أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم حميد نارد - التسّتر على المصادر















المزيد.....

التسّتر على المصادر


جاسم حميد نارد

الحوار المتمدن-العدد: 5494 - 2017 / 4 / 17 - 21:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- رغم أننى مؤيد جدًا لفكرة ان من لا يٌعمِل عقله في زمننا لا حق له في العيش، وإنطلاقًا من إيمانى الكامل فى أن من يٌعمِل عقله ولو بنسبة ضئيلة للغاية، فإنه -غالبًا- سيشك فى ما بين يديه من الخرافات والخزعبلات – لكنه لن يضطر إلى تركها بالضرورة – ولكن على الأقل سيمر بالشك مرورًا بـخمس مراحل الصدمة وإنتهاءًا بــاللا ادرية أو الربوبية أو الإلحاد أو حتى التشكك أو اللجوء إلى المقولة الشهيرة "هذا لا يمثل الإسلام" بالرغم من أن (داعش) وغيرها مــن الفصائل التى نطلق عليها اسم "متطرفة" لا تقوم بإى فعل إلا وتقول حديث او آية تدعم ما تفعله، بالظبط كما كان المسيحيون يفعلون في العصور المظلمة ويتبنون افكار وتفسيرات لأسفارهم وإصحاحاتهم مما جعلتهم تتهم كل من يطلق على نفسه أسم "عَالِم" وحولوه إلى متزندق وكافر ودجال.. إلخ.
ولا أنكر ان هناك مَن يُعمِل عقله ويذهب إلى التعمّق في التدين، ولكن هنا مربط الفرس وموضوع حوارنا. لاحظ أخى الكريم أن داعش وغيرها من الجماعات التى نطلق عليها أسم "المتطرفة" لا تقوم بأى فعل او إصدار إلا وقدمت دليل على ما تفعله، سواء كان من القرآن او الأحاديث او حتى وقائع قام بها الصحابة او أحد من السلف. ولا يقوم إى أحد بتفنيد مثل تلك الأشياء التى يحشون بها كل إصداراتهم وفيديوهاتهم، إذ بكل بساطة لانه ليس في جعبتهم إلا أنهم "لا يمثلون الإسلام" ويكتفون بهذا القدر من الكلام ولا يبيّنون للناس لماذا هم لا يمثلون الإسلام، بـل قناعتنا ان هذا هو الإسلام وهذه هى أيدولوجيته وافكاره ونهجه والادلة على ذلك كثيرة.
إننى أعترض جدًا على كلمات مثل: الإسلام الوسطي او المسلم الكيوت، هذا لأنه وبكل بساطة إما أن تكون داعشي او كافر، لايوجد وسط في الدين لانها شرائع الخالق -على حد زعمهم- ولهذا يجب إتباعها فلا تفريط او تكاسل عنها. لكن، إذا كنت في موضع لا يسمح لك بالهجوم او الغزو او الفتوحات فيجب ان تسكت وإذا تكمنت في الارض فيجب عليك ان تقاتل الكفر والكفار وأن تبايع الخلفية وإن لم تصدقنى فراجع تفسيرات ((آيه السيف او آيه أضربوا الاعناق أو أضربوا منهم كل بنان))
لم يوجد إي مسلم كيوت في عهد الرسول ولا الصحابه ونلاحظ ذلك في الآية (فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَىٰ طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا ۖ إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ) وهذا دليل على ان من لا يقبل الخروج والغزو مع الرسول والصحابة قد غضب الرسول عليه (وعلم عليه) وقد عرف انه لن يقاتل معه فأتقي شرة ولم يشركه فى الحروب مرة اخرى. وطالما ان الرسول لم يحبه فهو ليس كامل الايمان ولهذا أما ان تكون مع الرسول او لا تكون. وبما ان الاشخاص إما يفهمون الدين وينضمون إلى الرسول في حروبه وغزواته ويكونوا مثل داعش (متطرفين) او يقعدوا ولا يشركهم الرسول في حروبه.
للأسف الشديد تهشم جدار العمر وإنقصمت ظهور العديد منا وتقوّست، حينما ينكب الفرد يدرس الدين وبما فيه من جماليات وأحداث رائعة وجميلة وفي غاية الإنسانية قام بها الرسول او من حوله من الصحابة – وللأسف هذا ما يريدون منا ان نتدارسه- وهنا يمكن ان يذهب (كما ذكرنا في أول المقال) من يبحث ويعمل عقله إلى التعمق في الدين والتدين. ولكن، تبقي المشكلة في التكتم على المصادر فيزين رجال الدين كل الأحداث ويخبئون الأصل، فمن منا كان يًخيل له ان نصل إلى معلومات مثل ماحدث في (الصحراء بين صفوان وعائشة) او (قصة إشتهاء الرسول لزوجة زيد) او (قصة يهود بني قريظه) او ( ما فعله صلعم مع مارية القبطية على سرير حفصة) او (قصة إلقاء الشيطان على الرسول آية -واللات والعزة ومنتاة الثالثة الاخرى تلك الغرانيق العلى وإن شفاتهم لترتجي- فى ظل إحتياج الرسول لدعم قريش والكفار!!) او (حديث اللحاف) أو (نقلة مراحل تطور الجديد-الخاطئة على كل حال- ممن سبقوه) وغيرها من الكوارث إلتى لا يمكن حصرها والتى حصلنا عليها عندما غاب التكتيم والتحفظ الديني على المصادر!!
لاحظ أن اول سيرة نبوية كتبت للرسول كانت على يد إبن إسحاق بعد وفاته بــ 120 : 130 عام، وطبعًا لا يمكن أن نقيس مدى الخرافات والخزعبلات التى أًضيفت لتلك السيرة، حتى إن الإله الإسلامى تعهد بحفظ القرآن ولم يتعهد بحفظ سيرة نبيه (هذا بالطبع بغض النظر عما حدث في المصاحف من تجميع وتحريق و.. و .. و.. يمكن مناقشتها فيما بعد)!! ولاحظ أن حتى سيرة إبن إسحاق لم تصلنا ولكن ما وصلنا هو سيرة تلميذ تلميذه وهو إبن هشام الذى قال بلسانه "أنه قد نقّح السيرة من كل ما قد يشين بالرسول" فما بالنا بما قد أزالة إبن هشام بسبب خوفه على سيرة نبيه المقدس الذي كان من قبل أصدقائه يتنافسون على بثاقه!!!! (لاحظ ان بعض المستشرقين قد ذهبوا إلى نفي وجود شخص سمي محمد على الأطلاق وان الاسلام هو طائفة مسيحية يهودية قد انفصلت في عهد الامويين لأسباب سياسية ولهم بعض الادلة على ذلك وإنى اطلب منك ان تتعب نفسك وتبحث عن تلك المعلومات لا تطرق اى شخص ان يبحث عنك او ان يفكر بدلا منك، غالبًا ما يكون العارف في الدين إما يجهل خبايا الأمور أو إنه يعرفها وله مصالح في الإعلاء بالدين او يكون متشكك او حتى لا أدرى ولكن يوارى هذا عن الناس حتى لا يتضرر.
* مراحل الصدمة الخمس كما يتضمنها نموذج إليزابيث كوبلر Elisabeth Kubler Ross: بأختصار شديد هي (الإنكار) ، (الغضب) ، (المساومة) ، (الاكتئاب) و(القبول)
1-الإنكار: وفيها يبدأ الفرد بمحاولة إقناع نفسه أنه على خطأ أو أن الحدث الذي ترتب عليه الصدمة لم يحدث.
2-الغضب: وهو أن يسخط الفرد على ما حدث له وأنه لا يستحق هذا وغالبًا ما يكون ممزوجًا بالأسي والحقد على الآخرين حيث انه الوحيد الذى حدث له هذا الحادث.
3-المساومة: يبدأ الفرد في المساومة مع ما يشعر به، كأن يقول إننى سأشغل وقتى بفعل كذا وكذا، حتى لا اتذكر ما حدث لى وأعبر تلك المرحلة الوقتية بسلامة.
4-الإكتئاب: وهو أن يقنع الفرد نفسه بأنه لا يوجد ما يستحق العناء وانه فوق ما حدث له، لاحظ أنه خلال المرحلة الرابعة يدخل الشخص في دوامة الإحباط، ويبتعد عن الحياة وعمله وإهتماماته والآخرين ويصبح كل شيء ليس له معنى عنده، وبالتالى يرفض الجميع وحتى من يزوره ويعتزل العامة والخاصة.
5-القبول: آخر مراحل الصدمه وتكّمن في أن الفرد يبدأ في تقبل الواقع وأنه لا مفر من قبوله. ثم يبدأ في أقناع نفسه ببعض الجمل منها، هكذا أفضل أو هذا هو الواقع، وغيرها من الجمل التى تقوم ببناءه وتمنع إنهياره.
وتنطبق تلك المراحل الخمس على كل من تقعد يده على مصدر من المصادر المتكتم عنها او المختبئة ولهذا ينتهى به الوضع إلى الكفر أو الألحاد أو الايمان الزائد، إن كانت له مصلحة.



#جاسم_حميد_نارد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توريث الأديان الإبراهيمية


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم حميد نارد - التسّتر على المصادر