أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي الأسدي - عندما يركل نتنياهو... اليد التي أطعمته....؟؟















المزيد.....

عندما يركل نتنياهو... اليد التي أطعمته....؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5385 - 2016 / 12 / 28 - 04:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


امتنعت الولايات المتحدة عن استخدام حق الفيتو عند التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي المرقم 2334 الذي أدان سياسة اسرائيل في بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية المحتلة بعد حرب عام 1967 فيما وافق 14 عضوا من أعضاء المجلس مقابل صفر. صدور القرار قد فاجأ العرب كما فاجأ اسرائيل ، فقد اعتادت الولايات المتحدة أن تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار ينتقد أو يدين اسرائيل في المحافل الدولية وليس ذلك فحسب فقد صوت الى جانب القرار كل من بريطانيا وفرنسا حليفتا اسرائيل وهو أمر مفهوم فما كان ليتم دون التشاور مع الولايات المتحدة زعيمة التحالف الغربي. العرب أيضا اعتادوا على رؤية الموقف الأمريكي الداعم لاسرائيل منذ تأسيسها عام 1948- 1949 فهي الداعم الرئيس لها عسكريا وسياسيا وهي الممول الوحيد لبناء ترسانتها العسكرية بما فيها النووية وتلتزم سياسيا وعسكريا بالدفاع عنها في حالة تعرضها لأي تهديد من دول الشرق الأوسط العربية منها وغير العربية وخاصة ايران.

كان رد الفعل الاسرائيلي على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو هستيريا ومتهورا ، فعلى اثر تداول صيغة مشروع القرار في أروقة مجلس الأمن قام بالاستعانة بالرئيس المنتخب دونالد ترامب بالضغط على مصر من خلال الاتصال برئيسها السيسي لسحب مشروع القرار لكونها هي أحد الاربعة الذين تقدموا به لمجلس الأمن. محاولة نتنياهو وترامب نجحت في ثني مصر عن السير به قدما ، لكن الدول الثلاثة الأخرى وهي نيوزيلاندا وماليزيا وفنزويلا أصرت على التمسك به برغم الضغوط المكثفة عليها ونجحوا في الختام في اصداره.

الرئيس الاسرائيلي الغاضب من عدم استخدام الوفد الامريكي حق النقض وصف الموقف الأمريكي بالمخجل مدعيا " أن ادارة الرئيس أوباما ليس فقط لم تستخدم حق النقض لافشال مشروع القرار لحماية اسرائيل من المتآمرين عليها في المحفل الدولي ، بل تعاونت معهم خلف الكواليس وان اسرائيل تنظر قدما للعمل مع أصدقائها في مجلسي الكونغرس من الجمهوريين والديمقراطيين والرئيس المنتخب دونالد ترامب لابعاد أية آثار سلبية على اسرائيل نتيجة القرار السخيف." وفي موقف غير مسبوق ردت الولايات المتحدة عن طريق الناطق باسم وزارة خارجيتها على تصريحات نتنياهو بالقول ان المسئولية عن صدور قرار مجلس الأمن يتحملها رئيس وزراء اسرائيل وحده نتيجة سياسة الاستيطان التي يتبعها.

غضب نتنياهو على الولايات المتحدة أشبه بغضب الطفل المدلل من أمه فيصطنع الصراخ والعويل ليزيد من اهتمامها به لتحقيق طلباته ، فنتنياهو يعي تصرفاته جيدا فهو بذلك يستجدي المزيد من المساعدات العسكرية والدعم المالي والسياسي الأمريكي تماما كما حدث بعد التوقيع على الاتفاق مع ايران حول برنامجها النووي. فقد احتج نتنياهو على الاتفاق المبرم وهدد بهجوم استباقي لتدمير المواقع الصناعية التي تجري ايران ابحاثها النووية فيها للاغراض الطبية والعلمية والطاقة الكهربائية رغم انها تحت رقابة الأمم المتحدة. لقد اضطر الرئيس أوباما حينها أمام تلك التهديدات التي قد تجر الولايات المتحدة الى حرب لا ترغب هي في خوضها فأصدر وعوده السخية بزيادة المساعدات المالية الأمريكية لاسرائيل. وهذا ما سيحدث بالفعل خلال الأيام والأسابيع القادمة حيث ستشهد العلاقات الاسرائيلية – الأمريكية عصرا ذهبيا جديدا غير مسبوق بعد ان يستلم الرئيس المنتخب السيد دونالد ترامب مهام منصبه بعد العشرين من الشهر القادم.

كلنا شاهد على واقع السياسات الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين ، فخلال فترة الثماني والستين عاما من قيام دولة اسرائيل وحركة بناء المستوطنات على الاراضي الفلسطينية مستمرة دون توقف وان توقفت بعض الوقت فانها لم تتراجع أبدا. وكما يصرح مسئوليها فأن الارض هي أرضهم كما صرح مندوب اسرائيل في مجلس الأمن بعد التصويت على القرار مباشرة ملوحا بكتاب التوراة اننا هناك منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام. ان مثل هذا التصريح يعنى ان الاراضي التي تحتلها اسرائيل وتلك التي ستستولي عليها عبر الاستيطان مستقبلا هي أراضي محررة وليست مغتصبة وبالتالي لن تعاد الى الفلسطينيين تحت أي ظرف. وبناء عليه وفق قول ممثل اسرائيل في مجلس الأمن على الفلسطينين أن يعوا ذلك جيدا فكفاحهم لتحرير الاراضي المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو مضيعة للوقت ولن يؤدي بهم الى أي شيئ.

ان هذا الواقع يذكر برواية من الفولكلور الشعبي ربما من كتاب كليلة ودمنة أو علي بابا والأربعين حرامي. تقول الرواية ان رجلا كان يحاول انقاذ شخص موشك على الغرق في بحيرة فتقدم نحوه طالبا ان يعطيه يده لكي يسحبه بأمان الى اليابسة لكن الشخص الموشك على الغرق لم يستجب . وخلال ذلك مر من هناك رجل طاعن في السن فسأل ، من الغريق أتعرفونه ؟ فقالوا له انه حسقيل مقرض النقود فرد قائلا : ليس هكذا يخاطب مقرضي النقود. فنزل فورا الى الماء وصرخ في الغريق خذ يدي ، عندها مد الغريق يده و أمسك بيد الشيخ وانقذ من الغرق. التفت الشيخ نحو الناس المتجمعين على شاطئ البحيرة قائلا ، ان مقرضي المال لا يحبون أن يعطوا فكان الأجدر أن يقال له خذ يدي وليس اعطني يدك . فليس من المستغرب أبدا أن لا يعيد الاسرائيليون الاراضي الفلسطينية المنهوبة فهم كغيرهم من مقرضي المال لا يحبوا أن يعطوا.

لكن هذا لا يعني ان جميع اليهود مع سياسة التوسع ونهب أراضي الفلسطينيين فهناك ملايين اليهود في شتى انحاء العالم يعارضون السياسة الاسرائيلية تجاه الحقوق الفلسطينية ويدينونها وان جزءا واسعا من يهود الولايات المتحدة لا تعتبر اسرائيل ممثلة لهم أو ناطقة باسمهم. وفي اسرائيل نفسها هناك جزء من الرأي العام الاسرائيلي لا يشاطر حكومة نتنياهوا سياساته المتطرفة والمتعجرفة اللا انسانية وغير الحضارية تجاه الشعب الفلسطيني الذي يتطلع الى العيش بسلام جنبا لجنب مع الشعب الاسرائيلي. فالشيوعيون وقفوا دائما مع الحقوق الفلسطينية وعارضو الاستيطان بدون تحفظ.

وهناك ايضا تجمعMeretz اليساري الذي يجمع في صفوفه الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر ومستقلين وغيرهم ولهم ممثلوهم في المجلس النيابي الاسرائيلي لهم رأي مغاير تماما لآراء الحكومة ورئيسها نتنياهو. فقد صرحت رئيسة التجمع السيدة Zehava Galon تعليقا على قرار مجلس الأمن قائلة : " انني سعيدة بموقف الادارة الأمريكية من قرار مجلس الأمن الأخير فهو ضد سياسة اقتطاع الاراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات عليها وليس موجها ضد اسرائيل. واضافت : قرار مجلس الأمن موجه مباشرة ضد القانون الذي أجاز للحكومة الاسرائيلية بناء المستوطنات وبه فقدت اسرائيل كل سمات الخجل بنفس الوقت الذي فقد العالم صبره".
علي الأسدي 28- 12 - 2016
ملحق : ملخص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 الذي تضمن البنود المهمة التالية :
1- أكد القرار بأن اقامة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس الشرقية غير شرعي ويشكل خرقا واضحا للقانون الدولي ويضع العراقيل أمام قيام دولتين وسيادة السلام بينهما.
2- يطالب القرار بأن تتوقف اسرائيل فورا وكليا عن أي نشاط استيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وان تحترم التزاماتها بخصوص ذلك.
3- ان الأمم المتحدة لن تعترف بأي تغيير على حدود الرابع من حزيران - يونيو 1967بما في ذلك القدس الشرقية عدا ما يتم الاتفاق عليه في المفاوضات بين الاطراف المعنية.



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النحيب على ... أطفال حلب ...؟؟
- كوبا قبل وبعد... رحيل فيدل كاسترو...؟؟
- هل ينجح ترامب ... في تغيير أمريكا ...؟؟
- الاشتراكية ... بعد 99 عاما على اعلانها .... ( 5 – 5)
- الاشتراكية ... بعد 99 عاما على اعلانها... (4 – 5)
- الاشتراكية ... بعد 99 عاما على اعلانها ...( 3- 5)
- الاشتراكية ... بعد 99 عاما على اعلانها ... (2 – 5 )
- ثورة أوكتوبر ... بعد 99 عاما على اعلانها... ( 1- 5 )
- صمت العالم ... عن مأساة الشعب اليمني ....؟؟
- اليابان ... والحنين الى الفاشية....؟؟
- حقيقة الدور الأمريكي ... في الاطاحة بأردوغان ...؟؟
- وجهة نظر ... في المرشح الجمهوري دونالد ترامب......؟؟
- الانقلاب الذي ... تمناه أردوغان ...؟؟
- هل يسقط نتنياهو لتورطه ... بفضائح فساد ...؟؟
- هل تكرر الولايات المتحدة ... خطيئة هتلر..؟؟
- آراء في زيارة اوباما ... لنصب ضحايا هيروشيما...؟؟
- تحرير الفلوجة ... اختبار للوحدة الوطنية العراقية ...؟؟
- الأهمية التاريخية ... لذكرى الأول من أيار...؟؟
- مالم يقله الرئيس الأمريكي ... للكوبيين ...؟؟
- تعليقا على مقال - هل شارفت الرأسمالية على نهايتها -.. ( الجز ...


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي الأسدي - عندما يركل نتنياهو... اليد التي أطعمته....؟؟