أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - هل الحرب العسكرية على الدولة الاسلامية قادرة علىى تحجيم الفكر الارهابي، أم المطلوب فكر مقابل للفكر المتشدد؟















المزيد.....

هل الحرب العسكرية على الدولة الاسلامية قادرة علىى تحجيم الفكر الارهابي، أم المطلوب فكر مقابل للفكر المتشدد؟


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 5464 - 2017 / 3 / 18 - 19:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تدور المعارك في الموصل الساعية للقضاء على الدولة الاسلامية. كما تدور معارك مشابهة في دير الزور وفي الشمال السوري، وانتهى السوريون للتو من تحرير مدينة تدمر من الدواعش، وكذلك قرية الخمسة حيث مصادر المياه المغذية لحلب، في الوقت الذي يستعد فيه جيش سوريا الدمقراطي لمهاجمة مدينة الرقة، عاصمة الخلافة الاسلامية سابقا .

لكن الحرب العسكرية مهما بلغت شدتها، لن تكون قادرة على استئصال الفكر الاسلامي المتشدد الذي تبنته الدولة الاسلامية ومجموعات أخرى. وأبسط دليل، أن الأميركيين يخوضون في افغانستان حربا مفتوحة منذ 16 عاما ضد تنظيم القاعدة ومناصريها من طالبان، لكن دون جدوى تذكر. بل ازدادت المجموعات الارهابية هناك بظهور الدولة الاسلامية في ولاية خراسان والذين هاجموا حديثا أحد مستشفيات كابول وقتلوا أربعين ضحية.

فالحرب العسكرية وحدها، غيبر قادرة على استئصال الحركات الارهابية أو حتى تحجيمها. لأن الحركة الارهابية تمثل فكرا هو فكر الاسلام السياسي المغرق في تشدده، والفكر لا يقاتله الا فكر مقابل. والفكر المتشدد مصدره الوهابية التي ظهرت بالسعودية منذ قرنين. ولكنه ظل حبيس السعودية رغم محاولته الانطلاق في القرن التاسع عشر بمهاجمته للنجف وكربلاء، وقتل العديدين من الشيعة وتدمير المعالم الدينية بما فيها مقام الامام علي ومقام الحسين.
ولكن تلك الحرب القصيرة، كانت تسعى فحسب لاضعاف الشيعة المختلفين في الرؤية مع السنة، وبالذات مع الوهابيين، الأكثر تشددا بين السنة.

ولا بد من الاعتراف أن الفكر الوهابي ظل حبيس المملكة السعودية، وربما تسرب بعضه لدول الخليج، لكنه ظل تسربا محدودا. أما المسؤول الحقيقي عن خروجه من عقاله السعودي وانتشاره في أفغانستان، ولاحقا في بعض دول الشرق الأوسط، فهو زبيعنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي للرئيس كارتر في نهايات سبعينات القرن الماضي.

ولغيات الدقة والموضوعية، لا بد من الاعتراف ان الاسلام السياسي والذي تم تحجيمه بشكل واضح في عهد الرئيس جمال عبد الناصر الذي تبنى الفكر القومي والعروبي، وحادا من انتشار الفكر الاسلامي ، بل وللفكر اليساري الذي تقبل فكرة الانكفاء والتحالف مع الفكر القومي العروبي.

لكن ناصر توفي في سبتمبر 1970 وحل محله أنور السادات الذي لم يكن مرحبا به كثيرا من علي صبري رئيس الوزراء ومن كبار اعضاء مجلس الوزراء المنتمين للفكر الناصري كوزراء الدفاع والداخلية والاعلام وغيرهم من الوزاراء الرئيسيين وفي قيادات الجيش الذين كانوا جميعا يسعون للحفاظ على الفكر الناصري العروبي حيا. وشعر السادات بخطر هؤلاء وخطر التراث الناصري عليه. وللحفاظ على موقعه في الرئاسة، قام بخطوتين الآولى اطلاق سراح الاخوان المسلمين ومنحهم الحرية الكاملة في التحرك كفكر مقابل للفكر الناصري العروبي، والثانية تنفيذ ما سماه بالحركة التصحيحية التي قامت باعتقال معظم أعضاء مجلس الوزراء وكبار قادة الجيش، وتقديمهم للمحاكمة بتهمة التآمر. وهنا بدأ انكماش الحركة القومية العروبية وانتشار حركة الاسلام السياسي المتمثل بحركة الاخوان المسلمين، الذي بدأ في الانتشار قبل وصول الدكتور محمد مرسي للرئاسة.

لكن السادات لم يكن المتسبب في وصول حركة الاسلام السياسي المتشدد الى مصر، بل كان أحد ضحاياه. اذ وصلت بذوره المتبلورة في افغانستان.. الى مصر، فقام رجاله باغتيال أنور السادات. وكان أكبر المتآمرين على اغتياله الدكتور أيمن الظواهري، المصري الجنسية الذي بات لاحقا بعد رحيل بن لادن، أمير تنظيم القاعدة.

ولكن ما الذي اوصل الاسلام السياسي المغرق في التشدد لأفغانستان المنعزل عن دول الجوار؟ انه بريجنسكي الذي تبنى نظرية مفادها أنه اذا كان لا بد من التغيير، فالنسع لتوجيه التغيير لما فيه المصلحة الأميركية. وكان بريجنسكي شديبد العداء للفكر اليساري وخصوصا للفكر الشيوعي. وعندما لاحظ مع بدايىة التمرد على الشاه في ايران، أن التمرد يتجه نحو اليسار، وأن حزب توده الشيوعي المتحالف مع أنصار الزعيم الوطني الراحل الدكتور مصدق والتنظيمين العسكريين جهادي اسلامي وفدايي اسلام الماركسي، ربما كانوا أكثر المؤهلين لتولي السلطة في ايران اثر رحيل الشاه المصاب أصلا بسرطان غير قابل للشفاء... فقد لجأ عندئذ كما قال البعض، الى تقديم الدعم للتحرك الاسلامي الخميني في ايران مما أدى لانتصار الثورة الخمينية في شباط 1979، والتي ظلت لسنوات طويلة محصورة داخل ايران ولم تتحرك الى خارج حدودها الا بعد غزو الولايات المتحدة للعراق عامي 1991 و 2003.

أما افغانستان وفي وقت سابق على انتصار الثورة الاسلامية في ايران، وبالذات في عشية عيد "كريسماس" 1978، وجد بريجنسكي في غزو السوفيات لافغانستان بدعوة من حكومتها الشيوعية، خطرا ما بعده خطر. وقدر أن أفضل وسيلة للحيلولة دون انتشار الفكر الشيوعي الملحد في المنطقة، هو محاربته بفكر مؤمن بالله، بل وبفكر متشدد في ايمانه وهو الفكر الوهابي، فحمل لمقاتليه الذين جندهم من هنا وهناك، السلاح والذخيرة والمدربين، على قوافل من البغال التي اشتراها من قبرص ومالطا. فالبغال وحدها قادرة على تسلق الجبال الوعرة والوصول للمقاتلين الجهاديين التكفيريين المتعطشين لمقاتلة الفكر الشيوعي الملحد.

لكن بريجنسكي لم يفكر عندئذ بما سيؤدي اليه حقده على الشيوعية. اذ بعد انتصار فكر الاسلام السياسي المتشدد عليها في عملية فكر يحارب فكرا، توجه هذا الفكر المنتصر نحو العدو الآخر وهو المسيحية الأميركية والتي صنف بن لادن أصحابها بأنهم الصليبيين الجدد ولا بد من طردهم من الشرق الأوسط. فنفذ عدة تفجيرات مؤذية لمصالحهم ومنها السفارتين الأميركيتين في كينيا وتانزانيا، ومن ثم جاءت الضربة الكبرى في 11 سبتمبر 2001 في نيويورك والبنتاغون، مما جعل الأميركيين يصحون أخيرا على مدى الخطأ الذي ارتكبوه.

وكما حورب الفكر الشيوعي بالفكر الوهابي المتشدد، وحورب الفكر العروبي بفكر الاسلام السياسي، بات من الضروري عدم الاكتفاء بمحاربة الفكر الوهابي بالقذائف والقوة النارية، بل محاربته ايضا بفكر مقابل، وفي مقدمته الفكر الاسلامي المعتدل جدا الذي يقدم الاسلام كدين وسطي معتدل، يؤمن بالعدالة والمساواة ولا ينكر دور الآخر، أي يعترف بأن الرب هو رب العالمين وليس رب المسلمين فحسب، أوطائفة معينة منهم. وهذا دور منوط بالأزهر في مصر وبالمقامات الدينية في قم بايران، بل وبكل المعنيين بتقديم الاسلام كدين وسطي معتدل يعترف بالآخر وبتعامل معه بعدالة. وهو مرتبط ايضا بضرورة نشاط الداعين للفكر العروبي كفكر مقابل، بل وبالفكر اليساري والعلماني أيضا. فهذه كلها أفكار أخرى يمكن استخدامها كطروحات مقابلة لفكر الاسيلام السياسي المتشدد الذي لن تستأصله مجرد قذائف المدفعية والطائرات، بل لا بد من فكر مقابل لذاك الفكر المدمر.
ميشيل حنا الحاج
كاتب، ف كر ومحلل سياسي
مستشار في المركز الاوروبي لمكافحة الارهاب - برلين
عضو في مركز الحوار العربي الأميركي - واشنطن





#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبيعة العلاقة الاستراتيجية بين تركيا والولايات المتحدة، والع ...
- اسقاط ميغ 23 سورية أم مسعى لاغتيال الاستانة واتفاق بوتين ارد ...
- ألأمم المتحدة المطالبة بمحاكمة سوريا على جريمة حرب، تتناسى ع ...
- نتنياهو القادر على قضم اراضي الضفة الغربية والغاء الدولة الف ...
- السر وراء معركة القنيطرة ودرعا: مسعى لهيمنة الدولة الاسلامية ...
- أوهام القوة والنصر على الارهاب في الموصل والرقة تتناسى الكثي ...
- رغم نفور ترامب من اوباما، سينفذ مشروعه لشرق اوسط جديد بثوب ج ...
- هل -الموت ولا المذلة- معركة لتصفية تواجد النصرة في درعا أم م ...
- قيام اسرائيل بقضم الضفة الغربية قطعة قطعة قد يفرض الحاجة لمن ...
- ترامب: يالتسن اميركا، أم تسونامي يطيح بالدمقراطية سعيا وراء ...
- قرارات ترامب هوجاء مفاجئة أم مدروسة تسعى لتكريسه زعيما لا مج ...
- مطلوب (جاستا) دولي لتعويض العراقيين والفلسطينيين عن عدوان ام ...
- الأحجية وراء مساعي تركيا لانهاء الاقتتال في سوريا عندما كانت ...
- انقشعت الغيوم وانتهى الغموض وراء المسببات الحقيقية لغبار الح ...
- الصراع بين دهاء بوتين ودهاء أردوغان والفائز فيه حلب الشرقية ...
- هل المعارك المتزامنة في سرت، حلب، الموصل والرقة: تنذر حقا بن ...
- الأكراد شرطي للمنطقة في ظل صراع سعودي ايراني على القيادة ومس ...
- نحو مفهوم جديد للدمقراطية في دول العالم وخاصة في الولايات ال ...
- ترامب الرافض للأقليات(اسبانية، أفريقية ومسلمة): هل تنتعش كوك ...
- الانتخابات الرئاسية الأميركية: انتخاب الكوليرا أم الطاعون


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - هل الحرب العسكرية على الدولة الاسلامية قادرة علىى تحجيم الفكر الارهابي، أم المطلوب فكر مقابل للفكر المتشدد؟