عيسى بن ضيف الله حداد
الحوار المتمدن-العدد: 5363 - 2016 / 12 / 6 - 01:55
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
- هل يمكن للاسلام ان يتماشى ويتعايش مع دولة علمانية - اقول بلا تردد - نعم - للأسباب الآتية ؟
أولا - اذا استعرضنا التاريخ - نعثر ان الانظمة السياسية التي قد هيمنت على بلاد المسلمين كان الدين - أي الأسلام مجرد اداة للحكم وليس هو الحكم - من النادر ان طبقت شرائعه.. وكانت سلطته اسمية مستمدة من حيث كونه يتمتع بزخم عاطفي شعبي.. اي كان نظام الحكم (المدني في جوهره ) يتملق الأسلام الشعبي..
ثانيا - من جانب آخر.. لا يمكن اختزال الاسلام الى مجرد دين - ثمة تاريخ ووحضارة وثقافة نشأت بها احتوت نزعات فكرية لبعضها له نكهة علمانية وعلمية ونزعات فلسفية وضعية...
ثالثا - ان وجود عدة طوائف في الاسلام ومذاهب يسهل المجال امام علمنة الدولة كي يتم تجاوز الخلاف والاختلاف..
رابعا - إن الاسلام وهو آخر الأديان المسماة بالسماوية - ينطوي في نصوصة على صفحات تنطوي على رؤى ايجابية في الأديان الأخرى..مما يسهل قيام نظام سياسي علماني..
خامساً - إن تيار الاسلام السياسي بكل فروعه ناجم كرد على الحصار الأجنبي.. وللعدوان الأجنبي على البلاد الاسلامية.. ولعل البعض من بينها هو من حقن الأجنبي..
سادسا - ان القوى الأجنبية وقوى الهيمنة الدولية ليبس من مصلحتها قيام نظام علماني وديمقراطي ووطني - وما حدث للربيع العربي ومصير الثورة السورية مثالا صريخا لهذا
سابعا - ان الجهل وعدم معرفة ما هية النظام السياسي العلماني - والغموض المتعمد المثار حوله هو ما يجعل الكتلة الشعبية الكبرى في منأى عن الفكر العلماني.
ونحن ان رجعنا للتاريخ الحديث نرى الكتلة الشعبية الأساسية ساندت عبد الناصر ضد التيار الاسلامي السياسي..
كنتيجة- على العلمانيين الحقيقيين ان يطرحوا العلمانية كنظام سياسي يحترم الدين والاديان ولا يعاديها..
أما هؤلاء الذين يسعون لحفر الوقيعة بين العلمانية والاسلام هم ضد العلمانية اصلا ..
ولنعلم ان العلمانية تنشأ في تربة وطنية.. وتحترم شعبها وتراثه - وليست اداة اجنبية قطعا.. أنما هي حصيلة تطور الفكر السياسي الانساني بكل تاريخه.. وليبس احتكارا لأحد..
#عيسى_بن_ضيف_الله_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟