أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - تأملات في الواقع الحزبي والسياق السياسي الحالي















المزيد.....

تأملات في الواقع الحزبي والسياق السياسي الحالي


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 5321 - 2016 / 10 / 22 - 04:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأملات في الواقع الحزبي والسياق السياسي الحالي
محمد إنفي
نقصد بالواقع الحزبي الخارطة السياسية التي أفرزتها الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر 2016؛ ونقصد بالسياق السياسي المشاورات الجارية حاليا لتشكيل الحكومة الجديدة.
وسوف نقتصر، في تأمل هذا الواقع، على الوضع الحالي لأحزاب الصف الوطني الديمقراطي والتقدمي دون غيرهم من الأحزاب التي تؤثث المشهد السياسي المغربي؛ وذلك لاعتبارات سياسية ومنهجية.
حين نتأمل النتائج التي حصلت عليها الأحزاب الوطنية الثلاثة المنتمية للكتلة الديمقراطية المنهية الصلاحية، نجد أنها كلها تراجعت في نتائجها مقارنة مع ما حصلت عليه من مقاعد في الانتخابات التشريعية لسنة 2011؛ ويتساوى في هذا الأمر من كان في الأغلبية ومن كان في المعارضة.
ولهذا الأمر أهمية بالغة في التحليل وفي تحديد حيثيات القرارات السياسية المرتقبة وتقدير تبعات هذه القرارات، إن إيجابيا أو سلبيا، على الوضع الداخلي لكل حزب وعلى الوضع السياسي العام بالبلاد.
فإذا أخذنا نتائج كل حزب على حدة، سوف نرى أن الخسارة، وإن بنسب متفاوتة بعض الشيء، كانت فادحة. فحزب الاستقلال- الذي شارك في حكومة بنكيران الأولى، ثم خرج إلى المعارضة بعد مؤتمره الوطني السادس عشر الذي اختار السيد "حميد شباط" أمينا عاما له- تقهقر من المرتبة الثانية إلى المرتبة الثالثة بفقدانه 14 مقعدا مقارنة مع 2011.
أما الاتحاد الاشتراكي- الذي اختار المعارضة، في سنة2011، بناء على تقييمه لنتائج صناديق الاقتراع، التي اعتبرها بمثابة رسالة له من المواطنين لمغادرة سفينة التدبير والعودة إلى صفوف المعارضة، خدمة للوضوح الإيديولوجي وللفرز المنهجي والفكري بين المشروع المجتمعي الاشتراكي الحداثي والمشروع المجتمعي المحافظ؛ وهو الاختيار الذي زكاه المؤتمر الوطني التاسع- فقد خسر أكثر من 40 % من مقاعده وحصل بالكاد على العدد الذي يسمح له بتكوين فريق برلماني (20 مقعدا). وتراجع من الرتبة الخامسة التي تدحرج إليها سنة 2007 (بعد أن كان يحتل المرتبة الأولى سنة 2002)إلى الرتبة السادسة.
وفيما يخص حزب التقدم والاشتراكية الذي اختار، في سنة 2011، المشاركة في حكومة بنكيران، فقد خسر هو أيضا مالا يقل عن 40 % من مقاعده؛ إذ لم يعد يتوفر حاليا إلا على 12 برلمانيا، بينما كان له فريق برلماني من 20 عضوا في الولاية السابقة.
ومن شأن الوضعية الحالية لأحزاب الصف الديمقراطي والتقدمي في الخارطة السياسية المغربية أن تزيد الوضع، بالنسبة لهذه الأحزاب، غموضا ولبسا وتجعل التحليل أكثر تعقيدا وصعوبة؛ مما يجعل أي قرار يتخذ في هذا الاتجاه أو ذاك لا يعدو أن يكون مغامرة غير محسوبة (أو محسومة) العواقب. فليس هناك عنصر ملموس واحد قادر على أن يرجح الكفة لصلح هذا الرأي أو ذاك وييسر، بذلك، اتخاذ القرار المنظور. بل، العكس هو الصحيح؛ ذلك أن المعارضة والمشاركة تساوتا في مفعولهما السلبي على الأحزاب المعنية؛ إذ لا المعارضة حسَّنت من وضعية حزبي الاستقلال والاتحاد ولا المشاركة استطاعت أن تضمن لحزب التقدم والاشتراكية تحسين نتائجه أو الحفاظ على مكانته، على الأقل.
وهو ما يعني أن كل دفع في اتجاه المشاركة أو في اتجاه المعارضة لن يجد في النتائج المحصل عليها ما يمكن الاستناد عليه للمرافعة لصالح هذا الموقف أو ذاك. وبمعنى آخر، فلن يجد أي طرف مبررات مقنعة في الواقع الحالي للتنظيم الذي يريد أن يدافع عن مشاركته في الحكومة أو عن انخراطه في المعارضة؛ ذلك أن نتائج الاستحقاق الأخير قد أبطلت كل مبرر من هذا القبيل.
فماذا بقي إذن من مبررات للدفاع عن المشاركة أو المعارضة؟ بالطبع، لن تنعدم المبررات تماما. فكل فريق، داخل كل تنظيم، سيجد له ما يكفي من مسوغات لتبرير موقفه. فمن مع المشاركة، سيبحث عما سيقوي به موقفه؛ ومن مع المعارضة سيقوم بنفس الشيء. وسيكون النزال في الأجهزة التقريرية، ما لم يتم تفويض الأمر للأجهزة التنفيذية.
وأتصور أن القرار لن يكون سهلا ودورات البرلمانات الحزبية لن تكون فسحة والقيادات الحزبية لن تكون في راحة. أو على الأقل، هكذا أتصور الأمر بالنسبة للاتحاد الاشتراكي الذي يعنيني، بالأساس.
من مبررات المشاركة في الحكومة، التي بدأ يلوِّح بها البعض، هي المصلحة العليا للوطن. لكن هذا التبرير لا يصمد أمام التحليل؛ بل يبدو واهنا وغير مقنع؛ ذلك أن مصلحة الوطن يمكن خدمتها بالمعارضة أيضا. فخدمة الوطن لا تقتصر على المشاركة في الحكومة. وخير مثال على ذلك الاتحاد الاشتراكي الذي يشهد له التاريخ بدوره الريادي والفعال في هذا المجال.
ومن بين المبررات التي يقدمها المدافعون على الانخراط في المعارضة، مصداقية الخطاب. والمقصود بمصداقية الخطاب هو احترام التعهدات والقرارات والمواقف السابقة، أو على الأقل تجنب السقوط في نقيضها. والمقصود بالمصداقية، أيضا، هو الحفاظ على الهوية الإيديولوجية والفكرية. وبدون ذلك، سيعم الخلط وتكتسب مقولة "أولاد عبد الواحد كلهم واحد" نوعا من المصداقية؛ الشيء الذي سيزيد من أسباب العزوف السياسي ويغذي الشعور بالنفور من الأحزاب. وهو، حسب هذا التوجه، أخطر ما يمكن أن يهدد الحياة الحزبية والسياسية ببلادنا.
وإذا كان لكل توجه مبرراته وتبريراته التي قد لا تخلو، من جهة، من التطلعات الشخصية ومن المَسْحَات الذاتية، ومن جهة أخرى، من الوجاهة والسداد، فالمطلوب هو وضع كل هذه المبررات في ميزان المستقبل السياسي، ليس للأشخاص، بل للتنظيم الحزبي المعني. وحيث ما مالت كفة الميزان، فثمة القدر الكافي من الصواب والحد المطلوب من المعقولية والمقبولية في قرار بمثل هذه الأهمية. وعلى كل، فلن يكون هناك قرار يرضي الجميع، كيفما كان هذا القرار.
وأتصور أن الأمر سيكون أعقد بالنسبة للاتحاد الاشتراكي لاعتبارات كثيرة، ليس أقلها ما جاء في البيان السياسي العام للمؤتمر الوطني التاسع فيما يخص التحالفات السياسية المستقبلية. فقد أكد البيان المذكور أن مهمة "تدقيق التحالفات السياسية في المستقبل، في انسجام مع مرجعيتنا الاشتراكية الديمقراطية وخطنا السياسي وقيمنا الحداثية التقدمية، أصبحت مهمة أساسية، مبدئية، لا يمكن تحت أي مبرر من المبررات الاستهانة بها أو القفز عليها، كما لم يعد مقبولا السقوط مجددا في سوء تقدير بخصوص نتائجها على الوعي الجماعي وعلى مهام فرز القوى السياسية بشكل موضوعي ومفهوم".
لقد حاولت أن أقارب واقع أحزاب الصف الوطني الديمقراطي والتقدمي، على خلفية ما أفرزته الانتخابات الأخيرة من نتائج، بنوع من الحياد والموضوعية، مستحضرا الصعوبات والتوجهات الممكنة. حاولت، قدر الإمكان، أن لا أميل لأي موقف ولا أنحاز لأي توجه، رغم أني لست من أنصار الحياد في المواقف.
واعتبارا لانتمائي الحزبي، فقد استنكفت عن إبداء أي رأي شخصي في شأن موقفي حزب الاستقلال وحزب التقدم والاشتراكية. أما فيما يخص حزب الاتحاد الاشتراكي، فأحتفظ برأيي لحين انعقاد جهازه التقريري. وإلى ذلكم الحين، كل المودة والتقدير لكل من يقرأ هذه المساهمة (المتواضعة) في مقاربة جانب من الواقع السياسي المغربي على ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة.



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -محمد الناجي والدرجة الصفر في التحليل-: كبوة جواد أم تجلِّي ...
- في ديمقراطيتنا، شيء ما غير طبيعي وغير منطقي: قراءة في نتائج ...
- على هامش استحقاق 7 أكتوبر: قراءة في نسبة المشاركة
- الاتحاد ليس دكانا انتخابيا
- يمهل ولا يهمل ! فاللهم لا شماتة !
- في أفق استحقاق 7 أكتوبر: حتى لا ننسى وحتى لا نخطئ الهدف
- العزوف والمقاطعة والرشوة الانتخابية
- وأخيرا، بنكيران يدخل عالم المصطلحات السياسية!!
- في رئاسة الحكومة، لن يكون هناك أسوأ من بنكيران!!!
- الاتحاد الاشتراكي وبيداغوجية الممارسة الديمقراطية
- هلموا ! هلموا للتبويقة والسكرة والجنس والقمار والنفوذ..الحلا ...
- إنهم يمهِّدون لصناعة الدولة الفاشلة
- للغة مكرها الفضَّاح يادعاة التأسلم
- حزب العدالة والتنمية وتمييع الخطاب السياسي
- فتاوى مثيرة للقرف: أحمد الريسوني نموذجا
- حصيلة حكومة بنكيران : وكان أمرها فُرُطًا !!!
- عن آفة ردم التاريخ الشخصي ودكِّه
- العدالة والتنمية وتدبير الشأن العام بمنطق السَّفه
- تجار الدين والاستثمار في الغفلة
- الاتحاد الاشتراكي واستعادة المبادرة في الفكر و الثقافة


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - تأملات في الواقع الحزبي والسياق السياسي الحالي