|
إلى عشاق ليس لحبهم عيد
يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5432 - 2017 / 2 / 14 - 12:21
المحور:
الادب والفن
لا يخفى عليكم أن الحب قبس من لطف نور خفي ولد منذ الأزل ، ومن منشأ الغيب بلا مخاض ، مستغفلاً قيود الوعي متسللاً إلى أغوار عميقة . فيتلو على الأحاسيس همساً بوح سر ترقص له المشاعر فرحاً ، وأطياف الأرواح تستلذ بطعم عذب لم تألفه قبل .
كما أن الحب جذوة غيبية روحية محضة من رحيق أسمى المشاعر صفاءً ، وأرقى الأحاسيس نقاءً . نقيض المادة لاثمن له مهما أغرته المنح والهبات التي لا تملأ عين المحب لوكان يعشق بصدق .
إنه الحب الذي يعاشر أرواحكم في كل ثانية ، ومعكم يعايش بلذته المتدفقة في كل لحظة ..... كما خالص الود .....ونقاء الشغف .... و للعشق عبق فريد ينعش الأنفاس ، ويخدر كل ما يعيقه ليسكن في نبضات القلب ، ويغرس جذوره في الشرايين ، فيعشعش في خبايا خلايا الفكر .
لكن حذار من الإفراط في العشق . فقد يستعبدكم بعنف جبروته ، ويزلزل الكيان بركاناً ثائراُ ، كما جذوته تحرق الأحشاء بأعنف الألم ، وتشتت الفكر بعظيم أوجاعه الدفينة . وقلق لهفة يعربد أشد عربدة شوقاً لا يهدأ . حتى وقار الصمت يعجز عن كتمانه .
والنفس تجازف بكل ما تملك لتطارد طيفاً نصب حبائل شباكه فيصطادها دون عناء أو طول انتظار . وتندمج معه فتذوب في سطوع نور تنعش به الروح ، ويسرقها بحذر وصمت أصم ، فيستولي عليها دون رادع . ويتربع على عرش جبروتها لتحلم به في كل ثانية . والحياة بدون بريقه تفقد رونقها وتغيب كل جميل برحيله .
ففي كل ثانية وأنتم عشاق ، وفي كل أوقات من أيام السنة ميمون أعيادكم ، فعيدكم أعياد بعدد نبضات قلوبكم ، وفي كل نبضة يولد عيد . ودمتم تستلذون باحتساء كأس رحيق الحب . ودامت ارواحكم مسكونةً بدفء أنفاس فرقتها حمرة رداء وطن مصبوغ بلون الدم . فلا عيد للحب .... ولا له ألوان .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ترامب جنون زمن مضطرب
-
دفن اليراع ، و علا صوت الصمصام
المزيد.....
-
فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
-
وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف
...
-
-الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال
...
-
-باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
-
فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
-
مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
-
إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر
...
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز
...
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|