أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - بشير غالب الناشي - نحو طاقة كهربائية وطنية في العراق















المزيد.....

نحو طاقة كهربائية وطنية في العراق


بشير غالب الناشي

الحوار المتمدن-العدد: 5325 - 2016 / 10 / 26 - 17:15
المحور: الصناعة والزراعة
    


نحو طاقة كهربائية وطنية في العراق
بشير غالب الناشي*
من المعروف ان التطوري الاقتصادي والاجتماعي لاي بلد لابد ان يبدان من تطور استخدام وسائل الانتاج. هذا الامر يعني بالنتيجة تطوراستغلال مصادر ووسائل انتاج الطاقة .ومن اهم انواع الطاقة هي الطاقة الكهربائية .
يعتمد توليد الطاقة الكهربائية على توفر عدة ظروف قد تؤدي بالنتيجة الى تحديد نوعية الطاقة الكهربائية المبتغى توليدها. فمثلا توفر وجود السدود المائية يجعل بالامكان انشاء المحطات الكهرومائية ، ووجود شبكة امدادات الغاز الطبيعي او النفط الاسود (المازوت) يوفر بدوره امكانية انشاء المحطات الكهربائية الحرارية .وهناك انواع اخرى من وسائل انتاج الطاقة الكهربائية ،مثل الريح ذات القوة الكافية (المولدات التي تعمل بقوة الريح )والعدد الكافي خلال السنة من الايام المشمسة (محطات الصفائح الشمسية )والظروف المناسبة لإنشاء المحطات النووية لتوليد الطاقة الكهربائية والخ.
بالاضافة الى كل ما سبق ينبغي تطوير الامكانيات الفنية والقاعدة العلمية في البلد المعني .كل ذلك يدل على وجوب تناول هذه المسألة من وجهات نظر مختلفة تأخذ بعين الاعتبار الإمكانيات المتوفرة في البلد .
وبالنسبة للعراق ،فإن اهم انواع توفير الطاقة الكهربائية ، حسبما اعتقد ،قد يكون المحطات الكهربائية التي تعمل بالنفط الاسود وكذلك المحطات الكهرومائية .وسنأتي على تناول كل منها بتفصيل اكثر :
اولا : الغاية من انشاء المحطة الكهربائية المعنية –هل هو توفير الطاقة الكهربائية لمجموعة مدن او لمدينة واحدة كبيرة ام لمدينة متوسطة الحجم ام لبلدة صغيرة والخ .كل من هذه المراكز السكانية يفرض بالنتيجة نوعية المحطة المطلوب انشاؤها ومن ثم كل ما تحتاج من الوسائل الاخرى ،مثل محطات التحويل وشبكات النقل الكهربائية وغيرها .اذا فالمحطة الكهربائية هي بالنتيجة منظومة متكاملة من المنشات لا تستغني الواحدة منها عن الاخرى ويجب الحسبان لها منذ البداية .
ثانيا : تكاليف انشاء المحطة المعنية ينبغي ان تكون بمستوى النوعية والطاقة المطلوبة ولكن ضمن الحدود المعقولة المناسبة .
المحطات الكهرومائية : من المعروف ان الامكانيات المائية لتوليد الطاقة الكهربائية في العراق غير متوفرة في كل مناطق البلد. فالمحطة الكهربائية من هذا النوع تتطلب انشاء السدود المائية ، الامر الذي يحتم بالظرورة توفر ظروف طبيعية معينة . مثل هذه الظروف المشترطة تتوفر في مناطق سدود دوكان والثرثار وغيرهما .وبالنسبة للمحطات الكهرومائية المتواجدة هناك فهي الان قد تكون بحاجة الى التجديد ورفع امكانيات الطاقة المنتجة فيها . هذا الامر يمكن القيام به من خلال تجديد وحدات التوليد وتوربيناتها او اضافة وحدات توليد جديدة، الامر الذي يجعل بالامكان توفير الطاقة الكهربائية لمراكز سكانية اضافية وبتكلفة غير عالية نسبيا .
المحطات الكهربائية العاملة بالنفط الاسود : هذا النوع من المحطات الكهربائية لا يتسم بمعامل انتاجية عال ولا بقدرة عالية بالحفاظ على البيئة . غير ان النتيجة هي توليد طاقة كهربائية بتكلفة واطئة نسبيا .اضف الى ذلك ان المحطات من هذا النوع تستغل ايضا لتوفير الماء الساخن واستخدامه لاغراض التدفئة والاغراض الاخرى من خلال انشاء وامداد الشبكات المائية المطلوبة.
المحطات الكهربائية الحرارية تتألف من عدة اقسام : قسم توليد البخار المطلوب لتحريك التوربينات ،قسم التوربينات التي تعمل بقوة البخار وتدور بالسرعة اللازمة ،قسم المولدات التي تعمل من خلال تدويرها بالتوربينات المعنية ،قسم تبريد البخار الساخن ونقل حرارته الى الماء البارد ومن ثم الاستفادة منه لاغراض التدفئة وغيرها ، قسم تحويل الطاقة المولدة الى طاقة تنقل عبر شبكات النقل الكهربائي الى المكان المطلوب.
كل ذلك يخص عموما المحطات الكهربائية ذات الطاقة العالية .
غير ان العراق بطبيعة حاله لا يحتاج في كل مكان اليوم الى محطات ضخمة عالية التكلفة .فمن المعروف ان الوحدة السكنية الواحدة تحتاج على العموم الى خمسة كيلو واط /ساعة . اذا فالبلدة المتكونة من الفي وحدة سكنية تحتاج الى محطة قدرتها ،بعد احتساب الفقدان بالطاقة في الطريق الى المستهلك ، كما والاحتياطي المطلوب ،لا تزيد على خمس عشرة الف كيلو واط /ساعة ، اي الى محطة كهربائية صغيرة وغير معقدة في تركيبها . مثل هذه المحطات قد يوفي بالحاجة الملحة اليوم الى الطاقة الكهربائية في ارجاء العراق .
المحطات الكهربائية العاملة بقوة الريح : هذا النوع من المحطات يعمل من خلال توليد الطاقة الكهربائية بقوة الريح .هناك عدة انواع من هذه المحطات .واحدة تتحرك دوارتها حول محور افقي واخرى حول
محور عامودي .كلا النوعين يتطلبان شروطا معينة للعمل .فاولا يجب ان لا تقل قوة الريح عن اربعة امتار بالثانية لتستطيع من تدوير مروحة المولدة ، وثانيا يجب توفر المكان المطلوب الذي لا يقل بمساحته عن ٦٠x٦٠ م. بالاضافة الى ذلك ، فإن مثل هذه المولدات يؤثر على عمل اجهزة الرادار ان كانت متواجدة قي المنطقة القريبة .لذلك ينبغي نصبها في مبتعد عن المطارات . مثل هذه المحطات تولد الواحدة منها بالمتوسط ١.٢ ميغا واط وهذا ما يكفي لسد احتياجات مدينة صغيرة من الطاقة الكهربائية .
مثل هذا النوع من المحطات الكهربائية يستخدم على نطاق واسع في البلدان الاسكندنافية وباقي البلدان الاوربية الساحلية لتوفر الريح المطلوبة السرعة هناك .
بالنسبة للعراق قد يكون ا الافضل لمثل هذه المحطات هو المنطقة الساحلية في الجنوب او المناطق الجبلية في الشمال. اما بالنسبة للتكلفة فهي ليست بالعالية نسبيا !
في نهاية التسعينات قمت بزيارة احدى محطات توليد الطاقة الكهربائية في مدينة فرانكفورت على الماين في المانيا .كانت تلك المحطة ضخمة وتعمل بالحرارة المتولدة من احراق نفايات المدينة بعد تصنيفها الى انواع :معادن، بلاستيك، ورق ،نفايات اغذية وغيرها . هذا النوع من المحطات يفي بغرضين في ان واحد .الاول هو التخلص من الازبال ونفايات المدينة ، والثاني هو الاستفادة من ذلك في توليد الطاقة الكهربائية المطلوبة .وحسب اعتقادي ،فإن المدن العراقية في امس الحاجة الى مثل هذه المحطات .
اخيرا المحطات الكهربائية النووية .هذا النوع من المحطات يمكن ان يوفي بالاحتياجات الواسعة لبلد بأكمله .لكنه يحتاج الى توفر ظروف محلية ودولية واسعة بالاضافة الى التكلفة العالية للانشاء .
في العراق تتوفر امكانية كبيرة لاستخدام الصفائح الشمسية لتوليد الكهرباء وذلك لكثرة الايام المشمسة طوال السنة .لكن هذا النوع محدود الامكانية خاصة اذا كان المطلوب هو توفير الطاقة الكهربائية لمجموعة سكانية كبيرة .
من كل ذلك نستنتج ان تطوير مستلزمات الوضع في العراق في مجال الطاقة الكهربائية يحتاج في بداية الامر الى دراسة جدية للحالة والامكانات المتوفرة اليوم في البلد ووضع برنامج متكامل ومدروس لذلك .
• الدكتور بشير غالب الناشي باحث عراقي شئون الطاقة يقيم في موسكو
٢٠ تشرين الاول )اكتوبر)



#بشير_غالب_الناشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - بشير غالب الناشي - نحو طاقة كهربائية وطنية في العراق