أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عيسى بن ضيف الله حداد - رؤية في الفضاء العربي















المزيد.....

رؤية في الفضاء العربي


عيسى بن ضيف الله حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5473 - 2017 / 3 / 27 - 21:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


والفضاء، لماذا الفضاء ؟
ربما يكون هذا العنوان مثار سجال فيما يعنيه (الفضاء) :- – في قولي يعود منطلقي لتبنيه لسببين: الأول، يتعلق بمسار تاريخي متعدد المحطات والمراحل، نجم عنه هوية جمعية متمثلة بالهوية العربية، من حيث كون الهويات الجمعيّة أو القوميات أي كانت، تأتي بطبيعتها كنتاج سيرورة تشكّل تاريخي فحسب.. -[ وليست قطعاً نتاج تشكًل ميتافيزيقي، لاهوتي- على مذهب الصهيونية، أو عرقي- على مذهب النازية .]
ولما قد انصب هذا التداول على زمن التشكّل الأول، وبالأحرى راح ليسعى في زمن البدايات، أي في الوقت الخام الذي لم يكن فيه هوية، بل مجرد مشهد تاريخي ينطوي على عوامل وفعاليات أدت فيما أدت إليه إلى زرع مستنبت أولي، أمامه زمن ما كي ينمو ويتطوّر فيه ليعطي في الآتي هوية جمعية.
بمعنى أننا نتجّول في فضاء سديمي، احتوى جملة عوامل وأسباب وأحداث،
كان من شأنها الإسهام، من حيث يُعلم أو لا يُعلم، في وضع أحجار الأساس الذي تواصل على مهاده، مسار التشكّل في مستقبل الأزمنة..
أما السبب الثاني، فله صلة بتجنب السجال العقيم الخاص فيما تعنيه هذه الهوية على صعيد المضمون السياسي: هل هذه الهوية مكافئة لقومية عربية.. لم تحقق دولتها بعد.. أم مجرد هوية تجمُعْ لفضاء أشمل على مثال الفضاء الأوربي- الذي ينطوي على مقومات تبيح له أن يحث خطاه نحو الوحدة، على وقع زمن لا مناص فيه من تشكّل التجمعات الإقليمية الكبيرة..
على الرغم من كوني أرفض تلك المماثلة بين الهوية العربية القائمة في الملموس الشعوري، والهوية الأوربية البادية كمشروع يطرح ذاته للمستقبل، إلا أنني أسمح لنفسي مجانبة هذا الحوار من حيث كونه لا يحمل في ذاته أي مردود عملي..
أكثر من ذلك، أعتقد جازماً أنه في حال الإقدام لبناء فضاء عربي على النسق الأوربي.. سيجد هذا الفضاء ذاته مندفعاً لمهام بناء دولة لهوية قومية، وفق أي شكل كان.. من حيث كون هذا الفضاء " العربي" يختزن في ذاته، وإن كان في حالة كمون، كافة المقومات الضرورية لتشكيل دولة الأمة..
وما العوز في المجال العربي لا يتحدد في وجود المقومات الظاهرة والكامنة فيه، إنما في التفاعل العملياتي، مع وبين هذه المقومات..
الجدير بالبيان، أنه لا يمكن بأي شكل كان، حتى في حال التنصل من واقعة وجود قومي للعرب، الذهاب إلى إنكار وجود فضاء عربي..
لا يخفى عن البال في هذا المجال، يشكل تحقيق النظام السياسي الجامع للهوية العربية ضرورة موضوعية للفرد العربي لكي يحقق ذاته في بيئته الطبيعية، ويتخلص من أحاسيس الاستلاب والدونية، ويسهم من حيث النتيجة بفعاليات العطاء الإنساني..
من المؤكد، أن هذا التحقق السياسي سوف يشكل بذات الوقت إسهاماً حاسماً في تخليص العالم بكليته من مآسي الهيمنة والاستغلال، أي كان.. كما سيعيد العرب إلى ناصية التاريخ والفعل الحضاري.. بعد غياب..
فضاء وأزمنة
يلوح لنا ثلاثة أزمنة، أدت فيما أدت إليه إلى تشكّل هذا الفضاء " العربي"، الذي وجد تكامله في ظل الانطلاقة العربية الإسلامية.. وهي:
الزمن الأول- عبرنا عن هذا الزمن بزمن أول التشكّل، الذي تمثل بتشكّل المراكز وتفاعلها.. ساد في هذا الزمن بوتقة لغوية متعددة ومتقاربة.. ولاهوت متقارب متعدد الآلهة..
كان مؤدى هذا الزمن في تطوره ظهور الآرامية- كلغة جامعة.. شرعت ترث تدريجيا البوتقة اللغوية والحلول محلها..
ظهر في هذا الزمن، ثلاثة أقاليم لعبت الدور المركزي في سيرورة أول التشكّل، وهي: جزيرة العرب، وادي النيل، وادي الرافدين.
يشكل هذا الدور أصعب الأدوار طراً، لكونه قد غدا موقع ومثار عمليات ردم وتزييف، تجلّى الهدف منه نسف التواصل ما بين الزمن الأول للتشكّل والزمن الثاني والثالث للتشكّل.
الزمن الثاني- تميز المشهد التاريخي في هذا الزمن، بخضوع المنطقة للهيمنة الأجنبية، بدءاً من سيطرة فارس إلى الإغريق وروما وسليلتها بيزنطة..
بالرغم من هذه الهيمنة بقيت اللغة الآرامية هي السائدة في ربوعها- في ظلها ظهرت المسيحية كوريثة للاهوت القديم، وبرز في عرينها ملامح لكنيسة شرقية تعبر بكيفية ما عن الهوية الثقافية الوطنية ..
تجلّى المشهد التاريخي لهذا الزمن بظهور اللغة العربية كرديف للغة الآرامية، وعلى تواصل معها.. مما قد شكّل جناحين، وهما: الجناح الديموغرافي المتمثل بالناطقين باللغة الآرامية - وهو الأوسع آنذاك - في المنطقة، والجناح الديموغرافي الناطق باللغة العربية، وقد مثّل آنئذ بالجناح الديموغرافي الذاهب قدماً في سيرورة التوسع والتشكّل.. تحلّى هذا الزمن بعدد من الظواهر:
الظاهرة الأولى: ظهور بدايات تشكّل اللغة العربية، وفق نموذجين، بدائي ومتطوّر..
الظاهرة الثانية: علاقة سياسية اجتماعية متنامية وسمات ثقافية مشتركة، بين الجناحين، الآرامي والعربي.. وظهور واسع لمسيحية شرقية، آرامية عربية..
الظاهرة الثالثة: تبني الجناح الديموغرافي العربي للغة الآرامية وثقافتها كما لو كانت هي لغتهم وثقافتهم..
الظاهرة الرابعة: تجلت هذه الظاهرة برفض ثنائي (آرامي وعربي) للهيمنة الأجنبية، الشأن الذي بدا في حالات عدة، من بينها - التمترس بالثقافة الوطنية كما قد كانت عليه- والتحالف بين الطرفين- ومحاولات للخروج على الهيمنة المتمثل بقيام الدول المستقلة، على سبيل المثال كيانات اليمن و الأنباط والرها وتدمر وأنظمة الحواضر في مكة والمدينة وغيرها..
تدلنا هذه الظواهر الأربع، على عمق التحولات التي جرت في الزمن الأول، مما جعل الاحتلال الخارجي يعجز عن التأثير في البنية الاجتماعية المتشكلّة عبر الزمن الأول- قيض لهذه البنية أن تواصل سير تفاعلاتها الداخلية فيما بينها، على النحو الذي ذكرنا.. كما أنها قد اسهمت في شرقنت (من شرق) المحتل ثقافياً.. (كمثال – اعتمد الفرس اللغة الآرامية، اعتنق الاغريق وروما وبيزنطة المسيحيةـ وتعلموا الإبجدية - اوغاريت)
الزمن الثالث- المتمثل بالزمن العربي الإسلامي الذي شهد صياغة هذا الفضاء في كيان موحد، تجلّى بشيوع اللغة العربية وثقافتها على مدى هذا الفضاء.. واعتناق الاسلام كدين على مدى أوسع من انتشار اللغة العربية..
من اللافت للنظر، ذالك الانتقال السريع لعاصمة الدولة من المدينة إلى دمشق.. لعل مثل هذا الانتقال وسرعته، ليشكّل دلالة على كون بلاد الشام غدت لها القابلية لمثل القرار التاريخي للنظام السياسي العربي الأموي، وهذا يحمل بحد ذاته مؤشراً على عمق التحولات التي جرت عبر الأزمنة السابقة.. من حيث كون العاصمة تفرض ذاتها في عقر ديارها..
بيد أن التقسيم الزمني لا يعني قطعاً وجود فواصل قطعية بين هذه الأزمنة، بل قد ظهر علامات تداخل وتواصل، وما مرد هذا التقسيم في الزمن، إنما يعود لوجود عناصر ذات حضور أكبر في زمن عن غيره..
ولنرَ ها هنا.. كيف قد تشكّل الفضاء العربي في مجاله القائم أمامنا.. بحيث لم يشمل مجمل الفضاء الاسلامي، إنما قد اقتصر على منطقته هذه، المتمثلة بمنطقة انتشار اللغة الآرامية في الجناح الشرقي لهذا الفضاء، ووجود محطات تموضع ما للحضور الفينيقي في الشمال الافريقي.. الأمر الذي يشير للعلاقة التاريخية القائمة بين هذه الأزمنة وعمق التفاعل والتداخل فيما بينها.. مع اعطاء الزمن الثالث فعله النوعي فيما سبقه من أزمنة..
الفضاء العربي ومفهوم الأقاليم..
لا يغير من الواقع شيئاً أن يكون للفضاء العربي أقاليمه المتعددة، وهي:.. الإقليم الشامي - حوض الرافدين - إقليم الجزيرة العربية - إقليم وادي النيل - إقليم المغرب الأقصى.. بيد أن هذه الأقاليم تندمج في ظل ثقافية مشتركة.. متعددة في قوامها وعناصرها..
إن مثل هذه الظاهرة واضحة للعيان في كل الفضاءات الواسعة: كالصين، والهند وروسيا وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا والبرازيل.. وغيرها..
لعل لعبة الأمم ومن يذهب مذهبها - فيما بيننا - يسعون لجعل هذه الأقاليم في حالة نزاع وخصام دائم تسهيلا للسيطرة عليها.. وهذا ما يظهر بين الفينة والأخرى عبر أساليب وأدوات متعددة، ناهيكم عن أشكال العبث بلحمة الوحدة الوطنية- داخل كل اقليم- بكل الوسائل الممكنة.



#عيسى_بن_ضيف_الله_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - هل يمكن للاسلام ان يتماشى ويتعايش مع دولة علمانية -
- مقاربة مختزلة لإشكالية عدم التدوين في التاريخ العربي القديم ...
- مقاربة أولية مع إشكالية تدفق اللاجئين السوريين إلى البلدان ا ...
- مقاربة أولية في الذاكرة الجمعية
- المتغيرات في تركيبة الطبقة العاملة ودورها، والعلاقة مع الأحز ...
- العلمانية والإسلام


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عيسى بن ضيف الله حداد - رؤية في الفضاء العربي