أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - ولازالنا نقول .. نحن خيرَ أمةٍ أُخرِجت للناس















المزيد.....

ولازالنا نقول .. نحن خيرَ أمةٍ أُخرِجت للناس


كريم المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5321 - 2016 / 10 / 22 - 19:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تساؤلات عديدة أطلقها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ، منها ( اين مقولة .. نحن خير أمة أخرجت للناس ) إلا إنه توقف عند هذا الكلام دون إكمال الاية القرانية ، التي تقول بعدها ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) !! فتح في نفسي جروح عديدة وتساؤلات ، في المقدمة منها ، لماذا هذا الحال للامة العربية من اقصاها الى اقصاه ، ودون استثناء ، لماذا كل هذا التامر والحقد والكراهية ، ويقولون ( نحن خير أمة للناس ) .
لا اريد الخوض في الاسباب ، التي أدت الى وصول حال الامة العربية الى هذا الحال ، لأن المنتقدين كثر ، ووجهات نظرهم بالتأكيد لا تتوافق ووجهة نظرنا ، وكل واحد منهم يحاول تبرير موقف بلده من مشاركته في تدمير هذا البلد العربي أو ذاك ، لكني سأخذ المسألة من مبدأ عربي خالص ، بعيدا عن المهاترات السياسية التي بات الكثير يتفنن فيها.
أليس غريبا أن العربي يقتل ويذبح ويهجر بأيدي عربية خالصة ( ويقولون نحن خير أمة أخرجت للناس ) ، فابناء الغرب العربي يقتلون ويذبحون ابناء جلدتهم في الشرق مدعومين باموال عربية معظمها من دول الخليج العربي ، ويمثلون بهم ويسبون نسائهم ، ويرقصون على عذابات تهجير الناس وصرخات الاطفال وجوعهم وموتهم جراء البرد والجوع ، لتكون مادة إعلامية لمحطات التلفزة العربية قبل غيرها تتباهى بسبقها الصحفي في نقل هذه المعاناة .
وأليس نحن من سمح لتركيا وإيران ( المحسوبين علينا بأنهما مسلمين ) في تدخلهما السافر في شؤون بلادنا ، ونحن الذين نخدم مصالحهما وتوسعاتهما في بلداننا ، وبأمر منهما ذبحنا أبنائنا بأيدينا ، وشردنامواطنينا بأيدينا ، وندعم أقتصاداتهما باموالنا ، وفتحنا لهما اسواقنا وبيوتنا ، وأصبحنا ماسورين لهما ، وباتت مدننا خربة ومهجورة تسكنها الاشباح وتتناثر فيها جثث قتلى ابناء جلدتنا ، ومدنهما تزداد رقي وجمالا وتطورا عمرانيا على حسابنا .
نقول ( نحن خير أمة أخرجت الناس ) وملايين السوريين يذبحون في بلادهم ويقتلون باسلحة ممولة عربية أو أجنبية ، وقاتليهم قاتليهم من السوريين يعاونهم من تعرب على حسابنا ، ويهجرون ابناء جلدتهم باشبع صور التهجير عرفها العالم ، وتدمير مدنهم العريقة ، و بلدهم بالكامل ، أقل ما يقال عنها بانها واحدة من البلدان التي أسست البشرية .

و نقول ( نحن خير أمة أخرجت للناس ) وابناء عروبتنا يذبحون العراقيين بدم بارد ، بكل أطيفاهم ، قالوا أنهم جاءوا لإعاة الدين الى مساره الصحيح الذي حرفته الطائفة الأخرى ، وتبين فيما بعد أنهم لا يمتوا للاسلام والعروبة بشيء ، وأنهم أكثر قساوة حتى على ابناء طائفتهم ذبحوهم وسبوا نسائهم وباعوهن في سوق النخاسة ، وابناء عروبتنا يتفرجون ، ويمولون هذه الملة .
ونقول ( نحن خير أمة أخرجت للناس ) وابناء ليبيا يتسابقون من مدينة لأخرى لذبح أهلها ، ويتفاخرون بأنهم قتلوا اعدادا هنا وفي أخرى اكثر منها ، ويدمرون مدنها الواحدة تلو الاخرى ، وكأنهم في مسلسل يبحث عن الفائز الاول في تدمير مدن بلادهم ، متناسين أن من يقتل هم ابناءهم ، ومن تدمر هي مدنهم ، حتى بات الوفاق بينهم شبه مستحيلا ، فالكل يسير وراء أطماعه في قضم الجزء الاكبر من الكعكة الليبية ، ليهدي لقمته بعد ذلك لأسياده .
وإذا كان الحال في أعلاه بحثا عن الكيكة الكبيرة في خزائن الدولة وواردات النفط ، والبحث عن السلطة والجاه ، فالحال في اليمن يختلف بشكل كبير ففي هذا البلد الفقر المدقع ، والجهل والبداوة ، اللهم فقط موقعها الجغرافي ، إلا إنهم أيضا يقولون ( نحن خير أمة أخرجت للناس ) فهذا البلد العربي ، حامل لواء الاسلام منذ نشأته يتعرض أيضا لإبشع حملة تدمير وتقتيل وبسلاح عربي تارة وبيد ابناءه ، تارة أخرى ، لتزيدهم فوق فقرهم فقرا ، وفوق جوعهم جوعا .
أما في مصر العروبة ، فكلنا نعرف من هي مصر ، هي قلب الامة النابض ، فهم أيضا يقولون ( نحن خير أمة أخرجت للناس ) فالدلائل تشير وللاسف الى أن أبناءها يسيرون بنفس الخطى والاخطاء التي سار بها ممن خدعوا في سوريا والعراق وليبيا واليمن لتدمير بلدهم ، وكأنهم لم يعوا الدروس التي يشهدها العالم العربي ، ويريدون تدمير مصر التي عرفناها دائما بأنها قائدة الامة نحو الوفاق والوئام .
نقول ( نحن خير أمة أخرجت للناس ) ونحن اصبحنا أضحوكة ولعبة تتلاقفها إيران من جهة وأطماعها التوسعية على حساب العرب ، تدعم هذا وذاك في وقت واحد ، وتتلذلذ في قتل أبناءنا وتدمير مدننا ، وكأنها تنتقم لثأر قديم من العرب ، وبعد أن عجزت في تحقيق هدفها في حربها ضد العراق ، هذه المرة جربت استغلال ضعف العرب ، لتذبحهم بايدي ابنائهم واموالهم .
نقول ( نحن خير أمة أخرجت للناس ) ونساعد السلطان أردوغان على تحقيق حلمه السلطاني في استعادة الامبراطورية العثمانية مستغلا الانقسام العربي ، ليحرك أذنابه فينا ممن خدعوا بمواقفه وشخصيته ، وينفذون مآربه ومساعدته في تحقيق أهدافه الاستعمارية حتى وإن كان على حساب العرب وآلامهم ، التي استغلها أيضا في تصفية حساباته مع الاوربيين على حسابها .

فيا ايها العرب افيقوا ، وإن افقتم فوعوا ، وإن وعيتم فانتفعوا ، فإن من عاش مات ، وإن من مات فات ، فلم نعود ( خير أمة أخرجت للناس ) لأننا لم نعد نأمر بالمعروف ، وننهي عن المنكر ، ونكرنا معروف الله علينا ، واصبحنا أهلا للمنكر ، نقترف الجرائم باشكالها وتنوعها ، راحتنا في سبي نسائنا ، وحاجتنا نقضيها مع نساء جيراننا ، وتسليتنا في جز رقاب المسلمين كجز الشاة عند العيد .. ومتعتنا في تآمرنا بعضنا على بعض ، بغض النظر عما سيؤول عليه هذا التآمر من خراب ودمار وتهجير وتدمير ، ابناؤنا شردوا ، وقتلوا ، ونحن نتفرج ، مدننا وبلداننا اصبحت خرابا ، ونحن سعداء بما نحن عليه ، نفاقنا يسير بنا الى الهاوية النهائية ، واسيادنا يتفرجون علينا ، مزدانين بالسعادة والفخر والسمو ، لأننا نحقق مبتغاهم بأيدينا وأموالنا .
وبكل صراحة وشفافية فلم يعد المشهد في المنطقة العربية مسرا ، ولا يبشر بخير ، فالصور القاتمة فيه تدفعنا نحو مزيد من الاحباط ، فالحقيقة تؤكد سقوطنا في براثن الاحباط والفقر والجهل والقهر والاستبداد والتخلف والاستسلام هي حالة عامة تئن من وطئتها الشعوب العربية ، والهجمة الخارجية الشرسة تجعل الوضع العربي الراهن اكثر هشاشة وضعفا وقابيلة للاختراق والانصياع نحو رغبات جيرانها ومطامع القوى الكبرى ..



#كريم_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أيها العراق العظيم ، أبناؤك يذبحوك
- عندما يكذب أردوغان !
- باول وكيري غطاء لبالوعة واحدة
- أردوغان يستعين بالماسونية
- بين الإرهاب المصري والكباب التركي
- قولوا ما شئتم عن بوتين ... وموتوا بغيضكم
- العبادي - إجه يكحلها .. عماها ...
- اللي ختشوا ماتوا !!!
- في الازمة التركية الروسية .. عندما يكذب الرئيس !!
- العذر التركي أقبح من الذنب
- رسالة الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
- محللو ( الصدفة ) السياسيين ، إلى أين ؟؟
- الفلافل .. ودورها في حياة العراقيين
- أمريكا ، لو ألعب ، لو أخرب الملعب
- شر بلية أمريكا ما يضحك
- بوتين يُفهِمُ الغرب لغتهُ
- ماذا بعد التغيير يادولة رئيس الوزراء
- الفساد في وزارة التعليم العالي مرة أخرى
- الزمالات الدراسية الروسية .. ومافيات وزارة التعليم العالي ال ...
- ايران وأمريكا وإسرائيل .. ومهزلة المفاوضات النووية


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - ولازالنا نقول .. نحن خيرَ أمةٍ أُخرِجت للناس