أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ميشال شماس - تصريحات بالاتجاه المعاكس














المزيد.....

تصريحات بالاتجاه المعاكس


ميشال شماس

الحوار المتمدن-العدد: 1438 - 2006 / 1 / 22 - 11:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في الوقت الذي تلقى المواطنون والمهتمون بالشأن العام بارتياح كبير عودة: حبيب عيسى ورياض سيف، ووليد البني ومأمون الحمصي وفواز تللو أحراراً في رحاب الوطن ... كما لاقت هذه الخطوة ترحيبا دولياً لافتاً.وبالرغم من عدم شمول هذه الخطوة بقية المعتقلين وفي مقدمتهم الدكتور عارف دليلة. إلا أنها اعُتبرت مع ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح .
وفي الوقت الذي ساد الشارع السوري شعور بالفرح ،عقب إطلاق سراح هؤلاء مترافقاً مع الأمل والتمنيات باستكمال هذه الخطوة لتشمل الدكتور عارف دليلة وبقية المعتقلين ، وقد تعزز هذا الأمل بعد الحديث الذي جرى ويجري تداوله من أن البلاد ستشهد في الأيام القادمة انفراجاً سياسياً ربما سيتمثل في إطلاق بعض الحريات السياسية وتوسيع الهامش الديمقراطي وكذلك فتح حوار وطني شامل مع المعارضة برعاية رسمية يؤدي في النهاية إلى إصدار عفو عام يتيح عودة المنفيين وإغلاق ملف الاعتقال السياسي نهائياً. والبدء فعلياً بعملية الإصلاح والتغيير التي ينشدها جميع السوريين.
في هذا الجو المفعم بالأمل الذي نحن بأمس الحاجة إليه فوجئنا بتصريحات السيد وزير العدل يوم أمس قطعت علينا فرحتنا التي لم تدم طويلاً وألغت حالة الانفراج التي ترافقت مع عودة ربيع دمشق إلى الحرية مجدداً خلال اليومين الماضيين. فقد بشرنا السيد الوزير:( أن الإفراج عن الموقوفين النائبين رياض سيف ومأمون الحمصي ووليد الني وفواز تللو وحبيب عيسى جاء تنفيذاً لحكم القانون النافذ وبموجب قرارات صدرت في المحاكم المختصة التي قضت بوقف تنفيذ الباقي من العقوبات ، لتحقق الشروط المطلوبة .. مضيفاً سيادته: أن القانون أجاز الإفراج عن المحكوم عليه بعقوبة مانعة أو مقيدة للحرية إن كانت جنائية أو جنحة ، بعد أن ينفذ ثلاثة أرباع مدة عقوبته ، على أن يثبت أنه فعلا صلح..).
ونسأل هنا طالما أنه تم إطلاق سراح المعتقلين وفق ماذكر السيد الوزير فما هو السبب في تأخر الإفراج عنهم لمدة ثمانية أشهر؟! إذ كان من المفترض إطلاق سراحهم في الشهر السابع من العام 2005 ففي هذا الشهر يكون قد أمضوا ثلاثة أرباع مدة العقوبة التي صدرت بحقهم.
وقد غاب عن ذهن السيد وزير العدل أن تطبيق ربع المدة ينطبق فقط على النائبين رياض سيف ومأمون الحمصي، كون أحكامهما صدرت عن القضاء العادي ، أما المحامي حبيب عيسى وفواز تللو ووليد البني فأحكامهم صدرت عن محكمة أمن الدولة العليا الاستثنائية ، وإن إطلاق سراحهم قبل نهاية مدة العقوبة يحتاج إلى عفو خاص من السيد رئيس الجمهورية.
والمؤسف أن سيادة الوزير قد تعامل مع خطوة إطلاق المعتقلين الخمسة ، وكأن هؤلاء المفرج عنهم مجرد مجرمين ارتكبوا جرم تهريب مخدرات أو سرقوا المال العام وتمت محاكمتهم على هذا الأساس ، ثم تقدموا بطلبات تشميل عقوبتهم بربع المدة كتبوا عليها أنهم "أصحلوا أنفسهم فعلاً". ولم يتم اعتقالهم بسبب آرائهم السياسية ومواقفهم المناهضة للفساد ودفاعهم عن حريات الناس واستقلال القضاء..الخ
بعد سماعنا هذا التصريح أدركنا أن سبب عدم الإفراج عن الدكتور عارف دليلة ، يعود إلى امتناعه عن تقديم الطلب المذكور، وعدم كتابته عبارة " أصلح نفسه" بالرغم من أن المحامي حبيب عيسى حسب ما أكد بعد خروجه من السجن أنه رفض تقديم طلب تشميله بربع المدة وامتنع عن توقيع الطلب المقدم إليه من إدارة السجن ، كما أن المفرج عنهم الباقين أكدوا رفضهم التوقيع على طلب احتساب ربع المدة إلا بعد شطب عبارة " وأصلح نفسه" وكان لهم ما أرادوا.
وقد لاقت هذه التصريحات استنكاراً واستهجاناً في أوساط واسعة من الرأي العام السوري ، وأبدت استغرابها لمثل هذه التصريحات التي لا تخدم مصلحة البلاد في تعزيز الوحدة الوطنية بمواجهة الهجمة الشرسة التي تتعرض لها البلاد.
يبدو أن البعض يريد منا أن لا نفرح كثيراً ، وأن لا نردد مع كبيرنا سعدالله ونوس "إننا محكومون بالأمل" ومع ذلك وبالرغم من تلك التصريحات فإن شعبنا مازال "محكوما ًبالأمل" ويأمل مجدداً بإطلاق سراح من تبقى من المعتقلين وفي طليعتهم الدكتور عارف دليلة ، ووقف العمل بحالة الطوارئ والقوانين وإلغاء الأحكام العرفية والاستثنائية، وبناء سورية على أسس ديموقراطية دستورية تعددية تداولية، ومازال يؤمن بأن تحقيق ذلك أصبح مهمة وطنية بامتياز للمحافظة على سيادة الوطن والدفاع عن حريته واستقلاله. أمام المخاطر التهديدات الخارجية التي يتعرض لها .
دمشق في 21/1/2006



#ميشال_شماس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوة في الاتجاه الصحيح
- هل أصبح طريق الإصلاح والتغيير مفتوحاً بعد خدام ..؟
- من هو الخائن..؟
- حين الحاجة يتذكرون شعوبهم
- ميليس وخيار التحقيق في التحقيق
- حزب البعث والحرص على الدستور في سوريا
- مخاطر القرار 1636على سورية
- هل ينطلق الإصلاح من تحت الضغوط؟!


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ميشال شماس - تصريحات بالاتجاه المعاكس