أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باقر الفضلي - ليتوقف قتل الابرياء















المزيد.....

ليتوقف قتل الابرياء


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 1426 - 2006 / 1 / 10 - 10:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اذا وقفت السلطة، بكل اجهزتها الامنية، عاجزة عن وقف نزيف الدم الذي لم ينقطع مسيله... ليل نهار، حتى تجاوزت ضحاياه الالوف من الابرياء، فأن الاجدر بها، وهي التي تتحمل مسؤولية امن وسلامة المواطنين( كما نص عليه/ الدستور/ الباب الاول/ المادة-7-فقرة-ثانيا) ؛ أن تدين وتستنكر ، بل وتتخذ الاجراءات القانونية المناسبة والرادعة، ضد ذلك العنف والارهاب الذي تمارسه سلطاتها البوليسية المحلية ، ضد المواطنين الابرياء المتظاهرين من اجل توفير فرص العمل، أو المتظاهرين احتجاجا على رفع أسعار الوقود والمحروقات في كل من مدينتي (الناصرية وكركوك)؛ ذلك العنف الاعمى ، والذي ذهب ضحيته عدد من المواطنين الابرياء والعمال العاطلين عن العمل..!!؟؟ (طبقا لنص الدستور/الباب الاول/ المادة-9-فقرة-اولا)، التي منعت ان تكون "الاجهزة الامنية" أداة في قمع الشعب العراقي....!!!؟؟؟

ان اطلاق النار على المتظاهرين المسالمين من قبل افراد الشرطة، في الناصرية وكركوك، وسقوط اعداد من القتلى والجرحى، ليس الا انتهاك فض لحقوق الانسان وكل الاعراف الدولية المتمدنة. كما واشدد هنا وأقول؛ بانه خرق فاضح وغير مسؤول لاحكام (الدستور العراقي) الذي اقرت مسودته الجمعية الوطنية وجرى الاستفتاء عليه قي الخامس من كانون الاول2005 ، الدستور الذي اعتبر تكافؤ الفرص حق مكفول لجميع العراقين، وحمل الدولة مسؤولية تحقيق ذلك، دونما تمييز او محاباة لأي سبب كان..!! (الباب الثاني/ الفصل الاول/ المادة- 16- الحقوق والحريات) .
كما كفل الدستور؛ حرية الاجتماع والتظاهر للجميع حيث نصت على ذلك (الفقرة-/ثالثا المادة-36- /الحريات/ الفصل الثاني/ الباب الثاني ).

ان الحماية التي وفرها الدستور للمواطن، في ممارسته لتلك الحقوق ، قد أناط مسؤولبتها المباشره بسلطة الدولة، المتمثلة بأجهزتها الامنية، وهي ليست فقط مسؤولية اخلاقية او اعتبارية وحسب، بل انها مسؤولية مباشرة تتوفر فيها كل اركانها المادية والمعنوية ولا يمكن التنصل منها لأي سبب كان..!
فحينما تتعرض حقوق المواطن تلك، لأي تجاوز أو انتهاك من قبل اي طرف كان، تأخذ الدولة متمثلة بسلطتها التنفيذية، على عاتقها مسؤولية رد ذلك التجاوز أو الانتهاك عن طريق الاجراءات التي نص عليها القانون، وبعكسه تتحمل مسؤولية ما قد يترتب على موقفها الممتنع عن تطبيق العدالة. وفي الحال التي نحن بصددها، فان لدور رئاسة الأدعاء العام ليس فقط أهمية كبرى، بل ومسؤولية عظمى في ملاحقة الفاعلين..!!

أن مسؤولية الحكومة عن تبعات ما جرى في الناصرية وكذلك في كركوك من قتل الابرياء من المواطنين، على يد ممثليها من رجال السلطة المحلية _ افراد الشرطة وقوات الامن_ قتل هؤلاء الابرياء أثناء ممارستهم لحقهم الذي كفله لهم الدستور في حق التظاهر، ولأسباب مشروعة، تتعلق بحقهم في مطالبة السلطات المحلية في الناصرية لتوفير اسباب العيش الشريف، عن طريق توفير فرص العمل؛ لا يعفي هذه الحكومة من تحمل تلك المسؤولية ؛ وهي مسؤولية قانونية، من جهة، لخرق نصوص الدستور من خلال أمتناع اجهزتها الامنية من توفير الامن للمتظاهرين، ومسؤولية جنائية ، لسقوط ضحايا ومصابين من بين المتظاهرين، بسبب أطلاق النار عليهم من قبل رجال الشرطة، من جهة أخرى..!!؟؟

أن أحداث الناصرية ومن قبلها كركوك، تعيد للذاكرة، الممارسات البوليسية القمعية التي كانت تلجأ اليها الانظمة الاستبدادية، بل واحيانا حتى تلك التي تدعي الوطنية و"الديمقراطية" ليس فقط لقمع معارضيها السياسيين، وانما ايظا لأسكات صوت المطالبين بحقوقهم المشروعة، من عمال او فلاحين، طلبة كانوا او مواطنين عاديين. الذاكرة تعيدنا لأحداث وثبة (كانون الثاي/1948) في بغداد، حينما اطلقت الشرطة الحكومية النار على المتظاهرين المسالمين، الهاتفين باسقاط معاهدة "بورتسموث" واسقاط حكومة (صالح جبر)، فسقط الشهداء (شهداء الوثبة) التي سطرت اسمائهم وكتبت بدمائهم على (جسر الشهداء ) و(ساحة الشهداء) منذ ثمان وخمسين عاما..! ان ذاكرة التأريخ لا تخطيء.. فارواح شهداء (كاورباغي) من عمال النفط في (H3) الذين خروا صرعي برصاص الشرطة الحكومية عام 1946 بسبب مطالبتهم بزيادة الاجور وتحسين اوضاعهم المعاشية..ليس غير..!! وليس غائبة عن الذهن احداث (سجن الكوت) في الخمسينات، حينما حصد شرطة السجن العديد من ارواح السجناء السياسين، المعتصمين فقط من اجل تحسين ظروفهم الحياتية داخل السجن...!؟ ولا تنسى الذاكرة، ومهما ضعفت، كيف اطلقت شرطة بغداد في عهد (عبد الكريم قاسم) عهد ثورة الرابع عشر من تموز 1958، النار على جموع المتظاهرين في شارع الرشيد عام 1962 لكونهم تظاهروا بسبب زيادة (اسعار البنزين)..!! ولا اريد ايراد المزيد، فان ما اقترفته السلطة الديكتاتورية قد فاق كل الحدود..وأربا بنفسي ان اقرنه شاهدا على ما اقول، او اقارنه بما نحن فيه..!!؟ القول ؛ هو ان ذاكرة التأريخ أقوى من أن تعمي نصلها الايام..! وهي تظل شاخصة درسا لمن عركته المحن والصعاب، وخير درس لمن يرغب ان يستفيد..!!
سقت كل ذلك في هذا السياق فقط لأقول؛ اننا نعيش الان في هذا"العهد الجديد"، والكل يدعو لقبر كل ما يمت بصلة للعهود الماضية؛ عهود الظلم والطغيان، وبناء عهد سيادة القانون، عهد احترام (المواطن)، فهل ان هذا الكل، وفي مقدمتهم سلطة الحكومة، جاد حقيقة، لبناء هذا العهد المنشود..؟؟ هل ستصدر السلطة التنفيذية الى اجهزة الامن والشرطة ومن اليوم، اوامرها اليهم بمنع اطلاق النار منعا باتا ألا في حدود ضيقة جدا، يقررها القانون ..؟ هل ستقوم باصدار اوامرها اليهم بمنع اطلاق النار منعا باتا على المجتمعين والمتظاهرين والمعتصمين والمحتجين وكل من كفل لهم القانون هذا الحق، عدا الحالات التي أستثناها القانون . .؟ هل ستمنع هذه الاجهزة الامنية من استخدام اسلحتها الا بامر خاص ومن جهة ذات مسؤولية..؟؟ أنها مجرد أسئلة.. ولكن عسى ان لاتكون فقط ؛ أسئلة على الهواء ...!!

وما يتعلق باحداث الناصرية وكركوك، فهل ان الحكومة جادة فعلا باحالة ملف القضيتين الى القضاء العادل للتحقيق فى ملابساتهما ومسائلة جميع من شارك او اصدر الاوامر باطلاق النار على المتظاهرين وتسبب في سقوط ضحايا ومصابين..؟؟ أنها على اي حال مسالة مبدأ وقانون وأن ضمان حقوق الضحايا وادانة الممارسات اللاقانونية هي مسؤولية المجتمع، وان على الاجهزة الاعلامية دورا استثنائيا في التصدي لمثل تلك الممارسات..!!



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باقر الفضلي - ليتوقف قتل الابرياء