أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - النكبة ......إستولدت نكبات















المزيد.....

النكبة ......إستولدت نكبات


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5520 - 2017 / 5 / 14 - 12:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النكبة ......إستولدت نكبات
:- راسم عبيدات
نكبات شعبنا مستمرة ومتواصلة في الكثير من الأشكال والتجليات والمسميات،ولعل قانون "القومية" الذي أقرته اللجنة الإسرائيلية الوزارية للتشريع الأسبوع الماضي،وطرحته على البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" للمصادقة عليه وإعادته اليها لمناقشته،واحد من اخطر القانون العنصرية والحاقدة على شعبنا،والتي لا تؤشر فقط الى تحول دولة الاحتلال الى دولة فصل عنصري وأبارتهايد،بل هذا القانون بمثابة إعلان حرب شاملة على شعبنا،فهو يحمل في طياته مخاطر طرده وترحيله عن أرضه بالقوة،كما حصل في عامي 1948 و1967،حيث جرى طرد وتهجير شعبنا قسراً بالقوة عن أرضه،فهذا القانون بعد المصادقة عليه بالقراءات الثلاثة من قبل "الكنيست" الصهيوني يشرعن الطرد لشعبنا الفلسطيني،فهو يقول بشكل واضح،بأن "إسرائيل" هي البيت القومي لليهود وان حق تقرير المصير فقط لهم دون غيرهم،وعلى أساسه تصاغ كافة القوانين والتشريعات،وبأن شعبنا الفلسطيني ليس جزءاً أصيلاً من اهل هذه البلاد،فقط يعيش في دولة الاحتلال،ولا يحق له التدخل في الدولة ولا في التشريعات الخاصة بها،أي أن هذه الحكومة اليمينية المتطرفة تستبق وتشترط أي عودة للمفاوضات مع الجانب الفلسطيني بإعترافه بيهودية الدولة.
نكبات شعبنا مستمرة ومتواصلة على اكثر من ساحة وصعيد فمشاريع تصفية وتفكيك قضيتنا وتدمير مشروعنا الوطني مستمرة ومتواصلة،ليس بفعل الإحتلال الذي ينظر لنا كبديل لوجوده،بل بفعل انظمة ودول وجهات عربية وإقليمية ودولية،تريد أن تنهي وتصفي قضيتنا،والمأساة أنه رغم كل هذه النكبات والمخاطر المحدقة بقضيتنا وشعبنا ومشروعنا الوطني،ما زال الإنقسام يتكرس ويتعمق وتطول مداياته،وما زال طرفا الإنقسام يقتتلون ويتصارعون على إقتسام كعكة سلطة خالية من الدسم،حتى وصل الأمر حد محاصرتنا لبعضنا البعض فكأن اهل قطاع غزة لا يكفيهم مأسيهم وطول الحصار المفروض عليهم،وإفتقار الحياة الى ادنى شروط الحياة الإنسانية،وعندما ننظر بعمق وشمولية،لما يجري بحق شعبنا،نرى بأن المحتل يواصل تشريع وسن المزيد من القوانين العنصرية التي جميعها تستهدف بقاء ووجود شعبنا وصموده على أرضه،فهو لم يتخل عن مشاريعه التهويدية على طول وعرض مساحة فلسطين التاريخية،فمن مشروع المتطرف "أريه كنج" لتهويد الجليل عام 1976،ذلك المشروع الذي استهدف الإستيلاء على (21) ألف دونم من أراضي بلدات سخنين وعرابه ودير حنا وعرب السواعد،هذا المشروع الذي واجهه شعبنا هناك بالدم والتضحيات ليؤرخ ليوم الأرض الخالد.
منذ يوم الأرض الخالد وحتى هذا اليوم والمحتل يعاند حقائق التاريخ والصراع،فهو يعمل ليل نهار من اجل تثبيت مشروعه الصهيوني ويرفض أي مصالحة تاريخية، بل ما يريده النفي والإقصاء لهذا الشعب،فنحن نشهد حالة من "التغول" و"التوحش" غير المسبوقة على أرض وحقوق ووجود شعبنا الفلسطيني،فمخططات التهويد في الجليل مستمرة،ومحاولات الترحيل القسري كذلك مستمرة،حيث الحديث عن التبادل السكاني والجغرافي،في أي تسوية قد تطرح،من أجل المحافظة على نقاء الدولة العبرية،ومشروع تهويد النقب،مشروع المتطرف "برافر"،يطل برأسه من جديد،بعد أن تصدى شعبنا لهذا المخطط التهويدي ولجم تنفيذه،فنحن نشهد عمليات طرد وتهجير هناك،وإقتلاع لقرى فلسطينية وجودها سابق لوجود دولة الاحتلال،فقرية "العراقيب" هدمت للمرة الثانية عشر بعد المئة،وكذلك قرية "ام الحيران"،وهذا الخطر يتهدد أكثر من أربعين قرية فلسطينية هناك.
أما في القدس والضفة الغربية،فنشهد أيضاً "تسونامي" استيطاني،يبتلع القدس،ويريد الإجهاز عليها بشكل نهائي،مشاريع استيطانية في كل بقعة من بقاعها،وحتى في قلب أحيائها العربية،من أجل تحويل سكانها العرب المقدسيين الى جزر متناثرة في محيط إسرائيلي واسع،وفي الضفة الغربية،يتم إقامة دولة للمستوطنين،تمنع أي انسحاب او هدم لمستوطناتهم في المستقبل،ليصل الأمر حد تشريع بؤرهم الإستيطانية على الأراضي الفلسطينية الخاصة،ضمن مشروع قبر حل الدولتين،ودفع الفلسطينيين لتقديم تنازلات جديدة،ضمن مسار سياسي جديد يفرض عليهم الموافقة على الحلول المؤقتة،والحال في القطاع المحاصر،لا يختلف كثيراً عن حال بقية الوطن،فالحصار مستمر ومتواصل والمعابر رهينة بيد المحتل،وعجلة الإعمار لم تدر بشكل جدي وحقيقي،ومعظم الشعب هناك في ظل بطالة وفقر مدقعين،يعتاش على الإعانات والمساعدات الخارجية.
ونكبات شعبنا في الجليل والنقب والقدس والضفة الغربية وقطاع غزة،غير منفصلة عن النكبات التي يواجها شعبنا المنكوب والمشرد في مخيمات اللجوء منذ 69 عاماً،فلا يكفيه نكبته وتشرده وعيشه في مخيمات اللجوء في شروط مذلة ومهينة ولا إنسانية،فمخيماته تتعرض للتدمير وسكانها للقتل والتشريد على يد عصابات تكفيرية وإرهابية مجرمة وفق مخطط ممنهج ومدروس،لطردها وتهجيرها في نكبة جديدة،لكي لا تبقى شاهداً على جرائم الاحتلال،وعلى تمسك شعبنا بحقه بالعودة الى وطنه،حيث لا يسمح لسكان المخيمات المشردة بالعودة إليها،كما حصل في مخيم نهر البارد"فتح الإسلام" اعتدت حينها على الجيش اللبناني وقتلت العديد من الجنود اللبنانيين،ولجأت في مخطط مشبوه للمخيم،وتحصنت فيه،حيث جرى تدميره من قبل الجيش اللبناني،اثناء إقتحامه لطرد تلك العصابات المجرمة منه،وحتى اللحظة الراهنة لم يسمح لأهله بالعودة إليه،وكذلك عمليات إعماره تجري ببطء شديد،حيث الكثير من سكانه ذهبوا في رحلة تيه ومنافي جديدة.
ولعل ما شهده ويشهده مخيمي اليرموك في سوريا وعين الحلوة في لبنان كبرى مخيمات شعبنا في الشتات، من أحداث وعمليات قتل وتدمير،يدلل على حجم المؤامرة على حق العودة لشعبنا،حيث اختطفت العديد من العصابات المجرمة مخيم اليرموك،فقتلت وشردت اغلب سكانه وحاصرت من تبقى منهم،وحتى اللحظة تمنع عودتهم أو تقديم الإغاثات والمساعدات والعلاج الطبي لمن تبقى منهم، وكذلك الأحداث التي تفتعلها القوى التكفيرية والإرهابية في مخيم عين الحلوة،هي تحمل نفس الأهداف والمضامين، وتحمل اكثر من رسالة خطيرة وذات بعد إستراتيجي،في أولها واخطرها تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين،والغاء الدور التاريخي والوطني والرمزي للمخيمين،فاليرموك وعين الحلوة هما الأكبر جغرافياً وسكانياً،وكلاهما يشكل عاصمة اللجوء الفلسطيني،ورمز كفاحه ونضاله،وتمسك أهله بحق العودة،والشاهد على مأساة شعبنا وجرائم الإحتلال الصهيوني بحقه.
يضاف لكل هذه النكبات بحق شعبنا الفلسطيني،نكبة الإنقسام المتواصلة،بفعل تغليب المصالح الفئوية والخاصة لطرفي الإنقسام (حماس وفتح) على المصالح العليا للشعب الفلسطيني،واضح أنهم حتى اللحظة،بإصرارهم على إستمرار الإنقسام وتعميقه وشرعنته لم يحن الوقت لكي يدركوا بانهم سيصبحون شركاء في نكبات شعبنا وتشرده وضياع حقوقه وثوابته الوطنية وتفكك مشروعه الوطني..؟؟.

القدس المحتلة – فلسطين
14/5/2017
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة ترامب .... والمحور العربي الإسلامي السني في الرياض
- قانون -القومية-....ويهودية الدولة
- سعدات قائد وطني بإمتياز
- وثيقة حماس نضج وتطور سياسي،ام سير على خطى المنظمة ...؟؟
- في ذكرى عيد العمال العالمي..استغلال الطبقة العاملة لم يتوقف
- نعم الأسد قائد.....والبرغوثي قائد
- الحرب على الحركة الأسيرة..... رواتب وحقوق
- تركيا ...الغاء إرث اتاتورك ...وإحياء الإرث العثماني
- في ذكرى يوم الأسير...اما آن الآوان أن يقذف السجن الأسير كريم ...
- شكراً روسيا......شكراً بوليفيا
- معركة الأسرى ....معركة الجميع
- قراءة في العدوان الأمريكي على قاعدة الشعيرات
- في ذكرى مجزرة دير ياسين .....المجازر بحق شعبنا لم تتوقف
- تطويع السلطة والشعب الفلسطيني للحل القادم
- شهر نيسان أحزانك كثيرة
- التفاوض الحقيقي حول سوريا،يدور في سوريا وعلى أرضها
- في يوم الأرض...تبقى الأرض جوهر الصراع
- في يوم الأرض...الأرض هي الأساس
- من قمة اللاءات الثلاثة الى قمة التطبيع والإعتراف
- في عيد الأم......الأمهات الفلسطينيات والعربيات هل هناك مكان ...


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - النكبة ......إستولدت نكبات