أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رفعت عوض الله - استدعاء رئيس الطائفه المسيحيه الى قصر الاتحاديه














المزيد.....

استدعاء رئيس الطائفه المسيحيه الى قصر الاتحاديه


رفعت عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 5259 - 2016 / 8 / 19 - 03:48
المحور: حقوق الانسان
    


استدعاء رئيس الطائفه المسيحيه لقصر الاتحاديه
منذ فتره قصيره ذهب رئيس الطائفه المسيحيه (البابا) ووفد كنسي رفيع المستوي لمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي بطلب من مؤسسة الرئاسة .
جاء الأستدعاء بعد توالي العدوان علي المصريين المسيحيين من قبل مصريين مسلمين في قري المنيا وبني سويف والعامرية ،بل وصل الامر لحد تجريد سيدة مصرية مسيحية من ملابسها
كل هذه الاحداث المأساوية تنطلق بعد سريان إشاعات عن وجود علاقة بين مسيحي ومسلمة ،أوتحويل بيت او مبني لكنيسة .
في كل حادثة من تلك الحوادث التي درجنا علي تسميتها بالفتن الطائفية ،وهي في الواقع عدوان صريح وقح من الأغلبية علي الأقلية ، تأتي قوات الامن بعد ان يتم الترويع والإرهاب والحرق والسلب لبيوت وكنائس المصريين المسيحيين ،واحيانا القتل ،وبعد ذلك يتبني المسؤولون والعائلات المعروفة والقيادات الامنية الدعوة لعقد جلسات عرفية بدعوي إحلال المصالحة والسلام بين طرفي النزاع ، ضاربين بالقانون عرض الحائط ، ممكنين الجناة من الإفلات من العقاب . هي جلسات إذعان وإذلال للمجني عليهم ، وتحريض للجناة علي معاودة العدوان مرة أخري بل مرات ما دام ليس هناك من تطبيق للقانون وعقاب للجناة
تململ المصريون المسيحيون ومعهم جمهور كبير من دعاة الدولة المدنية وإعمال القانون ،وإحترام مفهوم المواطنة ،وصل الامر إلي أسماع المصريين بالمهجر فخططوا لتنظيم وقفة إحتجاجية أمام البيت الأبيض ،ولم تكن الدولة المصرية تريد له الحدوث ،بل أعتبره البعض تدخل في الشأن المصري الداخلي ،وأعتبره البعض الأخر أستقواء بالخارج ،وتشويه لصورة مصر بالخارج ،وأن الداعين للوقفة الأحتجاجية عملاء وليس لديهم أنتماء للوطن الام مصر
ذهب البابا لمقابلة الرئيس ،وكان البابا في اللقاء رئيساً للطائفة المسيحية في مصر ،وعلي رئيس الطائفة تهدئة اتباعه ، واصدار الامر لهم بعدم إحراج الرئيس ولا الدولة من خلال عدم تنظيم وقفات إحتجاجية بالخارج "لم عيالك يا تواضروس " في مقابل ان الدولة لا يرضيها ما حدث ضد أبناءالطائفة المسيحية ،وأنها ستعمل علي تلافي حدوث ما يحدث مستقبلا
هذه هي رؤية وتفكير الدولة المصرية التي لا تعي انها دولة حديثة ،وهذا هو ما يحتل فكر رئيس الدولة . نعم انه ليس راضيا عما يحدث ، وضايقه تكرار العدوان ولكنه ومعه الدولة ممثلة في قيادات ورجال الامن ،والقيادات التنفيذية ممثلة في المحافظ ورؤساء المدن وعمد القري ،ونواب الشعب عن دوائر العدوان يفكرون ويرون المصريين المسيحيين من منظور طائفي
وأذا نظرت الدولة ورئيسها ومسؤولوها هكذا للمصريين المسيحيين لكان معني هذه النظرة انهم ليسوا مساويين للمصريين المسلمين وهوالامر الذي يظهر كثيرا في سلوك الدولة ومسؤوليها ،فالدولة المصرية لا تسمح للمصري المسيحي بالعمل في المخابرات ،لا تسمح له ان يكون وزيرا للداخلية او الخارجية ،لا تسمح له بأن يكون عميدا لكلية او رئيسا لجامعة ولا تسمح له بان يكون قيادة في الشرطة او الجيش إلا باعداد قليلة جدا جدا ،لا تسمح له بان يكون محافظا لمحافظة من محافظات مصر ، تمارس تمييزا ضده في بناء الكنائس بل تسمح للعامة والغوغاء بان يتحكموا في بناء كنيسة في سلوك مهين ومشين وكانه ليس من حق المصريين المسيحيين الصلاه والعباده وبناء الكنائس !
كل هذا التمييز والتهميش تمارسه الدولة ومسؤولوها مؤسس علي أن المسيحيين طائفة ،ولا يُنظر لهم علي انهم مواطنون ،من هنا أستدعي الرئيس البطريرك بوصفه كبير الطائفة المسيحية في بر مصر ،وطلب اليه العمل علي تهدئة أبناء طائفته رغم كل العدوان ،ورغم تكرار العدوان هنا وهناك بوتيرة متسارعة ،واعدا بالعمل علي تلافي أسباب العدوان
كان الاحري بالرئيس وكل المسؤولين ،والدولة ان تنظر للمصريين المسيحيين من خلال منظور المواطنة فتراهم لا طائفة ولكن مواطنين متساوون مع المواطنين المصريين المسلمين ،امام القانون وفي الحقوق والواجبات ،فتعالج العدوان عليهم بالقانون الذي يعاقب الجاني وينصف الضحية ،ويغلق الباب أمام تكرار العدوان طالما هناك ردع وعقاب
كان يجب علي الدولة والرئيس والمسؤولين ان لا يطلبوا من البابا والقيادات الكنيسة التدخل في الامر ،كان عليهم ان يعالجوا هم العدوان من منطلق مسؤوليتهم تجاه مواطنيهم ،وواجبهم في حمايتهم وفرض القانون
الدولة المصرية والرئيس والمسؤولون لا يعالجون جراح المصريين المسيحيين ولكنهم يعمقونها ،والغد سوف يشهد المزيد والمزيد من العدوان علي " أبناء الطائفة المسيحية بمصر " أعني المصريين المسيحيين طالما ان الدولة تهجر طريق المواطنة والقانون والمساواة وتستعين بالبابا لتهدئة المصريين المسيحيين الذين طفح الكيل بهم وبمعاناتهم .
رفعت عوض الله
كاتب وباحث



#رفعت_عوض_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزرع و الحصاد
- الدولة المصرية ومواطنيها المسيحيين
- عمدة لندن الجديد، مسلم أم علماني؟
- مقتل جوليو رجيني والروح الشرقيه
- عيش حريه عداله اجتماعيه كرامه انسانيه
- الشرطه والدوله والمصريون
- خطيئة الغرب ومقتلة باريس الاخيره
- مصر رايحه لفين
- فشل السلفيين ونظام الحكم في الانتخابات البرلمانيه
- روسيا والحرب الدينيه
- السعوديةواسرائيل
- المسيحية كم اراها
- الحزب العلماني والحزب الديني
- الأصولية الأسلامية والحضارة الإنسانية
- الاصولية الاسلامية والحضارة


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رفعت عوض الله - استدعاء رئيس الطائفه المسيحيه الى قصر الاتحاديه