أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن السوري - سورية و احتدام الصراع على السلطة














المزيد.....

سورية و احتدام الصراع على السلطة


حسن السوري

الحوار المتمدن-العدد: 1426 - 2006 / 1 / 10 - 10:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نستطيع القول ان الصراع على بقاء النظام العائلي في سورية احتدم خاصة بعد ان رمى عبد الحليم خدام بقنبلته التي فجرت السور الذي احتمى بشار خلفه طوال الفترة الماضية بحيث اصبح الاتهام موجها اليه مباشرة.
ما المسار الذي ستوؤل اليه الحرب المشتعلة الان بين خدام و بشار؟
النظام السوري و تحديدا بشار قد غاص اكثر بوحل اغتيال الحريري بعد الطلب علنا بمقابلة الرئيس شخصيا من قبل لجنة التحقيق الدولية اثر تصريحات خدام. و قد علمت اليوم عبر وسائل الاعلام ان بشار قد رفض او بالطريق لرفض الطلب. حقيقة" كل الخيارات المتاحة للنظام السوري صعبة و مرة ولكن اختياره هذا قرٌب من احتمالات فرض العقوبات بحجة عدم تعاون السوريين مع التحقيق والامر سينتظر فقط الظروف المواتية للاعبين الكبار بالمجموعة الدولية كي يقرروا الوقت المناسب بعد ان تفرغ السلة السورية مما يمكن ان تقدمه من التنازلات الهامة. اتمنى شخصيا ان تكون العقوبات فردية على المشتبه بهم كي لا يتضرر الشعب السوري اكثر.
اذا ما فرضت العقوبات كما هو متوقع اجلا او عاجلا فستصبح الاجواء مقلقلة و الغيوم ملبدة و اركان النظام مهددة خاصة من قبل من يفكر بالقيام بما يسمى حركة تصحيحية بحجة تخليص البلد من العقوبات ومن الفساد و تقديم المتهمين للعدالة الدولية.
مشكلة النظام السوري مع خدام انه لا يستطيع الان السيطرة عليه فهو يقيم في فرنسا بعيدا عن ايدي الاجهزة الامنية و التي يصعب عليها ان تطاله كما فعلت مع صلاح البيطار بالثمانينات و السبب في هذا ليس ضعفها و لكن المخاطر التي يمكن ان تنجم من عملية المساس به على الارض الفرنسية فلو عرف الجناة و تحدثوا عمن ورائهم فسيسقط النظام و بالجرم المشهود هذه المرة و دون الحاجة للجنة تحقيق دولية. لكن بالمقابل على السيد خدام ان يحذر التنقل كثيرا خارج فرنسا.
هل سيستطيع الثلاثي بشار، ماهر، اصف و باقي اصحاب النفوذ و المصالح الثبات في ظل عقوبات خارجية و فساد و احتقان داخلي؟ هذا هو السؤال الهام و اعتقادي ان الجواب ياتي من قدرتهم على الاستمرار بضمان ولاء الجيش واجهزة الاستخبارات و من ارادة التغيير التي تمتلكها الدول الكبرى و مقدار المساعدة التي تنوي ان تقوم بها لمن يفكر بالتغيير.
الجميع الان خائف مما يمكن ان يفعله النظام السوري خاصة اذا ضاقت السبل به ووجد حبل المشنقة يلتف اكثر حول عنقه و لعل اكثر الخائفين الان هو وليد جنبلاط الذي يحاول ان يقوم باي شي كي يرى النظام السوري منهارا قبل ان يتمكن هذا الاخير من الاقتصاص منه.
ان المعارضة السورية متباينة بموقفها تجاه خدام لكن قسما كبيرا منها يرى ان هذا النظام، الذي طال به الزمان وهو جاثم على صدر شعبنا المسكين حتى ولكانه سيبقى للابد بتركيبته العائلية العشائرية المقيتة القائمة على مبدا اسرق و افعل ما شئت طالما انك تمجدني و مقتنع بسلطتي واذا فكرت و لو حتى بنقدي لكان الموت او النفي او التعذيب مصيرك، لابد له ان يتغير و طالما ان هذا مستحيل فعليه ان يرحل واذا كان خدام سيعجل في رحيله فاهلا به. و ان هذه المعارضة رغم قلقها من القادم ومما يمكن ان تؤول اليه الاوضاع لكنها ترى املا و ضوءا بنهاية النفق بامكانية الخلاص من سني الظلم و العنف و الاستبداد.
البعض يعتقد بانه على الرغم من القمع و الفساد و الاستبداد الا ان النظام يملك سياسة خارجية توصف بالمقبولة مقارنة مع غيره من الانظمة العربية و لكن حتى و لو سلمنا بهذه الفرضية فان هذا الكلام لا يقنع العاقل ان على الشعب السوري ان يتحمل الفقر و السرقة و الرشوة و التسلط للابد علاوة على ان هذه الاوضاع لا و لن تساعد على استعادة ارض لابالحرب و لا بالسلام فالمواطن الذي يلهث وراء لقمة عيش مسروقة لا يستطيع ان يصمد تجاه عدو يتمتع بالحرية و العدالة و حين يتم التفاوض يستطيع هذا الاخير ان يرجع لشعبه و يستفتيه اما الشعب السوري المسكين فلا ناقة له و لا جمل بامور وطنه ثم ان النظام قد اخذ فرصته كاملة على مدى اكثر من اربعين عاما لم تجني سوريا منها سوى التخلف و هروب خيرة ابناء شعبها للبحث عن لقمة عيش كريمة او حرية مفقودة.
تصريحين اثارا فضولي اما الاول فاختلفت معه وهو للسيد خدام حين وصف الرئيس الراحل حافظ الاسد بالقوي لكنه ضعيف امام عائلته حيث ترك الفرصة لآل الأسد في الساحل وغير الساحل لكل الممارسات الشاذة.
باعتقادي ان هذه سياسة اتبعهاحافط وهي لا تخص فقط عائلته بل جميع المقربين اليه و ذلك كي يضمن ولائهم له وهي ليست ناتجة عن ضعف بل عن تخطيط و فهم لما يقوم به.
اما التصريح الثاني فهو للرئيس السوري بشار الاسد في حديثه لمجلة الأسبوع المصرية حين اجاب عن سؤال حول انتحار غازي كنعان: إن حكومته لا تملك أي معطيات عن أسباب انتحار وزير الداخلية السوري غازي كنعان ورئيس جهاز الأمن والاستطلاع السابق في لبنان، لكنه أشار إلى وجود أدلة حول علاقة خاصة بين كنعان وخدام توحي بوجود تنسيق بين الرجلين. هذا الرد خطير حيث انه اتهام لكنعان بالخيانة بعد ان اتهم خدام بها مما يعني بان النظام السوري قد يكون متورطا بعملية تصفيته وما كلام الرئيس السوري بشار الاسد بهذا الوقت بالذات الا تهديدا لمن يمكن ان يفكر بالانقلاب على النظام بان مصيره لن يكن بافضل من كنعان.

د. حسن السوري: كاتب سوري مقيم بالولايات المتحدة



#حسن_السوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السورية و الطائفية
- النظريات وراء موت غازي كنعان


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: عائلات العسكريين الأوكرانيين القتلى تفشل من ...
- مدفيديف يتحدث عن العلاقات بين روسيا ولاوس
- وسائل إعلام: بولندا تفتح قضية تجسس ضد القاضي شميدت الهارب إل ...
- البرلماني الجزائري كمال بن خلوف: بوتين أعاد لروسيا هيبتها ال ...
- مصر تحذر من -تصعيد خطير- إثر استمرار سيطرة إسرائيل على معبر ...
- النازحون بالقضارف السودانية.. لا غذاء ولا دواء والمساعدات قل ...
- الأسد وانتخابات -البعث-.. -رسائل للعرب-
- الشرطة تفكك مخيم اعتصام موالٍ للفلسطينيين بجامعة جورج واشنطن ...
- بيان إماراتي بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح
- -طلائع التحرير- المجهولة تتبنى قتل إسرائيلي في مصر.. ومصادر ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن السوري - سورية و احتدام الصراع على السلطة