أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - محاولة في فهم الحدث التركي














المزيد.....

محاولة في فهم الحدث التركي


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 5227 - 2016 / 7 / 18 - 00:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المحاولة الانقلابية الأخيرة الفاشلة تكون السادسة منذ اعلان الجمهورية التركية على أنقاض الامبراطورية العثمانية ودائما كان الجيش على حق ! بحسب البيان رقم واحد وسيد الموقف المنتصر على السياسيين المدنيين الفاسدين وحامي حمى نهج – كمال أتاتورك – القومي باني أول جمهورية تمجد العنصر التركي وتتجاهل المكونات الأخرى ورافع راية العلمانية أمام موجات المد الاسلامي حقيقية كانت أم وهمية الا هذه المرة التي شكلت استثناء حيث لم ينجح الانقلابييون ولم يسمع عامة الناس ببيانهم الذي أطلقوا عليه كمحاولة لجلب الاهتمام ( مجلس السلام ) بل سقطوا وتشتتوا وانهاروا منذ الساعات الأولى لأسباب عديدة .
هناك خصوصية تركية تتميز عن نظيراتها من دول الشرق الأوسط : حكومة اسلامية في دولة علمانية آسيو- أوروبية وحتى اسلامية الحكومة تختلف من حيث الشكل والمضمون والممارسة والوسائل عن اسلامية حكومة الاخوان المسلمين ( سابقا ) في مصر والحزب الحاكم الفائز في انتخابات ديموقراطية ( ع ت ) لم يعلن ولم يسعى ( الا بصورة بطيئة تكاد لاتلاحظ ) الى أسلمة المجتمع أو – اخونته – كما عمل على ذلك الرئيس المصري وحزبه عندما فاز بنسبة ضئيلة ومطعونة بصحتها أصلا كما أن حزب العدالة والتنمية التركي كأنه يجسد معاني الموقع الجغرافي لتركيا نصف آسيوي يميل الى التدين ونصف أوروبي أقرب الى سلوك الأحزاب المسيحية الديموقراطية التي لاتجسد القيم الدينية المعروفة ولاتحمل آيديولوجيتها الكنسية قبل فصل الدين عن الدولة والسياسة منذ الثورة الفرنسية ونهضة أوروبا بشكل عام .
منذ تسلم حزب العدالة والتنمية الحكومة منذ أكثر من عقد من الزمن كان واعيا لدور الجيش في الحياة السياسية التركية ولم يضع في برنامجه مناطحة الجيش أو ازاحته من موقعه الطبيعي المتواصل منذ قيام الجمهورية وهو التحكم من وراء الستار ويخطىء من يظن أن الحزب الحاكم في صراع مع العسكر بل بالعكس تماما هناك اعتراف بدور الجيش القومي وحمايته للدستور ونهج أتاتورك وقبول لامتيازاته المتوارثة منذ عقود وانسجام وتوافق على تقاسم السلطات واتفاق على السياسات الخارجية والقضايا الداخلية وخصوصا القضية الكردية .
بعد اندلاع الثورة السورية اتخذت الحكومة التركية موقفا داعما لها وفي المرحلة الأولى كانت تطمح الى جانب دولة قطر استثمار ثورات الربيع لمصلحة الاسلام السياسي وخصوصا أحزاب حركة الاخوان المسلمين ولكن بعد هزيمة الاخوان بمصر وتراجعهم في تونس وانهيارهم وتحولهم الى عصابات مسلحة في ليبيا تضاءلت طموحات الحزب الحاكم في تركيا وكانت في مراجعة حساباتها منذ تشكيل الحكومة الجديدة قبل نحو شهر ولكن خلال السنوات الخمس المنصرمة وبسبب استعصاء الحل السوري وتفاقم مخاطر – داعش – وظهور الدور الروسي على المسرح والتعاون بين واشنطن وموسكو والتباعد بين أنقرة ودول الناتو وبعد الاتفاق النووي الايراني تزايدت أعداد الأطراف المعادية والمخاصمة لتركيا ودورها في المنطقة الى درجة تمني البعض ازالتها دولة وحكومة .
وفي احتساب القوى التي يمكن أن تكون شريكة في الانقلاب الفاشل أو متمنية نجاحها لابد من تشخيص الأطراف المناوئة لحكومة أنقرة ففي الداخل هناك أحزاب المعارضة وضمنها حزب الشعوب الديموقراطية المحسوب على الكرد التي وان وقفت الى جانب الشرعية بعد فشل الانقلاب فانها تسعى الى اسقاطها بالطرق السلمية وليس لها امتدادات تذكر ضمن صفوف الجيش وهناك أيضا المكون العلوي المناهض للحكومة وله وجود فعلي ضمن الجيش والمؤسسات الأمنية ومن غير المستبعد أن يكون لهؤلاء صلات مع أجهزة النظام السوري ومن خلاله وحديثا مع الأوساط الروسية العسكرية والأمنية المتواجدة على الأراضي السورية وبالقرب من الحدود مع تركيا وكذلك مع الجهات الايرانية .
ولانستبعد هنا فرضية أن جزءا هاما من الاتفاق النووي الايراني كان لغير صالح تركيا لا على الصعيد الاقتصادي ولا بمايتعلق باستراتيجية الدفاع والدور التركي في الشرق الأوسط اضافة الى اختلال التوازن في صراع السنة والشيعة المحتدم بحسب منظور ومفهوم الدول الحاكمة بالمنطقة كما أن التقارب الأمريكي – الروسي الى حد التفاهم والتنسيق السياسي والعسكري حول سوريا موجه في الأساس ضد تركيا وسياستها ومشروعها وهذا مادفع الأتراك الى الاسراع في تحسين علاقاتها مع اسرائيل وروسيا والتوجه لاصلاح ذات البين مع العراق وايران وحتى سوريا النظام أو مابعد الأسد وقد ظهرت ملامح خلال الساعات الأولى للانقلاب تشير الى ضلوع قوى خارجية أو معرفة بعضها واطلاعها على حدوث ذلك كما أن الموقف الفرنسي والألماني لايتسم بأدنى شروط الصداقة مع تركيا بل يخترق المفاهيم الدبلوماسية واحترام سيادة الدول .
لاشك أن أول من تصدى للانقلابيين وكسر شوكتهم وأفسد خطتهم هو الشعب الأعزل اضافة الى قوى الأمن الداخلي والمخابرات وكذلك شخصية الرئيس التركي التي لم تتزعز ولم تنهار رغم كل المخاطر والضغوطات وعليه أن لايتصور لحظة أن مقاومة الانقلاب لم تكن من أجل عيونه أو طموحاته الشخصية بل جاءت كرها للعسكر الذي تسلط وأساء وتآمر على حقوق الشعب منذ عقود وكوفاء لشعوب تركيا عليه رد الجميل واحقاق الحقوق والتراجع عن طموحاته الامبراطورية والبدء فورا باحياء العملية التفاوضية السلمية لحل القضية الكردية والخروج مع حزبه نهائيا من أوهام الاسلام السياسي – الاخواني – والمضي في دعم الشعب السوري ونصرة قضيته وثورته حين ذاك سيتعزز موقع تركيا وستفشل كل المخططات المعادية من الداخل والخارج .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرا : سميرة المسالمة
- في صلب قضايانا
- العقد الحزبي الباطل
- اضاءات كاشفة على الأحداث
- - قبلتنا - موسكو
- اسرائيل في المعادلة السورية
- لاقنديل منطقة محررة ولاقامشلي
- في مشروعية القلق على المصير الوطني
- - الهيئة التفاوضية - والانهيار المتدرج
- العلاقات الكردية – العربية في مواجهة التحديات
- السبيل الى توفير شروط الانقاذ الوطني
- ندوة عن تحديات العلاقات الكردية – العربية
- متابعة سريعة لأبرز الأحداث
- ماذا يجري في القامشلي ؟
- من جديد بارزاني يصارح الكرد السوريين
- من الصراع بين الشعب والنظام الى - الحوار بين الأسد وخصومه -
- لقاء شامل مع مجلة ( كولان )
- مغالطات الأحزاب حول زيارة – حجاب – الى اربيل
- مفهومان بشأن - وحدة الصف - الكردي السوري
- في سيرة صلاح الدين


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - محاولة في فهم الحدث التركي