أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - التحالف الشيعي وقانون حرية التعبير














المزيد.....

التحالف الشيعي وقانون حرية التعبير


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5597 - 2017 / 7 / 31 - 00:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحرية تنتزع ولا تمنح. الحمقى وحدهم راهنوا على ان الاحتلال الامريكي سيجلب الحرية والديمقراطية الى العراق. والحمقى وحدهم انفقوا سعرات حرارية في احلامهم بأن كل ما يقدم على الصحن الامريكي الى جماهير العراق سيكون مفعم بكل الحقوق والحريات الانسانية والفردية والشخصية.
ماذا كان يتوقع من التحالف الشيعي الحاكم غير التشديد على مسودة قانون حرية التعبير قبل تمريره في البرلمان؟ ان نفس مسودة القانون التي كتبنا عنها في مناسبة سابقة وقبل اضافة التعديلات المخزية، كانت محل رفض وادانة وتجسد لمرحلة دكتاتورية وقمعية بسلطة دينية وطائفية في تاريخ العراق.
ان المثير هذه المرة هناك من يعتب على التحالف الشيعي لانه اضاف كما عبر عنها البعض مواد عقابية على المسودة، وكأنه كان ينتظر من التحالف الذي عرف مليشياته بنسج تاريخ العراق بعد ٢٠٠٣ بحروف من الدم، ان ينشر الديمقراطية والحرية في "العراق الخراب والدمار" الذي كان للقوى الاسلامية بجميع تلاففيها ومنابعها اليد الطولى فيه. وقد يسال اي شخص لماذا التحالف الشيعي دون كل القوى والتيارات في العملية السياسية تمتلك من الجرأة لتمرير قانون قمعي يخنق او يلغي حرية التعبير؟ والجواب هو الظرف الذي يعيشه العراق والتجربة التي يمتلكها التحالف الشيعي مع جماهير العراق. ان التحالف الشيعي يحاول استغلال اهازيج النصر المدفوع الثمن على داعش لتمرير مسودة القانون، الى جانب استغلال صدمة المجتمع من الحرب وتداعياتها التي خلفتها والتي ستكون أعظم، وسياسة التقشف والافقار. واما تجربة التحالف الشيعي فهي مريرة تجاه حرية التعبير والتظاهر والاجتماع، عند جماهير العراق خلال سنوات حكمه بالرغم من اشكال القمع التي استخدمها. فتجربة ٢٥ شباط ٢٠١١ التي خرجت الجماهير في جميع مدن العراق ضد حكومة المالكي، وتجربة ٣١ تموز ٢٠١٥ التي رفعت الجماهير شعار "باسم الدين باكونا الحرامية"، وتجربة الحملة الدعائية ضد المنظر الاقتصاد الاسلامي جلال الدين الصغير وهو احد قادة المجلس الاسلامي الاعلى، الذي اصبح نموذج للسخرية اثر تصريحه حين دافع عن سياسة التقشف لحكومة العبادي بأن المواطن يستطيع العيش واسرته بمبلغ ١٠٠ الف دينار شهريا اذا لم يشتر "النستلة"، او الحملة التي نالت من خالد عطية هو نائب عن تحالف دولة القانون حيث كشفت الوثائق عن انفاقه مبلغ ٥٩ مليون دينار من المال العام على عملية جراحية للبواسير، وعشرات الحملات السياسية الاخرى التي بددت هالة التقوى والورع والهيبة التي كانت تحيط بالتحالف الشيعي بمباركة كل انواع المرجعيات.
ان الاكثر سخرية هو الاستمرار بالسباحة في بحر الاوهام، فما زال هناك اشخاص يتوقعون ان يصوت برلمان الحرامية ومصاصي دماء العمال والمحرومين على قانون لتقديس الحريات الانسانية في العراق. ان اكثر الاشياء التي ترتعب منها جميع القوى القومية والاسلامية في العملية السياسية هي "الحرية". ان الحرية هي حفار قبرها وهي الكابوس الذي يجثم على صدرها منذ تنصيبها بحراب الاحتلال على صدر جماهير العراق. ان الحرية بكل معانيها وميادينها، حرية التعبير والراي والتظاهر والاجتماع والتنظيم والحصول على المعلومات وكل الحريات الفردية والشخصية، تعني فضح كل مؤامرات تلك القوى على جماهير العراق خلال سنوات حكمها، وتعني الكشف عن فسادها ونهبها، وتعني فضح صفقاتها السرية مع الدول الاقليمية، وتعني اماطة اللثام عن كل جرائم مليشياتها، وتعني حدا بالنهاية لامتيازاتها ونفوذها. ان الحرية تعني ان تصبح تلك القوى عارية من كل شيء حتى امام مريديها ومؤيديها وتصبح لا حول لها ولا قوة.
ان استمرار الحريات النسبية اليوم في العراق، وكما قلنا في السابق ليس بفضل تلك القوى ولا يعود الى وسع صدرها، او دخلت الى ورشات العمل المشبوهة التي ينظمها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الاوربي والسفارة الامريكية حول "الديمقراطية"، بل يعود الى الصراع المحتدم بين تلك القوى من اجل حسم السلطة السياسية. ان اي طرف يحسم السلطة السياسية اليوم، يعلن في اليوم التالي حالة القمع والدكتاتورية. ولذلك ان التحالف الشيعي ضرب كل الاصوات الداعية لالغاء المادة ٤ ارهاب لانه بحاجة لها من اجل تصفية معارضيه، ويحاول اليوم تمرير مسودة قانون قمع التعبير وقمع حرية الاجتماع والتظاهر.
واخيرا نكرر كما كتبنا في افتتاحية العدد "396" في صحيفة الى الأمام "قمع المعارضة بسمفونية ديمقراطية "واخيرا وليس اخرا، نود ان نسلط الضوء على حقيقة قد طمست او اغفل عنها وهي، ان الدستور العراقي الذي كتب عام ٢٠٠٥ هو انعكاس لنظام المحاصصة السياسية، فهناك بنود تسعد الاسلاميين بلحن جعفري، واخرى تفرح الاسلاميين بلحن سني، وبين هذا وذاك هناك بنود تسعد القوميين من كل حدب وصوب، واما البنود التي اشرنا اليها حول الحريات الانسانية، كتبت من اجل تجميل وجه الاحتلال، الذي جاء تحت شعار نشر الديمقراطية في العراق بنفس القدر قبلها الاسلاميين على مضض لتثبيتهم على السلطة. واما عملية تنقية الدستور من كل الترهات الطائفية والقومية، وتعريفه للبشر بهويته الانسانية واطلاق العنان لكل الحريات الانسانية، فسيكون بالنضال الشرس والدؤوب لفرض التراجع على عصابات العملية السياسية ولصوص المنطقة الخضراء.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريو المالكي بشخصية العبادي
- البحث عن شيء اسمه النصر باي ثمن
- ارادة ثورية في ظرف غير ثوري
- الظلم الطائفي، وهوية الدولة ما بعد القضاء على سيناريو داعش
- الارهاب في منطقتنا له دين
- هذه المرة ايضا، غربان الاسلام السياسي السني والتطاحن على الن ...
- منصور حكمت والافق اللينيني
- الانتخابات وما يدور خلف الكواليس
- المسائلة والعدالة، سيف للتطهير السياسي والانتقام الطائفي
- الحركات الاحتجاجية بين الدولة المدنية والدولة العلمانية غير ...
- قمع المعارضة بسمفونية ديمقراطية
- الطائفية والانحطاط الإيديولوجي للبرجوازية
- العلمانية والانتهازية السياسية
- الاول من ايار والطبقة العاملة في العراق
- الكارثة المحدقة بالنازحين
- الحرية والديمقراطية في عراق ما بعد الاحتلال
- اما البربرية او التصدي لها!
- كركوك في مهب الترهات القومية
- الموصل تتحرر من سكانها
- الداعشية الشيعية


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - التحالف الشيعي وقانون حرية التعبير