أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد البوزيدي - أنا أو الطوفان














المزيد.....

أنا أو الطوفان


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1419 - 2006 / 1 / 3 - 08:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في اللحظات الخيرة من سنة 2005تتواصل صدماتنا النفسية ضد كينونتنا الفردية وضميرنا الجمعي العربي ،لتنضاف صدمات أخرى أكيد أن 2006لن تحتويها بشكل عادي جدا .
فقد أثارت تصريحات عبد الحليم خدام النائب الأسبق للرئيس السوري قنبلة استثنائية داخل مختلف الأوساط السياسية العالمية انطلاقا من كونها تعتبر شهادة خاصة لها وزنها الاعتباري داخل حلبة الصراع الدائر بين سوريا والدول الأخرى على خلفية اغتيال رفيق الحريري الذي أصبح دمه في المزاد العلني لمخططي الإستراتيجيات الدولية ،يباع ويشترى، وتحقق به مصالح خاصة ،وتبتز به دول وشخصيات سياسية ،كما أضحى مستنقعا لتصفية حسابات سياسية قديمة .آه لو تستيقظ ياأيها الحريري من قبرك لتصرخ في كل الجوقة المتجمعة لتصرخ فيهم ابتعدوا عني وعن اسمي.دعوني أستريح في قبري.
وكما يبدو للجميع أن الهدف ليس دم الحريري أو مسؤولية الإغتيال، بل هو الشجرة التي تخفي الغابة،و النار قادمة لها للإستيلاء على الأخضر واليابس. فالظرفية مناسبة الآن لكل ما قد لاتكون الفرص السابقة مناسبة له فيما مضى، تماما مثل حدث غزو العراق ،وإلا لماذا الإكتفاء بالتحقيق في اغتيال الحريري وإهمال حوادث اغتيال أخرى لاتقل أهمية عنها كأبو عمار أوالرئيس العراقي السابق ....ووجود نية سابقة في اغتيال ولي العهد السعودي والذي وجهت فيه التهمة لليبيا وصدفة أطفأت الأنوار وانتهى كل شيء وطويت الملفات قبل أن تفتح ..
كما كان ملفتا كذلك رد فعل مجلس الشعب السوري باتهام خدام بالخيانة العظمى والفساد و.. و...
إنها ظواهر مثيرة للإنتباه تعبر عن عمق تخلف وعينا الجمعي والفردي على حد سواء،خاصة أن الأمر ليس بالبداية فقد شهدت دول انشقاقات وتصريحات مثيرة لبعض الذين يتخلى عنهم أو يحرقون أوراقهم كإدريس البصري في المغرب أو حسين كامل حسن في العراق بل حتى حسين الشافعي النائب أنور السادات الذي اتهمه بالعمالة لإسرائيل لكن بعد فوات الأوان .
هكذا يبدو الأمر مضحكا ومؤسفا حتى الثمالة ،فحين يكون الشخص في السلطة يتولى الدفاع عن منطقها، والظهور بمظهر الممثل للوطن والمدافع عنه في كل وقت وحين ،فيمارس كل ما عن له ويستبيح المحرمات ويغتني و..و..عموما له بطاقة بيضاء صالحة لكل غاية "مفيدة "في الزمان والمكان سواء سمح بها المنطق أو القانون أو لم يسمح .
لكن في حالة تجاوز الشخص بشكل أو بآخر لضغوط العمر أو لإختلال موازين القوى داخل النظام السياسي الذي ينتمي إليه ،حتى يصبح ويفاجأ كل من عرفه جيدا –وفي الخارج طبعا ومن القصور التي بناها على حساب قوت الشعب- مصلحا اجتماعيا ومرتديا عباءة الناقد الذاتي والجماعي ليكشف عن أخطاء ارتكبت رغم مساهمته الفعالة فيها ،ويبرر وضعه الحالي الذي أصبح داخله على هامش التاريخ بأنه يئس من الإصلاح الداخلي ،حينها يصبح بوعي أو بغير وعي وبطريقة أو بأخرى أداة ضد الوطن وليس ضد النظام السياسي الذي يحاول بمنطقه الإنتقام منه،لأن التصريحات والأسرار لم تبقى ملكا له بل أصبحت سلاحا في يد الآخر.
فقد وظفت المخابرات الأمريكية و"لجان التفتيش"تصريحات حسين كامل حسن ضد العراق عامة مثلما ستوظف إسرائيل تصريحات خدام في صراعها الدائر مع سوريا .إذاك يصبح الشخص أداة هدم ضد الوطن وفي ظروف حساسة يفترض أن يتهيأ الجميع فيها لصد عدوان قادم وتجاوز كل الحزازات الذاتية ولو إلى حين.
أما على الجاني الآخر فمباشرة حين يكشف الشخص نواياه حتى يهب من كانوا يعبدونه بالأمس للتصدي له، بل ويتهمونه بأغلظ التهم وهم الذين كانوا يتبنون أوامره إلى البارحة مطيعين له ،بل يطالبون بمحاكمته /طبعا بعد فوات الأوان ولأنه أصبح في مأمن من بطشهم /وفتح ملفاته الخاصة والعامة والتي تجمع غالبا في تهم الفساد الذي كان بطله لسنوات عدة دون أن ينتبه هؤلاء أو يتحرك فيهم ضمير أموال الشعب المهدورة قسرا فكيف يسمح لنفس المسؤول بالخروج من البلاد أصلا مادام أنه متورط في هكذا جرائم ؟
إذن لماذا نصر في بلداننا العربية على عدم فتح الملفات إلا بعد فوات الأوان ؟ولماذا لايتحدث "المصلحون "والذين يدعون ممارسة "النقد الذاتي "إلا بعد وحرق كل الأوراق ووصول العلاقات لمرحلة اللاعودة،وحين يحسون أنهم أصبحوا غير مرغوب فيهم ؟
إن احتلال منصب ما لسنوات عديدة –وهذه أزمة الديمقراطية العربية بامتياز –ليفرض على صاحبه الإفتخار به وبماقدمه من داخله ولو أصبح خارج النظام وفقا للصيرورة التاريخية الداخلية،ولنرى كيف أن زعماء العراق المقدمون للمحاكمة ظلما وعدوانا بالرغم مما لهم وما عليهم فهم مازالوا يدافعون عن زعيمهم وتاريخهم حتى وهم يساقون إلى مشانق الأعداء ضدا على عدالة غائبة ،وضدا على منطق التاريخ المفترض أن يساق لها بوش وشارون ومن تبعهم في حملاتهم ضد الشعوب العربية ولو كانوا من جنسيات عربية .
من ناحية أخرى لماذا هذه المفارقة في الوطن العربي هل كتم الأفواه هو السبب داخليا ؟فهل انتقد أحد من الغربيين بلاده من الخارج بل في الداخل دوما بل حين يواجه البلد أخطارا خارجية ولو وهمية فهم يغلقون كل ملفاتهم الخاصة ليتفرغوا للآخر ،لنرى كيف تجاوز الكونغرس ملفات كلينتون الفضائحية مع مونيكا لوينسكي حين كان الجميع يتهيئون لضرب العراق المسكين .
ترى متى نستيقظ من سباتنا وننتبه قبل فوات الأوان ؟أم أن الخيانة عنصر شبه ثابت في شخصيتنا العربية الفردية والجماعية ؟للأسف .........
ومتى نتوقف عن عبادة الأشخاص إلى أجل غير مسمى؟، لنوقف النزيف ولنعيد البناء قبل فوات الأوان كما سيحصل لسوريا.
ومتى نصل لقناعة أن الزمن يتجاوز الأشخاص وأن من المستحيل أن يبقى الشخص العربي في مراكز السلطة إلى حين حلول ديمقراطية عزرائيل.
إنها متواليات الهزيمة العربية
فمن يوقفها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول الحركات الإسلامية بالمغرب
- المثقف في زمن اللامعنى
- كل عام ..............ونحن...........
- الطفلة الكائن المقهور
- الثرات الغنائي بواحات وادي درعة
- صرخة أخرى :لماذا يمنعوني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- ناجي العلي :الشهيد الحاضر/الغائب


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد البوزيدي - أنا أو الطوفان