أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسان عشاق - استمرار القمع والاعتقال بمدينة الحسيمة المغربية الوجه الاخر للدولة البوليسية















المزيد.....

استمرار القمع والاعتقال بمدينة الحسيمة المغربية الوجه الاخر للدولة البوليسية


الحسان عشاق
روائي وكاتب صحفي


الحوار المتمدن-العدد: 5564 - 2017 / 6 / 27 - 23:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لابد من الاعتراف ان الدولة البوليسية،دولة قمعية وتسلطية وقهرية بالاساس لا تؤمن الا بالموقف والتوجه والفكر والراي الواحد،وكل دولة قمعية هي بالمطلق والضرورة دولة بوليسية رغم البهرجة وهامش الحرية.فالقمع اصبح طريقة لتدبير الحكم والادارة وتبرير التفوق والتغول لتطويع الشعب والسماح بالدوس على القانون ومنح الصلاحيات الواسعة للاجهزة الامنية والسلطوية بالتعليمات الفوقية لتكميم الافواه ومصادرة الحق في التعبير وفرض الطاعة والولاء والاذعان بالقوة فاننا امام دولة بوليسية لا ترى ابعد من تطبيق توجهات تخدم مصالحها ومصالح الطغمة الفاسدة.
الدولة المغربية بجميع مكوناتها الادارية لم تستفد من المتغيرات الاقليمية والعالمية ومن زلزال الربيع العربي ولم تتخلص من الطابع البوليسي الصرف فبدل مواجهة الفساد والمفدسين والاستبداد والتحكم باعتبارها اليات التربة الخصبة المنتجة للاضرار والهوامش المحفزة للانتفاضة يتم قمع اصحاب الحق .
لقد فشل المخزن في اطفاء حذوة حراك الريف وفشلت السياسة القمعية التي تعد الخيار غير الديمقراطي لمصادرة الحق في الاحتجاج السملي على الاوضاع الاجتماعية يطرح من جديد مسألة ممارسة حق دستوري في التعبير وسلطة الدولة فى ضرب هذه الحرية وحجبها بالاضطهاد والتهديد والاختطاف والاعتقال وتشريد عائلات وفرض حظر التجوال الذي يعد عنوان مرحلة جديدة من تاريخ المغرب الحديث يفضح بالادلة الشعارات الاستهلاكية وازدواحية الخطاب التغليطي والترويجي والتضليلي للنظام في الادعاء بطي صفحة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان سنوات الرصاص .

محاولات الاخضاع وتفتيت الاحتجاج بهضم الحقوق ممارسات تدخل في باب ارهاب الدولة للشعب باللجوء الى القمع الممنهج والمحمي والاعتقالات العشوائية لمصادرة مكتسبات حقوقية كونية تعتبر غصبا للحريات الجماعية والفردية تحت مبررات واهية تؤكد بالجزم ان النظام السياسي المغربي لا يزال يتعامل مع الجماهير الشعبية بنوع من الوصاية وفي اعتقاده ان الشعب ما يزال قاصرا وغير مؤهل لاتخاد قرارات لبناء مستقبله.
عسكرة منطقة الريف المغربية مند 8 اشهر ردا على المطالبة بالحق في الصحة والتعليم والشغل والعيش الكريم والصمود المثالي أحرج أجهزة القمع التي استهلكت جميع الخطط لامتصاص غضب الشارع وضرب ومحاولة اختراق التلاحم والتماسك الشعبي الذي ابان عن مستوى راقي في التظاهر الذي تناقلته جميع قنوات العالم وتحولت مدن عالمية الى مسيرات تضامنية للضغط على النظام لاعادة النظر في طريقة تدبير ازمة الريف الاخدة في التوسع والاكتساح وكسب التعاطف الشعبي والدولي.
الواقع والمعطيات الميدانية كشفت صمود الجماهير في وجه الالة القمعية والهمجية التي بدل فتح الحوار اعتقلت منطقة بكاملها..فهل يمكن للعسكرة والبولسة والتخويف والترهيب والتخوين تذويب التحدي والالتحام الجماعي على شرعية المطالب الاجتماعية التي خبرت الحوارات المغشوشة والمبطنة..؟ وشاهدة على الاختلالات في تفعيل برامج تنموية في المنطقة ابتلعت الملايير امام غياب مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، لقد استشعر الشعب التهميش والاقصاء وسرقة المال العام فانتفض يواجه الظلم والهشاشة والارتهان واعدام أبسط الحقوق العالمية.قواسم مشتركة مع مناطق مغربية كبيرة ترزح تحت وطأة الفقر وتوسع الفوارق الاجتماعية، وطبيعي ان تنتفل الشراراة والعدوى وتظهر قلاقل تطالب بالاصلاح والتغيير وحماية المستقبل والمصير المشترك بالاحتكام الى الاحتجاج الشعبي ما دامت القنوات السياسية ومؤسسات الشعب غير قادرة.فهل ستعمل الدولة على استنفار الجيش الاحتياطي وافراغ التكنات العسكرية والمخافر الامنية واخراج الدبابات وتحويل المدن والقرى الى سجون مفتوحة لانهاء القلاقل.
استعمال القوة المفرطة في شمال المغرب اصبح احد الادوات المعتمدة والمستباحة في السيطرة على الاحتجاج بدل ترجيح لغة الحوار والتعامل السلمي مع الازمات مما يعتبر عنوانا على فشل الدولة البوليسية التي تسمح وتحمي انتشار الفساد السياسي والمالي والاداري والاقتصادي لانه مصدر قوتها واستمراها وحريصة على قمع اي حراك احتجاجي ومطلبي بدل البحث عن اسباب القلاقل ومعالجتها بالمرة.
والانكى انه في حراك الريف لم يقتصر الامر على استعمال القمع والاعتقال التعسفي بل امتد الى اسباغ التصنيفات على المحتجين بين الانصار والاعداء لخلق التفرقة بين الشعب الواحد وتوجيه الصراع المطلبي الى نوع المواجهة المباشرة بين المواطنين كشكل من اشكال المقاربة الامنية وتعويم النقاش وتحريفه خصوصا ان الاحزاب السياسية والقوى الوطنية والتقدمية فشلت في فتح الحوار وتهدئة الاوضاع لان الاغلبية تعد جزءا من الاشكال وهناك مؤسسات سياسية تعد راعيا ومتعايشة مع مظاهر الفساد الاقتصادي والاداري مستفيدة منه ولا تتوفر على اية استقلالية في القرار السياسي الأمر الذي فضح وعزل كلية مكونات المجتمع المدني وعمق الشرخ ووسع الهوة بينها وبين المواطن الذي فقد ثقته في اجهزة فارغة وبدون قيمة باستثناء الاطارات السياسية اليسارية والحركات الاسلامية المحضورة التي ما تزال تمتلك رصيدا من المصداقية ولها قوتها وحضورها الوازن في المجتمع وقادرة على المواجهة واجهاض وفضح مشروع الدولة البوليسية المعارضة للحرية والكرامة والمساواة وهذا طبعا يهدد مستقبل الدولة البوليسية.
مع استمرار التسلط والهمينة والعسف واسترخاص واستباحة الكرامة الانسانية،وتوسع الفكر الاستبدادي البوليسي بضرب وسحق القيم الانسانية وارسال اشارات تحذيرية في وجه الفعل السياسي والديمقراطي المستقل..فالنظام يضع امام المواطن خيار الاندماج في السلطة او التصنيف خارج النظام و القانون واي تحرك سلمي لمقاومة الاستبداد والتسلط والفساد يدخل في خانة تهديد امن الدولة وخروج عن الطاعة يسلتزم المعالجة الامنية.
المجتمعات المتحررة والواعية من تصنع التغيير، والاحتجاجات في الريف المغربي ابان عن عجز الاحزاب السياسية التقليدية والادارية صنيعة المخزن على حد سواء في ايجاد ارضية مشتركة لتصريف المطالب لانها لم تستطع تطوير اليات الاشتغال السياسي والتنظيمي واغلبها منخورة من الداخل تتنفس الفساد وشكلت عائقا للسلطة بعد رفض الجماهير التعاطي معها ومنحها صفة الوسيط في الحلول وانهاء الحراك.. وهذا بطبيعة الحال سيدفع الدولة الى اعادة النظر في الاحزاب السياسية المقربة.

اجمالا الاحتجاج السلمي تعبير ديمقراطي عن وعي والنضج الجماهيري في لفت الانتباه ومحاكمة تجربة سياسية بعد استنفاد جميع الوسائل المتاحة في توفير العيش الكريم ..لكن يبدو ان الدولة العميقة في المغرب تظل ماسكة وشاهرة بعنف وقسوة سيف القهر والتحكم في الشعب وتطويعه بالاعتقال لاخضاعه بالمرة لارادة الحاكم لسد جميع منافذ التغيير الافقي والعمودي الذي يهدد قطعا مصالح المقربين من دائرة القرار السلطوي والسياسي والجهات المستفيدة.
ومصير الحراك بالريف ومصير الديمقراطية وحق الشعب في التعبير السلمي عن مطالبه المشروعة رهين بالعقلاء لطرح البدائل والخيارات لوقف سفك الدماء وصون الحريات وصور الوطن في المحافل الدولية على اعتبار ان السطوة المطلقة لا يمكن ان تقهر صوت الشعب لانه صاحب حق ومصلحة الوطن تقتضي ترجيح كفة المصالح العامة.
الشعب الريفي بهذه العسكرة المستمرة سجين الوطن و المواطن مجرد قربان بشري ملاحق في حدوده من قبل سلطة تقتص من الحقوق للهيمنة وبسط السيطرة المطلقة لتعزيز وجودها وفرض ثقافتها بالاكراه والغصب،وطمس خصوصية الشعب وحضوره. لكنه عبر التاريخ ابدا لم تنجح الانظمة الاستبدادية في وقف الارادة المتقدمة و الزحف الشعبي.


الحسان عشاق- الخميسات




#الحسان_عشاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استمرار الحراك الاجتماعي بالحسيمة وباقي المدن المغربية وفشل ...
- اعذرونا اخواننا في الريف لقد ماتت الرجولة والكرامة في اهل زم ...
- مجلس اليزمي يمنح شهادة حسن السيرة لوزارة الداخلية المغربية ف ...
- ملايير تصرف على مجلس اليزمي بالمغرب للدفاع عن توجهات القصر
- وزير العدل المغربي والقاضي الهيني ومصادرة الحق في التعبير وت ...
- الاصلاح الاداري بالمغرب مدخل اساسي للتنمية المستدامة وتقليص ...
- الاصلاح الاداري مدخل اساسي للتنمية المستدامة ومحاربة الفوارق ...
- الفساد السياسي بالمغرب واليات تفعيل الخيار الديمقراطي
- اي دور للجهلة والاميين في المؤسسات الدستورية بالمغرب...؟
- الخميسات نقابة الأموي بين شطحات الجيلالي بوحمارة وخرجات قاسم ...
- اسباب فشل الاتحاد الاشتراكي في تحقيق فوز صغير باقليم الخميسا ...
- كيف تصبح رئيسا لمؤسسة دستورية في 14 يوما بدون تاريخ نضالي


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسان عشاق - استمرار القمع والاعتقال بمدينة الحسيمة المغربية الوجه الاخر للدولة البوليسية