عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 5494 - 2017 / 4 / 17 - 22:50
المحور:
الادب والفن
على حافّةِ الجُرْف
نحنُ دائماً
واقفونَ على حافّةِ الجُرْفِ.
هُنا .. نجِدُ الكثيرَ من الجروفِ ، في كلّ شيء.
عندما نَولَدُ .. نجدُ الحياةَ جُرْفاً.
عندما نُريدُ أنْ نعيشَ بسلامٍ ، تأتي البنادقُ .. وتصبحُ الحربُ جُرْفاً .
عندما نُحِبُّ .. تكونُ القُبلَةُ جُرْفاً .
عندما نجلسُ معاً في الحديقة ، أنا ، و هيَ .. يصبحُ العُشبُ جُرْفاً.
عندما أمُدُّ اصبعي الخائف ، الى كفّها القَلِقِ ، بأصابعهِ العَذْبَةِ الطويلةِ ..
يصبحُ كفّها الخائفِ .. جُرْفي العميق.
كُلُّنا ننتمي ،
الى مَنْ " أسّسَ بُنيانَهُ على شفا جُرْفٍ هارٍ"
كما قالَ لي أحد أصدقائي قبل يومينِ
وهو يُشفِقُ عليّ
من كُثرَةِ الجروفِ التي تحيطُ بي
من كلّ جانب
و دعاني الى أنْ أترُك جُروفي هذه ،
وأذهب معهُ الى " جُرْفِ الايمانِ الجميلِ ، وشاطئهِ الرقراق ".
ولكنّني يا صاحبي ، أنتمي ..
الى هذهِ البلادِ ، التي لا تُغادِرُ جُرْفَها
حيثُ يتدحرَجُ الكثيرونَ من امثالي
على الحافّةِ
لا نجِدُ كِفّاً
نَمُدُّ أصابعنا اليه.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟