أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توفيق قسم الله - خلخلةُ النسق الفكر العربي الاسلامي














المزيد.....

خلخلةُ النسق الفكر العربي الاسلامي


توفيق قسم الله

الحوار المتمدن-العدد: 5458 - 2017 / 3 / 12 - 21:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


معضلةُ رفضِ إدماجِ ثقافة النقد كصيغةٍ تصوغ مجتمعاً أحادي نسق التوجه والتفكير كمجتمعنا تماما على غرار المجتمعات المتحضرة ، وبالذات اذا كان النقد يتعلّق بالموروثِ الحضاري الاسلامي الذي لديه حصانةً قدسيةً ، أصبحت عائقاً لتقدمِنا وليس ذلك فحسب بل كادتْ تُهدد وجودنا كبشرٍ نحلم بالحياة ، واذا قمنا بطرح الإشكاليات لغرض إيجاد حل للمنظومة ، يأتي البعض ليردد لنا العبارة التي صدّعوا بها رؤسَنا والتى هى الجزء الأساسي من المشكلة ( لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ) ، نحن مجتمع أدمن الخنوع للأفكار المنغلقة ، والعيش في بُؤتقة التاريخ ، ومتخلف عن طور الانسانية ، مجتمع لا يؤمن بالعقل والمنطق ( من تمنْطق تزنْدق )!!! ، عندما تقوم بعض العقول الخارقة بثورةٍ فكريةٍ نقوم بإخمادها ومحاربتها بشتى انواع السُبل .

قديماً تبنّى الخليفة / ابو جعفر المنصور بإقامة مجلسٍ مهمته إلصاق تهمة الزندقة لتصفية خصومه ، وقد قام بقتل عدد من الفلاسفة والعقلانيين آنذاك مستخدماً هذه الكلمة كحصان طروادة ،

أبدعنا في فنِ اختراع مصطلحاتٍ لقمع المخالفين مثل ( ازدراء الأديان ) في داخل اوطاننا و( إسلاموفوبيا ) في ُبلدان المأْوى و التى تعنى الرهاب من الاسلام ، والرُّهاب هو حالة مرضية فمن الإجحاف أن نطلقها على جزء كبير من المجتمع !!! ،.
واذا قام احدنا بنقد موروثنا لغرض المعالجة قمنا باتهامه بالفوقية والنخبوية متغافلين بأن النُخب هى التى شكَّلتْ الحضارةَ المعاصرةَ ، ونعتقد بأننا برآء من نشوء ظاهرة الصورة النمطية السلبية لنا في ذهن العقل الغربي ، بينما الوقائع تثبت عكس ما نعتقده بان سبب ذلك هو استشراف العنفِ في المناطق العربية والإسلامية التى أصبحت تشكّل خطراً على العالم برمته .

المعطيات الاساسية للالتحاق بركب التقدم هو جُرْأة النقد وخلْخلة نسقَ منظومتِنا الثقافية التى اصابها الضمورُ وبالتالي أصبحتْ عائقاً وعِبئاً للعالم ، حتى فرضت على المجتمعات المتقدمة ان تتقهقرْ من السير قدماً نحو المسار الانساني ، بسببها بدأت القوانين تتعدّل والحرياتُ تتقلص ، قبل ان تبدأ الحركات الإرهابية بالمشاكسة كان الكلام المضاد لمجتمعٍ ما في الغرب منبوذا لم يكنْ احد يصرِّح به أما الان فقد استجاب له المجتمعُ الغربي وذلك تحصّناً من المخاطر وردع كبح جماح العدوان الخارجي ، وإيجاد حلول ناجعة لهذه الاشكالية العويصة ، لانها اصبحت تمسُّ الامنَ الداخلي والكيانَ الوجودي لمجتمعهم .

في نظري أنَّ مفهومَنا للحضارة خاطئ تماماً حيث نَعتقد أنَّ من يَمتلكُ القوةَ هو صاحب الحضارة ، لذا نرى البعض يهيم و يتشدَّق بالرًّدةِ الى التراثِ لإعادة (مجدَنا التالد) ، على هذا الأساس لم نساهم في تكوين الحضارة المعاصرة بل نفّذنا ما افرزتهُ لنا هذه الحضارة .
قد يتسائل البعض ألمْ يكنْ لدينا فلاسفة عقلانييون ونهضويون في الحقبات الزمنية السابقة ، اسهموا بإنجازاتهم في تكْوين الحضارة المعاصرة ، ألا يعتبر ذلك إجحافاً في حق هؤلاء ؟! والنموذج الأندلسي تحت الحكم الاسلامي (من باب الاختزال )؟! .
ليت كلّ منا يتحلى الأمانةَ النقلية في سرد التاريخ ، واضعاً نصب عينيه بأن التاريخ ليس حاضرا يسكننا بل هو وقائع نتعظ من خلالها لا غير ، والأندلس كانت قبل الحكم الاسلامي عجّة الفنون والغناء والفلسفة لم نأتِ بها نحن ، وعندما استفحل المدُّ الاسلامي بدأ التركيز على الثقافة الدينية والاستغراق في كثافةِ الخطاب الديني المنغلق وبالتالي بدأت الأندلس تنحدر نحو الأسفل .
حَكَمْنا علي فلاسفتنا بالتهافت و النشوز من مجتمع كان توجهه العام مغايرا لتوجههم التنويري ، مجتمع مشحون بالميتافيزيقيات والماورائيات فقط ، يرى مهمة الانسان الاساسية هى الموت ليست المكابدة من اجل جعل الحياة اكثر رفاهية، مازالت كتبنا تجرم بالزندقة والكفر ، لهؤلاء الفلاسفة الذين تأثروا بالفلسفة اليونانية ليمرقوا من نسيج المجتمع ، مطلقين عنان العناد .

‏‎في اللاذقية ضجة ما بين أحمد والــــمسيحُ
‏‎هذا بناقوس يدق وذا بمئذنة يــــــــــــصيحُ
‏‎كلٌ يعظِّم دينه يا ليت شعري ما الصحيحُ ؟

لم آتِ بهذه الأبيات لأقيسَ نسبة إيمان المعرّي ، وأعطيه صكّ الجنة او النار ، التى هى المهنة الممتعة لكثيرٍ منّا ، بل أردتُ أن أنبه بأن حرية المعتقد والفكر كانت موجودة نسبيا وان كانت ضئيلة جدا ، ولم يكن ماضينا ظلاما دامسا فكانت هنالك بصيص الانوار ، فقدناها الان لتصبح لاذقيتنا اكثر عتمةً وانغلاقاً من لاذقية ابي العلاء المعري ، ونحن مازلنا متقوقعين في برجنا العاجي ، وبنيتنا الذهنية لم تتغيرْ ولم نقمْ بإعادة البرمجة عليها .

مفهومي للحضارة المعاصرة هو انها ليست امتداد للحضاراتِ القديمة بل هى نتاج العقولِ القليلة والخارقةِ التى غيّرت العالم بعصيانها للأعراف الرجعية والمفاهيم التى كان مصدر إلهامِها المثيولوجيات والأساطير التي كانت سائدة آنذاك ، وتصحيحها للتصورات الخاطئة ، وبما ان الأصل هو رفض الجديد تلقائيا ،فقد تلقت هذه العقول العبقرية السابقة لعصرها اعتراضات حتى خاطرت بحياتها ، نتيجة ان الأنسان بطبعه يتقولب عقله بالبيئة التى تبرمج بها بالمقابل يصبح ذلك معايير قبولهِ ورفضه للاشياء .

منطقياً حضارتنا كانت دينية بحتة شديدة الإنغلاق تدّعي أنها الأفضل وأنها هى الوحيدة التي تمتلك الحقيقة المطلقة، تفتقد للرؤية الإنسانية لا تقبل تباين الثقافات ، ولا تؤمن باستعمال منطق العقل والإقناع ، وتحصر الاخلاق على الجنس فقط ، ولا تعيير أيّ اهتمامٍ للانضباط المهني والالتزامِ بالوقت وتحقيقِ العدالة الاجتماعية التي تعتبر المعيار الأساسي للاخلاق .
كفى تخلُّفاً اننا نؤمن بأنّ العصر الذهبي ولى وبدون رجْعة كَأَنَّ عجلة الزمنِ توقفت علينا تماما قبل ستة قرون وغيرنا يؤمنون برغم تفوقهم بأنّ الآتي هو الافضل .



#توفيق_قسم_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توفيق قسم الله - خلخلةُ النسق الفكر العربي الاسلامي