أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أبو الحسن سلام - المسرح بين التفكير والتكفير















المزيد.....

المسرح بين التفكير والتكفير


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 5387 - 2016 / 12 / 30 - 16:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المسرح
بين المعرفة العقلية والمعرفة الظنية
د. أبو الحسن سلام
جدل المعاني :
فرق شاسع بين مقولة: " إن بعد الظن علم " ، ومقولة: " إن بعض الظن إثم"" وما بين المقولتين ( نكون أو لا نكون) نفكر أو نتفكر أو نوقف التفكير إكتفاء بالتماهي مع أفلاطونية أسبقية الماهية على الوجود. المقولة الأولي ترفع راية ( الوجود أسبق من الماهية) نوجد أولا ثم نفكر في تحقيق جوهر وجودنا فينشأ الصراع والتنافس بين الذات والآخرين أو المحيط ، أما الثانية فترفع راية ( الماهية أسبق من الوجود) جوهر وجودنا مخلوق غيبا قبل وجودنا ، وبعض الظن في صحة ذلك إثم ، ونحن ملزمون فحسب بالتفكر في مظاهر وجودنا وهنا مناط الصراع بين ثقافتين كلتيهما ظنية .. إلا أن مقولة ( إن بعد الظن علم) هي دعوة للتفكير ، بينما تقف دعوة ( إن بعض الظن إثم) عند حدود التفكر .. وما بين أصحاب التفكير وأصحاب التفكر ينشأ صراع وجودي ، يرفع أصحاب تيار التفكير شعار ( أكون أو لا أكون) ويرفع أصحاب التيار الثاني شعار( يكون كما أكون أو لا يكون) والفرق بين التيارين كالفرق بين: قول المعري (( فلا نزلت على ولا بأرضي سجائب ليس تنتظم البلادا )) وقول أبو فراس: (( إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر ))
فالعلاقة إذا بين التفكير والتفكر والتكفير علاقة قديمة / متجددة في مجتمعات التخلف الاقتصادي والاجتماعي والعلمي والثقافي التي تنشط فيها التيارات الأصولية والسلفية في ظل أنظمة التسلط الفردي والتبعية ، حيث بنعكس حكمها بالسلب على الحياة الاجتماعية والاقتصادية ، وتؤثر تأثيرا بالغ السوء على الحراك العلمي والتعليمي وتهمش الحراك الثقافي والفني ، وهذا واقع تعيشه مصر بدون مواربة ؛ حيث يشتعل هوس الفتاوي ونعيق التكفير ، الذي كان محصورا بين التفكير والتفكر بما يتيح للإبداع الأدبي والفني إمكان المراوحة بينهما من مدخل ( إن بعد الظن علم) فينشط العلماء و(إن بعض الظن فن) فبنشط الأدب والفن (المسرح والسينما والتصوير والتشكيل) فما البال ومصر تعيش الحضر التكفيري الذي ينبذ مجرد التفكر .
لعبة الحروف في جدل المعني : أليس من الغريب تطابق حروف كلمتي تفكير و تكفير ، مع اختلاف المعني وتنافره بينهما . . مع أن مادة الكلمتين واحدة – خمسة حروف : إلا أن لعبة تقديم حرف وتأخير حرف في صياغة الحروف الخمسة نفسها ؛ تعطي معنى نقيضا ؛ بل إنك لو تلاعبت بالحروف فصدرت كل حرف منها في بداية تشكيل مجموع الحروف الخمسة لأنتجتنحو خمس عشرة كلمة ، لا تجد لها معنى في كلام العرب إلا في كلمتين هما( تفكير ، تكفير) ولو رجعنا لجذر كل منهما سنجد جذر تفكير هو (فكر) ومعناها المعجمي : دبّر. أما جذر كلمة تكفير هو (كفّر) ومعناها : (غطى/ أنكر) .

أما الفرق بين دلالة المعنيين فكبير وعميق ، فالتدبر بحث مستمر متوالد عن جديد يستبدل به القديم أو يطوع مستجدات اللواقع المعيش ، بحث في قيمة الموجود وسبب ثباته على حاله لعصور ممتدة ، وماهية السلطة التي تستميت في الدفاع عن ثياته، لتفكيك مرتكزات جمودها وتحجرها مع تغير كل ما يحيط بنا من مستحدثات يعيد التطور العلمي والبحث المستمر تجديد ما ينفع حاضر الأمم ومستقبل حيواتها ، إعمارا للأرض واستمرارا للحياة الإنسانية .
والتدبر بهذه الكيفية بحثا عن جديد مغاير لمنهج حياة أفضل لعالمنا الفعلي ؛ هو في ذاته إنكار لمظاهر ثبات الموجود ، ثبات حياتنا على نمط واحد متكلس صدئ جامد لا حياة فيه .
إذن فالتفكير بمعني التدبر والبحث عن جديد مغاير للقديم والموجود فيه إنكار للموجود إما من حيث جوخر وجوده ، وإما من حيث مظهره ، وإما من حيث طرق تةظيفه لغاية مغايرة أو منحرفة عن جوهره . والتكفير بمعني رفض التدبر والبحث والتغير هو إنكار لمجرد التفكير في كيفية التفكير في تغيير الموجود . ومع اختلاف مصدريإإنكار كل منهما للآخر ؛ إلا أن أصحاب التفكير يتميزون إنسانيا وعقليا عن أصحاب التكفير ؛ بقصر إنكارهم على الظاهرة ، أو على المظهر – مظهر وجود الشئ أو مظهر التعالمل معه بما يحط من كرامة الإنسان؛ أي على الفعل نفسه – بينما يمتد إنكار أصحاب الفكر التكفيري لوجود المفكر نفسه ؛ أي نفيه عن الحياة !
فإذا وقفنا على منبع عملية التفكير وعملية التكفير ؛ نكتشف أن كليهما ( التفكير والتكفير) ينبعان من المنبع الظني ، وينتميان إلى المعرفة الظنية ؛ غير أن المفكر لا يتوقف مكتفيا بمحصلة ظنونه وإنما يتجاوزها بترقية ظنونه حول المسألة أو الظاهرة أو المظهر الذي أوقفه مندهشا من كيفية وجوده ؛ بحثا عن سببية وجود تلك الظاهرة أو ذلك المظهر؛ على الكيفية التي رأي فيها غرابة أدهتشته ودفعته إلى التحري والتحقق وصولا إلى حقيقتها ، بينما يتجمد ظن المكفر ويتكلس حول ظنه ، أو يتوقف عند تفسر فقيه أو أكثر من فقيه عبر تلق سمعي تلقينا .

ومع أن عملية التفسير منبعها التفكير ؛ إلا أنه تفكير منغلق على نص ديني ـ لا يستعين المفسر في فهمه له على جديد علوم عصره ، ولا يعتد بمتغيرات وجوده الإنساني المتوالد المعارف ، وبذلك ينكر مستحدثات العلم ، وإن أدار حياته بمنجزات إنتاج الآخر العلماني للمعرفة ولوسائلها ، مؤمنا بمقولة أحد المشايخ المعاصرين ( الشعراوي) بأن " الله قد سخر الغرب لينتج لنا ما نحتاجه " مما أوقع أصحاب المعرفة الظنية في حالة إنفصام . بين إنكارهم لكل جديد مبتدع ؛ مع الانتفاع بمنجزاته بإعتباره بدعة وضلالة صاحبها في النار يقينا – إنتهازية واضحة ، وكأن الغرب يهبنا منتجه المتجدد بدون شروط وبدون تدخل في شؤون بلادنا !! -

وبما أن الفنون تأسست على المعرفة الظنية بالتخييل والإيهام ، مشتبكا مع المعرفة العقلية ، والعلمية اليقينية ، فلن يقابل من أصحاب التيارات التكفيرية سوى الاستنكار والتكفير، الذي بدى فاشيا في الحياة الاجتماعية المصرية متسللا في جنح ليل الثمانينيات وما فتأ يميط لثامه ليظهر عكرة وجهه الظلامي عاما بعد عام لينشر جرثومة التخلف عبر النوافذ التي غضت الدولة عنها ( زوايا أو جمعيات سلفية ، وإخوانية تتخفي خلف عمل الخير، وتغول في المؤسسات التعليمية في مراحلها الأولية عن طريق آلاف المدارس في قري مصر، وتركت المنابر سداح مداح أمام وهاببيين مفوهين تكفيريين ينكرون على غير تابع لمسيرهم حقه في الحياة .

والسؤال : أين موقف الدولة - حراكها الثقافي الرسمي والشبابي؟1
لماذا يتكر الأزهر في مراحل التعليم الأولي ال‘دادي والثانوي يدرس الوهابية وابن تيمية ويربي النشء على الإرهاب ؟ خاصة مع شعارات رئيس النظام بضرورة تجديد الخطاب الديني ؟!

لم تسلم المؤسسات الثقافية والفنية من تسلل الفكر السلفي والاخواني التكفيري المنظم ، يعملون معول هدم العقل المصري ، إلي جانب منظومة المنتفعين وتيار الفساد البيروقراطي الذي يحتج المكفرين بفسادهم على تكفير المجتمع كله !
أين المخرج من ذلك كله ؟! هل لوزارة التربية و التعليم دور ، هل لوزارة التعليم العالي أو لوزارة للثقافة من دور ، هل للإعلام دور ، لوزارة الشباب ؟! هل للمؤسسات الدينية دور، خاصة الأزهر ، ووزارة الأوقاف . هل للمحليات دور ؟!
الإجابة .. لا بالقطع .. ليس قبل غربلة العاملين بهذه الوزارات فكريا وفنيا وإعادة النظر في فلسفة وجود كل وزارة وكل هيئة ، إستعانة بأنظمة تخصص لخبرة عالمية . والتأكيد على صلاحية عمالها لتحقيق أهدافها وفق استراتيجية عملها وولاية أهل الخبرة والمؤهلين الموهوبين من الشباب علي رأس العمل فيها , مع ستراتيجيبة المتابعة والمراجعةى الدورية لمستوى تأهيل العاملين دوريا - كل حسب تخصصه الدقيق- إجمالا بإعمال قانون العمل الجديد -




#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجيب محفوظ وغيبوبة الوطن
- أسئلة مسرحية تبحث عن أجوبة
- المسرح وقضايا المجتمع
- سينوغرافيا في عروض المسرح المصري - مناقشة رسالة علمية -
- جماليات الساكن والمتحرك في معرض منحوتات درامية
- مشروع إخراج نص مسرحي - مس جوليا-
- في منهجية مناقشة الرسائل العلمية في البحوث السينمائية
- معمار الدور المسرحي
- خطاب التسلط بين السياسة والمسرح
- دعونا نحتسب !!
- حيرة الممثل وتعدد مناهج أداء المونودراما التعاقبية
- على هامش الإبداع
- مقاربات في نقد عرض مسرحي
- مباهج الحكي التراثي ودراما اللاشكل - مسرح عز الدين المدني -
- الفاعل الفلسفي في الدراسات المسرحية
- سارتر وقضية الالتزام
- الإيقاع وروح الشعر
- الديالوج في دراما الصورة الغنائية بين الغناء والقوالة – عبد ...
- الخطايا السبع للبرجوازي الصغير
- - تجديد ذكرى علم من أعلام العلم والأدب


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أبو الحسن سلام - المسرح بين التفكير والتكفير