أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - عن اقتصادنا ، وعَيْشَنا .. في السنوات الخمس القادمة














المزيد.....

عن اقتصادنا ، وعَيْشَنا .. في السنوات الخمس القادمة


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 5488 - 2017 / 4 / 11 - 15:32
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


عن اقتصادنا ، وعَيْشَنا .. في السنوات الخمس القادمة



اقتصادنا الآن ، وببساطة ، يمرُّ بأزمةٍ مُرَكّبةٍ من عوامل مختلفة ، تجعلُ استمرارهُ بالعملِ كـ "أقتصاد" (أيّاً ما كانت تحفظّاتنا على أدائه) ، نوعاً من انواع المعجزات المدهشة ، وأحدى عجائب العالم المُضافة على عجائبهِ السَبع.
كلّ ما لدينا من موارد ماليّةٍ الآن ، هي موارد الصادرات النفطية . وهذه ، الآن ، لا تسدّ رمقنا إلاّ بالكاد .
لذا دعونا لا نُبالِغُ ، كثيراً أو قليلاً، في تضخيم امكاناتنا الاقتصادية ، وقدرتنا على الانجاز .
لقد تمّتْ اعادتنا مرّتين الى عصور ما قبل الصناعة خلال 12 عام فقط (ما بين 1991 و 2003 ). بعدها حدث ما حدث ، وصولاً الى "نكبة" العام 2014 وما تلاها ، ولم يعُد في البلد ما يسمح لنا بالكثير من خيارات التنظير الاقتصادي من جهة ، ولا بالاستجابة للكثير من الهتافات والشعارات والمطالب "الشعبويّة" ، من جهة اخرى .
نسمع الكثير عن الحاجة لدعم "قطاع خاص" فاعل و شريك للدولة في عملية التنمية الشاملة "المُستدامة".
والكثير عن النهوض بواقع الصناعة والتصنيع ، و ضربة العصى "السحريّة" التي ستعملُ على إحلال الواردات ، و جعلِ التصنيع من اجل التصدير ، نزهةً عابرة.
والكثير عن "إحياء" الزراعة التي تحقّق لنا الاكتفاء الذاتي ، من حبّة القمح ، إلى حبّة البطاطا.
والكثير عن السياحة ، التي لا يُنفِقُ "السائح" (خلال شهرٍ كاملِ " يسيحُ" فيهِ في العراق) ، ما ينفقهُ في ليلةٍ سياحيّةٍ واحدةٍ يقضيها في بلد آخرٍ .. وانتم أدرى بالأسباب .
لا شيء من هذا يمكن أن يحدث الآن (ولا في السنوات العشر القادمة على اقلّ تقديرٍ) .. لأنّنا ، و ببساطة ، لا نستطيعُ تحقيق ذلك.
لا قيد الموارد ، ولا قيد الاستقرار ، ولا قيود السياسة واشتراطات "السياسيين" ، ولا قيود الخراب النفسي والمجتمعي ، ولا هشاشة الدولة .. تسمح بذلك.
علينا أن نعترفَ بأنّنا لا نمتلك الآن ما يُسمى بـ "القطاعات" الاقتصادية .
ليس لدينا الآن "قطاع صناعي" ، و "صناعات" ، بل "ورش" صناعية فقط .
نحنُ الان في عصر "المشاغل" الصناعية "المانيفاكتورات" ، وليس في عصر "المشاريع" الصناعية الحديثة.
ليس لدينا الان "قطاع زراعي" ، بل لدينا "حقول" صغيرة ، ومزارع "عائليّة" ، لا تتمكن "منتجاتها" من تغطية تكاليفها إلاّ في حالات قليلة ونادرة جدّاً .
لا نستطيع الآن أن ننقل "الطماطة" من البصرة الى بغداد ، قبل أن تتلفَ في الكوت ، لأنّنا لا نملكُ وسائل النقل الرخيصة والكافية والملائمة لذلك .
إنّ سكّة الحديد موجودة ، ولكنّ قطارنا البائس لا يمرُّ فوقها إلاّ مرّتين في اليوم ، بينما نحنُ مشغولون ببناء مطارٍ في كلّ مدينةٍ يمُرّ فيها (قطارنا هذا) مرور الكرام.
عن أيّ خطّةٍ لتطوير الزراعةٍ والصناعةٍ نبحثُ ونعملُ ونتحدّث ، ونحنُ بلا "حماية" ولا "دعم" ، ولا ماء صالح للشرب ، ولا ماء صالح للريّ ، ولا كهرباء ، ولا "كَاز" ، ولا مصول ولقاحات ، ولا مدارس ومراكز صحيّة ، ولا أيّ شيءٍ يُعينُ الزرّاع والصنّاع على العيش.
هذا "الاحباط الشامل" يسمحُ لنا بالدعوةِ لوضع أيدينا على ما نملك من "أصول" ماديّة وبشريّة ، وصيانتها ، وتحسينها ، و العناية بكفاءة استخدامها ، وزيادة انتاجيتها .
ليس بوسعنا الآن أن نضيف الى هذه الأصول شيئاً يتجاوز قدراتنا بكثير.
كلّ "الظروف" التي تحيط بنا الآن .. لا تسمح بذلك.
لنعمل خلال السنوات الخمس القادمة على النهوض بمستوى بنيتنا التحتية القائمة ، وتحسين ادارة أصولنا المُهملة بفعل "بركات" الريع النفطيّ ، ولندع الأثر الايجابيّ لذلك ، يتساقطُ على جميع القطاعات والأنشطة .
لنفعل ذلك ، ونعرف الوسائل الأفضل لفعل ذلك ، لأنّنا وببساطة ، لا نملكُ بدائل واقعيّةٍ لغير ذلك .. و من الآن ، ولخمس سنواتٍ قادمةٍ على أقلّ تقدير.
خمس سنواتِ قادمة ، نتمنى أن نُنجِز فيها شيئاً كهذا .. على أقلّ تقدير .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرةُ المَلكِ المخلوع .. في الغرفة اليابسة
- هذهِ الأشياءُ تحدُث
- ثلاثُ ليالٍ عراقيّةٍ طويلةٍ . طويلةٌ جدّاً
- لا يخونُ الوحيدونَ أقرانهم .. بالكتابة.
- مِنْ ماركس إلى ستالين ، و مِنْ هيجل إلى هتلر
- عبد الرحمن منيف ، و حميد العقابي ، والحزب الشيوعي .. وآخرون
- عن القلق ، و عدم القلق ، بصدد مصير الناتج المحلي الاجمالي في ...
- عِلَل عائليّة
- المنفعةُ الحَدِيّةُ للكراهية
- قَبلَ أنْ أموتَ بثانيةٍ واحدة
- لا أمْلِكُ بيتاً .. لا جيرانَ لي
- لعلّكِ تأتينَ وتمشينَ معي .. مثل -مُرادٍ- قديم
- نعم لدينا اشياء كهذه .. وماذا في ذلك ؟
- نظرية مراحل النمو الاقتصادي .. والعراق الممنوعِ من الانطلاق
- الهوية الاقتصادية لمحافظات ما بعد داعش
- في الفيسبوك ، لا يبكي عبد الله الصغير ، ولا تسقطُ غرناطة
- حذاءٌ مُهتريء .. و هواتف نقّالة
- أعرفُ الآنَ .. أنّ هذا كُلَّهُ .. كانَ وهماً
- ماذا تكتُب عن الاقتصاد ؟
- هذا الرجل الوحيد


المزيد.....




- البنك الدولي يتجه لمنح مصر تمويلا على مدى 3 سنوات
- الفراخ الامهات بقت ب 88 جنيها.. أسعار الدواجن والبيض اليوم ا ...
- الحكومة المصرية توجه رسالة إلى التجار: الوضع الحالي لا يمكن ...
- مجلس النواب الليبي يطالب البنك المركزي بتقارير عن الاحتياطي ...
- بادر بالاستخراج eccp.poste.dz.. طريقة استخراج البطاقة الذهبي ...
- ” إيقاف بطاقات الائتمان “.. قرارات عاجلة من البنوك بإيقاف هذ ...
- المغرب يرد على اتهامات جزائرية له بالسطو على عقارات بالرباط ...
- الاقتصاد الألماني.. ركود مستمر وعجز إزاء خطر إفلاس الشركات
- معارضون تونسيون يحذرون من منافسة غير نزيهة بانتخابات الرئاسة ...
- المغرب يرد على اتهامات الجزائر بـ-السطو على عقارات-


المزيد.....

- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري
- كتاب - محاسبة التكاليف دراسات / صباح قدوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - عن اقتصادنا ، وعَيْشَنا .. في السنوات الخمس القادمة