لن تنفع النصيحة لبشار!

أحمد عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 1426 - 2006 / 1 / 10 - 10:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

أيها الأكثرية في سوريا انظروا إلى رئيسكم كيف يذهب يمينا وشمالا بحثا عن مخرج لنفسه من مأزق هو الذي وضع نفسه فيه. ومن حركته وتململه يظهر لمن يراقبه أنه لا يكترث بمصالحكم ولا بعدد الذين يقتلون منكم في سبيل خروجه من مأزقه.
لقد فرح أكثركم يوم تنصيب بشار رئيسا مكان أبيه, وكان ظنكم يقول عنه أن الشاب متعلم في بريطانيا, وقد تزوج من سورية عاشت هناك فترة طويلة, وقد يكون لهذا ما يدفع إلى تغيير بفعل التأثر بالمدنية البريطانية, على الأقل سيختار مسئولين من هذه الطينة, ولن نعود نرى محافظين وقيادات أمنية ووزراء كلهم من أصول بربرية كالبدو وأبناء الريف البعيد عن المدنية. وقد ازداد فرحكم يوم سماعكم لخطاب القسم الشهير, وما زلتم تأملون أن يؤكد الرئيس الشاب قسمه ببعض الأفعال التي تزيل حرجكم بسبب فرحكم الكاذب. وقد طال انتظاركم من جدوى, وها هو نائب أبيه عبد الحليم قد قطع عليكم حلمكم بالفرح عندما رفع الغطاء عنه وتبرأ منه ومن أفعاله المشينة, سواء في لبنان أو في سوريا, فرئيسكم لم يصدر أمرا إلا كان مخالفا لما جاء في قسمه! ومن عظمة كذبه فقد صار مَن كان جلادا للبنانيين في عهد أبيه ينفر من أفعاله وأكاذيبه, وقد سارع لوضع الحقيقة أمام لجنة التحقيق العاملة على مقتل رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري, وهو بفعلته هذه اختصر كثيرا من الويلات عليك التي يجركم إليها رئيسكم الشاب.
وأنتم أيها المعارضون السوريون! لقد سارع بعضكم لإظهار موقف خجول من السيد خدام, وبين أنه على استعداد للتعاون معه ضد النظام ولكن؟
لماذا هذه الكلمة "ولكن" التي تبين ترددا وعدم نباهة في الاستفادة مما يمثله السيد خدام في النظام؟ لقد وضع الرجل نفسه (ولو لبعض حين) في مصلحة الشعب السوري وقواه المعارضة, فلماذا تذهبون إلى إحراجه فيما تقولون عنه وعن ماضيه؟
لقد تاب الرجل بدليل ما يفعله, وما فعله كبير ويستحق الشكر من دون أن يكون ذلك مطلبا لانتخابه في مرحلة ديمقراطية. أم أنكم تفكرون في تغيير النظام واستبداله بكم من دون انتخابات وهذا يجعلكم تخشون من السيد خدام أن يخطف منكم هذا الأمر ويعتلي هو سدة النظام الجديد؟
أطلب من الذين سارعوا إلى التبرئة من السيد خدام أن يعودوا عن تصريحاتهم وأن يتقدموا بالشكر للسيد خدام الذي تجاوز السبعين, وأن يبدءوا بالتنسيق معه في جبهة عمل لتحرير سوريا من نظام الأسرة الحاقدة الذي أسسه مرخاي بن عزرا, عفوا حافظ أسد, ويتابعه فيه أبنه بشار الذي لا يهمه اليوم إلا سلامة نفسه وأهل بيته, وهو ما ذهب ليؤمنه في جدة وشرم الشيخ.
وأقول لكم أيها المعارضون, لا تضيعوا عليكم وعلى السوريين فرصة المساندة من أينما أتت, فهي فرصة إذا فلت منها بشار سيقضي على جميع أبناء سوريا بالفقر والجهل وأعمال السخرة. كما أقول لكم لا تخشوا من تكرار ما يحدث في العراق, فإنه لن يحدث في سوريا من بعد سقوط نظام مردخاي المتستر باسم حافظ, والسبب بسيط, فالذي يحدث في العراق النظام السوري هو الذي يفعله, وبسقوطه لن يكون له موقع سلطة ينطلق منه في عدوانه البغيض.

#أحمد_عبد_العظيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات