أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الشيخ ميزو أمام محاكم تفتيش الأزهر الشريف















المزيد.....

الشيخ ميزو أمام محاكم تفتيش الأزهر الشريف


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 5445 - 2017 / 2 / 27 - 12:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مبروك عليك يا مصر.
.
في 18 يناير 1985 تم شنق المفكر السوداني محمود محمد طه، طيب الله ثراه.
وكان وراء جريمة شنق هذا المفكر الفذ الأزهر الشريف. فقد كان الازهر الشريف واحدا من الاذرع الدعائية التي ساهمت في إعدامه حينما بعث ببرقية الى الرئيس جعفر محمد نميري اتهم فيها الاستاذ محمود محمد طه بالردة و قال فيها بالنص ان ما جاء به محمود محمد طه هو الكفر بعينه. وطالب موقع سوداني الأزهر الشريف بالاعتذار لأسرة الأستاذ محمود محمد طه "وان يسحب فتواه التي اتهم فيها الاستاذ محمود محمد طه بالكفر ... وأن يسمح بطبع كتب الرجل والمساهمة في نشرها تكفيرا لما ارتكبه في حق الرجل" https://goo.gl/tqBxUt وقد قمت بنشر فتوى الأزهر الشريف الإجرامية بهذا الخصوص في مقالي: https://goo.gl/i0n6hh
.
وقبل ذلك قام الأزهر الشريف بتكفير المرحوم فرج فودة وتم اغتياله بناء على تحريض من الأزهر الشريف في 8 يونيو 1992
وحكم الأزهر الشريف بردة المرحوم نصر حامد أبو زيد وقامت محكمة النقض المصرية (https://goo.gl/ZnP1KK) في جلسة 5 من أغسطس سنة 1996 بالتفريق بينه وزوجته قسراً، على أساس "أنه لا يجوز للمرأة المسلمة الزواج من غير المسلم". فغادر نصر حامد أبو زيد وزوجته د. ابتهال يونس الأستاذة في الأدب الفرنسي، القاهرة نحو المنفى إلى هولندا، ليقيما هناك حيث عمل نصر حامد أبو زيد أستاذا للدراسات الإسلامية بجامعة لايدن.
وقبل مدة تم سجن اسلام البحيري لمدة سنة.
وفي نوفمبر 2016 قضت محكمة استئناف مصرية، بناء على تكفير الأزهر الشريف، بالحبس ستة اشهر مع ايقاف التنفيذ على الكاتبة والشاعرة فاطمة ناعوت في قضية اتهامها بازدراء الدين الإسلامي لأنها استنكرت ذبح ملايين الخراف في عيد الأضحى في تدوينةً على صفحتها على الشبكة الاجتماعية فيسبوك، وهو ما بررته الكاتبة أمام النيابة بأنه "استعارة مكنية، وعلى سبيل الدعابة".
وفي 26 فبراير 2017 اصدرت محكمة مصرية، بناء على تكفير الأزهر الشريف، الأحد 26 فبراير/شباط حكما بسجن محمد نصر، الشهير بلقب "الشيخ ميزو" 5 سنوات مع الشغل والنفاذ، بتهمة "إزدراء الأديان".
وسيتم ترحيل "الشيخ ميزو" إلى أحد السجون لقضاء العقوبة الواجبة: https://goo.gl/X3JHqP
.
وبماذا ازدرى صديقنا الشيخ ميزو الأديان؟
نشر الشيخ ميزو في 20 نوفمبر 2016 تعليقا على "فيسبوك" قال فيه:
أعلن أنني أنا الامام المهدي المنتظر (محمد بن عبد الله) الذي جائت به النبوءات وجئت لأملأ الأرض عدلا وأدعوا السنة والشيعة وشعوب الأرض قاطبة لمبايعتي وذلك مصداقا للحديث القائل:
روى أبو داود (4282) - واللفظ له - ، والترمذي (2230) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي - أَوْ : مِنْ أَهْلِ بَيْتِي - يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي ، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي ، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا ، وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا ) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" https://goo.gl/JbXwQZ
وقد شرح في مقابلة له انه بكلامه هذا انما يريد ان ييقظ المسلمين من سباتهم بصعقة كهربائية. انظر مثلا هذا الشريط https://goo.gl/zCeWJM
ولم يكن أبدا يعني انه المهدي المنتظر بالمعنى الحقيقي.
.
ولكن لنفرض انه اعنى فعلا انه المهدي المنتظر.
فما المانع من ذلك؟
أليس كل منا مدعو لكي يملأ الأرض عدلاً.
ألم يقل النبي محمد
كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ.
وما دور رجل الدين في الحياة إلا أن يدعو الناس إلى العدل؟
.
أين تكمن المشكلة؟
.
كان الحكم على السيد المسيح بالصلب، وهي أبشع انواع العقوبة في زمنه، بسبب قوله أنه ابن الله.
ومن اتهمه بذلك؟ رجال الدين في عصره كما يفعل الأزهر الشريف مع مفكرينا.
فقد قام رجال الدين بإرسال فرقة مسلحة لإقافه في بستان الزيتون حيث قضى آخر ساعاته يصلي وتم اقتياده أمام محكمة دينية بحتة تتكون من رجال الدين اليهود برئاسة رئيس الكهنة المتقاعد حنّان.
سأل حنّان يسوع عن تلاميذه وعن تعليمه... أجابه يسوع "علناً تكلمت إلى العالم، ودائماً علمت في المجمع والهيكل حيث يجتمع اليهود كلهم، ولم أقل شيئاً في السر، فلماذا تسألني أنا؟ إسأل الذين سمعوا ما تكلمت به إليهم، فهم يعرفون ما قلته". هنا تدخل أحد الحراس ولطم يسوع قائلاً له أهكذا تجيب رئيس الكهنة. أجابه يسوع: "إن كنت أسأت الكلام فاشهد على الإساءة، أما إذا كنت أحسنت فلماذا تضربني".
أنهى حنّان الجلسة وردّ يسوع مقيداً إلى قيافا الذي يسكن المكان نفسه والذي كان يشغل منصب رئيس الكهنة الفعلي. وتمت المحاكمة ليلا في سرية وتقرر أن يسوع يجب أن يموت.
وعند طلوع النهار اجتمع المجلس الأعلى لليهود (السنهدرين المكون من سبعين عضواً) ليسجلوا موافقتهم وتصديقهم على الجلستين السابقتين حتى تكتسبا ثوب الشرعية. ولتبرير رأيهم في إدانة يسوع تقدم شاهدان وقالا هذا وأشارا إلى السيد المسيح: (قال أنه يقدر أن يهدم الهيكل ويبنيه في ثلاثة أيام) وقف رئيس الكهنة وسأل يسوع: أما تجيب بشيء على ما يشهد به هذان عليك؟ ولكن يسوع ظل صامتاً، فعاد رئيس الكهنة يسأله: أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا، هل انت المسيح ابن الله؟ أجابه يسوع: "أنت قلت! وأقول لكم أيضاً إنكم منذ الآن سوف ترون ابن الإنسان جالساً عن يمين القدرة، ثم آتياً على سحب السماء". فشق رئيس الكهنة ثيابه وصرخ: قد جدّف، لا حاجة بنا بعد إلى شهود، وها أنتم سمعتم تجديفه فما رأيكم؟ اجابوا: يستحق عقوبة الموت. فبصقوا في وجهه وضربوه، ولطمه بعضهم قائلين: تنبأ لنا أيها المسيح من ضربك؟
ونظراً لأن الإمبراطورية الرومانية كانت قد سحبت تنفيذ الإعدام من أيدي اليهود وقصرته على الحاكم الروماني، ولذلك كان يجب تقديم يسوع للحاكم الروماني على اليهودية بيلاطس البنطي. ولكون التهمة التي حوكم على أساسها يسوع بالإعدام وفق الشريعة اليهودية هي "التجديف" لا يأخذ بها القانون الروماني، كان عليهم أن يقدموا تهمة سياسية لقتله، لذلك عمدوا خلال لقائهم مع بيلاطس للتأكيد على كون يسوع يحرض على الفتنة، ويمنع أداء الجزية، ويدعي الملك. وفهم بيلاطس أن يسوع بريء، ولا يشكل خطورة على روما، وارتأى: بما أن يسوع جليلي، فإن مسألته تعود إلى السلطة المحلية في الجليل إلى حاكمها هيرودوس. وكان هذا يرغب جداً في مشاهدته لكن يسوع كان يحتقره ولا يعترف بسلطته ويصفه بالثعلب، لهذا فقد لزم الصمت أثناء المثول أمامه، في هذه الأثناء قام هيرودس وحراسه بتحقير يسوع والاستهزاء به، وألبسوه ثوباً أرجوانياً وأعادوه إلى بيلاطس. لم يكن بيلاطس يحب رؤساء اليهود، كما لم يكن مهتماً بإطلاق يسوع لعلمه بأنه بريء، سأله بيلاطس: أأنت ملك اليهود؟ أجابه يسوع: أنت قلت، إني ملك... استمر بيلاطس في استجوابه، ولما رأى أنه لا فائدة، وأن فتنة تكاد تنشب، أخذ ماء وغسل يديه أمام الجميع وقال: (أنا بريء من دم هذا البار).. فانظروا أنتم في الأمر. رددوا جميعاً: ليصلب، ليصلب. وليكن دمه علينا وعلى أولادنا. ورغم قناعة بيلاطس بالبراءة ورغم إلحاح زوجته بأن يطلق سراحه، ولّما فشلت جميع محاولاته مع أحبار اليهود بالاكتفاء بالجلد، أذعن أخيراً وسلّم يسوع إليهم ليصلب.
.
هذا بالمختصر سرد احداث محاكمة المسيح وصلبه.
.
نريد من مثقفينا المصريين المطلعين على خفايا الأمور أن يسردوا علينا أحداث محاكمة صديقنا الشيخ ميزو والإجابة على الأسئلة التالية:
ما هو دور الأزهر الشريف ورجال الدين في مصر بقضية صديقنا الشيخ ميزو؟
من هو الذي اتخذ القرار بتقديمه للمحاكمة أمام السلطة المدنية؟
ما هي الإتهامات والأسباب التي قادتهم إلى قرارهم هذا؟
ما هو دور القضاء المصري في الحكم على الشيخ ميزو، ومن هو القاضي الذي حكم عليه، وما هي ثقافته القانونية وسوابقه؟
ما دور السلطة المدنية بمختلف درجاتها - من رئيس الدولة إلى رئيس الوزراء إلى الشرطة - في هذه القضية؟
.
تعيش مصر عصر محاكم التفتيش المظلم الذي عاشته اوروبا في القرون الوسطى، محاكم تفتيش يقودها الأزهر الشريف.
ويجب على المثقفين المصريين التوثيق لهذه الفترة الزمنية بكل دقة حتى يتسنى للأجيال القادمة معرفة ما جرى في مصر ومن هم المسؤولون عن هذا الوضع المقيت.
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عثمان حرف القرآن... وحفص كذاب
- الف نعم لدولة واحدة
- سخافة فصل المقابر وفقًا للديانات
- اخطاء القرآن: التكرار والتشتت والحشو
- الدين بين الجد والهزل
- اخطاء القرآن: التقديم والتأخير 4
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس ترامب حول الإرهاب والهجرة
- حظر القرآن في شكله الحالي المخربط
- اخطاء القرآن: التقديم والتأخير 3
- الإيمان بالقرآن بسبب الجن
- ما هو الحل للاجئين What solution for the refugees
- اهمية ترتيب القرآن بالتسلسل التاريخي
- القمني: ترتيب آيات القرآن حسب تاريخ نزولها
- قررت أن اكون مجنونًا
- اخطاء القرآن: التقديم والتأخير 2
- اخطاء القرآن: التقديم والتأخير 1
- استاذ اردني يرد: أخزاك الله يا عدو الله
- الإسلام عامل تخلف المجتمع
- تأثير السريانية على لغة القرآن
- الأخطاء اللغوية في القرآن الكريم: أول كتاب في التاريخ


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الشيخ ميزو أمام محاكم تفتيش الأزهر الشريف