحرر مدينة مينسك عاصمة روسيا البيضاء في 13 تموز، وساعد في 8 أيلول في تحرير صوفيا عاصمة بلغاريا، ثم تقدم نحو الحدود الفنلندية على جبهة الشمال، وتمّ في 19 نيسان، بعد طرد القوات الألمانية، توقيع هدنة بين الاتحاد السوفييتي وبريطانيا وفنلندا، ووصلت القوات السوفيتية في نهاية أيلول 1944 إلى الحدود اليوغوسلافية، وقدمت دعمها للمقاومة الشعبية بقيادة الماريشال تيتو، وساهمت بذلك في تحرير بلغراد في 20 تشرين الأول. وفي اليوم نفسه، دخلت القوات السوفيتية الأراضي الهنغارية، ونجحت، في خريف ذلك العام، في تحرير أراضي ليتوانيا ولاتفيا واستونيا.
كانت أراضي الاتحاد السوفييتي قد تحررت بكاملها في أواخر سنة 1944، ، وساهم الجيش الأحمر في تحرير أراضي رومانيا وبلغاريا، ودخل أراضي بولونيا وسلوفاكيا وهنغاريا. وفي 17 كانون الثاني 1945، تحررت وارسو ، وباتت القوات السوفيتية، في 29 كانون الثاني، على بعد 70 كيلومتراً من برلين. وفي 4 نيسان حررت القوات السوفيتية مدينة براتيسلافيا عاصمة سلوفاكيا، واحتلت فيينا في 13 نيسان، ثم حررت براغ في 8 أيار. وكان هجومها على برلين قد بدأ في 16 نيسان، ووصلت بعد خمسة أيام إلى ضواحي المدينة، وفي 30 نيسان كان العلم السوفييتي يرفرف فوق مبنى البرلمان. وانتحر هتلر في اليوم نفسه، وتوقفت المعارك في 2 أيار 1945.
وفي 7 أيار 1945 استسلم جنرالات الجيش الألماني، الذي كانت شوكته قد كسرت على الأرض السوفيتية قبل قيام الحلفاء بإنزالهم العسكري في فرنسا في حزيران 1944. ووقعت هيئة أركان الجيش الألماني مع قيادة قوات الحلفاء في مدينة "ريمز" الفرنسية، في ذلك اليوم، اتفاق الاستسلام. بيد أن ستالين أصر على أن يتم توقيع اتفاق الاستسلام في برلين، وهو ما تمّ في 8 أيار، على أن يسري مفعوله اعتباراً من اليوم التالي. ولهذا السبب صار الاتحاد السوفييتي يحيي يوم النصر على النازية في الحرب الوطنية في 9 أيار من كل عام .
التوافقات الدولية بعد النصر
كانت قمة يالطا التي عقدت في 2 شباط 1945 بحضور ستالين وروزفلت وتشرتشل، قد كرست تقسيم أوروبا الذي تحقق عبر القوة، وقررت تشكيل هيئة الأمم المتحدة مع مجلس أمن يتكوّن من خمس قوى عظمى تتمتع بحق النقض. وفي 13 نيسان، توفي فرانكلين روزفلت وترك مكانه في البيت الأبيض لنائبه هاري ترومان.
غداة انتهاء الحرب، كان الجيش الأحمر يعد أكثر من 11 مليوناً من الجنود والضباط، وكان قد احتل برلين وفيينا، وحرر واحتل براغ، وبودابست، ووارسو، وبلغراد، وبوخارست، وفي الشرق منشوريا، وكوريا الشمالية، أي أن قوة الاتحاد السوفييتي كانت كبيرة جداً، وشهرته أيضاً، وظهر في نظر الشعوب بصفته المحرر من نير النازية وقاهر هتلر وجيشه، الذي خسر في معاركه على جبهة الاتحاد السوفييتي 80 في المئة من إجمالي خسائره في الحرب العالمية الثانية . بيد أن خسائر الاتحاد السوفييتي البشرية كانت هائلة أيضاً، إذ قُدر عدد المواطنين السوفييت الذي قتلوا في الحرب بنحو 26 مليوناً، كان 11 مليوناً منهم من العسكريين و 15 مليوناً من المدنيين. وفي لينينغراد وحدها، كانت خسائرالاتحاد السوفييتي البشرية أكبر من خسائر الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا مجتمعتين طوال الحرب. أما خسائره المادية فلم تكن أقل من خسائره البشرية، إذ جرى تدمير 1700 مدينة و 70000 قرية، و 31850 مصنعاً وعشرات الملايين من رؤوس الماشية (إيلينشتاين، من روسيا إلى أخرى، ص 418-419 و ص 424- 426).
كان مؤتمر بوتسدام هو الأخير الذي جمع ممثلي الدول الثلاث الكبرى في الأسبوع الأخير من  تموز 1945. وحضره ستالين وترومان وتشرشل. وقد خلف هذا الأخير في بوتسدام كليمنت أتلي الذي فاز حزبه في الانتخابات التشريعية البريطانية. وجرت المفاوضات في أجواء معقدة؛ فقبل التئام المؤتمر بأيام، قامت الولايات المتحدة الأميركية في 16 تموز بتفجير أول قنبلة نووية. وكرست القرارات التي اتخذت في بوتسدام نتائج قمة يالطا. وفي 6 و 9 آب 1945، ألقت طائرات أميركية قنبلتين نوويتين على مدينتَي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين، كانتا، في الوقت نفسه، بمثابة تحذير إلى ستالين، الذي دخل الحرب ضد اليابان، ونجح الجيش الأحمر في 14 آب 1945 في هزيمة الجيش الياباني، واستعاد الأراضي التي فقدتها روسيا خلال الحرب الروسية-اليابانية سنة 1904، في شمال كوريا، ومنشوريا، وجزر كوريل وسخالين. وفي 2 أيلول 1945، أعلن اليابان استسلامه، فكان ذلك إيذاناً بنهاية الحرب العالمية الثانية.   
وبينما استغلت الولايات المتحدة الأميركية الحرب لتطوير اقتصادها ، بحيث تضاعف إنتاجها الصناعي، واجه الاتحاد السوفييتي صعوبات كبيرة في عملية إعادة الإعمار، التي انطلقت بالتوازي مع عمليات تحرير الأراضي المحتلة، وذلك بإشراف لجنة خاصة تشكلت في آب 1943 لإعادة إعمار المناطق المحررة، برئاسة عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي مالينكوف.
مصادر رئيسية:
- يُعتبر الكولونيل المتقاعد والمؤرخ العسكري الأميركي دافيد غلانتز ( David M.Glantz ) أحد أهم المختصين بدراسة الجيش الأحمر السوفييتي والمعارك التي خاضها خلال الحرب العالمية الثانية. وتتميّز مؤلفاته العديدة باستنادها إلى وثائق الأرشيفات السوفيتية والروسية، وبعرضها وجهة النظر السوفيتية وليس فقط وجهة النظر الألمانية. بيد أن مؤلفاته هذه تقتصر على معالجة العمليات الحربية، ولا تعالج الجوانب الاقتصادية والسياسية للصراع.
- إيلنشتاين، جان (Jean Elleinstein )، من روسيا إلى أخرى: حياة وموت الاتحاد السوفييتي، باريس، المنشورات الاجتماعية، 1992.
إيلينشتاين، جان، ستالين، باريس، فايار، 2001.
برنار، نيكولا ( Nicolas Bernard )، الحرب الألمانية-السوفيتية 1941-1945، باريس، منشورات تالاندييه، 2013.
كارير دانكوس، إيلين ( Hélène Carrère d’Encausse)، الاتحاد السوفييتي من الثورة إلى وفاة ستالين 1917-1953، باريس، سوي، 1993.
ويرث، أكسندر ( Alexander Werth )، روسيا في الحرب، الجزء الأول: الوطن في خطر 1941-1942 ؛ الجزء الثاني: من ستالينغراد إلى برلين 1943-1945، باريس، منشورات تالاندييه، 2011.



#ماهر_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصار ستالين وتكريس -الستالينية- - الذكرى المئوية لثورة أكت ...
- هزيمة حزيران 1967 وتطوّر حركة المقاومة الفلسطينية
- تحوّلات نظرة سعد الله ونوس إلى المسرح
- حزيران 1967 وتطوّر حركة المقاومة الفلسطينية
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر 4 - ستالين والانعطاف الكبير
- ستالين والانعطاف الكبير - الذكرى المئوية لثورة أكتوبر
- السياسة الاقتصادية الجديدة (النيب): استراحة محارب - الذكرى ا ...
- الثورة تنتصر على أعدائها الداخليين والخارجيين وتثبّت أقدامها ...
- لينين أمام إشكاليات الثورة الاشتراكية في روسيا - الذكرى المئ ...
- الإسلام السياسي لم يكن امتداداً للإصلاح الديني بل شكّل قطيعة ...
- أمام تزايد مخاطر الخطاب الذي يوظف الدين في السياسة (2)
- أمام تزايد مخاطر الخطاب الذي يوظف الدين في السياسة (1)
- لماذا يجب أن تطالب منظمة التحرير الفلسطينية بريطانيا بتحمل م ...
- فلسطين في الكتابة التاريخية العربية
- قضية القدس بين بعديها الديني والسياسي
- كلمات لكن من دون التزامات
- اتفاقية سايكس - بيكو وعلاقتها بوعد بلفور
- يوم وطني يحييه الشعب الفلسطيني في أماكن تجمعه كافة
- يسار أميركا اللاتينية.. حتى تبقى نافذة الأمل مفتوحة
- قرار التقسيم والخيارات الفلسطينية


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- الإنسان يصنع مصيره: الثورة الروسية بعيون جرامشي / أنطونيو جرامشي
- هل ما زَالت الماركسية صالحة بعد انهيار -الاتحاد السُّوفْيَات ... / عبد الرحمان النوضة
- بابلو ميراندا* : ثورة أكتوبر والحزب الثوري للبروليتاريا / مرتضى العبيدي
- الحركة العمالية العالمية في ظل الذكرى المئوية لثورة أكتوبر / عبد السلام أديب
- سلطان غالييف: الوجه الإسلامي للثورة الشيوعية / سفيان البالي
- اشتراكية دون وفرة: سيناريو أناركي للثورة البلشفية / سامح سعيد عبود
- أساليب صراع الإنتلجنسيا البرجوازية ضد العمال- (الجزء الأول) / علاء سند بريك هنيدي
- شروط الأزمة الثّوريّة في روسيا والتّصدّي للتّيّارات الانتهاز ... / ابراهيم العثماني
- نساء روسيا ١٩١٧ في أعين المؤرّخين ال ... / وسام سعادة
- النساء في الثورة الروسية عن العمل والحرية والحب / سنثيا كريشاتي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - ماهر الشريف - الاتحاد السوفييتي في الحرب الوطنية الكبرى - الذكرى المئوية لثورة أكتوبر 6