أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة عرابي - تأملات في الثقافة الشعبية















المزيد.....


تأملات في الثقافة الشعبية


أسامة عرابي
(Osama Shehata Orabi Mahmoud)


الحوار المتمدن-العدد: 5296 - 2016 / 9 / 26 - 10:35
المحور: الادب والفن
    


تأملات في الثقافة الشعبيَّة
أسامة عرابي
يُعنى"عبد الحميد حواس"الباحث في الثقافة الشعبيَّة في جهوده النظريَّة والميدانيَّة بالإبانة عن دور الثقافة الشعبيَّة في تأسيس النهضة الحديثة،وفي توطين النوع الروائي وفي توطين السينما في مصر وفي كيفية الإفادة من الموسيقى الفولكلورية في علاقتها بالتغيُّرات الاجتماعيَّة وتجادُلِها معها،وهو ما قام بدرسه ومعالجته علميًّا من خلال تناوله،مثلًا، رواية"حُسن العواقب"ل"زينب فواز"التي سبقت زمنيًّا رواية"زينب"للدكتور"محمد حسين هيكل"في تأسيس أول رواية عربيَّة حديثة،وفي اعتمادها على جماليَّات السيرة الشعبيَّة وطرائقها البلاغيَّة،وعلى بنيتها الهيكليَّة في إنشاء حبكتها وتجسيد أشخاصها وأحداثها،وكذلك في السينما بما تنطوي عليه من قيم اجتماعيَّة وجماليَّة تربطهما بواقعهما وانشغالات راهنهما،عاملة"الثقافة الشعبيَّة"على تجذير وجود فنِّ السينما في تربتها الثقافيَّة المصريَّة،وتفاعلها مع المستجدات التي تتحرك في غمارها.لهذا ينطلق"عبد الحميد حواس"في درسه البحثي من إيمانه العميق بحيوية الدور الذي ينهض به"العمل الثقافي"في"تحرير التركيبة الثقافية القائمة،وتجديد معالمها،وفتح آفاقها على غدٍ أكثر رشدًا وجمالًا"وفق تعبيره.الأمر الذي يقتضي تفكيك تراتبية قيم المجتمع،ودراسة بُناه المختلفة،وتطبيق منهجية النقد التاريخي على تراث الماضي؛بما يٌتيح لنا إعادة طرح الأسئلة القديمة في ضوء جديد،والتصالح مع العقل،وتنظيم المعرفة عبر ممارسة علمية تراكمية تعي طبيعة مأزِق تطورنا الاجتماعي والاقتصادي،وتخلفنا السياسي والثقافي،وعلى نحوٍ يُفضي إلى تحوُّلٍ في الذاكرة الجماعية،وإلى ترسيم تموقعنا ضمن صيرورةٍ وتصوُّراتٍ أخرى.لهذا توقَّفَ"عبد الحميد حواس"طويلًا عند فكر النهضة ومشروعها التحديثي في سعيهما إلى تحرير البلاد من التبعية الخارجية،وتوسيع هامش الحرية المحدود،محاولين فتح ثُغرةٍ،ولو صغيرةً،في جدار التاريخ المسدود،حالمين بالإفادة من القيم الليبرالية والديمقراطية وتشكيل رأي عامٍّ مستنير،أو بتعبير الشيخ"حسن العطار"أستاذ"رفاعة رافع الطهطاوي":"إن بلادنا لابدَّ أنْ يتغيرَ حالها،ويتجدَّدَ من المعارف ما ليس فيها".ومن ثَمَّ؛جاءت دعوة"الطهطاوي"إلى ضرورة إنتاج معرفة تتوخى مصلحة الناس أنَّى تكنْ خدمةً للوطن"وطرائق خدمته عديدة،وكلها سديدة مفيدة،وأدناها يرجع إلى تحريض مَنْ يعي"،مقسِّمًا التاريخ إلى مراتب ثلاثٍ:مرتبة الهمل المتوحشين،ومرتبة البرابرة الخشنين،ومرتبة أهل الأدب والظرافة والتحضُّرِ والتمدُّنِ والعُمرانِ؛ما يعكس فهمه المتقدِّمَ لماهيَّة"الثقافة"،ودور العقل في الترقي والنهوض بوصفه"آلة الفكر وأداة النظر،وهو الروح البشرية التي هي عبارة عن الفكر والإدراك".وبذلك عمد التنويريون الأوائل إلى التوعية بأهمية تقديم ثقافة جديدة للتغيير تقوم على العلم والحرية؛من أجل تقويض الاستبداد الذي يقف عقبة كئودًا أمام التنمية والتقدُّمِ الاقتصادي والاجتماعي والثقافي،وربط بلادنا بالعصر وتحوُّلاته الكبرى،ونشوء الدولة المفتوحة على المجتمع والمتكاملة معه.لكن عقل فكر النهضة عانى من ازدواجية مُرعبة-على نحو ما يذهب جورج طرابيشي-فقد كان عليه "أن يُمارس نقد الذات،ونقد تخلُّفِ الذات أمام تقدُّم أوربا.ونظرًا إلى أن التقدُّمَ وفد من الخارج في شكل غزوٍ استعماري،فقد اضطرَّ أيضًا إلى أن يتخذ موقفًا دفاعيًّا عن النفس،فكان-في آنٍ واحدٍ-عقلًا نقديًّا تُجاه الذات،وعقلًا دفاعيًّا نحو الآخر؛فكان يُدافع باليمنى،عمَّا ينقله باليسرى؛ومن هنا لم يستطع فكر النهضة أن يُؤديَ وظيفته التاريخية إلى آخر الشوط،وما استطاع أن يكونَ جِذريًّا في نقده".لكن"عبد الحميد حواس"في كتابه"أوراق في الثقافة الشعبية"بجزأيْه،يلفت نظرنا إلى أنَّ سعي رجال النهضة إلى بناء"ثقافة وطنية"(تطلَّبَ منهم العمل على محوريْن:إزالة الهيمنة التي تفرضها الثقافات الأجنبية سواء العثمانية أو الأوربية،وحل الازدواجية الثقافية المحلية بين"ثقافة عالِمة"تُمارسها النخبة المُتعلِّمة وتُكسبها الدوائر المتنفِّذة سلطة الثقافة الرسمية،و"ثقافة شعبية"تتصل بعموم الناس في الريف والبادية والحضر).لذا كان"الطهطاوي"حريصًا على إبراز حاجة مصر إلى التمدُّنِ،والأخذ بالعلوم الحديثة القائمة على"معرفة الحقائق والإقدام عليها"،وذلك"لأحوال المنافع العامة الملائمة لمزاج الوقت والحال"،وإقرار مبادئ الحرية والمساواة بين الناس؛حتى يكون "الوطن محلًّا للسعادة المشتركة بيننا،نبنيه بالحرية والفكر والمصنع".لهذا كان لنظرات"الطهطاوي"الاجتماعية،ولدعوته إلى أنْ"تتشبث الحكومة بكليَّات المصالح الوطنيَّة"،وأنْ يُؤسَّسَ النظام السياسي"على العدل والأمانة وخلوص النيَّة المتقوِّم منها الحق"كما جاء في كتابه"مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية"،وأنْ يتزوَّدَ العالِم بالعلوم الأدبيَّة التي تُيسِّر له"أنْ يكسو العلوم الحقيقيَّة طلاوة حِليَّة"كما ورد في كتابه"المرشد الأمين للبنات والبنين"،كان لها دورٌ في التفاته إلى أهمية التراث الشعبي،في إطار تاريخية حركة المجتمع،وتغيُّر أنساق العلاقات فيه؛بما يترك أثره على وعي الفنان الشعبي،وعلى رؤيته للعالم من حوله.وهو ما رصده"عبد الحميد حواس"في غير موضعٍ ومكان من كتابي الطهطاوي "تخليص الإبريز في تلخيص باريز"وفي"قلائد المفاخر في غريب عادات الأوائل والأواخر"،وفي نُبذتيْه عن"الإسكندر الأكبر،وعن الميثولوجيا، مُعيدًا التأكيد عليه"في مقدمة"بداية القدماء وهداية الحكماء"،فضلًا عن تشديده على"أهمية السياق الاجتماعي للظواهر،وفهم وظيفتها بالنسبة إليه،على نحو ما بدا في معالجته رسالة"البدع المتقرِّرة في الشيع المتبربرة"التي كتبها إجابة عن سؤال حول الانتساب للأم وامتداد خط التوارث عبر البنات،على النحو المعروف في العادات الاجتماعية التي كانت منتشرة لدى بعض المجتمعات التقليدية في السودان"على حدِّ قوله.غير أن"عبد الحميد حواس"يُبادر فيقول:ومهما يكنْ من أمر هذه المبادئ والتوجهات في النظر إلى مكونات الثقافة الشعبية،فإن موقف الطهطاوي منها لم يكن موقفًا خاصًّا بالرائد الأكبر للنهضة الحديثة،وإنما كان بلورة وإبرازًا لمنجزاتٍ اكتسبتها حركة النهضة الحديثة في مسعاها لتأسيس ثقافة وطنيَّة ناهضة"،أي أن النهضة لم تبدأ مع الطهطاوي،بل كانت لها إرهاصاتها السابقة عليه،ودينامياتها الداخلية الفاعلة والمتنامية على طول حلقات الحركة الوطنيَّة المصريَّة،والتي برز منها شعار"مصر للمصريين"الذي رفعه الشيخ"أحمد الدردير"في هبَّة يناير 1786في الردِّ على مظالم المماليك والعثمانيين،وأرَّخ لها"عبد الرحمن الجبرتي"الذي حَرَصَ على تأكيد هُويتها المصريَّة وتوجهها الوطني،ثم جاء الطهطاوي ليبلورها ويُعمِّقَ محتواها الفكري والثقافي.بَيْدَ أن"مسار النهضة الحديثة في الشأن الثقافي لم يكن منتظم الخطى المتوالية التصاعد في التقدُّم،بل اعترضته معوِّقات ومحبِطات،شأنه شأن المسارات الأخرى:السياسيَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة،زدْ عليها تعقيدات التوجُّهات الفكريِّة المتباينة"كما يرى"عبد الحميد حواس"؛في إشارةٍ إلى نظام التبعية الذي عاشت مصر في كنفه،وارتكز على طبقة الملاكين العقاريين الكبار والبرجوازيين الكبار،الذين نموْا تحت ضغط المُحتل البريطاني ووفقًا لأهدافه في دمج البلاد بالسوق الرأسماليَّة العالميَّة؛مما أفضى إلى وقوع الشعب المصري تحت وطأة القهر السياسي والقمع الثقافي والاستغلال الاقتصادي.لذلك أخذ مسار النهضة"شكل النبضات والوثبات لا الشكل الخطي المستمر"بتعبير"عبد الحميد حواس"،حاصرًا موجتها الثانية"عشية الثورة العُرابيَّة التي تمثَّل إنجازها الثقافي في أعمال أبرز ممثليها عبد الله النديم"،وموجتها الثالثة في ثورة 1919،وموجتها الرابعة في"جيل 1946العظيم من الوطنيين الديمقراطيين والثوريين الذي استمرَّت ثمار عمله،وعايشنا فاعليتها حتى ستينيات القرن العشرين". ومن ثَمَّ؛فالتقدم ليس خطيًّا مستقيمًا مستمرًّا إلى مالانهاية،بل منكسر..منقطع،أو متعرِّج..ملتوٍ.وقد نقدَ علماء الإبستمولوجيا فكرة التقدُّم الخطي،وقالوا إن التقدُّم لا يعرف الاستمراريَّة والتواصليَّة،وإنما يحدث عن طريق القطيعة،أو الوثبة المباغتة،أو الطفرة النوعيَّة،وفق مصطلحات علماء البيولوجيا،وهو ما أكده نشوب الحربيْن الكونيتيْن الأولى والثانية.وقد لعب"عبد الله النديم"دورًا محوريًّا في النهضة على الصعيد الثقافي؛فلم يكن مجرد زجالٍ وشاعرٍ وكاتبِ مسرحٍ ومحرِّضٍ سياسيٍّ وخطيبٍ للثورة العُرابيَّة ومؤسِّسٍ للجمعيَّات والصحف الوطنيَّة وثوريٍّ محترفٍ،بل كان بتعبير"عبد الحميد حواس""وعيًا في حالة صيرورةٍ متنامية،وهو وعي شخصيَّة واحدة متكاملة،وإن كانت تنضج من خلال الممارسة وبواسطة الجدل بين الخبرات والمعارف التي يكتسبها وبين مجريات الواقع المعيش"،غير أنه"وعيٌّ ينتقل من الحسّ المشترك العام ومجرد تحقيق الخلاص الفردي،ليغتنيَ بنتائج خبرته المتراكمة؛فيسعى نحو تحقيق فاعليَّة جمعيَّة تهدف إلى تحرير الوطن؛فتعمل على إذكاء وعي أبنائه وجمع إرادتهم وإطلاق طاقاتهم لإقامة مجتمع بديل أكثر رشدًا وأوفر كرامة".لهذا بنى"عبد الله النديم"حياته الشخصيَّة ومواقفه العامَّةَ على الرفض"لما هو قائم والنهوض لتغييره،يُحفزِّه دومًا دافع التحرير"،بَيْدَ أنه"تحرير ذو مظاهر ثلاثة متكاملة:تحرير الفرد،وتحرير العقل،وتحرير الوطن"كما يرى"عبد الحميد حواس"ألم يكنْ ركنًا ركينًا في جماعة ضمَّت:محمد عبيد وطلبة عصمت ويعقوب سامي ومحمود فهمي وعلي الروبي؛ممنْ نادوْا بتحرير الإرادة المصرية والاستقلال الوطني والديمقراطيَّة والعدالة والتحديث؟ لذلك"عندما توفَّر النديم على العمل الثقافي لم يكن حسب حرفةٍ يُزاولها؛بل لأنه سبيل لتحرير العقل واستنهاض إرادة التغيير الجماعيَّة"وفق"عبد الحميد حواس"الذي رأى أن"النديم"التقى"على صعيد العمل الثقافي مع رواد النهضة،وافترق:التقى مع"المثقفين الوطنيين"منهم الذين اتجهوا إلى العمل الثقافي باعتباره الحلقة الرئيسة في تجميع الوعي بالوطن وحفز أبنائه على تجديد أركانه،وافترق عنهم بحكم تكوينه وممارسته؛ونتيجة لفهمه المختلف لطبيعة المرحلة والمهام التي يجب إنجازها،سواء في مواجهة الأوضاع الداخليَّة أو في التصدي للسيطرة الأجنبيَّة؛وبسبب نظرته المُغايرة لتوجُّهات العمل الثقافي ولأساليب التوصيل ولنوعيَّة الجمهور الذي يبتغي الوصول إليه"؛فقد كان حلمه الأكبر التواصل مع"الكل الوطنيّ"من أجل"تعزيز الهُويَّة الثقافيَّة الوطنيَّة المُهدَّدة باجتياح خارجي والمُعاقة باستبداد داخلي"على حدِّ تعبير"عبد الحميد حواس".الأمر الذي حدا ب"عبد الله النديم"إلى"الاعتراف بالازدواج اللغوي القائم في الواقع المعيش؛فتجاورت العاميَّة مع الفصحى في كتاباته،بوصفهما أداتيْن تُؤمِّنان مضاعفة التوصيل وشموله،وإن كان قد اعتبر العاميَّة أداة لغويَّة مؤقتة في سبيلها إلى الزوال مع انتشار التعليم وارتقائه والتشارك في ثقافة وطنيَّة واحدة".ومع بزوغ ثورة 1919،تهيأ المناخ لخلق أدب وطني مصري أشاعته"المدرسة الحديثة"التي رأت أنْ لا استقلالَ سياسيًّا دون استقلال فكري يُؤكِّد خصوصيتها وقدرتها على التفاعل الحر الخلَّاق في مجال الأدب والموسيقى والعمارة والرقص،وصكَّ أحد زعمائها"أحمد خيري سعيد"مبدأ"فلتحيا الأصالة،فليحيا الإبداع،فليحيا التجديد والإصلاح"،وأسَّس مع رفيقه"محمود طاهر لاشين"مجلة"الفجر"عام 1925،حاملة شعار"صحيفة الهدم والبناء"،عاملة على خلق أدب قومي حديث يسعى إلى"تدميرالفاسد والرجعي،وإقامة المفيد والضروري"،آخذة ب"النهج الواقعي"بديلًا من التراث القديم والرومانسيَّة والدعوات الأخلاقيَّة الوعظيَّة.ويروي"يحيى حقي"في كتابه"فجر القصة المصريَّة"كيف دفعت ثورة 1919"محمد تيمور"و"حسين فوزي"إلى نقل مكان لقاءاتهما من قصر"عائلة رشيد"المنيف إلى"مقهى كوزموجراف"الذي عُرفَ ب"مقهى الفن"في شارع عماد الدين؛حيث انضما إلى"أحمد خيري سعيد"و"محمود طاهر لاشين"،وبدا الأخوان الأرستقراطيان"محمد ومحمود تيمور""أكثر غيرة على تصوير النهم الكريه للأغنياء وإملاق الفقراء"بتعبيره،عامليْن على حل مشكلة ازدواجية اللغة في مصر والبلاد العربيَّة من خلال"رسم الشخصيَّات بحيث تستخدم نفس التعبيرات التي يستخدمها الناس في الحياة الواقعيَّة"على نحو ما يذهب"حسين فوزي".إلَّا أن"محمد تيمور"استخدم الفصحى في حوار قصته"ما تراه العيون"،والعاميَّة في كتابه"مسرحيَّات مصرية معاصرة".لكن انحياز"محمود تيمور"الأكبر كان إلى جانب الفصحى،مع ميله إلى"استخدام بعض الكلمات والعبارات العاميَّة في حالة الضرورة"حسب تعبيره،واستمرَّ"يحيى حقي"و"حسين فوزي"يكتبان حواراتهما بالعاميَّة.غير أن"محمود طاهر لاشين"عاد إلى الفصحى في قصصه الأخيرة،"بعد مرحلة وسيطة حاول خلالها أنْ يُعطيَ أعماله لمسة أكثر واقعية بالتصوير العامي بحريَّة"بتعبير د.سيد حامد النسَّاج في"تطوُّر فن القصة القصيرة في مصر".وبذلك تجاورت العاميَّة والفصحى في التعبيرعن الشعور القومي والتطلُّعات الوطنيَّة المعادية للإمبريالية البريطانية لدى جماهير متزايدة الاتساع بفضل ثورة 1919؛وراحت تُغني"اسلمي يا مصر إنني الفدا/ذي يدي إنْ مدَّتِ الدنيا يدا"؛وهو النشيد الذي ألَّفه"مصطفى صادق الرافعي"،ولحَّنه"صفر علي"،جنبًا إلى جنب مع نشيد"أنا المصري كريم العنصرين/بنيت المجد بين الإهرمين"الذي وضعه"بيرم التونسي"،ولحَّنه وغناه"السيد درويش"،ولم تُحسم الغلبة لأيهما"الفصحى والعاميَّة"؛لأن الإطار الذي كان يتحرك فيه حزب الأغلبيَّة"الوفد" كان إطارًا سلفيًّا إصلاحيًّا يُتيح للبرجوازية الكبيرة المصرية أن تُسخِّر الحركة الوطنيَّة لأغراضها،مُثبِّطًا كل مبادرة جماهيرية مستقلة.لهذا جاءت انتفاضة 1935الطلابيَّة رافدًا حيويًّا في مسيرة الحركة الوطنيَّة المصريَّة ،يُؤكِّد عمق ارتباطها بالجماهير الشعبيَّة،وأهميَّة العمل السياسي المستقل عن الأحزاب التقليدية كالوفد،أو الفاشيَّة كجماعة الإخوان المسلمين وحزب مصر الفتاة،مُوجِّهة الأنظار صوب الثقافة الشعبيَّة ومخزونها الحضاري الضارب في جذور المجتمع،فصدر إبَّان هذه الفترة كتاب جِدّ مهم هو"تاريخ أدب الشعب"ل"حسين مظلوم رياض"و"مصطفى محمد الصباحي"في يناير 1936؛ما أدى إلى ترسيخ دورها"الثقافة الشعبيَّة"في مشروع التحرُّر الوطني.وعلى هذا النحو،أتت انتفاضة فبراير 1946التي قادتها"اللجنة الوطنيَّة للطلبة والعمال"امتدادًا وبلورة لانتفاضة 1935،وتعميقًا لشعاراتها القاضية بالارتباط الوثيق بين القضيَّة الوطنيَّة والقضيَّة الاجتماعيَّة؛وذلك عبر شعاراتها التي نادت ب"يسقط الباشوات السمان،المفاوضة طريق الخيانة،الكفاح بالسلاح،أين الكساء يا ملك النساء؟"،وكان لهذه الرؤية انعكاساتها في الثقافة الشعبيَّة التي تبدت فيها طبيعة التناحرات الاجتماعيَّة،وتشيؤ الروح الإنسانيَّة،مُبرزة الدور المحوري الذي أُنيط بالحركة العماليَّة في مصر الحديثة،وهو دور مزدوج:من حيث دفاعها عن مصالح العمال أنفسهم،والدفاع عن مصالح الوطن عامة،في مواجهة الحكم الفردي المطلق والإمبرياليَّة الغربيَّة،أو بتعبير"عبد الحميد حواس"في مقالٍ له عن"زكريا الحجاوي..حضوره المتجدِّد":"وفي تدافع العمل الوطني والثقافي المحتدم،تجمعت كوكبة من الكُتَّاب والفنانين والمفكِّرين ،والناشطين والسياسيين والاجتماعيين،يُمكن أن نُطلق عليهم"جيل 1946"،برغم تفاوت أعمارهم وتباين المجالات التي نشطوا فيها،والأعمال التي أسهموا بها،واختلاف مواقفهم وخواتيم مصائرهم.وقد واصلت هذه الكوكبة تراث النهضة المصرية في الدأب على توطين الرؤى والمعارف الحديثة،وفي توطيد ثقافة وطنيَّة ناهضة"،ويُضيف قائلًا:"غير أن عمل هذه الكوكبة تمايز عن عمل الرعيل السابق؛بأن تشعبت اجتهاداتها وتنوعت كي تُغطيَ مجالاتٍ،وتمتدَّ إلى أنواعٍ من الإنتاج،وتُقدِّمَ مداخل منهجيَّة،لم تتطرقْ إليها جهود الآباء المؤسِّسين"،ثم يُتابع بقوله:"لقد كان لجيل 1946إضافاته المميَّزة في مضمون العمل الفكري وفي أساليبه وفي اتساع قاعدته؛مما أحدث نُقلة نوعيَّة في الحياة العقليَّة وفي العمل الثقافيّ".ومن ثَمَّ؛"لانزال نعيش على فيض آثار جيل 1946حتى يومنا هذا"بتعبيره؛بعد أنْ تعددت عطاءاته بين حرصه على عدم الفصل"بين مسائل تحرير الوطن وقضايا تحرير المواطن،ومزاوجته بين العمل السياسي وبين أعمال تغيير الوعي والتثقيف"وفق ما يذهب إليه"عبد الحميد حواس"،حتى إن"أحمد رشدي صالح"الذي رأس تحرير مجلة"الفجر الجديد"لسان حال منظمة"الطليعة الشعبيَّة للتحرُّر"في منتصف عام 1946،هو صاحب الكتاب التأسيسي المعروف باسم"الأدب الشعبي"الصادر في الخمسينيات،كما كان لارتباط الكاتب والفنان الشعبي المعروف"زكريا الحجاوي"بجيل1946علاقة بتعرفه على"مصادر ثريَّة للمعرفة،وبفتح سُبلٍ للحركة والعمل أمامه"كما يرى"عبد الحميد حواس".وهنا تبدو العلاقة واضحة بين"الاهتمام بالثقافة الشعبيَّة وبين مشروع الثقافة الوطنيَّة،والتلازم الطردي بين تصاعد حركة الثقافة الوطنيَّة وبين تنامي الاهتمام بالثقافة الشعبيَّة وتعميقه ومنهجته"بتعبير"عبد الحميد حواس"،الذي حَرَصَ على التمييز بين"مشروع تأسيس ثقافة وطنيَّة مستنيرة"،وبين قيام الدولة بالسيطرة على"النشاط المتسع في مجال الثقافة الشعبيَّة لتضمَّه إلى منظومتها الثقافيَّة والدعويَّة التي تدأب على بثها مستخدمة كل القنوات،وخاصة الوسائط الجماهيريَّة المعاصرة لإشاعة ثقافة حشديَّة"؛وهو ما يردُّنا-وفق رؤيته-إلى"الوضع الصراعي الأوليّ،سواء بالنسبة إلى مشروع الثقافة الوطنيَّة،أو الثقافة الشعبيَّة".ولعلنا نتذكر المعارك الطاحنة التي خاضها الكاتب الكبير"يوسف إدريس"ضد"المجلس الأعلى للفنون والآداب"عامي 1961و1962ورئيسه المرحوم يوسف السباعي؛حين استبعد في مسابقتيْن أدبيتيْن له المسرحيَّات المكتوبة بالعاميَّة؛مما دفع الكاتب المسرحيّ الشهير"نعمان عاشور"إلى الاحتجاج والانسحاب،وكذلك القصص القصيرة ذات الحوار العاميّ،قائلًا له:"باستطاعتكم أنْ تفتخروا بأنكم رعيتم الحركة الأدبيَّة إلى حدِّ الخنق والازدراء والقتل،سلمت أيديكم وشكر الله سعيكم.تُريد الصراحة يا أستاذ يوسف :الجيل المعاصر من الكُتَّاب والشعراء والفنانين في حالة يأس كامل،وكل ما نطلبه هو الرحمة من هذه الرعاية،وأنْ يقدر لنا أنْ يمدَّ أعمارنا إلى أنْ نرى لجانًا أخرى غيورة على الأدب والفن حقًّا"،وأخذ"يوسف إدريس" يُدافع عن"لهجتنا البسيطة السلسة التي نتحدث بها"،وعن"قواعد الحياة وليس عن قواعد النحو"،وخاطبَ"مجمع اللغة العربيَّة"بقوله:"نريد مجمعًا يثق بالشعب وفي صفاء لغته،حتى ولو لم تُوجد هذه اللغة ضمن مأثورات القدماء".ولعل القضيَّة التي أثارها"د.يوسف إدريس"تُثير قضية أخرى تتعلق بنظام يولية والمناخ الذي أشاعه مُفتقرًا إلى الديمقراطيَّة القادرة على احتضان الخلافات الناشئة عن التعدُّد والتنوع،ومفتقدًا قيمتي التواصل والتفاعل كقاعدة رئيسة تُبنى عليها المجتمعات الإنسانيَّة،وتلعب الدور الحاسم في صناعة المجتمع البشري؛ما صادرَ حوارًا ثريًّا كان بمقدوره أنْ يُطوِّرَ مسألة الازدواج اللغوي باتجاه خلق ثقافة وترابط اجتماعي مشتركيْن.لكن "الثقافة الوطنيَّة"عند"عبد الحميد حواس"تكتسب صفتها الوطنيَّة من خلال عملها على محاور ثلاثة"أ-تجميع أبناء الانتماءات الأوليَّة المختلفة(الإقليميَّة،الطائفيَّة،القَبَلِيَّة،العرقيَّة...إلخ)حول مفهوم للاجتماع أرقى،هو مفهوم الوطن،وفكّ انحباسهم داخل هذه الدوائر الضيقة المغلقة.ب-بناء وعي جديد يرى به المواطن لنفسه دورًا في بناء مجتمع هذا الوطن الناهض،وتحرير ذاته مع مواطنيه من القهر الداخلي والعدوان الخارجي.ج-توسيع الجمهور الذي يتبنى هذا الوعي الجديد،ويُمارس مظاهر هذا الوعي ممثلة في مكوناتٍ ثقافيَّة تُعزِّز الهُويَّة الوطنيَّة"،لكن يتعين على"خطاب الثقافة الوطنيَّة أنْ يُحدِّدَ لنفسه منظورًا نحوالثقافة المتواترة بين فئات جمهور الثقافة الجمعيَّة المأثورة ،وأنْ يتخذ موقفًا لكيفية التعامل معها،؛حتى يُؤمِّنَ لنفسه السُّبل التي تُمكِّنه من بثِّ أطروحاته بفعالية؛ولكي يضمن توصيلها إلى جمهوره المبتغى علَّه يتقبلها ويتبناها"حسب منظور"عبد الحميد حواس".غير أن"عبد الحميد حواس"يحرص على استخدام مصطلح"الثقافة الشعبيَّة"،متجنبًا تعبيرات من قبيل"الفنون الشعبيَّة،أو الأدب الشعبي،أو الفولكلور"؛نظرًا إلى"جزئية هذه التعبيرات،وما اعتورها من خلط وتشويش،وما رانَ عليها من ظلال متكاثفة من الدلالات المتحيزة"،بَيْدَ أنه يرى بحق أن"التقابل بين"الثقافة الشعبيَّة"و"الثقافة الرسميَّة"يرمي إلى وضع تمييز أوليٍّ إجرائي"،على الرغم من إدراكه"أن هذا التقابل ليس من النوع البسيط الذي يجعل الثقافتيْن في حالة انفصال حادَّة وقطيعة كاملة،فهذا لا يحدث إلا في حالة الاستقطاب الاجتماعي الشديد،ومن جهة أخرى،فالثقافتان تحكمهما علاقة جدليَّة متفاعلة،أساسها قانون الصيرورة والتغيًّر الدائم"؛إذ إن"ظهور توجُّهات جديدة تسعى إلى نفي القديم السائد وتجاوزه ليس في حاجة إلى تنويه"،وهو ما نلمسه بوضوح"في الثقافة الرسميَّة،خاصة إذا وضعنا في اعتبارنا أنها ليست كتلة ثقافيَّة متجانسة،وإنما تتمايز إلى تيارات واتجاهات".بَيْدَ أن"عبد الحميد حواس"يؤمن دومًا بأن"الثقافة الشعبيَّة ثقافة حيَّة ومتجددة،وإنْ تفاوتَ معدل السرعة في التجدُّدِ من عصرٍ إلى عصر،وكما يسري عليها قانون الصيرورة يسري قانون الصراع بين المتناقضات"؛لهذا وجدَ أنها"تعاني الآن صراعًا بين ما تصطخب به من أفكار وتصوُّرات ومواقف،وخصوصًا مع ما هو مطروح في ساحتها الآن من متغيرات،وما يُبثُّ فيها من أنماط من القيم وتوجيهات السلوك،ومع ما يجري من محاولات الاختراق الثقافي الإمبريالي وما يُغوي به من أنموذج"؛إذ مع"انحسار المشروع الوطني،لا تكتفي مصادر الثقافة الإمبرياليَّة الكوزموبوليتانيَّة باتخاذ الثقافة الجماهيريَّة مطيَّة لها أو قناة للتسلُّلِ عبرها،وإنما عن طريق مواقع متقدمة"مثل محاولتها"إنشاء قناة تلفزيونيَّة تملكها شركات أجنبيَّة أو متعددة الجنسيَّات في كلٍّ من تونس ومصر على سبيل المثال".لذا يحدوه الأمل دائمًا"في أصحاب الثقافة الشعبيَّة،وفي خبرتها التاريخيَّة التي خرجت بها من مثل هذا الموقف الصراعي على مجرى تاريخها الحافل،فتصوغ مُرَكَبًا ثقافيًّا جديدًا ينفي الطالحَ ويُبقي الصالحَ في وحدةٍ أرقى وفق منظور أصحابها ومصالحهم؛لأنها"وحدةٌ ستتجاوز هذا الانقسام الثقافيّ إلى ثقافة موحَّدة لكل الشعب عندما ينتفي هذا الانقسام الاجتماعي". وبذلك يمكن للثقافة الشعبيَّة"أنْ تتمثلَ التغيُّراتِ المستحدثة،وتهضمَ خير ما في المنجزات الإنسانيَّة"،وأنْ"تتحرك حركة جدليَّة صاعدة من ثقافة شعبيَّة إلى ثقافة لكل الشعب.ثقافة تضرب جذورها في أرض مجتمعها،وتُعبِّر عن مصالح القوى الصاعدة فيه،وتُدمج في ذخيرتها أرقى ما في الخبرة الإنسانيَّة".من هنا؛كانت ومازالت الثقافة الشعبيَّة"عند"عبد الحميد حواس"هي الأساس التحتيّ للبناء الثقافي الذي طالَ اختفاؤه عن الدارسين"،وسيظلّ دورها ودور أصحابها قائمًا وموصولًا في"صياغة الثقافة المستقبليَّة،سواء على مستوى الدور الراهن،أو على مستوى الدور الممكن"؛لأن الثقافة الشعبيَّة"ثقافة حاضرة لها دورها الفاعل في حياة الجماعة،وما تنتجه من إبداع ليس مجرد مرآة ساكنة عاطلة،بل تُشكِّل هذه الثقافة حصنًا للمقاومة والصراع ضد الهيمنة الثقافيَّة"،وكذلك دورها في الإصلاح الديمقراطيّ بما تصوغه من"توجُّهات للمواطنين،وما تُكسِبهم من سلوك إزاء قضايا الوطن،وكيفية إدارة شئونه"وفق منظور"عبد الحميد حواس"،"وأداة مكينة في تحقيق التنمية المستدامة التي تتم بالناس ومن أجلهم هم أنفسهم.لذا يتوجب وضع الثقافة الشعبيَّة في الاعتبار كعنصر إستراتيجي في السياسات الإنمائيَّة بأشكالها كافة"على نحو ما يُؤكِّده تقرير التنمية الإنسانيَّة العربيَّة للعام2003.وبذلك يضعنا كتاب"أوراق في الثقافة الشعبيَّة-بجزأيْه"للباحث الرائد الطليعي"عبد الحميد حواس"أمام مشروع حضاريّ جديد يستعيد الفعل الجمعي من براثن الفرديَّة الليبراليَّة الجديدة،منتصرًا للثقافة الوطنيَّة؛"ثقافة التحرير والتنوير"بتعبيره.



#أسامة_عرابي (هاشتاغ)       Osama_Shehata_Orabi_Mahmoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية الخفاء والتجلي في-مكتوب على الجبين-
- الفن التشكيلي المصري وجماليات اللوحة
- د.مصطفى سويف..تاريخ من العلم والوطنية
- ذكريات المستقبل وتفكيك شبكات الوجود
- ثلاثية جلبيري..سؤال التاريخ والذات الكاتبة
- البطالة وسياسات الصندوق والبنك الدوليين


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة عرابي - تأملات في الثقافة الشعبية