أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عامر صالح - الحرب الحقيقية مع داعش تبدأ عندما تتوقف العمليات العسكرية/ العراق أنموذجا














المزيد.....

الحرب الحقيقية مع داعش تبدأ عندما تتوقف العمليات العسكرية/ العراق أنموذجا


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5567 - 2017 / 6 / 30 - 23:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عامر صالح

أعلن القائد العام للقوات المسلحة العراقية ورئيس الوزراء السيد حيدر العبادي في 29ـ6ـ2017 القضاء الرسمي على تنظيم داعش " تنظيم دولة الخلافة الإسلامية " متخذا من رمزية السيطرة على أنقاض جامع النوري والحدباء أشارة جغروسياسية لأعلان النصر حيث من هذا المكان أعلن التنظيم دولته الشؤوم قبل ثلاثة أعوام تقريبا, ولكن الحقائق الميدانية تؤكد ان تنظيم داعش لازال يلتقط انفاسه الاخيرة في عمليات كر وفر في الساحل الأيمن من الموصل, الى جانب تواجده المبعثر وتمترسه في مناطق شتى في العراق بما فيها حزام بغداد وكركوك في الحويجة وتلعفر وعلى شكل خلايا نائمة ونشطة في كل المناطق المحررة !!!.

بالتأكيد أن كسر الذراع العسكري لتنظيم داعش الارهابي هو أنجاز كبير ومشرف للقوات المسلحة العراقية, وقد قدمت فيه قوافل من الشهداء ومن خيرة ابناء الشعب العراقي ممن أقتنعوا بمقاتلة الارهاب وابعاد شبحه عن العراق, وقد خلفت المعارك الشرسة مع عدو لا يعرف في قاموسه الرحمة, خراب شامل في البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية, ومئات الالوف من النازحين من الموصل بشقيها الايسر والايمن, اما على مستوى آخر فقد بلغ النزوح بالملايين من مناطق العراق الاخرى التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش, الى جانب استنزاف المؤسسة العسكرية من حيث عدتها وعنصرها البشري وفي ظروف العراق الحرجه وهو بأمس الحاجة لبناء مؤسسته العسكرية واجهزته الامنية والمخابراتية, كأي دولة تطمح لبناء تلك المؤسسات الدفاعية لحماية البلد من الاطماع الخارجية وتقوية الجبهة الداخلية !!!.

في هذه اللحظات الحرجة يتكالب النظام الطائفي السياسي والاثني ويبذل أشد ما لديه من سوء نية في أفراغ النصر من محتواه وتحويله الى موضوع خلاف لأضعاف الجبهة الداخلية, فهناك من يرى ان رئيس الوزراء استمع الى نصائح الامريكان ولم يشرك الحشد الشعبي مباشرة في تحرير نينوى, مما ألحق بخراب شامل في هذه المدينة وكأن داعش تقاتل بالحلوى والشوكولاته, وهي جزء من صراعات حزب الدعوة لسحب بساط النصر من تحت أقدام حيدر العبادي ولأضعافه سياسيا, وهناك في الجبهة السنية السياسية من يرى ان التحرير كان منجزا خاصا بأهل مناطقها ولا فضل لأحد عليها, وهي دعوى مبطنة لتغذية الاحتقان الطائفي من جديد وتكريس العزلة النفسية والسلوكية لأهلها وتوظيف ذلك في مختلف مشاريع الاستمالة بما فيها الانفصال, الى جانب عدم الاعتراف بشهداء التحرير من العراق كله !!!.

التركة الثقيلة في المناطق الغربية او ما يسمى " السنية " هي تركة ليست هينة أبدا, فألى جانب الخراب في البنية التحتية الاقتصادية وتوقف الحياة بالكامل, هناك الخراب الفكري الذي أسست له داعش ودول الاقليم الداعمة للارهاب والقائم على قاعدة الصراع الشيعي ـ السني والغير قابل للحل ومن خلال تغذيته بنماذج السوء تاريخيا لأبقائه مستعرا بدون نهاية, ويشكل هنا النظام المحصصاتي الطائفي والاثني عاملا مسهلا لتلك الصراعات وديمومتها, فهو قابل بفعل طبيعته التشنجية ان يعطي الضوء الاخضر لهذا الطرف على حساب الآخر.

أن معالجة آثار الارهاب ومخلفاته النفسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتعزيز مكاسب الانتصار العسكري على داعش يجب أن تبدأ أولا بأعادة النظر جذريا في النظام السياسي القائم, بما فيه الدستور وقانون الاحزاب والانتخابات ومفوضيتها, ومتزامنا مع كل الجهود الحريصة لمحاربة الفساد الاداري والمالي والسياسي, لأن داعش نتاج لهذا كله الى جانب العوامل الخارجية.

أن الفساد الاداري والمالي في المناطق الغربية " السنية " بما فيه سرقة الاموال المخصصة لمساعدة النازحين واعادة اعمار مناطقهم يحجب الحديث كليا عن اعادة بناء البنية التحتية المدمرة ويجعل سكان مناطقها في مهب الريح اذا لم يقترن في اعادة بناء العملية السياسية القائمة على المحاصصة السياسية الطائفية والاثنية, الى جانب ما يجري من فساد متعدد الوجوه في الوسط والجنوب او ما يسمى بالمناطق " الشيعية " ينخر الدولة ومؤسساتها, فالسارق والفاسد واحد باختلاف هويته الطائفية !!!.

الاحتفاظ بزخم الانتصارات المتحققة في جبهات المعارك ضد تنظيم الدولة الاسلامية " داعش " يجب ان يقترن بحرص اطراف العملية السياسية على ايجاد مخارج لأحتقانات العملية السياسية لدعم الانتصارات المتحققة على جبهات القتال ضد داعش والابتعاد عن منطق المحاصصة الطائفية الذي سبى العراق والعراقيين وكلفهم اعز ما يملكون من أبنائهم وثرواتهم ومستقبلهم. داعش ستكون في مزبلة التاريخ عندما يكون الوطن صالحا للجميع أما عدا ذلك فالقادم أسوء !!!.



#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سيكولوجيا الأنتماء الطائفي - بمناسبة استشهاد الامام علي(ع ...
- القمة العربية والاسلامية الأمريكية في الرياض وأنتصار العقل ...
- حرية التظاهر والاحتجاج واختطاف العقل المدني
- عيد العمال العالمي ودلالته لمحنة العمال العراقيين
- فصل الطلبة المحتجين يضع الجامعات العراقية بين خيار الأستقلال ...
- سيكولوجيا الأرهاب و التدمير والتخريب في البلاد الاوربية والع ...
- الإسلامويين وحصانة التعليم العالي المفقودة وافتعال الأزمات ! ...
- بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي في 31 آذار عودة لذ ...
- رأي سيكو اجتماعي في مشروع قانون تعدد الزوجات !!!
- اليوم العالمي للمرأة هو مناسبة لتحريض المرأة العربية والأسلا ...
- جذور فالنتين - عيد الحب - بين الحضارة والدين
- جرائم الثامن من شباط ودلالتها في الحفاظ على ما تبقى من الدم ...
- لماذا يتهالك البحث العلمي في بلادنا وما هو المخرج من الأزمة ...
- بين مفهوم - الحرم الجامعي - والحرية الأكاديمية يعيث الإسلامو ...
- حرية الصحافة والتعبير وأغتيال العقل المدني !!!
- إستعادة حلب السورية وسيكولوجيا الخراب والتدمير العربي الشامل ...
- صراعات الإسلام السياسي على السلطة والبقاء هي صراعات نهج وليس ...
- في ضوء القراءة الأولى لقانون مجلس قبائل وعشائر العراق/ ملاحظ ...
- استخدام سيرة نبي الإسلام في الصراعات المذهبية الإسلاموية وسي ...
- الطفولة المنسية في العراق !!!


المزيد.....




- السعودية.. الشرطة تتدخل لمنع شخص بسلاح أبيض من إيذاء نفسه في ...
- فيضان يجتاح مناطق واسعة في تكساس وسط توقعات بمزيد من الأمطار ...
- إدانات ألمانية وأوروبية بعد تعرض نائب برلماني للضرب
- مقتل مراهق بأيدي الشرطة الأسترالية إثر شنه هجوماً بسكين
- مجتمع الميم بالعراق يخسر آخر ملاذاته العلنية: مواقع التواصل ...
- هايتي.. فرار عدد من السجناء ومقتل 4 بأيدي الشرطة
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل أحد حراس القنصل اليوناني أثناء مراس ...
- قتيلان في هجوم استهدف مرشحا لانتخابات محلية في المكسيك
- محلل سياسي مصري يعلن سقوط السردية الغربية حول الديمقراطية ال ...
- بيلاروس تتهم ليتوانيا بإعداد مسلحين للإطاحة بالحكومة في مينس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عامر صالح - الحرب الحقيقية مع داعش تبدأ عندما تتوقف العمليات العسكرية/ العراق أنموذجا